فن الخط و الرسم الصيني

بحث قام به الكاتب

رضا سالم الصامت



مصدر الكلمات الصينية يعود إلى الرسوم والرموز القديمة التي تطورت تدريجيا حتى صارت المقاطع الصينية الحالية. أما الخط الصيني فقد تكون أثناء عملية كتابة وتطور الكلمات الصينية حتى صار فنا مستقلا. وتكمن جاذبية هذا الفن في أن الخطاطين لا يستخدمون إلا الورق والفرشاة والحبر الصيني، ولا يكتبون على الورق سوى خطوط ، ولكنهم يستطيعون بذلك أن يظهروا مهاراتهم في الكتابة بمختلف الأشكال والأساليب.
لقد ورث هذا الفن البديع في الكتابة من القدماء قبل آلاف السنين إلى الأجيال اللاحقة بلا نهاية. وقد ظهر خطاطون عظماء في كل عهد من التاريخ. وبطبيعة الحال، أصبح فنهم في الكتابة وميزات أساليبهم رمزا نموذجيا لخطوط عهدهم. وحتى اليوم ، لا يزال الكثيرون يحبون هذا الفن ويتمرنون عليه، بحيث تقيم دائما جمعية الخطاطين الصينية وفروعها من مختلف المستويات، نشاطات يتبادل فيها الخطاطون والهواة خبراتهم في الكتابة و يعرضون خطوطهم من خلال معارض
اختلافا عن الرسم الزيتي الغربي، يمتاز الرسم الصيني التقليدي بأساليب تشكيلية فريدة. وأقدم الرسوم الصينية رسمت على سطوح الأدوات الفخارية التي يرجع تاريخها إلى ما قبل 6 أو 7 آلاف من السنين أي العصر الحجري الحديث. ولما كان أقدم أدوات الكتابة مستخدمة أيضا للرسم، بدت الكلمات الصينية وكذلك الرسوم الصينية في أشكال خطوط رئيسيا، لذلك ثمة نظرية تقول إن الخط والرسم ينبعان من مصدر واحد. ولهذا السبب بالذات يتميز الرسم الصيني بميزة بارزة تتمثل في كتابة الشعر أو العبارات على الرسوم ، الأمر الذي جعل محتويات الشعر والخط والرسم تندمج حتى تصبح كتلة فنية واحدة تمنح الناس متعة الجمال من جميع النواحي. والكثير من الرسوم القديمة رسمت على الجدران أو على الحواجز. وحتى يومنا هذا لا نزال نستطيع أن نستمتع بروعة الرسوم الجدارية القديمة داخل حجرات مقابر أسرتي هان وتانغ وغيرهما من العهود الغابرة.
تعتبر رسوم الأشخاص والجبال والأنهار والأزهار والطيور من أهم الرسوم الصينية التقليدية. وقد حفظت رسوم كثيرة من هذا النوع مازالت تبدو مفعمة بالحيوية.
تنشط أوساط الرسم الصيني في الوقت الراهن. وتقام في قاعة الفنون الجميلة الصينية وقاعات فنون أخرى معارض رسم للأفراد أو لجماعات من الرسامين دون انقطاع وعلى مدار السنة. كما تقام معارض الرسم الصينية خارج البلاد سنويا في اليابان وجمهورية كوريا والولايات المتحدة وكندا ودول أوربية و عربية . إلى جانب الرسم الصيني التقليدي، حقق فن الرسم الغربي تطورا أيضا في الصين ويضم الرسم الزيتي والرسم الحفري والرسم المائي. ونجح بعض الرسامين الصينيين في دمج مزايا الرسم الصيني والرسم الغربي في كيان واحد، واخترعوا أسلوبا فريدا في الرسم. وهكذا ظهرت في أوساط الرسم الصينية أعمال فنية رائعة ذات أساليب متنوعة وجميلة .....
رضا سالم الصامت بكين
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي