إلى الأعزاء جمهور واتا
ترانا اليوم نتخبط في ميادين معارك تُفرض علينا و كأننا فقدنا زمام المبادرة ، و ما قوتل قوم في عقر دارهم إلاّ ذلّوا. فها هو الغرب بمجمله قد سلبنا إرادة المبادرة بعد أن أقام من نفسه وصيا غير شرعي على تراثنا و مرجعا لكل أعمالنا, فهل صحيح أن الحضارة الغربية بكل ما فيها من غث و سمين هي حضارة رائدة للناس أجمعين و قبلة تحتذى؟
لقد سرق الغرب الكافر ثروات الشعوب باسم المسيحية المزيفة التي جعل منها وسيلة لبسط نفوذه على الشعوب المستضعفة بعد أن جعل منها طريقا لاستلاب إرادة الرفض. فهاهم المبشرون قد أخضعوا شعوب إفريقية باسم الدين، كما أبادوا الهنود الحمر في الأمريكتين.
كان المسيحيون الأوائل موحدين على مذهب آريوس الإنطاكي يعتقدون إن المسيح نبي كريم و ليس إلها قبل انعقاد مجمع نيقية الأول عام 325 للميلاد، الذي دعا إليه الأمبرطور الوثني قسطنطين الذي كان يعبد إله الشمس (سول) و تراءى له أن السيد المسيح صورة له، فأباد الموحدين و أقام للمسيحيين خليفة هو البابا و جعل من رجال الدين وسيطا بين الله و الناس و أن الله لا يقبل توبة المسيء ما لم يقل له رجل الدين،" قد غفرت لك". كما جعل من السيد المسيح أقنوما إلهيا يموت على الصليب و يقوم سائلا الله لماذا تخلّى عنه.
منذ ذلك التاريخ، أصبحت الديانة المسيحية المشوهة وسيلة لتكسُّب رجال الدين الذين استصدروا صكوك الغفران يبيعونها للسّذّج، أو يقومون بالتمثيل غلى المسارح لإخراج الناس عن أطوارهم و تنويم عقولهم و جعلهم يقبلون، على العنياء، كل ما يلقّن لهم من أباطيل. كما أصبحت الديانة المسيحية المزيّفة سلاحا سياسيا، باسمها تحتل الأمصار و يساق العبيد إلى الرّقّ، و يدّعي المنافقون الجدد أنهم ينفّذون مشيئة الله بتمكين اليهود من احتلال فلسطين و إعادة بناء الهيكل المزعوم لتقريب عودة المسيح.
لقد قامت في المسيحية الغربية مدارس عديدة بدعم من اليهود، فهلاّ قام المسيحيون الشرقيون باسترداد المسيحية الشرقية الصحيحة و استرداد المسيح السليب من قصر الفاتيكان إلى دار السلام!