ربيع المعاريف يكرم الشاعر محمد الرويسي
قام ربيع المعاريف بسيدي بليوط، يومه الجمعة بتاريخ 21/ماي /2010 ،بتكريم المناضل والشاعر محمد الرويسي بالمركب الثقافي محمد زفزاف /المعاريف ،على الساعة 8 مساء ،في حفل بهيج حضرته نخبة من الشعراء المرموقين ،تجاوز عددهم 100 ،وفِدوا من كل أنحاء المغرب :موريطانيا وجدة ،فاس ،مكناس ،أكادير وغيرها ،تقديرا لشخصه ،ووفاء لمشاعره الرقيقة ،وإيمانا بقيمة عمله الشعري ،وإذ يكرمون الشاعر محمد الرويسي، فهم يكرمون رمزا من رموز المغرب الكبيرة ،التي أعطت في الميدان الشعري فأبلت ، وقدمت تضحيات جسيمة في سبيل الوطن، وعيش الإنسان المغربي بكامل حريته وكرامته، فأوفت ، ناهيك عما قدمه الشاعر محمد الرويسي من خدمة للأدباء ،في عقد لمات جميلة ، ليقارعوا كأس الهم اليومي ،وينادموا بلاغة الحرف ،واستعارة الكلمة ..
مرت أجواء الحفل تتناغم فيها أربع فقرات ،متداخلة في بعضها لتخرج أشياء، تليق بمقام شاعرنا محمد الرويسي ،وترُد له الاعتبار ...فكانت فقرة الطرب والغناء ، وفقرة القراءات الشعرية ،وفقرة الكلمات في حق المحتفى به ،وفقرة تقديم الهدايا ،امتزجت الفقرات بنظام وانتظلم ،متلاحمة ،لتخرج بيوم بألوان قوس قزح ..استشعرنا فيه أننا في عرس أدبي حقيقي ،تَحَلق فيه الأدباء حول عريس اللقاء ،الشاعر محمد الرويسي ،الذي ألّق اللحظات بهدوئه ورزانته ،كان كل واحد يدلي بدلوه قولا أو شعرا أو تعبيرا غنائيا، أو بتقديم هدية ...لكن، فمهما قلنا وأفضنا ،فلن نستوفي شاعرنا حقه سواء من حيث صدق مشاعره ونبل خلقه ،أو حب وطنه وعشيرته ،أو تميز عمله الشعري ..فإن كانت المؤسسات الرسمية تعلي من شأن البعض على الخواء ،وتغفل مثل هؤلاء الرموز المعطاءة ،تحسبا لاعتبارات لاندري ماسرها ،فإن الأدباء المقصيين يضعون أيديهم في أيدي البعض ،بكل محبة وتقدير ،ليعتزوا ويفخروا بإخوانهم المقوقَعين تحت الظل ،و لايرقصون للبهرجة،والاعتلاء ..
كان للحفل صداه لامس ببهاء كل القلوب الطيبة ،وترك أثرا موشوما ،في نفوس الحاضرين ،وفي نفس المحتفى به ،سيظل مفخرة على ركح الأدب المغربي ...
مالكة عسال
بتاريخ 22/05/2010

الكلمة التي قيلت في تكريم السيد محمد الرويسي من طرف مالكة عسال
ليلة القبض على الشاعر محمد الرويسي
جميل أن ينتصب ربيع المعارف شامخا، بين أحضان فصل الربيع ،ليتوج رمزا من فطاحلة الشعر الحديث ،الذين بصموا بالبلور في ثوب الشعر المغربي ،وزودوا خزانتنا العربية بكنوز، ستظل سيماتها خالدة على صفحات التاريخ ،ومشعلا للأجيال القادمة ..هو الشاعر محمد الرويسي من مواليد مدينة الدارالبيضاء سنة 1946،
**-شاعر جمعوي ومناضل ،ورث النضال جنبا إلى جنب الفقراء والمتعوسين والبؤساء أبا عن جد ..
**- نشرت أشعاره في الصحف والمجلات ..
**- شارك في العديد من الملتقيات والمهرجانات الأدبية محليا ووطنيا ..
**- له ثلاث إصدارات :
ـــــــ من فتحة إبرة سنة 2007 شعر
ـــــــ سكن بحرا سنة 2008 شعر
ـــــــ أنا من شيأ الأشياء سنة 2010
الحس الوجداني
غرس الشاعر محمد الرويسي دبابيسه الإبداعية ،في التيار الحسي ،الوجداني ليعبر عن حالته النفسية المزاجية، مشذبا مهذبا الأدب بكل معانيه ومراميه ، لفظا وشكلا ومضمونا ،فصدح صوتُه لتخرج أشياء وعناصر أخرى تحتوي على الحس والشاعرية والعقلية متفاعلة ،تسعى كل منها جاهدة لإبراز الحقيقة وإيصالها إلى الإنسان تنويرا له في الحياة والمجتمع ،فهو يشرك مع المتلقي الأحاسيس والمشاعر لتوجيهه نحو غاية أو فضيلة ،أو تجسيد معنى تجسيدا فنيا ملائما حسيا وذاتيا، بكل ماتملكه الكلمة من تشبيهات ومجازات واستعارات في تحديد منظم للصور التعبيرية لرفع درجة الأحاسيس ،والتحليق بها في أجواء عليا لايصل إليها لسان ...
الحس الحداثي
يترفع شاعرنا محمد الرويسي عما هو ثابت ،وقائم ،جاهزا عن القرائن المسكوكة ،داعيا إلى المحاولات الإنسانية ،والقيم الاجتماعية الشريفة والسلوك الحسن ،مؤمنا بأن الثقافة سلوك ،رقيا للأدب وتنمية للمجتمع ،ليمد المتلقي بالعظيم ،من الأحاسيس والإدراك والفهم والمعرفة ،حافرا قنوات جديدة في جذع الشعر ،بكل ماتستدعيه الكلمة من ترميز وإيحاء ،داهسا على الصعاب ،ماتحا أدبه من صروف الدهر ،والعلاقات الاجتماعية والسياسية،وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على خياله الشاسع ،الذي يلخص العالم كله بمتنافرته وأضداده بعيوبه ،ومحاسنه ،بويلاته بنكباته في قلة من الألفاظ بشساعة المعنى وعمق الدلالة ..
الحس النضالي الإنساني
من يلقي نظرة على أشعار محمد الرويسي، يتلمس قوة إنسانية عبقرية ملهمة ،قادرة على بث إلهامها داخل العالم الإنساني ،فتنصهر أموره وقضاياه ، فاتحا أمام جمهوره الأبواب المغلقة، فتتماسك بين يديه الأشياء ،وتتحد العناصر في أعلى قممها من المعاني والأحاسيس والأفكار والرؤى العميقة ،خدمة للإنسانية ،جمعاء ،ضاربا بعمق ،مضاجع المعتقلين ،ناقرا بيوت المهمشين والمقصيين ،متتبعا المغتربين والمُهجّرين ،والذين اغتالتهم الأيادي الآثمة ،للكشف عن الأسرار ،وفك طلاسم الإبهام المهيمن ،مستعملا في ذلك طقوسه الخاصة ،بامتصاص الأوضاع المزرية في قالب فني رفيع، معتمدا عناصره الابتكارية بكل أبعادها ،وموقفا في منتهى الإنسانية ..
الحس اللغوي
حتى يقترب شاعرنا محمد الرويسي من جمهوره ،يوظف تيمات لها وضع حساس على القلبين معا : قلب الشاعر ،وقلب المتلقي ،بلغة سهلة رفيعة ،انتقى معجمها بعناية ،وركبها في شكل فسيفسائي لفظا لفظا ،حتى غدت جواهر مرصعة في سبيكة ذهبية ، وبلمسة منك بسيطة لأحد دواوينه ،تجد نفسك منْشَدا كليا إليه ،فلاتستطيع أن تنفض يديك من لوزه إلا بعد أن تكمله ..

الحس الصالوني

انتفض الأديب محمد الرويسي من رقعة ،مضروب فيها الحصار على الأديب
إذ تعشش حروفه،وتتناسل على الرفوف تحت ظلال ممتدة ،وحتى يخلق منبرا مشمسا يعانق فيه المقصيين والمهمشين من الأدباء مثله، نحت شاعرنا محمد الرويسي من جلده ،متخطيا العثرات قافزا على القمم الشاهقة ، صالونا أدبيا ،ليقيم سمره الشعري ،مُشرعا بيتَه مؤثثا بآيات الترحيب والقداسة ،ليخلق فجوة للأدباء يتنفسون في عروق الحرف شعلة الشعر ولهبه ،ويمارسون صخبهم الجنوني ،بكل تودد وحرية ،وهكذا أصبح الأدباء يتوافدون من كل قطر وناحية ،يذوب فيهم شاعرنا في توحد صوفي صرف ...وحين ضاق البيت حجما بالعدد الهائل من الشعراء ،المنجذبين إلى هذه الواحة المتوهجة بمنارتها ،حوّل الشاعر مقام صالونه ، إلى مركب محمد زفزاف ،حتى يفسح المجال أكثر لكل متمرس محترف ،أو شاب مبتدئ ،دون الفرق لديه بين هذا أو ذاك ..
خلاصة ،
السيد محمد الرويسي ،غني عن التعريف، صدح فأربك ،وصرخ فبعث الأثر ،وتغنى فأطرب ،له فرادة وطقوس نوعية ،في مساره الشعري ،لغة ومعنى وتيمة ،وصياغة وأسلوبا ،بكل ماتعنيه الطرق الفنية من معنى ...
مالكة عسال بتاريخ 17/05/2010

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

على اليمين مالكة عسال ،المكرم به محمد الرويسي ،ثريا مبروك ،المترجم حسن الغافل