حرب حزيران سنة 1967م
وبعد مقتل سيد قطب بتسعة أشهر فقط احتلت اسرائيل حتى القناة/ يونيو سنة 1967
في شهر أيار (الخامس) سنة 1967 طرد عبد الناصر البوليس الدولي من سيناء وحرك الجيش إلى سيناء استعداد للحرب. كان هذا بعد أن أعلن عبد الناصر قبل أشهر من هذا التاريخ في معرض مناقشته للسوريين حول تحويل مياه نهر الأردن.
(ان التفكير في أية معركة شاملة مع العدو اليوم هو بمثابة انتحار) (1)[مجتمع الكراهية لسعد جمعة ص/128].
وقد قرر مؤتمر الدار البيضاء للقادة العرب في آخر سنة 1965 مايلي:
(إن خطتنا العسكرية إذا صفت النيات تحتاج إلى بضع سنين لتصل إلى مستوى الردع لا إلى مستوى الهجوم)(2) [مجتمع الكراهية لسعد جمعة ص/128].
وبعد أقل من عام أعلن عبد الناصر الهجوم على اسرائيل وسبق الهزيمة ادعاء عريض من عبد الناصر وصحفه وتبجح لا يكاد يحتمل, وأما صواريخ القاهر, الظافر فلا تسأل عن الأغاني لها. ففي المؤتمر الصحفي الذي عقده عبد الناصر في 27 / 5 / 67 أعلن أنه: سيحارب اسرائيل ومن وراء اسرائيل وقالت الاذاعة (تجو ع يا سمك) (بالبحر حنقذفهم: أي سنلقي اليهود في البحر) (أم كلثوم ستغني لك في تل أبيب)
وكتبت جريدة الجمهورية القاهرية 21/5/67 (في ساعات قليلة يمكن أن تسحق اسرائيل بغير استخدام كافة اسلحتنا) (3)[الحلول المستوردة ص274].
وقال محمد حسنين هيكل 2/6/76 -قبل النكبة بثلاثة أيام: (إن اسرائيل مقبلة على عملية انكسار تكاد تكون محققة سواء من الداخل أو من الخارج)(4) [الحلول المستوردة ص274
وسئل شمس بدران(1)[الحلول المستوردة ص275]. -وزير الحربية المصري- فيما لو تدخل الأسطول السادس الأمريكي فرد: 0إطمئن, أول طلقة يطلقها أبططه (أي أسحقه) وكانت مسرحية حرب سنة 1967 التي أعلن فيها عبد الناصر في خطاب الاستقالة يوم 9 يونيو بعد الهزيمة فقال:
(كنت على علم مائة بالمائة أن الهجوم يوم الاثنين واتصل بي السفير الأمريكي الساعة السابعة مساء والسفير الروسي الساعة الثالثة صباحا من فجر الاثنين)
مع هذا العلم بالهجوم ماذا كان في مصر
1 - حفلة ليلة الهجوم (ليلة الاثنين) ساهرة ترقص فيها سهير زكي ويحضرها أربعمائة ضابط من الطيران ويشرف على الحفلة صدقي محمود -قائد السلاح الجوي- وباروخ نادل اليهودي الذي بقي مستشارا للطيران المصري العسكري من سنة 1955 - سنة 1967 ثم كتب كتابه (تحطمت الطائرات عند الفجر) (2)[انظر نفس الكتاب: تحطمت الطائرات عند الفجر]. واستمرت الحفلة إلى الفجر.
2 - كانت الطائرات الحربية معروضة على أرض المطارات دون ملاجيء .
3 - لم يكن في جو مصر طائرة مراقبة واحدة كما يقول جنرال هود قائد سلاح الجو الاسرائيلي.
4 - كان عدد الجيش المصري في الصحراء أربعين ألفا (4 فرق مشاة) لم يطلب منه أن يحفر حتى مجرد خنادق دفاعية.
5 - عندما سأل بعض المقربين لعبد الناصر عن تفكيره جديا بالحرب قال (أنتو فاكرين عايزين نحارب, المسألة كلها مظاهرة سياسية)
6 - أمر عبد الحكيم عامر أن يكون مع كبار أركانه في طائرة هليوكبتر في صباح 5 حزيران حتى لا تشتغل المضادات الجوية ضد الطيران الاسرائيلي لأن طائرة المشير في الجو.
7 - يقول أحمد اسماعيل والجمعي: كنا قادة في سيناء فلم تمر علينا أية برقية ولو واحدة.
8 - كانت المحطات المصرية تعلن هدف المعركة (لأجل الربيع, لأجل الحياة لأجل عشاق الحياة إضرب) أم كلثوم وعبد الحليم معك في المعركة.
9 - جاء الأمر للقوات في سيناء كالتالي
(سلاح الطيران تحطم ألقي سلاحك وانسحب)
01- أعلن عبد الناصر أنه يتحمل النتيجة وامتص غضب الجمهور بدموع التماسيح واستقال وخرجت جماهير تسعة وعشرة يونيو لترجعه ???
وكل شيء معد من قبل ...
11 - اتصل الملك حسين بعبد الناصر ظهر الخامس من حزيران ليسأله عن خبر المعركة فقال (أسقطنا ثلثي طائرات العدو, طائراتنا فوق تل أبيب, شد حيلك يا جلالة الملك) التوقيع: سلمى (اسم عبد الناصر بالشيفرة العسكرية). وقد التقطت محطة اسرائيل هذه البرقية وأذاعتها عدة مرات من إذاعتها بصوت عبد الناصر وأنا سمعتها أكثر من مرة أثناء حرب الأيام الستة بأذني.
- أخفى عبد الناصر خبر الطيران المصري عن الأردن مدة 36ساعة حتى يزج بالأردن في المعركة وتتحطم كما تحطمت مصر
يقول سعد جمعة (3)[مجتمع الكراهية ص129، وأما أحمد سعيد فهو مدير إذاعة صوت العرب المصرية]. رئيس وزراء الأردن أثناء الحرب
(سمعت المذيع الأردني ظهر الخامس من حزيران يقول: (لقد بلغ مجموع ما حطمه نسورنا للأعداء خمسين طائرة مقاتلة ... فاتصلت لتوي 0(رأسا ) بمدير الاذاعة أسأله عن هذا التزوير فأجاب ببساطة وهدوء:
لقد أسقط أحمد سعيد مائتي طائرة للعدو فلا أقل من أن نسقط نحن خمسين!? هكذا والله!
أما بالنسبة للأردن: فلم يكن عندها غطاء جوي واتفقت مع سوريا أن تقوم سوريا بهذه المهمة.
أما دباباتها فلم ترسل منها إلا قليلا للضفة الغربية وبقيت معظم الدروع في الغور
أما سوريا: فقد اتصل عبد المنعم رياض (القائد العام للقوات المشتركة الأردن -سوريا- مصر) بسوريا وطلب من سوريا ضرب المطارات الاسرائيلية بالتعاون مع الأردن والعراق, وتباطأ البعثيون عدة مرات. ولو تحركت الطائرات السورية وضربت المطارات الاسرائيلية لتغير وجه المعركة. ويصرح بهذا الأستاذ سعد جمعة -رئيس الوزراء الأردني- في أثناء الحرب وقد كتب كتابا سماها (المؤامرة ومعركة المصير).
يقول بأنا طلبنا من سوريا المرة تلو المرة يوم الخامس من حزيران أن تخرج طائراتها وهي تستمهلنا ساعة ولم تخرجها.
ويقول (1)[المؤامرة ومعركة المصير/سعد جمعة ص109-110]. سعد جمعة:
(ظهر الخامس من حزيران اتصل سفير دولة كبرى في دمشق بمسؤول كبير ودعاه إلى منزله لأمر عاجل, وتم الاجتماع في الحال فنقل السفير للمسؤول السوري نص برقية عاجلة من حكومته توكد أن سلاح الجو الاسرائيلي قد قضى قضاء مبرما على سلاح الجو المصري, وأن المعركة بين العرب واسرائيل قد اتضحت نتائجها وإن اسرائيل لا تنوي مهاجمة النظام السوري وإن اسرائيل من قبل ومن بعد بلد اشتراكي يعطف على التجربة الاشتراكية البعثية خاصة (البعثية العلوية) ... لذا فمصلحة سوريا, مصلحة الحزب, ومكاسب الثورة أن تكتفي بمناوشات بسيطة لتكفل لنفسها السلامة.
وذهب المسؤول السوري غير بعيد ليعرض ما سمعه لتوه على رفاق القيادتين القومية والقطرية, وعاد الرسول السوري غير بعيد ليبلغ السفير استجابة الحزب والحكومة والقيادات لمضمون البرقية العاجلة, وهكذا كان) (2) [المؤامرة ومعركة المصير/سعد جمعة ص109-110].
ويبين رودلف تشرشل في كتابه (حرب الأيام الستة) كيفية الخيانة: فيقول: في الوقت الذي كانت المدفعية السورية مشغولة بالقاء الآف الأطنان من المتفجرت على العشب اليابس والاكشاك الفارغة في المستعمرات القريبة من الجولان كانت جرافات البلدوزر الاسرائيلية شاقة طريقها أمام الدبابات الاسرائيلية.
ولقد حدث أن تعطل محرك إحدى الدبابات السورية المنسحبه من الجولان فأدار الجندي فوهة مدفعها وقصف محور الدبابات الاسرائيلي فأصاب ستا من الدبابات عطل تقدم الجيش الاسرائيلي ثماني ساعات في ذلك المحور (3)[حرب الأيام الستة/ رودلف تشرشل -حفيد تشرشل-].
ولذا فقد أعلنت سوريا من إذاعتها سقوط القنيطرة قبل سقوطها بتسع عشرة ساعة.
يقول سامي الجندي -من قادة البعث- كم كان مخزيا أن يعلن المندوب السوري وعلى شاشة تلفاز الأمم المتحدة سقوط القنيطرة بينما المندوب الاسرائيلي ينفي ذلك.
ولقد كانت الاذاعة السورية تردد (الميج تتحدى القدر) أي طائرات الميج السوري تتحدى الله فهزمت شر هزيمة.
ونحن لا نستغرب كل هذا: لأن الأمين العام لفرع حزب البعث في دمشق هو أحمد رباح -يهودي مغربي- واختفى بعد حرب سنة 1967.
ولقد طلعت علينا سوريا بعد هذه الهزيمة النكراء تقول (اننا لم نهزم لأن قصد اسرائيل اسقاط الحزب ولم تستطع اسقاطه) وصدق رسول الله (ص) ؛ان مما ادرك الناس ومن كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ماشئت« رواه البخاري عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري
وإذا أردت مزيدا من الوضوح عن قضية الخيانة فاقرأ كتاب (سقوط الجولان/خليل مصطفى / مدير الاستخبارات العسكرية في الجولان لفترة طويلة) وقد اختفى هذا المؤلف إذ اختطفته كلاب البعث النصيري من بيروت.
وبعد الحرب طلبت سوريا من أمريكا المحافظة عليها فاشترطت أمريكا عليها تفريغ الجولان ويحدث (دريد المفتي)(4)[مجتمع الكراهية لسعد جمعة ص131]. -وزير سوريا المفوض في مدريد أثناء حرب حزيران- فيقول في حديث له مع سعد جمعة :
لقد قرأت كتابك (المؤامرة ومعركة المصير) عن جريمة تسليم الجولان لجيش الدفاع الاسرائيلي دون قتال والتي اقترفها الثلاثي (صلاح جديد, زعين, ماخوس).
وأحب أن أطلعك على مذكرة سل مت لي بتاريخ 28/7/1967 (تهدي وزارة الخارجية الاسبانية تحياتها إلى السفارة السورية بمدريد, وترجو أن تعلمها أنها قامت بناء على رغبة الحكومة السورية بالاتصال بالجهات الأمريكية المختصة لاعلامها برغبة سوريا في المحافظة على الحالة الراهنة الناجمة عن حرب حزيران سنة 1967 ....
وتود إعلامها أنها نتيجة لتلك الاتصالات تؤكد الحكومة الامريكية أن ماتطلبه الحكومة السورية ممكن: إذا حافظت سوريا على هدوء المنطقة, وسمحت لسكان الجولان بالهجرة للاستيطان في بقية أجزاء الوطن السوري, وتعهدت بعدم قيام نشاطات تخريبية من ناحيتها تعكر الوضع الراهن)
لعلك تلاحظ يا أخي أن تفريغ الجولان من سكانها تم منذ سنة 1967 فالجولان فعلا منضمة إلى اسرائيل منذ ذلك الحين, والآن تملأ سوريا الدنيا عويلا على ضم الجولان سنة 1982.
المفضلات