Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 18 من 18

الموضوع: مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية رضا سالم الصامت
    تاريخ التسجيل
    01/02/2009
    العمر
    71
    المشاركات
    327
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

    مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

    بقلم الكاتب : رضا سالم الصامت

    ها قد حل شهر المولد النبوي الشريف مع إطلالة فصل الربيع الجميل فقامت الأرض المخضرة تحي مع بني البشر من المسلمين ذكرى مولد الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و الأجواء معطرة وبهاته المناسبة السعيدة اخترت قصيد ة للشاعر عز الدين الغزاوي من ديوان الخلاص .
    وأستسمحه في نشر بعض أبياتها :

    جاء الفاتح جمعة إعلانا *** للربيع الأول شهر به ازدان
    ربيعين حلا فهبت الدنيا *** بربيع أخضر فل و أقحوان
    شرف الزمان به ليضيء *** ظلام الكون فالكل به نشوان
    عبق المكان بعطر فواح *** قدومه يمن بطالعه المزدان
    أدهش المحبون بأنواره *** صلاته لهم فوز و رضوان
    نور ملأ الآفاق شعاعه *** يبهـر الأبصـار، زينة الأذان
    يا خير من رددت صلاته *** بشيرا، سنتك فاقت البيان
    نبي فاق النبيئين رفعة *** إمام لهم و الإيمان له عنوان
    ندعو الله بجاه مقامك *** فيستجاب الدعاء في كل آن
    أتيت والناس في غفلة *** أخرجتهم لنور بلا حسبان
    نوديت بالحمد يا محمد *** يا بديع الصفات نقي الجنان
    نور يهتدي الضال به *** ليمشي نور الحق بالوجدان
    طيب الأعراق من معينه *** اصطفاه ربه جود و إحسان
    طبيب القلوب إنه بلسم *** لكل داء قدوة لكل إنسان
    يا من شق صدره بأمر *** الإله فطهر بأمن و أمان
    خلقت مبرأ من كل داء *** تسمو إلى رفعة في العنان
    المدح و الوصف قليل *** في حقك إسراءك بحسبان
    لك بالقلوب منا منزلة *** زادت بالفتح المبين يسجدان
    ناديت للتوحيد طويلا *** حتى أتى اليقين دعوة و شأن
    صلى الله عليك كثيرا *** يا محمد رسولنا طه العدنان

    في الوقت الذي نفرح في إحياء ذكرى مولده علينا أن نجدد استنكارنا لكل من يسيء لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من رسومات كاريكاتورية أو ما شابه ذلك ونستنكر تلك الممارسات المبتدعة التي اختزل فيها حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع كل ذلك - فإننا نستنكر -كذلك- الجفاء في محبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وعدم معرفة فضله على الأمة، وأنه الرؤوف الرحيم بالمؤمنين، هداهم إلى الصراط المستقيم، ولم يترك سبيلاً لهدايتهم إلا سلكه، ولا علمًا إلا بذله، و علينا أن نأخذ عبرة من سيد الخلق و أفضلهم هذا و قد سلط الشيخ فرحات المنجي أحد كبار علماء الأزهر الشريف الضوء في حلقته من "برنامج الدين والحياة" على قناة (الحياة) الفضائية، على المولد النبوي وكيفية الاستفادة من هذه الذكرى العطرة التي نحتفل بها كل عام.

    وأوضح الشيخ منجي أن المسلمين اعتادوا منذ قرون على الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بتلاوة السيرة العطرة لمولده عليه الصلاة والسلام، وذكر الله وإطعام الطعام والحلوى حبا في النبي صلى الله عليه وسلم وشكراً لله تعالى على نعمة بروز النبي صلى الله عليه وسلم، وللأسف ظهر في أيامنا من يحرم الاحتفال بالمولد بل يعتبره بدعة أما عيد الحب أو رأس السنة الميلادية أو بابا نوال يحتفل به .

    كم أحببت أن أتدخل هاتفيا و لو لدقائق في البرنامج لمزيد إثراء الحوار و توضيح بعض النقاط لأنه توجد احتفالات عديدة في الإسلام منها الاحتفالات الدينية العسكرية مثل الاحتفال بالغزوات وهناك احتفالات دينية عقائدية، مثل الاحتفال بالأعياد وبذكري تحويل القبلة والإسراء والمعراج، كما توجد أشكال أخري للاحتفالات الإسلامية،
    ولكن ثمة من لا يعقلون نص القرآن لا من قريب ولا من بعيد.. لذا يجب علينا مواجهة الأفكار الإسلامية الغير الصحيحة، لأن هناك تيارات منغلقة تريد أن تحمل الأمة علي العنف والشدة. لأن هؤلاء لم يفهموا حقيقة القرآن و فضله على عباد الله .
    عموما نتمنى لأخوة المسلمين و المسلمات مولدا طيبا زكيا و كل عام و الجميع بخير


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية غمدان زياد
    تاريخ التسجيل
    29/11/2010
    المشاركات
    392
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

    سبحان الله وبحمده أكثر العلماء قالوا بأنه بدعة, والصحابة لم يحتفلوا به , وكذلك التابعون وتابعوهم, فلا تقف ما ليس لك به علم


  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    27/09/2010
    المشاركات
    263
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

    رسالة " حكم الاحتفال بالمولد النبوي "



    الشيخ الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله


    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه .
    أما بعد :
    فقد تكرر السؤال من كثير عن حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، والقيام له في أثناء ذلك ، وإلقاء السلام عليه ، وغير ذلك مما يفعل في الموالد .

    والجواب أن يقال :
    لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا غيره ؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ، ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا غيرهم من الصحابة ـ رضوان الله على الجميع ـ ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة ، وهم أعلم الناس بالسنة ، وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم .
    وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " ، أي : مردود عليه ، وقال في حديث آخر : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة " .
    ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها .
    وقد قال الله سبحانه في كتابه المبين : ( ومآ ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ( سورة الحشر : 7 ) ، وقال عز وجل : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) ( سورة النور : 63 ) ، وقال سبحانه : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) ( سورة الأحزاب : 21 ) ، وقال تعالى : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ) ( سورة التوبة : 100 ) ، وقال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) ( سورة المائدة : 3 ) .
    والآيات في هذا المعنى كثيرة .
    وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه : أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به ، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به ، زاعمين : أن ذلك مما يقربهم إلى الله ، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم ، واعتراض على الله سبحانه ، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين ، وأتم عليهم النعمة .
    والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين ، ولم يترك طريقاً يوصل إلى الجنة ويباعد من النار إلا بينه للأمة ، كما ثبت في الحديث الصحيح ، عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم " رواه مسلم في صحيحه .
    ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وخاتمهم ، وأكملهم بلاغاً ونصحاً ، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبيَّنه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة ، أو فعله في حياته ، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم ، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء ، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته ، كما تقدم ذكر ذلك في الحديثين السابقين .وقد جاء في معناهما أحاديث أُُخر ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة : " أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة " رواه الإمام مسلم في صحيحه .
    والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة .
    وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها ؛ عملاً بالأدلة المذكورة وغيرها .
    وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات ؛ كالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكاختلاط النساء بالرجال ، واستعمال آلات الملاهي ، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر ، وظنوا أنها من البدع الحسنة .
    والقاعدة الشرعية : رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله ، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .
    كما قال الله عز وجل : ( يآأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً ) ( سورة النساء : 59 ) ، وقال تعالى : ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) ( سورة الشورى : 10 ) .
    وقد رددنا هذه المسألة ـ وهي الاحتفال بالموالد ـ إلى كتاب الله سبحانه ، فوجدنا يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ويحذرنا عما نهى عنه ، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها ، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا وأمرنا باتباع الرسول فيه ، وقد رددنا ذلك ـ أيضاً ـ إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم نجد فيها أنه فعله ، ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم ، فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين ، بل هو من البدع المحدثة ، ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم .
    وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق وإنصاف في طلبه أن الاحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام ، بل هو من البدع المحدثات التي أمر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم بتركها والحذر منها .
    ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار ، فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين ، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية ، كما قال تعالى عن اليهود والنصارى : ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) ( سورة البقرة : 111 ) ، وقال تعالى : ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) ( سورة الأنعام : 116 ) .
    ثم إن غالب هذه الاحتفالات بالموالد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى ؛ كاختلاط النساء بالرجال ، واستعمال الأغاني والمعازف ، وشرب المسكرات والمخدرات ، وغير ذلك من الشرور ، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك وهو الشرك الأكبر ، وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو غيره من الأولياء ، ودعائه والاستغاثة به وطلبه المدد ، واعتقاد أنه يعلم الغيب ، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس حين احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ممن يسمونهم بالأولياء .
    وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبده ، فقولوا : عبد الله ورسوله " أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عمر رضي الله عنه .
    ومن العجائب والغرائب : أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد ي حضور هذه الاحتفالات المبتدعة ، ويدافع عنها ، ويتخلف عما أوجب الله عليه من حضور الجمع والجماعات ، ولا يرفع بذلك رأساً ، ولا يرى أنه أتي منكراً عظيماً ، ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة ، وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي ، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين .
    ومن ذلك : أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد ؛ ولهذا يقومون له محيين ومرحبين ، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة ، ولا يتصل بأحد من الناس ، ولا يحضر اجتماعاتهم ، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة ، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة ، كما قال الله تعالى في سورة المؤمنون ( 15 ـ 16 ) : ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ) .
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة ، وأنا أول شافع ، وأول مُشَفَّعٍ " عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام .
    فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث ، كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة ، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم ، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور ، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سطان . والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به .
    أما الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل القربات ، ومن الأعمال الصالحات ، كما قال تعالى : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يآ أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) ( سورة الأحزاب : 56 ) .
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً " ، وهي مشروعة في جميع الأوقات ، ومتأكدة في آخر كل صلاة ، بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة ، وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة ، منها بعد الأذان ، وعند ذكره عليه الصلاة والسلام ، وفي يوم الجمعة وليلتها ، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة .
    والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه ، وأن يمن على الجميع بلزوم السنة والحذر من البدعة ، إنه جواد كريم .
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه .


  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية غمدان زياد
    تاريخ التسجيل
    29/11/2010
    المشاركات
    392
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

    ما دام أنه يوجد في المنتدى من أمثال عبدالله الليث فنحن إلى خير


  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية علي الكرية
    تاريخ التسجيل
    10/07/2010
    المشاركات
    3,158
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأستاذ رضا سالم الصامت:شكرا لك وبارك الله فيك.
    قالوا عن المولد النبوي الشريف بأنه بدعة فقلنا عليها نحيا ونموت...
    وقال بعضهم انها بدعة حسنه فقلنا فلتكن كذلك حالها حال صلاة التراوييح
    او تنقيط القرأن او بناء المأذن في المساجد فما الضير فيها ؟؟؟
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية غمدان زياد
    تاريخ التسجيل
    29/11/2010
    المشاركات
    392
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

    أستاذ علي أسألك سؤالا: لماذا لم يحتفل الصحابة بالمولد النبوي؟ هل أنت أشد حبا للنبي صلى الله عليه وسلم منهم؟


  7. #7
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    11/01/2011
    المشاركات
    47
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة


    لحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى الله شهيداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً إلى يوم الدين.. أما بعد:
    يحتفل فئام من البشر بيوم مولد سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم، وهم من وقت ليس ببعيد يعدون العدة ويجهزون الأجهزة استعداداً للاحتفال لهذا اليوم، فالأضواء قد علقت في أعمدة الشوارع، والبيوت قد زينت بالزهور والورود، والحلويات قد أصبح لها سوق رائجة للبيع، وبعض الأمكنة استئجرت حتى يقام بها هذا الاحتفال، ويقيمون الابتهالات والدعوات في المساجد، أضف إلى ذلك آلات المعازف والطبول والدفوف لإقامة المهرجانات الاحتفاليَّة بذكره مولده ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأشياء كثيرة كثيرة قد نُفِضَ عنها الغبار استعداداً لذكرى المولد النبوي!!
    فهل فعل هذا من الأمور التي ترضي الرب تبارك وتعالى؟ وما هو حكمه؟ وهل فعله السلف أو أقروه؟ إلى غير ذلك من الأشياء التي سأطرقها في هذا البحث اليسير.
    وقبل أن أصول وأجول في ثنايا هذا البحث فإني سأذكر مقدمة يسيرة نافعة بإذن الله عز وجل لمن أراد الله هدايته وأبعده عن أسباب شقاوته، كلها من سلسبيل القرآن ومشكاة الحديث والسنة، فهما المنهل العذب الزلال على قلوب أهل الإيمان، والصواعق المردية لأهل الكفر والضلال.
    فهذه مقدمة نافعة في الأمر بالاعتصام بالكتاب والسنة، ووجوب طاعة الله ورسوله، وأن مرجع أهل السنة والجماعة في استدلالهم هو كتاب الله وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام لا إلى آراء الناس وعقول المشايخ، نقول فيها:
    يا مَن يقرأ هذا الكلام المزبور والخط المسطور، قد أنزل الله علينا هذا القرآن ليكون الهادي لنا في ظلمات الحياة، ومنيراً للصراط المستقيم، وقائداً يدعو البشرية جمعاء إلى جنة خلد أعدت للمؤمنين.
    وقد ذكر الله عز وجل في هذا الكتاب العظيم آيات كثيرة بلغت ثلاثاً وثلاثين آية كما قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل ـ قدس الله روحه ـ كلها في الأمر والحث على طاعة الله ورسله والتمسك بغرز القرآن والسنة فقد قال تعالى {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا} [الأحزاب: 36].
    فقد ذكر الله أنه لا يكون للمؤمنين إذا قضى الله ورسوله عليهم أي أمر، وتأمل هنا قوله تعالى {أمراً} فهي نكرة في سياق النفي فتعم كل أمر، فإذا قضى الله ورسوله أي أمر لا يكون لهم أن يتخيروا من أمرهم، هذا غير الذي قضى فيهم ثم ذكر الله عزَّ وجل أن من عصى الله ورسوله فهو في ضلال بعيد؛ لأنه يأبى ما قضاه الله ورسوله عليه وخالف أمرهما.
    وقال تعالى {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون* ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون} [النور: 51 ـ 52].
    وقال تعالى {..فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} [النور: 36].
    وقال تعالى {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا..} [الحشر: 7].
    وقال تعالى {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين} [المائدة: 92].
    وقد حذرنا الله عز وجل من الإشراك بطاعته فقال {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} [الأنعام: 121]، وقال تعالى {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله..} [الشورى: 21]، وقال تعالى {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آبائنا..} [لقمان: 21]، وقال تعالى {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً} [النساء: 61].
    ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم يوصينا بالتمسك بسنته فيقول: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة". (مسند أحمد 4/126، وانظر صحيح الجامع 2546).
    وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة: "أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة". (صحيح مسلم867).
    وقال صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". (رواه البخاري 2697، ومسلم 1718).
    والعجب كل العجب أن ترى كثيراً ممن ينتسبون للإسلام ويقولون بألسنتهم نحن نحب الله ورسوله فإذا أنكرت عليهم شيئاً من منكرات في الدين ظاهرةٍ عليهم، جادلوك بألسنتهم وبدءوا يستندون بأقوال لبعض من ينتسب إلى العلم، ثم إذا قلت لهم قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضجوا وأكثروا وقالوا أنت قرن مماحك، فواأسفاه على أناس أعرضوا عن الكتاب والسنة، وكأنّ هذين الأصلين لا اعتبار لهما في مجرى حياتهم، ويأتي آخرون من هذا الصنف ثم يقولون وهل أنت أعلم من الشيخ الفلاني أو العالم الرباني فهم يرونا نفعل مثل هذه الأمور التي تدعون أنها منكرات وبدع ولم ينكروا علينا ما نفعله؟
    وهذه طامة كبيرة وقارعة خطيرة حيث أن مثل هؤلاء قد أجّروا عقولهم لمشايخهم ولم يطلبوا أدلة الكتابة والسنة؛ لأنهم لو فعلوا ذلك لتركوا منكرات كثيرة وقعوا بها ولما أقلعوا عن البدع والمعاصي التي تحيط بهم.
    فأعيذك الله أخي وأنت يا أختاه أن تكونا من مثل هذا النوع فإن الهوى استحكم على قلوبهم فهم إما أن يناقشوك بآرائهم وأهوائهم أو بآراء مشايخهم بلا استناد للكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وقد قال الشاعر ينكر على المحتجين بكلام شيوخهم:ـ
    أقول قال الله قال رسوله *** فتجيب شيخي إنه قد قالَ
    وأمثال هؤلاء قليل ـ إن شاء الله ـ وأسأله تعالى أن يهديهم ويصلح شأنهم.
    وقد يحصل لك في النقاش مع مثل هذه النخبة من البشر أن يقولون لك هذه وجهة نظرنا وما ندين الله به وأنت يا من تناقشني برأيك هذه هي وجهة نظرك وما تدين الله به، والحمد لله كل على هدى مستقيم.
    وهذه شبهة غير منطقيَّة والجواب عن ذلك أن يقال: أن المرجع في النزاع والنقاش هو كتاب الله سبحانه وتعلى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والله عز وجل يقول {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً} [النساء: 59].
    وقال تعالى {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله..} [الشورى: 10].
    نعم، هذا هو مرجعنا كتاب الله عز وجل..
    لا تذكـــر الكتب الســـوالف *** طلع النهار فأطفئ القنديلا
    إذاً ما يدعي به بعضهم بأنّ آرائهم هي التي يدينون الله بها فكلامهم هذا مردود عليهم، وعلى هذا فإن اليهود والنصارى يدينون الله بما هم عليه من الكفر والضلال ولن ينقذهم كلامهم هذا عند الله شيئاً.
    وأنا الآن أطلب من القارئ الكريم والأخت الكريمة أن يتجردا للحق فالحق أحق أن يتبع فماذا بعد الحق إلا الضلال، وحذار حذار من الهوى فالله عز وجل يقول {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله} [ص: 26] وقال: {بل اتبع الذين ظلموا أهوائهم}.
    وقد أحسن من قال:
    إن الهوان هو الهوى قلب اسمه *** فـــإذا هَوِيتَ فقــد لقيت هوانــــاً
    وأختم بقول الله سبحانه {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} [الأنعام: 153]، وليكن شعار كل مسلم طالب للحق مبتعد عن الباطل أن يقول ما قاله أحد المتقدمين ـ رحمه الله ـ:
    كتــاب الله عــز وجــل قولي *** ومــا صحت به الآثــار ديني
    فدع ما صدّ عن هذي وخذها *** تكــن منها عــلى عين اليقين
    المبحث الأول
    في حكم الاحتفال بذكرى مولد محمد صلى الله عليه وسلم.
    في يوم 12/ 3 يحتفل جمع من الأمة الإسلامية بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي الحقيقة إن الاحتفال بمثل هذا اليوم واتخاذه عيداً بدعة منكرة قبيحة ولم يدل على جوازها كتاب ولا سنة ولا إجماع سلف الأمة.
    بل الأمة الإسلامية في عهد القرون الثلاثة الأولى التي فضلها محمد صلى الله عليه وسلم على غيرها مجمعة أنها لا تعرف احتفالاً ولا عيداً إلا الأضحى والفطر، أما سواهما من الأعياد والذكريات فهو لغو غير معدود ولا معروف عندهم، بل لا تشرئب إليها أنفسهم، ولا ترتفع إليها أعناقهم.
    ذلك أنهم كانوا شديدي الإنكار على كل من خالف الإسلام بكفر أو بدعة أو معصية، ولقوة اعتصامهم بالكتاب والسنة خلت بيوتاتهم من البدع المنكرة، والأمور المحدثة.
    وللقارئ أو القارئة أن يسألا ويقولا:
    ما سبب حكمك على أن من احتفل بذكرى مولد النبي المختار محمد صلى الله عليه وسلم أنه قد ارتكب بدعة منكرة في الدين؟
    فأقول وبالله التوفيق:
    1ـ النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده في حياته وهو المبلغ للدين، ولم يأمر بذلك.
    2ـ أن الخلفاء الراشدين لم يفعلوا هذا الاحتفال مع أنهم أحب للرسول صلى الله عليه وسلم منا.
    3ـ أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بالتمسك بسنته، وأن لا نعبد الله إلا بما شرع، وذكرى المولد لو كان فيها خير لذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها خبراً، ومن تعبّد الله بما لم يشرعه لعباده وعلى لسان رسوله، فقد اتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالقصور أو بالتقصير في تبليغ دعوة الله.
    4ـ قال الإمام مالك بن أنس ـ نوّر الله ضريحه ـ: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"، فما دام أن السلف لم يفعلوا مثل هذه البدعة المحدثة فحري بنا ألا نفعلها، وقد قال الناظم:
    وكل خير في إتباع من سلف *** كل شـر فـي ابتداع من خلف
    5ـ أن يوم المولد وليلته لو كان لها مزية لاختصت بفضل معين، ثم إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتذكر سيرته لا تكون في يوم واحد بل في كل الأيام نقرأ سيرته ونتبع ما شرعه لنا صلى الله عليه وسلم.
    وقد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم من شر ما يعلمه لهم".
    6ـ إن بعض الموالد فيها اختلاط الرجال بالنساء، وفيها الغلو بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى أنّ بعضهم قد يجعله في مقام الربوبية، وبعضهم يظن أن محمداً صلى الله عليه وسلم يحضر المولد فيقومون له محييين ومرحبين، ويكون كذلك من المنكرات مشاركة المعازف من الطبل وآلات الموسيقى، وكذلك بعضهم يستغيث بمحمد صلى الله عليه وسلم ويطلبوا منه المدد والغوث وأنه يعلم الغيب. وكل هذه الأمور منكرة محرمة وبعضها فيها شرك بالله ـ عياذاً به سبحانه ـ فكيف إذا اجتمعت كلها.
    7ـ الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا في الحديث الصحيح فقال: "إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" رواه النسائي بسند صحيح. ولفظه: "كل" هنا للعموم فيكون معناها أن أية بدعة محدثة في الدين فهي بدعة.
    8ـ من فعل هذه البدعة فقد تشبه بأعداء الله فإن النصارى يحتفلون بعيد ميلاد المسيح عيسى بن مريم، وقد سرت بدعتهم هذه للمسلمين فأصبحوا يحتفلون بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم، والرسول حذرنا من التشبه بأعداء الله فقال: "من تشبه بقوم فهو منهم" والحديث رواه أحمد وأبو داود وجوّد إسناده ابن تيمية، وحسنه ابن حجر.
    9ـ من احتفل بذكرى المولد فقد اتهم ديننا بالنقص، ولو كان قصد هذا المبتدع حسناً؛ فإن بدعته طعن في دين الله عز وجل وتكذيب لقوله تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} [المائدة: 3].
    10ـ إن الكفار أعداء الله يفرحون بإقامة هذه البدع؛ لأنهم قرءوا كتبنا الإسلامية وعلموا أنه متى أحدث في الدين بدعة ماتت سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، "وأوضح أنموذج لذلك ما ذكره الجبرتي من أن نابليون أمر الشيخ البكري بإقامة الاحتفال بالمولد وأعطاه ثلاثمائة ريال فرنسي، وأمره بتعليق الزينات، بل وحضر الحفل بنفسه من أوله إلى آخره..." ويعلل الجبرتي اهتمام الفرنسيين بالاحتفال بالموالد عموماً بما "رآه الفرنسيون في هذه الموالد من الخروج عن الشرائع، واجتماع النساء، وإتباع الشهوات، والرقص، وفعل المحرمات" أ.ه. [حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإجلال والإخلال (155) المنتدى الإسلامي].
    11ـ إننا لو نقبنا في بداية تاريخ هذه البدعة ومن هو أول من فعلها فسنجد أنهم الفاطميون العبيديون، وهم من الباطنيين، وقد حكموا مصر وكان بدء حكمهم في مصر في القرن الرابع الهجري، وقد ذكر تقي الدين أحمد بن علي المقريزي في كتابة "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" (1/490) أنه كان للفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم، فذكرها وهي كثيرة جداً، ومنها مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ومولد علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، ومولد الخليفة الحاضر، وقد قال ابن كثير في البداية والنهاية في حوادث سنة (567هـ) وهي السنة التي انتهت فيها دولتهم بموت آخرهم العاضد، قال: "ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات، وكثر أهل الفساد، وقلّ عندهم الصالحون من العلماء والعباد..". [الرد على الرفاعي والبوطي، للعباد (82ـ83). وكتاب القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل، (2/451ـ452)].
    وقال العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي مفتي الديار المصرية سابقاً في كتابة "أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام" (44ـ45) : "مما حدث وكثر السؤال عنه الموالد فنقول: إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله توجه من المغرب إلى مصر في شوال سنة (361هـ)، فوصل إلى ثغر الإسكندرية في شعبان سنة (362هـ) ودخل القاهرة لسبع خلون من شهر رمضان فابتدعوا ستة موالد النبوي، ومولد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب...". [القول الفصل، إسماعيل الأنصاري (2/457ـ458)].
    وبعض أهل العلم ذكر أن أول من احتفل بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم هو الملك المظفر "أبو سعيد كوكبوري" ملك إربل في آخر القرن السادس أو أول القرن السابع الهجري، وقد قال ابن كثير في البداية والنهاية (13/ 137) عن هذا الملك وهو أبو سعيد كوكبوري: "كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً.. [إلى أن قال:] قال السبط: حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد أنه كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومائة آلف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى.. [إلى أن قال:] ويعمل الصوفية سماعاً من الظهر إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم" أ.ه [حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإجلال والإخلال (140)].
    ويمكن الجمع بين قول من قال إن الاحتفال بالمولد النبوي أول من فعله الرافضة بنو عبيد القداح في القرن الرابع، وبين قول من قال أول من فعله هو ملك إربل في القرن السابع، أن يقال:
    أن أول من فعله بنو عبيد القداح في مصر ثم سرت هذه البدعة إلى الشام والعراق في القرن السابع الهجري.
    وقد قال ابن كثير في البداية والنهاية عن الدولة الفاطمية (11/346): "هم كفار، فساق، فجار ملحدون، زنادقة، معطلون الإسلام جاحدون ولمذهب المجوسية معتقدون" ا.هـ.
    وقال ياقوت في معجمه (1/138) عن الملك المظفر صاحب إربل وقد كان من معاصريه: "طباع هذا الأمير متضادة، فإنه كثير الظلم، عسوف بالرعية، راغب في أخذ الأموال من غير وجهها" ا.هـ.
    إذاًَ علمنا علم اليقين أيها القارئ الكريم والقارئة الكريمة أن هذه البدعة تسربت للمسلمين من الكفار العبيديين ومن ملك إربل الظالم المتعسف المبتدع، فهل يجوز لنا أن نأخذ ديننا من مثل هؤلاء المبتدعة؟
    12ـ ومن الأمور التي تجعلنا نقول إن الاحتفال بذكرى المولد بدعة، أن إحياء بدعة المولد يفتح الباب للبدع الأخرى والاشتغال بها عن السنن، ولهذا تجد المبتدعة ينشطون في إحياء البدع ويتكاسلون عن السنن ويبغضونها ويعادون أهلها. [حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإجلال والإخلال (142)].
    والبدعة أحب إلى إبليس من مائة معصية؛ لأنها تجر الإنسان إلى الشرك بالله وقد لا يعلم ذلك، ولأن صاحبها يعتقد أنه على صواب ويجادل عن جواز بدعته، أما صاحب المعصية يعلم أن المعصية غير جائزة وقد يتوب منها ويستغفر الله عز وجل.
    13ـ يُلزَم أصحاب بدعة المولد النبوي أن يفعلوا ذكرى لوفاته صلى الله عليه وسلم وذكرى ليوم بعثته في نشر دين الإسلام وهلم جراً، ثم أن محمداً صلى الله عليه وسلم توفي في شهر ربيع الأول "فلأي سبب يفرحون ـ أي أصحاب البدعة ـ بميلاده، ولا يحزنون بموته لولا قسوة القلب"، وعلى هذا الإلزام يكون في كل يوم ذكرى مولد أو وفاة لكل نبي وصالح وضاع ديننا بالموالد والذكريات.
    المبحث الثاني
    ذكر أقوال لأهل العلم في إنكار هذه البدعة
    1ـ قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه: "وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة" وفي رواية النسائي "وكل ضلالة في النار".
    2ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (2/123): "وكذلك ما يحدثه بعض الناس، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً.. من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً. مع اختلاف الناس في مولده فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه لو كان خيراً، ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة للرسول صلى الله عليه وسلم، وتعظيم له منا، وهم على الخير أحرص...".
    وتأمل رعاك الله ما قاله "مع اختلاف الناس في مولده"؛ لأن بعض أهل العلم قال: ولد صلى الله عليه وسلم في يوم التاسع من ربيع الأول، وبعضهم قال ولد في يوم الثاني عشر. ولذا يلزم من يفعل هذه البدعة أن يحتفل كل يوم قيل إنه ولد فيه محمد صلى الله عليه وسلم حتى ينال ما يريده من موافقة اليوم الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم.
    3ـ وقد ألف الفاكهاني رسالة "المورد في عمل المولد" وأنكر هذه البدعة وقال: "لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة، أحدثها البطالون، وشهوة نفس اغتنى بها الأكالون" إلى آخر ما قال رحمه الله (1/ 8ـ9) من كتاب "رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي"، تحت إشراف رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء.
    4ـ وألف الشيخ إسماعيل الأنصاري رسالة ضخمة بما يقارب (600) صفحة وذكر أن الاحتفال بالمولد بدعة، وردّ على معظم الشبه التي يثيرها أدعياء هذه البدعة في رسالته "القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل".
    5ـ وممن أنكر هذه البدعة الإمام الشاطبي في كتابه "الاعتصام".
    6ـ والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه "صيانة الإنسان".
    7ـ والشيخ ابن باز، ومحمد ابن إبراهيم وجمع من العلماء المتقدمين والمتأخرين ـ رحمة الله عليهم أجمعين ـ.
    المبحث الثالث
    شبهــــات وردود
    يستند بعض مقيمي مثل هذا المولد إلى شبهات يتعلقون بها ويجوزون بناءً عليها فعل بدعتهم، ولذا فلا بد من عرض شيء منها ، وسأذكر أهم الشبه التي يتعلق بها هؤلاء وأناقشها، خاصة أن بعض من ينتسب إلى العلم ويقيم مثل هذه الموالد يلبّس على العوام بهذه الشبه ـ فلا حول ولا قوة إلا بالله ـ.
    كيف، لا أدري، لماذا؟ ربمـا *** أنني يومـاً عرفـــت السببـــا
    عالِم يدعو بدعــوى جاهــل *** وليوث الحرب ترجو الأرنبا
    الشبهة الأولى: أن إقامة مثل هذا المولد من قبيل البدعة الحسنة الجائزة في دين الإسلام.
    ويجاب عن هذه الشبة بأن يقال: ليس في دين الإسلام بدعة تسمى بدعة حسنة، فإنه صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي مرّ بنا مراراً يقول: "وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"، وزاد النسائي "وكل ضلالة في النار".
    وقد ذكر الشاطبي في كتابه "الاعتصام" (1/28) أن "ابن الماجشون" قال: سمعت مالكاً يقول: "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة؛ لأن الله يقول {اليوم أكملت لكم دينكم} فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً".
    ثم إنه صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث المتفق عليه: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفي لفظ مسلم "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
    فهل عمل بدعة الاحتفال بالمولد النبوي من دين الإسلام الذي ذكره الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم لنا، وهل فعل هذه البدعة كان عليه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
    وذكر الإمام ابن بطة في كتاب "الإبانة" (1/339) عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قوله: "كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة" وذكره محمد بن نصر المروزي في كتاب السنة بسند صحيح.
    ورحمة الله على الإمام مالك الذي كان كثيراً ما ينشد:
    وخير أمور الدين ما كان سنة *** وشر الأمور المحدثات البــدع
    ذكره الشاطبي في كتابه "الاعتصام" (1/115).
    الشبهة الثانية: يستند بعضهم إلى ما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أن قال: "ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح"، ثم يقولون وكثير من المسلمين يستحسن فعل الاحتفال بذكرى مولد محمد صلى الله عليه وسلم.
    والجواب عن ذلك:
    1ـ أن هذا الكلام المنسوب لابن مسعود رضي الله عنه إنما أراد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يرد كل من هب ودب من المسلمين والمنتسبين إلى الإسلام، وكلامه صريح في ذلك، وهذا لفظه عند الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيئ".
    وهذا مثل ما رآه الصحابة حسن من العلم بالتاريخ والابتداء به بالهجرة، ومثل وضع ديوان العطاء زمن عمر بن الخطاب، ومثل جمع المصحف في عهد أبي بكر، وأما ما رأوه سيئاً مثل التحلق والاجتماع على عد التسبيح والتحميد والتكبير، وقد أنكر ذلك ابن مسعود وأبي موسى الأشعري، ومثل إنكار الصحابة لبدعة الخوارج، ومثل إنكار علي رضي الله عنه على الرافضة في غلوهم فيه وإنكار الصحابة معه. [الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي لحمود التويجري (163ـ166)بتصرف].
    2ـ أن يقال إن كثيراً من أهل الإسلام يستقبحون البدع ويعتبرونها ضلالة، ومن ضمنها بدعة المولد النبوي.
    3ـ أن هذا الكلام الوارد عن ابن مسعود المراد به ما أجمع عليه المسلمون ورأوه حسناً لا ما رآه بعضهم واستحسنه وقد ذكر هذا الجواب أربعة من أئمة العلم، وهم ابن القيم والشاطبي وابن قدامة وابن حزم. [القول الفصل، الأنصاري (2/591)].
    ومن أراد التفصيل فليرجع إلى كتبهم أو إلى المرجع السابق ذكره فقد ذكر الشيخ إسماعيل جميع أقوالهم.
    الشبهة الثالثة: أن الاحتفال بالمولد يفعله الكثير من الناس بل يراه بعض المشايخ، ولو كان منكراً ما فعله هؤلاء.
    والجواب عن هذه الشبهة:
    1ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجتمع أمتي على ضلالة"، رواه أهل السنن إلا النسائي وهو حسن لغيره. (سلسلة الأحاديث الصحيحة، رقم 1331).
    2ـ ذكر العلامة محمد ابن إبراهيم ـ رحمه الله ـ عن الإمام الشاطبي في كتاب "الاعتصام" أنه قال نقلاً عن بعض مشايخه: "إن الاحتجاج على تحسين البدع بهذه الدعوى ليس بشيء في أمر تركته القرون الثلاثة المقتدى بهم"، ثم قال الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ "ولما كانت البدع والمخالفات وتواطأ الناس عليها صار الجاهل يقول: "ولو كان هذا منكراً لما فعله الناس"، ثم قال ما ذكره ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: "من اعتقد أن أكثر هذه العادات المخالفة للسنن مجمع عليها بناء على أن الأمة أقرتها ولم تنكرها فهو مخطئ في هذا الاعتقاد، فإنه لم يزل ولا يزال في كل وقت من ينهى عن عامة العادات المستحدثة المخالفة للسنة..". [رسائل في حكم الاحتفال بالمولد، رسالة الشيخ محمد ابن إبراهيم].
    3ـ أن فعل الكثير من الناس لأي شيء لا يدل على أنه حق بل إن الله ذم الكثرة في القرآن فقال {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله} [الأنعام: 116]، وقال {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} [يوسف: 103]، وقال {وإن كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم} [الأنعام: 119]، وقال تعالى {وإن كثيراً من الخلفاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا أو قليل ما هم} [ص: 24].
    4ـ ويرد على من قال إن بعض المشايخ يقول بجوازه بل يفعله، بأن رسول الهدى يقول: "وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"، ووالله إن قول رسول الله أحب إلينا من قول أمة كلها، وقد قال أبو بكر بن أبي داود:
    ودع عنك آراء الرجال وقولهم *** فقول رسول الله أزكى وأشرح
    ويقال لمن استدل بقول شيوخه، أيهما أحب إليك قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم أم قول مشايخك؟ فإن قال بل قوله عليه الصلاة والسلام أحبُّ إليّ، فيقال له: إن الله عز وجل يقول {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}، وقد ذكر ابن تيمية في كتاب العبودية قول الحسن البصري: "ادعى قوم محبة الله ورسوله فأنزل الله عليهم آية الممتحنة {قل إن كنتم تحبون الله..}، فامتحنهم الله بهذه الآية.
    وقد قال الإمام الشافعي: "أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس. [الرسالة (104)].
    إن قال إن قول شيخي أحب إلي من قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، فإني أبشره بآية عظيمة {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً}. [النساء: 115].
    وقد قال ابن تيمية: "ومن نصب شخصاً كائناً من كان فوالى وعادى على موافقته في القول والفعل فهو من الذين فرقوا بدينهم وكانوا شيعاً". [الفتاوى (2/239ـ240)].
    الشبهة الرابعة: دعوى بعضهم أن من لم يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم فإنه يكره الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يحبه ولا يعظمه.
    والجواب عن هذه الشبهة أن يقال:
    1ـ بل إنكم أنتم يا من تدعون محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لا تعظموه ولا توقروا شرعه، واتِّباع سنَّته، واجتناب ما نهى عنه من البدع المحدثة، فلم خصصتم هذا اليوم لقراءة الشمائل المحمدية هل لكم نص بذلك من كتاب أو سنَّة؟!
    2ـ ويقال كذلك أنتم الذين تنقصتم محمداً صلى الله عليه وسلم، ورميتموه بالتقصير فقد قال صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم" (أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (1844) في كتاب الإمارة).
    وقد نهانا محمد صلى الله عليه وسلم وحذرنا عن البدع كلها، فقال: "وكل بدعة ضلالة".
    قال ابن القيم في "إغاثة اللهفان" (1/102): "وكما أنك لا تجد مبتدعاً إلا وهو متنقص للرسول صلى الله عليه وسلم، وإن زعم أنه معظم له بتلك البدعة فإن يزعم أنها خير من السنة وأولى بالصواب، أو يزعم أنها هي السنة إن كان جاهلاً مقلداً، وإن كان مستبصراً في بدعته فهو مشاق لله ورسوله".
    وإني أبشر السني بكلام عظيم لابن القيم قاله كذلك في إغاثة اللهفان (1/111) "وهذا المبتدع إنما ينقم على السني تجريده متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لم يشبها بآراء الرجال ولا بشيء مما خالفها. فصبر الموحد المتبع للرسل على ما ينقمه عليه أهل الشرك والبدعة خير له وأنفع، وأسهل عليه من صده على ما ينقمه الله ورسوله عليه من موافقة أهل الشرك والبدعة.
    إذا لم يكن بد من الصبــر، فاصطبر *** على الحق، ذاك الصبر تحمد عقباه
    وأختم بما ذكره أبو داود في سننه عن حذيفة رضي الله عنه قال: " كل عبادة لا يتعبدها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها، فإن الأول لم يترك للآخر مقال".
    وقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه (20750) واللفظ له، وأخرجه كذلك أبو داود (4611) من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: "فيوشك قائل أن يقول: ما هم بمتبعي فيتبعوني وقد قرأت القرآن؟! ثم يقول: ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره! فإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة..". هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أصحابه الكرام الميامين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين
    (منقول)

    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن البخيتي ; 15/01/2011 الساعة 12:40 PM

  8. #8
    شاعر وناقد / باحث قانوني الصورة الرمزية عبدالوهاب موسى
    تاريخ التسجيل
    11/10/2007
    العمر
    73
    المشاركات
    189
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

    أخى الحبيب فى الله/ رضا الصامت
    كن صامتا ولا تأبه بمن يصرخون!
    يحتفلون رغم أنفهم بميلاد الزوجة
    وويله من يرفض ويشترى المصاغ لها والحلوى للجميع!
    وكذلك لأولاده
    وكذلك فى ميلاد أولى الأمر يقيمون الزينات ويرقصون الرقصات الشعبية الموروثة ويمدحونهم بالشعر !
    ولا يستطيعون منادتهم بالإسم المجرد
    وحين يأتون الى حضرة المصطفى ينطقون اسمه الشريف مجردا من صفات الجلال والجمال التى وصفه بها الخالق الكريم.
    الذى أقسم بحياته فى قرآنه الكريم
    والذى احتفلت به حيّا ومنقولا الى رحاب ربّه كل الكائنات ومازالت وستزال الى يوم الدين وسيستعينون بشفاعته وربهم منهم قريب!!
    وماذا فى الإحتفال بقراءة القرآن والإبتهال بشعر حسّانى والتصدق على الفقراء والصلاة والسلام على خير الأنبياء فى يوم مولده الذى كان يحتفل بصيامه حين سأله الأصحاب؟؟!!
    .......
    ......ألخ
    وفيما يلى بحث منقول فى ذلك:
    الاحتفال بالمولد سُنّة مستحبة
    عبد الرحمن الخطيب * - الحياة
    استنكر الشيخ عبدالعزيز السعيد في مقاله الذي نشرته صحيفة «الحياة» يوم 19-3-2010 بعنوان «ما هكذا نحتفي بخاتم الأنبياء»، ما كتبه الدكتور محمد عبده يماني حول موضوع جواز الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.
    إن طريقة الرد الفظة والهجوم الشخصي لا تليق بمفكر إسلامي كبير من أمثال الدكتور يماني، له باع طويل في التأليف في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام، وله مآثر جليلة في مجال الدعوة إلى الله، وصل صداها إلى معظم الجمهوريات الإسلامية التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي سابقاً. ولنأخذ، على سبيل المثال، ما قاله الشيخ السعيد: «إن ما ورد في المقال المذكور خروج عن حدود الله». وجملة «لا يجوز لأحد أن يتكلم في المسائل الشرعية ما لم يكن من أهل العلم، وإلا فهو معرّض للعذاب».
    حاول الشيخ السعيد جاهداً أن يقنع القرّاء بوجهة نظره من خلال تكرار عبارة «على الوجه المشروع»، ولكنه لم يذكر ما هو الوجه المشروع الذي نحتفل فيه بمولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، بل حتى إنه أنكر تخصيص صوم ذلك اليوم. واستشهد بقول ابن تيمية وابن حجر، وآخرين معاصرين مغمورين لا يُعتد بآرائهم.
    إن الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم من الأعمال المندوبة والمستحبة، وبخاصة في هذا الأوان، الذي كثر فيه الهجوم على الرسول صلى الله عليه وسلم من بعض أعداء الإسلام من الغربيين. وإن كيفية الاحتفال هي التي ربما تكون محل النقد، وليس مبدأ الاحتفال في حد ذاته. فقراءة القرآن، وبعض من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنشاد بعض الأناشيد النبوية التي تثلج الصدر، وترقق القلوب، لا تعد خروجاً عن حدود الله - كما قال الشيخ سعيد - بأي حال من الأحوال. وإن تخصيص يوم بعينه للاحتفال بسيد البشر صلى الله عليه وسلم يعدّ أفضل بكثير من الأعياد القومية، والمناسبات الأدبية والثقافية والرياضية، والمهرجانات التي تخصص يوماً بعينه من العام للاحتفال بأمر ما.
    إن التعلل بأن هذا من باب البدع، لأن الصحابة لم يفعلوا ذلك ليس بدليل نفي؛ لأن الصحابة لم يفعلوا ذلك بسبب طبيعة الظروف القاسية في صدر الإسلام، فهم كانوا مشغولين في أمور الفتح والغزوات. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى رد الإمام الذهبي في «معجم الشيوخ» على مثل هؤلاء بقوله: فإن قيل: فهلّا فعل ذلك الصحابة؟ قيل: لأنهم عاينوه حياً، وقبّلوا يده، وتبّركوا بعرقه وبشعره ونخامته؛ إن كثيراً من الأمور يفعلها المسلمون الآن لم يكن يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا أخذنا مصطلح البدعة على إطلاقه، كما يقول به بعض، فالبدع على ذلك النهج كثيرة يصعب إحصاؤها في هذا المقال، أولها القرآن الكريم الذي بين أيدينا، فهو لم يكن مرتب السور بهذا الترتيب، ولم يكن منقطاً ومعجماً. وصلاة التراويح والتهجد في المساجد، وغيرها الكثير لم تكن في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، إذاً فليكن الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم من البدع الحسنة، التي تكلم عنها الإمام الشافعي، أسوة بغيرها من البدع الحسنة.
    إن شط بعض المحتفلين في احتفالهم، فهذا ليس بحجة لتكفير الكل، ووصمهم بالخارجين عن حدود الله تعالى؛ لأن بعض من أقرها كانوا صفوة العبّاد والزهّاد والعلماء والحفاظ، والذي استشهد الشيخ السعيد ببعضهم، أمثال: الشيخ ابن تيمية، وابن رجب، والعز بن عبدالسلام، وابن حجر العسقلاني، وابن حجر الهيتمي، والحافظ الذهبي، والسخاوي، وابن الجوزي، والحافظ العراقي، والقسطلاني، والحافظ العراقي، وابن عابدين وكثير غيرهم.
    يقول الشيخ ابن تيمية في كتابه «اقتضاء الصراط المستقيم»: «فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه للرسول صلى الله عليه وسلم».
    ونقل السيوطي في «الحاوي للفتاوى» قول ابن حجر: «أصل عمل المولد بدعة، ولكنها مع ذلك اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كانت بدعة حسنة. وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين، من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء... فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما منّ به في يوم معيّن من إسداء نعمة، أو دفع نقمة، وأي نعمة أعظم من بروز هذا النبي صلى الله عليه وسلم». كما ألّف العلامة ابن حجر - الذي استشهد به الشيخ السعيد - كتاباً سماه «تحرير الكلام في القيام عند ذكر مولد سيد الأنام صلى الله عليه وسلم».
    إن احتفال المسلمين بمولد رسولهم صلى الله عليه وسلم لا يقتصر على شكل واحد، فالتعبير عن الفرحة يتعدد ويتنوع، وأول تعبير عن تلك الفرحة هو التأسي بسنة نبيهم، عليه أفضل الصلاة والسلام، وهو الصيام. فقد أخرج مسلم في «صحيحه»، عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين، «قال: ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت أو أنزل عليّ فيه».
    في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري»، كتاب النكاح، باب وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم، أورد ابن حجر العسقلاني حديث البخاري «أن العباس قال، لما مات أبولهب: رأيته في منامي بعد حول في شر حال فقال: ما لقيت بعدكم راحة، إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين، قال: وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين؛ وكانت ثويبة بشرت أبا لهب بمولده فأعتقها». وروى غير البخاري أن الذي رأى أبا لهب من أهله هو أخوه العباس، وأنه قال: مكثت حولاًَ بعد موت أبي لهب لا أراه في نوم، ثم رأيته في شر حال فقال: ما لقيت بعدكم راحة إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين، وذلك أن رسول الله ولد يوم الاثنين. وكانت ثويبة مولاة أبي لهب قد بشرته، إذ قالت له: أشعرت أن آمنة ولدت غلاماً لأخيك عبدالله، فقال لها: اذهبي فأنت حرة. فنفعه ذلك وهو في النار، كما نفع أخاه أبا طالب ذبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتهاده في منعه ونصرته، فهو أهون أهل النار عذاباً، ويفعل الله ما يشاء مما يطابق سابق تقديره.
    كان حري بمن كفّر وجعل عمل الذين يقيمون مثل هذه الاحتفالات من باب الشرك بالله، والخروج عن حدوده، أن يفتي لهم بصوم يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة ببعض الأيام المباركة عند المسلمين كيوم الإسراء والمعراج، ويوم الوقوف على عرفة، ويوم عاشوراء وغيرها من الأيام، دليلاً على محبة نبيهم صلى الله عليه وسلم.
    وإذا كانت الأكوان، بما تحتوي من الكائنات قد فرحت يوم مولده صلى الله عليه وسلم، ألا يدعو ذلك أن نحتفل بمثل هذا اليوم المبارك العظيم؟ روى ابن سعد في «الطبقات»، ورجاله ثقات: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت أمي حين وضعتني سَطع منها نور فضاءت له قصور بُصرى».
    إن أكثر من بليون مسلم يحتفلون بمولد الهدى كل عام، صلوات الله وسلامه عليه، محبة فيه، وأنا أولهم منذ نعومة أظفاري، أفلا ندعهم على نواياهم، لعله صلى الله عليه وسلم يكون شفيعهم الشفاعة العظمى يوم القيامة؟
    ======
    منقول من موقع منتديات السعودية تحت المجهر
    سيدى يارسول الله:
    الكافُ من مبنى"..كأنّك.." تختفى..!!



    بسم الإلهِ المنعمِ الرحمن ِ= حِرْزٌ حصينٌ لى حفيظ ُ كيـانـى.
    ثم الصلاة ُعلى(الحبيبِ المصطفى)= عطرُالعُطورِيُطيحُ بالأدران ِ.
    (أ ُمُ القرى) بالحبِّ ينبضُ قلبُها= أنَّى أرى نورَالهُدى المُزدان ِ؟.
    مُشتاقة ٌو"العَـودُ أحمدُ" عندها=فالظلمُ داج ٍفى حمى الأوثـان ِ.
    من طَيِّب ٍٍيأتى إلينا نورُهُ = وبـِ(بنتِ وهبٍ) حـاز طُهرَ مكان ِِ.
    هو أوّلٌ قبلَ الخلائق ِكـُلِّها = فـرآهُ(آدمُ) حين كــان يُعانى.
    وبه توسّلَ حين خاطب ربـَّهُ = وعليـه جاد الـربّ ُ بالغفران ِ.
    وبه اليهودُاستفتحوا بحروبهم= بُشرى المسيح ِتـُضىءُبالقرآن ِ.
    إيوانُ كسرى قد تصدّع فرحة ً= ستزولُ عنه جـِلسة ُالطـُغيان ِ.
    قدأ ُطُفِئتْ نارُ المجوس ِ عبادة ً = تابت عـن الإشراك ِوالعصيان ِ.
    والفيلُ يعقلُ والجنون يلـُفّ ُ من = قد رام شرّاً هادم َ الأركان ِ.
    يا ليتنى كنتُ العتيق وحينما= فـَر ِح َالجهولُ*2بمولدِ العدنان ِ.
    أو كنتُ يوماً خادماً ل(حليمة ٍ)= أرنو الهُدى يسعى مع الصبيان ِ.
    يا مولـدًا نثر الضياءَ بكفـِّهِ = بالمُلكِ والملكوتِ والأزمان ِ.
    يادُرّة ً زانت جبـينَ زمـاننا=جـادت فزكّت صحوة َالأذهـان ِ.
    هو( أحمدٌ) و(محمدٌ)خيرُ الورى=والوصفُ( محمودٌ) لدى الحنّان ِ.
    "قـدرى رفيـعٌ والعليمُ إلهنـُا " = قدقلتها بحديثك الفيحان ِ.
    فى السّلْم ِأنت نسائمٌ معطارة= فى الحرب سيّدُ سيّدِ الشجعان ِ.
    الكلّ ُ ساج ٍ فى الجهـالةِ نائمٌ = والكـونُ فى التسبيح ِكالكروان.
    كلّ ُالفوارس ِيحتمون بظهر ِهِ = عند الوطيس ِإذا التقى الجمعان ِ.
    "..إن لم يكنْ غضبُ علىَّ.." حروفُها = صفحٌ يفوقُ الدّرَ بالأثمان ِ.
    لم تنتصرْيوما لنفسك سيدى = تبغى حفيـدًا عابـــدَ الديّـان!.
    مات الأحبَّة ُلليتيم ِ فمن لـهُ = سندٌ يكــافحُ جبهة َ العـُـدوان ِ؟.
    الحُـزنُ يملأ ُ عامَهُ،ساعاتـُهُ = دهـْـرٌ ويُدْمنُ جملة َالأحـزان ِ!.
    ياخــيرَ رُسْل ِاللهِ أنت إمامُهم = فـى مسجدِ المعـراج ِوالإحسان ِ.
    فدعاك ربُّـك للعروج ِبرحلـةٍ = فيـها الأمينُ كصائغ ٍوزّان ِ.
    هيّا تقـدمْ لا تخفْ هيّا اخـترقْ = أمَّا أنا فهُنا حـــدودُ مكـانى!.
    وخررتَ تهـوى بالسجـودِ تحية ً= وتقــولُ: ربـى أمتى بجَنانى.
    فيقولُ:- ها - ذى يا شفيعٌ رحمتى= ولسوف ترضى يارفيـعَ الشانِ.
    فأنا المزورُ وأنت ضيفُ مَعـِيّتى = ضيفُ الكريم ِ ومُكر ِمُ الضِيفان ِ.
    فأنا رحـيمٌ بالخلائق ِكُلِّـها = للمؤمنـين عُـرفـتُ بالرحـمن.
    الكافُ فـى مبنى"..كأنك.." تختفى = فرأيتَ آىَ الحُسن ِ بالأعْيـان ِ.
    هاجِرْ إلى أرض ِ الحبيبة ِ سالمًا = أمرٌ يُنفـّذ ُ منك بالإذعـان ِ.
    علمتنا تكتيكَ حـربٍ خـُدعةٍ = منك استفادتْ هيئة ُ الأركـان ِ.
    وقرأت َ:-".. بسم ِ اللهِ.."- قصَّ شريطِها = فتوسَّدَ الكفارُ بالجدران !ِ.
    و(سُراقةٌ) بعد العناء مسالمٌ = فجــوادُهُ قد صار كالرّ ُهْبان !ِ.
    قد فاز ذاك ال(جشعمىُّ) بوعدهِ= بسوار ِ(كسرى) نفحة ِ (العدنانِ).
    بُوركتَ يا(ثورَ) الحماية ِحينما = باست رمالُك (صاحبَ البُرهان ِ).
    سَبَقَ الصّدِيقُ صديقـَهُ فى لهْفةٍ= خوفـًـا وعنه يذودُ كالفـُرسان ِ.
    متحملا لدغ الغضوب*3 برجله= حتى ينامَ الحِبُّ بـِضعَ ثوانى.
    بـِمعيَّةِ (الحقِّ الحفيظِ) أقمتـُما = فحماكـُما وبأ َوْهــنِ البُنـْيَان ِ!.
    بالعنكبوتِ وبعض ِ بيضِ حَمَائِم ٍ= قـد أجهضوامَكْرًا مِنَ الطـُغيان ِ.
    يا صاحِبـِى: لا تخشَ مكـرًا فاجرًا = فاللهُ ضلـّلَ كيدَهُمْ ورعـانى.
    (بـِثنيّةِ التـوديع ِ) كانت طلعة= للبدر ِ وضّح أوجُه َ الأركــان ِ. ٌ
    أهلُ المدينةِ مُصْطـَفون من العُلا = ومُقامُهم سيكونُ قلبَ جـِنـان ِ.
    شربوا المحبة من يمين المصطفى = جـادَ الزمانُ بكوثر ٍريّــان ِ.
    هم ناصرون محمدًا فـى عـُسرةٍ = مغلــوبةٍ والغالبُ اليسران ِ.
    جادوا على من هاجـروا بمتاعِهم= وبأهلِهم ،والنفس ِ كالقـربان ِ.
    ثم التقوا نـورَ الهدايةِ فى (مِنى) = متعاهدين بنـُصرةِ الإخـوان ِ.
    فأقمتَ فى( الدار ِ) الكريمةِ دولة ً = العدلُ صرحٌ والإِخاءُ الثانى.
    كلّ ُ العُطور ِ تلجمتْ لمّا رأتْ = عَرَقـًا يضوعُ بمسكِهِ الفـَيْحَان ِ!.
    أحـدٌ بأرضكِ يا(حبيبة ُ)"..حبّنا = ونـُحبُّه" حبًا مـن الوجدان ِ.
    وبسفح ِ(سِلْع ٍ) فالمَقيلُ ملازمٌ = للمتعبين ومصلح ُ الحَشْيان ِ. *4
    كلّ ُ المساجـدِ فى رُباكِ أز هرٌ= (ذو القبلتين) يشِّعُ بالأيمان ِ.
    ياروضة ًحازتْ نعيمًا سرمـد ًا = تاجًا يُزينُ جبهة َالأكـوان ِ.
    حرمـًا جليلا يبتغيـه "محمدٌ "= فأتـى عطاءُ المنعـم ِ المنَّان ِ.
    يا تـوأمَ الحرم ِ الجليل ِ تحية ً = يا جَنـّة َ الأحبـابِ والأخدان ِ.
    بوركت يا أرضَ( البقيع ِ) وأهلـُهُ= سُعدوا بدنيا بل وبالحيـوان ِ.
    (من جـاورالمسعـودَ يسعدُ) دائما = مثلٌ يُطمئنُ مُهجة َ الهيْمان ِ؟.
    كلّ ُ العواصف ِ لا بقاءَ لها هنا =(محفوظة ٌ) من عُصبةِ الفتـَّان ِ.
    قدنمنمت كف السماء جمالها = بالدّر والياقـوت والمَرْجـان ِ.
    حضن الثرى فيكِ( الحبيبَ) وصحبَه= من جاءه سيفوزُ بالغـُفران ِ.
    مازال عِطرُكِ فى نياط مشاعرى= منذ اللقاءِ الأوّلـى الحانى.
    يا (طابة َ) الصدرِ ِالحزين ِ تدلـّلى = الحزن ُمنكِ يفّرُ كالرّهوان ِ.
    طوبى لكـل الصابرين بطيبتى = لهُمُ الشفاعة ُ منه خيرُ نشان ِ. *5
    بُوركتَ يا (ملكَ الحجاز) كخادم ٍ = وسيشهدُ الجبلان ِ والحرمان ِِ.
    أرضُ الحجاز تزينتْ ِ بزهور ِها = والسعدُ فاح بدوحِها الفينان ِ.
    والشامخاتُ بكــل شبر ٍحُجة = فهى الدليلُ يبــوح بالعمران ِ.
    من فضله ملك الكريم صفاته*6 = بالحج ِ أو رجبية ِ*7 الرضــوان ِ.
    يانورَعين ِالكون ِأنت مرادُنا = أيخيبُ مسعى العاشـق ِالولهان ِ؟.
    لا و(..الذى فرضَ الكتابَ..) فسعيُهم = حـاز القبولَ وفاز بالتّحنان.
    فى روضة ٍنشد الفؤادُ وأننى = قَمِنٌ*8به مع أدمع الأجفـان.
    أيُراعُ لى من بعدِ ذلك خاطرٌ = و أ ُذاد ُ عنك وحوضِك الملآن ِِ؟.
    حاشاك أنت شفيعـُناوملاذ ُنا= طبُ القلوبِ وصحة ُالأبــدان ِ.
    يامُنيتى أبغى الجوارَ بروضةٍ = مملـوءةٍ بالحـور والولـدان!.
    لم يكفنى ذاك الجوار ُعطية ً = وأرومُ مِثـْلا ًفــى العُلا بِجِنان ِ!.
    فيه المديحُ بندوة لك سرمد = مُـزدانة ُ بالفلِّ والريحان ِ.
    وبها الحضور ملائكٌ معصومة = ومحاطــة ٌبالحور والخلا ّن ِ.
    والنبض ينشِد فى قـُليبٍ عاشق ٍ = والعينُ عودى واللسانُ كمانى.
    فلعلَّ ذاكَ وإننى عبدٌ لها= وأنا بهـا كاللا ّهــثِ الظمــآ ن ِ.
    قد قلتها:"أنا من حسين.." سيدى = وأقولـُها إن جاءنى الملكان ِ.
    من لم يزُرْكَ على الدوام ِبجِرمِهِ = قد فُزِّعتْ من جُرْمِهِ الثـَقلان ِ!.
    صدق الذى كشف السريرة َقائـلا = لوغاب عنّى لافتقدتُ جَنانىِ).
    نذرٌ علىّ إذاأتيتـُكَ زائرًا = سأخـِّرُ شكرًا فالقبـولُ أتـانى.
    وأمرّغ الخدّين ِ فى أعتابها = فى بابها بل.. بـل وبالجـدران.
    وأهيم رقصا بعد بوس يمينه= كم بُستُها فى البيت فى الأوطان ِ.
    كُفَّ الملامـة َ ياعذولا إننى = بالشرب صاح لستُ بالنـَّشْوَان ِ.
    أ ُخفى الجوى ومدامعى قد هتّكتْ = ستر الهوى المزروع بالشِّريان.
    فى شرع ِأهل الوصـل ِ ودُ( أميننا) = حقٌ ويشغلُ ذمَّة َالهيْمان ِ.
    من حجَّ مكة َ ثم عاد ولم يزرْ = روضَ الحبيبِ يبـوءُ با لحِرمان ِ.
    من لم يزرْ ذاتَ الحبيبِ بعينِهِ = فى اليوم ِخمسًا باء بالخُســران.
    ماجتْ بحــورٌ بالمديح ِعظيمة ٌ= مازلت أحبـو فى ثرى الشُطآن ِ.
    أهلُ المديح ِتسابقـوا بركوبـِها = وأنا بها فبدأتُ بالخـَفـَقــَان ِ.
    جادوا جميعا أبدعــوا بمديحهم =من بعـدهم ماذا يقول لسانى؟!.
    عفوًا إذا جذبَ المديح ُ شَكيّتى = منْ لى سِواكَ مُطبّبٌ أحـزانى ؟.
    هذا سلاحى فى دفاعى مُشهرٌ = أضحى قصيدى كَرْمتى ودنـانى .
    فلقد أتيتُ إلى هنا مُستغفرًا = بك مُستجيرًا مـن فسادِ زمـانى .
    إنّى لأحكى حالـَنا يا سيدى= لا للإحاطة ِ (صاحبَ السلطان ِ).*9
    فالأرضُ ضجـّتْ والسماءُ تفطـّرتْ = بل واشتكى الأملاك ُ والقمران ِ.
    لهمُ الهُويِّة ُقد خلتْ من جنسِهـِمْ= من دينِهم وخـَلتْ من العـُنوان ِ.
    قـد غبّرت وجـه َالمآذِن ِ ر ِدّة ٌ = و يطيحُ ذاالبنطالُ بالقفطـان ِ.
    باعـوا القضيّة َ بالمزادِ لمشتر ٍ = لصّ ٍ يـُخسّرُ كـِفـّة َالمـيزان ِ.
    الكُثر ضلــوا بل أضلواغيرَهم = بل أصبحوا ببـِطانـَة ِالشيطان ِ.
    نتجـرّعُ الذلًّ المـريرً بكأسِنا = ملأتهُ أيدى الكفـر ِ والبُهـْتـان ِ.
    بغدادُ تبكى و(الخليلُ) و(بُوسنة ٌ)=( سوداننا) و(مرابــع الأفغـان).
    باللهِ يا مسرى الحبيبِ وحشتنا = فالعُــرْبُ غرقى فى دُجى الخِذلان ِ.
    سُجِنَ اللسانُ بفيههِمْ وعُلـُوجُهم= قاض ٍ وخصم ٌبل وكالسجّان ِ.
    يا ماسِحـًا جَوْخَ العلوج ِ مخافة ً = لِمَ لا تُجيدُ نظافـة َ الكِتـّان ِ؟.
    مادمت تُودِعُ فى حسابـِك أخضرا = النـّحسُ والنخّاسُ بالبُلــدان ِ.
    فالأُسْدُ تسجدُ للقرود ِعبادة = هـــل تُحكمُ الغابات ُ بالجـُرذان ِ؟!.
    بالله ِ سيفـُك إذ يغادرُ غِمْـدَهُ = سيطيحُ بالصّاروخ ِ والطـيران ِ.
    إن جـاء( سارية ٌ )هنا فى حربـِنا= وبك احتمى سيطيحُ بالرُعيان ِ.
    من إبن ِ*10 خطـّابٍ أتى مكر ٌ له = هـو سابقٌ (للويب) منذُ زمان ِ.
    (الله أكـبرُ) إن صحوتُ بلحنِها = سأكونُ تابـعَ جبهة ِ الحسّـانى.
    وأشقُ عـن قلبى الكبير أمامَه ُ= كصحائفٍ فيهـا الدفـاعُ كفانى.
    ظلموك قالوا: أنت أمٌّ أو أبٌ= ظلموا المشبّه يافريـد زمــانى.
    الوصفُ من قبل السماء مفضلٌ = عن كل وصف من فتى وسنانِ.
    كُلُّ القوافى فى المديح ِعجزن عن = تحقيق ِعُشر المدح ِمن حنّان ِ.
    فالحرف ُسهمٌ من سِهام ِكنانةِ = وبه النوالُ إذا التقـــى الحزبان ِ.
    لمّا تخلّى القـومُ عن اسلامهم = ذهبوا هبــاءً فى دُجى النسيان ِ.
    يا قـومُ توبوا لا حياة لأمةٍ = تنأى عن المختار ِوالفــــُرقان ِ.
    ياعـربُ هيّا لا لتسويفٍ بدا = جُبنـًا يُقبِّحُ جبهـــة َ الخـزيان ِ.
    هُبُّواجميعا لاحيـاة َ لحالــم ٍ = مُتمسّح ٍ فى عِـترة ِ الأعيـان ِ.*11
    كى تستردوا شرعة ً قد مُزِّقتً = بيـدِ العصاة ِ وفـِرقة ِ الكُفـران ِ.
    أدعوا (النصيرَ)بأن يمُنَّ بنصره= وبحقّ ِ( طه) وسـورةِ الرحمن ِِ.
    بيتُ القصيدِ أنا الذى قـد صُغتـُهُ = صوْغاً حكيماً فى نياطِ بيـانى.
    لولا كلامُ الحق ِ فى قـُرآنِهِ = ما كنتَ تُحسبُ من بنى الإنسان ِ!.

    ===============


    *- هى الديوان القصيدة الواحدة والوحيدة.
    معانى بعض المفردات:
    *1- إشارة إلى زوال أداة التشبيه التى وردت فى الحديث
    الشريف(..كأنك تراه..الحديث)فرأى مارأى بالأعيان:
    حقيقة بعينى البصر وبعيون البصيرة.
    *2- إشارة إلى إبى لهب الذى أعتق جاريته حين بشّرته
    بالمولد الشريف لإبن أخيه عبدالله حبينا المصطفى صلى
    الله عليه وعلى آله وسلم.
    *3- حيّة ٌ سامّة ٌ.
    *4- هُبُّــوا المريض بالربو.
    *5- إشارة إلى نيشان لغة وتم التصرف فى الإسم للضرورة.
    *6- الكريم: حاتم الطائى
    *7-الرجبية:زيارة الأراضى المشرّفة فى غير موسم الحج.
    *8- جـَدُرتُ به وخـَلُقت به فأنا القـَمِنُ :الخـَلِيقُ والجديرُ.
    *9- صاحب السلطان وصاحب البرهان......ألخ من أسماء
    جدناالحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
    وبارك وسلم.
    *10 ضرورة.
    *11- إشارةإلى أجدادنا الأشراف.
    ***********************




    لك خاصة وللجميع عامة محبتى فى الله
    أخوك:
    محاسب/ عبدالوهاب موسى(بيرم المصرى)
    وكيل وزارة بالجهاز المركزى للمحاسبات بمصر
    حسينى النسب وسنى شافعى المذهب وحصافى شاذلى الطريقة وخادمها عبر النت

    [align=center]
    اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ،صلاة ً
    كما هى فى عِلمِِك المكنون،عددَ ما كان وعددَمايكون،وعددَ
    ما سيكون،وعددَالحركات والسكون،وجازنى عنها أجرًا غيرَ
    ممنون
    http://ukazelasala.net/[/align]

  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية غمدان زياد
    تاريخ التسجيل
    29/11/2010
    المشاركات
    392
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

    الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد . وليجهز كل من قال بجواز المولد جوابا يوم القيامة إن قيل له : لم يحتفل الصحابة بهذا المولد وهم أشد حبا لنبيهم صلى الله عليه وسلم منكم وأشد متابعة وعلما , فلماذا احتفلتم به أنتم

    غمدان زياد
    إن كــان تـابــع أحـمــد متـوهـبـاً***فــأنــا الـمـقــر بـأنـنــي وهــابــي
    أنفي الشريك عن الإلهِ فليس لي***رب ســـوى المـتـفـرد الــوهــاب
    لا قــبــة تُــرجــى ولا وثـــــن ولا***قـبـرٌ لــه سـبـب مـــن الأسـبــابِ

  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية علي الكرية
    تاريخ التسجيل
    10/07/2010
    المشاركات
    3,158
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة



    قصيدة البردة للإمام البوصيري


    مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
    أمن تذكر جيرانٍ بذى سلم مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بدم
    َمْ هبَّت الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمةٍ وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم
    فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتا وما لقلبك إن قلت استفق يهم
    أيحسب الصب أن الحب منكتم ما بين منسجم منه ومضطرم
    لولا الهوى لم ترق دمعاً على طللٍ ولا أرقت لذكر البانِ والعلمِ
    فكيف تنكر حباً بعد ما شهدت به عليك عدول الدمع والسقمِ
    وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضنى مثل البهار على خديك والعنم
    نعم سرى طيف من أهوى فأرقني والحب يعترض اللذات بالألمِ
    يا لائمي في الهوى العذري معذرة مني إليك ولو أنصفت لم تلمِ
    عدتك حالي لا سري بمستتر عن الوشاة ولا دائي بمنحسم
    محضتني النصح لكن لست أسمعهُ إن المحب عن العذال في صممِ
    إنى اتهمت نصيح الشيب في عذلي والشيب أبعد في نصح عن التهتمِ
    في التحذير من هوى النفس
    مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
    فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظت من جهلها بنذير الشيب والهرم
    ولا أعدت من الفعل الجميل قرى ضيف ألم برأسي غير محتشم
    لو كنت أعلم أني ما أوقره كتمت سراً بدا لي منه بالكتمِ
    من لي برِّ جماحٍ من غوايتها كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجُم
    فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها إن الطعام يقوي شهوة النَّهم
    والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ على حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطم
    فاصرف هواها وحاذر أن توليه إن الهوى ما تولى يصم أو يصم
    وراعها وهي في الأعمالِ سائمةٌ وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
    كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلة من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسم
    واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع فرب مخمصةٍ شر من التخم
    واستفرغ الدمع من عين قد امتلأت من المحارم والزم حمية الندمِ
    وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتَّهِم
    ولا تطع منهما خصماً ولا حكماً فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
    أستغفر الله من قولٍ بلا عملٍ لقد نسبتُ به نسلا ًلذي عُقُم
    أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت به وما استقمت فما قولى لك استقمِ
    ولا تزودت قبل الموت نافلةً ولم أصل سوى فرض ولم اصم
    في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
    مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
    ظلمت سنة من أحيا الظلام إلى أن اشتكت قدماه الضر من ورم
    وشدَّ من سغب أحشاءه وطوى تحت الحجارة كشحاً مترف الأدم
    وراودته الجبال الشم من ذهبٍ عن نفسه فأراها أيما شمم
    وأكدت زهده فيها ضرورته إن الضرورة لا تعدو على العصم
    وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تخرج الدنيا من العدمِ
    محمد سيد الكونين والثقلي ن والفريقين من عرب ومن عجمِ
    نبينا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ أبر في قولِ لا منه ولا نعم
    هو الحبيب الذي ترجى شفاعته لكل هولٍ من الأهوال مقتحم
    دعا إلى الله فالمستمسكون به مستمسكون بحبلٍ غير منفصم
    فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلُقٍ ولم يدانوه في علمٍ ولا كرم
    وكلهم من رسول الله ملتمسٌ غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ
    وواقفون لديه عند حدهم من نقطة العلم أو من شكلة الحكم
    فهوالذي ت م معناه وصورته ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النسم
    منزهٌ عن شريكٍ في محاسنه فجوهر الحسن فيه غير منقسم
    دع ما ادعثه النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
    وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ماشئت من عظم
    فإن فضل رسول الله ليس له حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفم
    لو ناسبت قدره آياته عظماً أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم
    لم يمتحنا بما تعيا العقول به حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهمِ
    أعيا الورى فهم معناه فليس يرى في القرب والبعد فيه غير منفحم
    كالشمس تظهر للعينين من بعُدٍ صغيرةً وتكل الطرف من أمم
    وكيف يدرك في الدنيا حقيقته قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلمِ
    فمبلغ العلم فيه أنه بشرٌ وأنه خير خلق الله كلهمِ
    وكل آيٍ أتى الرسل الكرامبها فإنما اتصلت من نوره بهم
    فإنه شمس فضلٍ هم كواكبها يظهرن أنوارها للناس في الظلم
    أكرم بخلق نبي ّزانه خلقٌ بالحسن مشتمل بالبشر متسم
    كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ والبحر في كرمٍ والدهر في همم
    كانه وهو فردٌ من جلالته في عسكر حين تلقاه وفي حشم
    كأنما اللؤلؤ المكنون فى صدفٍ من معدني منطق منه ومبتسم
    لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمهُ طوبى لمنتشقٍ منه وملتثمِ
    في مولده عليه الصلاة والسلام
    مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
    أبان موالده عن طيب عنصره يا طيب مبتدأ منه ومختتم
    يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهم قد أنذروا بحلول البؤْس والنقم
    وبات إيوان كسرى وهو منصدعٌ كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم
    والنار خامدة الأنفاس من أسفٍ عليه والنهر ساهي العين من سدم
    وساءَ ساوة أن غاضت بحيرتها ورُد واردها بالغيظ حين ظمي
    كأن بالنار ما بالماء من بلل حزناً وبالماء ما بالنار من ضرمِ
    والجن تهتف والأنوار ساطعةٌ والحق يظهر من معنى ومن كلم
    عموا وصموا فإعلان البشائر لم تسمع وبارقة الإنذار لم تُشَم
    من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُمْ بأن دينهم المعوجَّ لم يقمِ
    وبعد ما عاينوا في الأفق من شهب منقضةٍ وفق ما في الأرض م نصنم
    حتى غدا عن طريق الوحى منهزمٌ من الشياطين يقفو إثر منهزم
    كأنهم هرباً أبطال أبرهةٍ أوعسكرٌ بالحصى من راحتيه رمى
    نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهما نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقم
    في معجزاته صلى الله عليه وسلم
    مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
    جاءت لدعوته الأشجار ساجدة تمشى إليه على ساقٍ بلا قدم
    كأنَّما سطرت سطر اًلما كتبت فروعها من بديع الخطِّ في اللقم
    مثل الغمامة أنَّى سار سائرة تقيه حر وطيسٍ للهجير حَم
    أقسمت بالقمر المنشق إن له من قلبه نسبةً مبرورة القسمِ
    وما حوى الغار من خير ومن كرم وكل طرفٍ من الكفار عنه عم
    فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما وهم يقولون ما بالغار من أرم
    ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على خير البرية لم تنسج ولم تحم
    وقاية الله أغنت عن مضاعفةٍ من الدروع وعن عالٍ من الأطُم
    ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به إلا ونلت جواراً منه لم يضم
    ولا التمست غنى الدارين من يده إلا استلمت الندى من خير مستلم
    لا تنكر الوحي من رؤياه إن له قلباً إذا نامت العينان لم ينم
    وذاك حين بلوغٍ من نبوته فليس ينكر فيه حال محتلم
    تبارك الله ما وحيٌ بمكتسبٍ ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهم
    كم أبرأت وصباً باللمس راحته وأطلقت أرباً من ربقة اللمم
    وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوته حتى حكت غرة في الأعصر الدهم
    بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بها سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العرمِ
    في شرف القرآن ومدحه
    مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
    دعني ووصفي آيات له ظهرت ظهور نار القرى ليلاً على علم
    فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظمٌ وليس ينقص قدراً غير منتظم
    فما تطاول آمال المديح إلى ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيم
    آيات حق من الرحمن محدثةٌ قديمةٌ صفة الموصوف بالقدم
    لم تقترن بزمانٍ وهي تخبرنا عن المعادِ وعن عادٍ وعن إِرَم
    دامت لدينا ففاقت كلَّم عجزةٍ من النبيين إذ جاءت ولم تدمِ
    محكّماتٌ فما تبقين من شبهٍ لذى شقاقٍ وما تبغين من حكم
    ما حوربت قط إلا عاد من حَرَبٍ أعدى الأعادي إليها ملقي السلمِ
    ردَّتْ بلاغتها دعوى معارضها ردَّ الغيور يد الجاني عن الحرم
    لها معانٍ كموج البحر في مددٍ وفوق جوهره في الحسن والقيمِ
    فما تعدُّ ولا تحصى عجائبها ولا تسام على الإكثار بالسأمِ
    قرَّتْ بها عين قاريها فقلت له لقد ظفرت بحبل الله فاعتصم
    إن تتلها خيفة ًمن حر نار لظى أطفأت حر لظى من وردها الشم
    كأنها الحوض تبيض الوجوه به من العصاة وقد جاؤوه كالحمم
    وكالصراط وكالميزان معدلةً فالقسط من غيرها في الناس لم يقم
    لا تعجبن لحسودٍ راح ينكرها تجاهلاً وهو عين الحاذق الفهم
    قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماءِ من سقم
    في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم
    مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
    يا خير من يمم العافون ساحته سعياً وفوق متون الأينق الرسم
    ومن هو الآية الكبرى لمعتبرٍ ومن هو النعمةُ العظمى لمغتنم
    سريت من حرمٍ ليلاً إلى حرمٍ كما سرى البدر في داجٍ من الظلم
    وبت ترقى إلى أن نلت منزلةً من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
    وقدمتك جميع الأنبياء بها والرسل تقديم مخدومٍ على خدم
    وأنت تخترق السبع الطباق بهم في مركب كنت فيه صاحب العلم
    حتى إذا لم تدع شأواً لمستبقٍ من الدنوِّ ولا مرقى لمستنم
    خفضت كل مقامٍ بالإضافة إذ نوديت بالرفع مثل المفردِ العلم
    كيما تفوز بوصلٍ أي مستترٍ عن العيون وسرٍ أي مكتتم
    فحزت كل فخارٍ غير مشتركٍ وجزت كل مقامٍ غير مزدحم
    وجل مقدار ما وليت من رتبٍ وعز إدراك ما أوليت من نعمِ
    بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا من العناية ركناً غير منهدم
    لما دعا الله داعينا لطاعته بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم
    في جهاد النبي صلى الله عليه وسلم
    مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
    راعت قلوب العدا أنباء بعثته كنبأة أجفلت غفلا من الغنمِ
    ما زال يلقاهمُ في كل معتركٍ حتى حكوا بالقنا لحماً على وضم
    ودوا الفرار فكادوايغبطون به أشلاءَ شالت مع العقبان والرخم
    تمضي الليالي ولايدرون عدتها ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُم
    كأنما الدين ضيفٌ حل ساحتهم بكل قرمٍ إلى لحم العدا قرم
    يجر بحر خميسٍ فوق سابحةٍ يرمى بموجٍ من الأبطال ملتطم
    من كل منتدب لله محتسبٍ يسطو بمستأصلٍ للكفر مصطلمِ
    حتى غدت ملة الإسلام وهي بهم من بعد غربتها موصولة الرحم
    مكفولةً أبداً منهم بخير أبٍ وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئمِ
    هم الجبال فسل عنهم مصادمهم ماذا رأى منهم في كل مصطدم
    وسل حنينا ًوسل بدراً وسل أُحداً فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخم
    المصدري البيض حمراً بعد ما وردت من العدا كل مسودٍ من اللممِ
    والكاتبين بسمر الخط ما تركت أقلامهم حرف جسمٍ غير منعجمِ
    شاكي السلاح لهم سيما تميزهم والورد يمتاز بالسيما عن السلم
    تهدى إليك رياح النصر نشرهم فتحسب الزهر في الأكمام كل كم
    كأنهم في ظهور الخيل نبت رباً من شدة الحَزْمِ لا من شدة الحُزُم
    طارت قلوب العدا من بأسهم فرقاً فما تفرق بين الْبَهْمِ وألْبُهُمِ
    ومن تكن برسول الله نصرته إن تلقه الأسد فى آجامها تجمِ
    ولن ترى من وليٍ غير منتصرٍ به ولا من عدوّ غير منفصم
    أحل أمته في حرز ملته كالليث حل مع الأشبال في أجم
    كم جدلت كلمات الله من جدلٍ فيه وكم خصم البرهان من خصم
    كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ معجزةً في الجاهلية والتأديب في اليتم
    في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
    مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
    خدمته بمديحٍ استقيل به ذنوب عمرٍ مضى في الشعر والخدم
    إذ قلداني ما تخشي عواقبه كأنَّني بهما هديٌ من النعم
    أطعت غي الصبا في الحالتين وما حصلت إلا على الآثام والندم
    فياخسارة نفسٍ في تجارتها لم تشتر الدين بالدنيا ولمتسم
    ومن يبع آجلاً منه بعاجلهِ يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي سلمِ
    إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقض من النبي ولا حبلي بمنصرم
    فإن لي ذمةً منه بتسميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
    إن لم يكن في معادي آخذاً بيدى فضلاً وإلا فقل يا زلة القدمِ
    حاشاه أن يحرم الراجي مكارمه أو يرجع الجار منه غير محترمِ
    ومنذ ألزمت أفكاري مدائحه وجدته لخلاصي خير ملتزم
    ولن يفوت الغنى منه يداً تربت إن الحيا ينبت الأزهار في الأكم
    ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفت يدا زهيرٍ بما أثنى على هرمِ
    في المناجاة وعرض الحاجات
    يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
    يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
    ولن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تحلَّى باسم منتقم
    فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
    يا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمت إن الكبائر في الغفران كاللمم
    لعل رحمة ربي حين يقسمها تأتي على حسب العصيان في القسم
    يارب واجعل رجائي غير منعكسٍ لديك واجعل حسابي غير منخرم
    والطف بعبدك في الدارين إن له صبراً متى تدعه الأهوال ينهزم
    وائذن لسحب صلاةٍ منك دائمةٍ على النبي بمنهلٍ ومنسجم
    ما رنّحت عذبات البان ريح صبا وأطرب العيس حادي العيس بالنغم
    ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمرٍ وعن عليٍ وعن عثمان ذي الكرم
    والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهم أهل التقى والنقا والحلم والكرمِ
    يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
    واغفر إلهي لكل المسلمين بما يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم
    بجاه من بيته في طيبةٍ حرمٌ واسمُهُ قسمٌ من أعظم القسم
    وهذه بُردةُ المُختار قد خُتمت والحمد لله في بدء وفي ختم
    أبياتها قد أتت ستين مع مائةٍ فرِّج بها كربنا يا واسع الكرم





    هو الحبيب الذي ترجى شفاعته لكل هولٍ من الأهوال مقتحم
    فمبلغ العلم فيه أنه بشرٌ وأنه خير خلق الله كلهمِ


    التعديل الأخير تم بواسطة علي الكرية ; 27/01/2011 الساعة 12:19 AM

  11. #11
    عـضــو الصورة الرمزية غمدان زياد
    تاريخ التسجيل
    29/11/2010
    المشاركات
    392
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

    إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقض من النبي ولا حبلي بمنصرم
    فإن لي ذمةً منه بتسميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
    إن لم يكن في معادي آخذاً بيدى فضلاً وإلا فقل يا زلة القدمِ
    حاشاه أن يحرم الراجي مكارمه أو يرجع الجار منه غير
    هذه الأبيات من ضلالات صاحب البردة
    بجاه من بيته في طيبةٍ حرمٌ واسمُهُ قسمٌ من أعظم القسم (وهذا البيت)
    دع ما ادعثه النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم (وهذا)
    فالنبي صلى الله عليه وسلم غني عن هذا الغلو (ألم تقرأ يا علي ما قاله العلماء في هذه القصيدة)
    يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
    ولن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تحلَّى باسم منتقم
    فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
    (وهذه)

    غمدان زياد
    إن كــان تـابــع أحـمــد متـوهـبـاً***فــأنــا الـمـقــر بـأنـنــي وهــابــي
    أنفي الشريك عن الإلهِ فليس لي***رب ســـوى المـتـفـرد الــوهــاب
    لا قــبــة تُــرجــى ولا وثـــــن ولا***قـبـرٌ لــه سـبـب مـــن الأسـبــابِ

  12. #12
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    11/01/2011
    المشاركات
    47
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

    مناظرة بين الشيخ الألباني رحمه الله ورجل يرى الاحتفال بالمولد النبوي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    مناظرة مفرغة مع التسجيل
    بين الشيخ الألباني رحمه الله
    ورجل يرى الاحتفال بالمولد النبوي
    _____________________

    الشيخ الألباني :
    الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر ؟
    محاور الشيخ :
    خير .
    الشيخ الألباني : حسناً ، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه ؟
    محاور الشيخ :
    لا .
    الشيخ الألباني :
    أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول : هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه ! هذا مستحيل .
    محاور الشيخ :
    إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له .
    الشيخ الألباني :
    هذه فلسفة نحن نعرفها ، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم ؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد ؟
    محاور الشيخ :
    التوحيد .
    الشيخ الألباني :
    أول ما دعاهم للتوحيد ، بعد ذلك فُرضت الصلوات ، بعد ذلك فُرض الصيام ، بعد ذل فُرض الحج ، وهكذا ؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة .
    نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان ، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً .
    ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام : 1. قوله صلى الله عليه وسلم : (( ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به )) .
    فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه .
    صحيح أم لا ؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله ، ولك كامل الحرية في أن تقول : أرجوك ، هذه النقطة ما اقتنعت بها .
    فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً ؟
    محاور الشيخ :
    معك تماماً .
    الشيخ الألباني :
    جزاك الله خيراً .
    إذاً (( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ))
    نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد :
    هذا المولد خيرٌ – في زعمكم - ؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه .
    فإن قالوا : قد دلنا عليه .
    قلنا لهم : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) . ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً .
    ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لايستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة !! بدعة حسنة !!
    فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام .
    لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون : وماذا في المولد ؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلاة عليه ونحو ذلك .
    ونحن نقول : لو كان خيراً لسبقونا إليه .
    أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) وهو في الصحيحين . وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه ،ثم الذين يلونهم التابعون ، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين . وهذه أيضاً لا خلاف فيها .
    فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً ؟ هل يمكن هذا ؟
    محاور الشيخ :
    من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور
    الشيخ الألباني :
    عفواً ، أرجوا عدم الحيدة ، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل ، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني ، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً ؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها ؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه ، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك . فيجب أن تنتبه لهذا ؛ فعندما أقول لك : هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم ؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء . وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى ؟
    محاور الشيخ :
    لا .
    الشيخ الألباني :
    إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد ؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية .
    فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح ؟
    محاور الشيخ :
    هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن ؟
    الشيخ الألباني :
    هم أعلم منا بتفسير القرآن ، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام .
    محاور الشيخ :
    بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:8) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد ؟! ما كان صدقه أحد .
    الشيخ الألباني :
    إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية . يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء ، نحن نسأل سؤالاً عاماً :
    الإسلام ككل من هو أعلم به ؟
    محاور الشيخ :
    طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته .
    الشيخ الألباني :
    هذا الذي نريده منك بارك الله فيك .
    ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل ، له علاقة بالفكر والفهم . ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة (( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) .
    لسنا على كل حال في هذا الصدد .
    وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح ؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن مالذي يستفيدونه من ذلك ؟ لاشيء . فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء ، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى ؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف .
    وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا ؛ فهل في هذا شك ؟
    محاور الشيخ :
    لا ، لا شك فيه .
    الشيخ الألباني :
    فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح .
    الآن ، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ماكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ،
    كيف خفي هذا الخير عليهم ؟!
    لابد أن نقول أحد شيئين :
    علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا – ، أو لم يعلموه ؛ فكيف علمناه نحن ؟!
    ؛ فإن قلنا : علموه ؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به ؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى ؟! –
    لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير ؟!
    هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً ؟! وهم بالملايين ، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى ؟!
    أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _ :
    (( لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ )) .
    أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم ؟!
    لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح :
    (( من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد )) يعني عبد الله بن مسعود .
    " غضاً طرياً " يعنى طازج ، جديد .
    هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا ؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير .
    لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله ؟
    محاور الشيخ :
    الحمد لله .
    الشيخ الألباني :
    جزاك الله خيراً .
    هناك شيء آخر ، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي : أن الإسلام كَمُلَ ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل .
    وأذكرك بمثل قول الله تعالى : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
    الآن يأتي سؤال : وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد .
    هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام ؛ فنقول : هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ماكان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام ؟
    ويوم أُنزلت هذه الآية : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي ؛ فهل يكون ديناً فيما ترى ؟
    أرجو أن تكون معي صريحاً ، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب ، بل عامة الناس : اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف ، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً . إذا لم تقتنع قل : لم أقتنع .
    فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة ؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام .
    وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس : قال :
    " من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة " .
    وهذا شيء خطير جدا ً ، ما الدليل يا إمام ؟
    قال الإمام مالك : اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى :
    ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
    فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً . انتهى كلامه .
    متى قال الإمام مالك هذا الكلام ؟ في القرن الثاني من الهجرة ، أحد القرون المشهود لها بالخيرية !
    فما بالك بالقرن الرابع عشر ؟!
    هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب ؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى ، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات ، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين .
    هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين : "فمالم يكن يومئذٍ ديناً ؛ فلا يكون اليوم ديناً".
    اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين ، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة .
    كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين ؟!
    الإمام مالك من أتباع التابعين ، وهو من الذين يشملهم حديث :
    (( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) .
    يقول الإمام مالك : " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً ، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها " .
    بماذا صلح أولها ؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
    والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل :
    (( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به )) .
    لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب :
    هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع ،مع بَون شاسع بين الاحتفالين :
    أول ذلك : أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً .
    ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة .
    هاتان فارقتان بين الاحتفالين : أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع .
    وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان ، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال :
    جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
    يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟
    قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .))
    ما معنى هذا الكلام ؟
    كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟!
    أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ .
    وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين .
    وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم )) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى :
    ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)) .
    فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه .
    الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه .
    الآن أنا أسألك : هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين ؟
    لا ، لا يصومون يوم الاثنين ، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة ! أليس هذا قلباً للحقائق ؟!
    هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود :
    ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
    هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه !!
    نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة : هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون .
    فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!!
    وصدق الله تعالى ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
    وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
    (( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ))
    وفي رواية أخرى خطيرة (( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك )) .
    فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأنزل الوحي فيه .
    وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
    (( أبى الله أن يقبل توبة مبتدع )) .
    والله تعالى يقول : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))
    وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة
    محاور الشيخ :
    قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له ؟
    الشيخ الألباني :
    نعم
    محاور الشيخ :
    فيه ثواب هذا الخير من الله ؟
    الشيخ الألباني :
    كل الخير . ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال ؛ ولذلك أقاطعك بسؤال : هل أحد يمنعك من قراءة سيرته ؟
    أنا أسألك الآن سؤالاً : إذا كان هناك عبادة مشروعة ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً ، ولا جعل لها كيفية معينة ؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً ، أو كيفية معينة ؟ هل عندك جواب ؟
    محاور الشيخ :
    لا، لا جواب عندي .
    الشيخ الألباني :
    قال الله تعالى : ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ))
    وكذلك يقول الله تعالى :
    ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
    (( لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: ( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟) ، فقال: بلى. قال : ( فتلك عبادتهم))).
    وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى .

    ____________________
    منقول: جزى الله المفرغ ومحمل التسجيل كل خير

    مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى . رقم الشريط 94/1


  13. #13
    شاعر وناقد / باحث قانوني الصورة الرمزية عبدالوهاب موسى
    تاريخ التسجيل
    11/10/2007
    العمر
    73
    المشاركات
    189
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غمدان زياد مشاهدة المشاركة
    إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقض من النبي ولا حبلي بمنصرم
    فإن لي ذمةً منه بتسميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
    إن لم يكن في معادي آخذاً بيدى فضلاً وإلا فقل يا زلة القدمِ
    حاشاه أن يحرم الراجي مكارمه أو يرجع الجار منه غير
    هذه الأبيات من ضلالات صاحب البردة
    بجاه من بيته في طيبةٍ حرمٌ واسمُهُ قسمٌ من أعظم القسم (وهذا البيت)
    دع ما ادعثه النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم (وهذا)
    فالنبي صلى الله عليه وسلم غني عن هذا الغلو (ألم تقرأ يا علي ما قاله العلماء في هذه القصيدة)
    يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
    ولن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تحلَّى باسم منتقم
    فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
    (وهذه)
    =========
    أخى فى الله /غمدان زياد
    يبدو أنك لست بشاعر!.
    وليس لك فى الشعر الحسّانى الصافى!.
    قذفت صاحب البردة رضى الله عنه وعنك وعنى وعنا جميعا بالضلال فإن لم يكن ضالا سيرد الله عليك الضلال أنت!.
    أنت لم تدرك مفاد تلك الأبيات مطلقا!!
    هى أبيات راقية متناصة مع الآية الشريفة :
    (.....وأستغفروا الله وأستغفر لهم الرسول لوجدوا الله غفورا رحيما.. الآية الشريفة)
    ومن المعلوم أن المصطفى حياته الصافية الراقية الشريفة خير لنا ومماته خير لنا) تعرض عليه أعمالنا فإن وجد خيرا بها حمد الله وإن وجد غير ذلك استغفر لنا الله
    وها هو البوصيرى يخاطب الروح المحمدية ويطلب منها أن تستغفر له باختصار!
    لعلى أستطعت أن أوضح لك مقصود الشاعر الحسّانى النبوى الراقى ،وأوضح ضلالك(حيرتك وعدم قدرتك على فهمك لمفاد الأبيات المشار إليها)
    ضع سيف ضلالك فى غمده ياغمدان ولا تشهره بتضليل وتكفير البشر فالحسيب هو الله جل جلاله
    هدانى الله وإيّاك وهدانا جميعا الى الحق والنور
    لك ولكل مؤيد ومعارض محبتى فى الله

    [align=center]
    اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ،صلاة ً
    كما هى فى عِلمِِك المكنون،عددَ ما كان وعددَمايكون،وعددَ
    ما سيكون،وعددَالحركات والسكون،وجازنى عنها أجرًا غيرَ
    ممنون
    http://ukazelasala.net/[/align]

  14. #14
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    11/01/2011
    المشاركات
    47
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

    الأستاذ عبدالوهاب: الأستاذ غمدان شاعر مبدع ولغوي نادر وللمناسبة هو يحفظ (القاموس المحيط , وأدب الكاتب , والفصيح , والمزهر , والصاحبي , ودرة الغواص , وتمثال الأمثال ) وكثيرا من كتب النحو , والأدب (فهو زميلي ورفيقي) ولكنه لا يؤمن بالخرافات والأباطيل , وهو أعلم منك بالشعر واللغة والأدب (وهذا ليس قدحا فيك ولكنها الحقيقة) , والبردة تكلم عليها ابن تيمية , وابن رجب وغيرهما من أهل العلم (هي جميلة من حيث الصناعة الشعرية , ولكن فيها شركيات لا تخفى على المتأمل ) وللأستاذ غمدان قصيدة في معارضتها


  15. #15
    عـضــو الصورة الرمزية وائل بدوبة
    تاريخ التسجيل
    09/11/2010
    المشاركات
    11
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

    Thank you very much


  16. #16
    كاتب
    تاريخ التسجيل
    10/06/2010
    المشاركات
    173
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

    الأخ رضا سالم تحية طيبة
    لي موضوع سابق في منتديات واتا وهو يتعلق بمشروعية الاحتفال بمولد الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ونعيد نشره للفائدة وتقبل تحياتي .
    الأخوة أعضاء منتديات واتا الحضارية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نبين فيما يلي مشروعية الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو منقول للفائدة :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاه والسلام علي اشرف المرسلين السراج المنير
    وعلي اله وصحبه اجمعين
    فإنه مما يغمر قلوبنا فرحاً ويمتلك مشاعرنا سروراً مشاركتنا لإخواننا مسلمي العالم في الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة التي لها أكبر الخطر في التاريخ وأعظم الأثر في النفوس تلك مناسبة ذكرى بزوغ شمس الحق وإشراق نور الحقيقة بمولد من أرسله الله رحمة للعالمين وبعثه إلى خلقه متمماً لمكارم الأخلاق مشيداً لصرح العدالة ناصباً معالم الهداية حالاً ألغاز الكون كاشفاً عن أسرار الحياة ذلك عبد الله ورسوله وحبيبه وصفيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يعرف التاريخ ولن يعرف له مثيلا من البشر في كمال خلقه وخلقه وفي الاتصاف بأرقى ما يتصوره العقل من صفات المخلوقين .
    كل عام وجميع العالم الاسلامي باسره في خير ويمن وبركات
    يقول الإمام مُتَولِّي الشَّعرَاويّ: "إذَا كانَ بنُو البَشرِ فَرحينَ بمجيئه لهذا العالمِ، وكذلك المخلوقات الجامدة فرحةً لمولده وكلُّ النباتات فرحةً لمولده وكلُّ الحيوانات فرحةً لمولده، وكلُّ الجنِّ فرحةً لمولده، فلماذا تمنعونا من الفرح بمولده. الأدلَّة على أنَّ الاحتفالَ بالمولد النبوي جائز أثرُ الاحتفال بالمولد على الكفار، إنَّ الابتهاجَ والاحتفال بيوم مولد النبي
    يعودُ بفائدة، بفضل الله ورحمته، حتى على الكافرين" مائدة الفكر الإسلامي، ص. 295
    وما نراه من بعض المخالفين من رقص سفيف وطبل مع الذكر واختلاط سافر بين النساء والرجال محرما باتفاق العلماء..وليس من المعقول ان نلغي احتفال الامه الاسلاميه بالمولد لفعل بعض الجهلاء. الذين ينسبون انفسهم لبعض الطوائف وهي منهم برئيه وليسوا بحجه علينا..بل ننبه علي اخطائهم ونرشدهم لكيفيه احياء الذكري وان شاء الله تنتهي هذه الظاهره السيئه المحرمه شرعا وعقلا ونقلا..ويكون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف خالي من كل هذه المحرمات.
    كما انه ليس من المعقول الغاء التفسير لوجود اسرائليات
    كما لو قيل الاختلاط وغيره فهذا محرم باتفاق العلماء ولا عقل لمن يقول به..ولو كان هذا هو الداعي لحذف المولد من قاموس المسلمين
    فيجب ان نحذف الافراح في كثير من البلاد الاسلاميه لان بعضهم يختلط ويشرب ويرقص رقص سفيف ماجن..ليس من الاسلام في شئ
    فنعطل ايضا سنه الزواج لان بعض المسلمين اخلوا بقواعد الاسلام وفعلوا المحرم من رقص وشرب واختلاط في الافراح وما اكثرها في بلادنا الاسلاميه وان كان العقد صحيح وزواجهم صحيح لاكتمال بنود العقد ولكن تخلله محرم..
    وكذلك نلغي الاعياد عيد الفطر وعيد الاضحي لان اكثر ارباب السؤ في بعض الدول يحيون هذه الاعياد بالسكر وشرب المخدرات والخروج مع النساء والبنات ويحدث الاختلاط!!! بل اسؤ من ذلك
    بل نقول يجب التنبيه وتعليم المسلمين دينهم وما هو محرم وما هو حلال وجائز وليس الغاء الاعياد ولا الزواج.. مثل المولد النبوي الشريف..
    فالاحتفال بالمولد ليس ببدعه مثله مثل
    1- ختم القران ليله 27 او 29 في رمضان ( هل يوجد دليل من السنه عليه او حتي من فعل الصحابه )؟؟
    وهو امر ديني طرا علي الاسلام ولكنه بدعه حسنه يثاب عليها المسلمين
    2- النداء في الحرم الشريف قبل الصلاه للقيام (صلاه القيام اثابكم الله)
    ولا يوجد دليل علي قولها قبل صلاه التراويح في السنه بل هي من المستحسن لجلب النيه والهمه والتذكير
    3- صلاح التراويح جماعه في الاصل من فعلها الفاروق عمر بن الخطاب وقال نعم البدعه هي
    4- وجود المراحيض في داخل اماكن العباده المساجد لم نري له اصل في السنه بل من فعل التابعين..
    5-- قراءه ختم القران جماعه في صلاه التراويح والتهجد ( لا يوجد اي من فعلها ولا من ايام الرسول صلي الله عليه وسلم ولا من عصر الصحابه ولا التابعين حتي) فهل هي بدعه
    6- لحرم التصانيف في العلوم الاسلاميه لان اسمائها لم تكن في الصدر الاول من الاسلام فلم يكن هناك علم التفسير وعلم مصطلح الحديث
    واستخرج السيوطي للاحتفالِ أصلاً ثانيًا مُوضحًا أنَّ البدعةَ المذمومةَ هي التي لا تدخل تحت دليل شرعي في مدحها أما إذا تناولها دليل المدح فليست مذمومة، رَوَى البَيهقيُّ عن الشافعي رضي الله تعالى عنه قال: "المُحدثَاتُ من الأمور ضربان، أحدُهُمَا إحْداثُ مَا يُخَالفُ كتابًا أو سنةً أو أثرًا أو إجماعًا فهذه البدعة ضلالةٌ، والثاني مَا أُحدثَ من الخير، لاَ خلافَ فيه لواحدٍ، وهذه مُحدثةٌ غير مذمومةٍ. وقد قال عمر بن الخطاب في قيام شهر رمضان نعم البدعةُ هذه، يعني أنها محُدثةٌ لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى" (انتهى كلام الشافعي)
    حُسنُ المَقصدِ فِي عَمَلِ المَولِد الامام السيوطي
    ليسَ كلُّ مَا لمْ يَفعله السَّلفُ ولم يَكن في الصدر الأولِ فهو بدعةٌ منكرةٌ، يَحرمُ فعلهَا، وَيَجبُ الإنكار عليها، بل يَجبُ أنْ يُعرضَ الأمرُ المُحدَثُ عَلى أدلِّةِ الشرع، فَمَا كانَ فيه مصلحةٌ فهو واجبٌ، وَمَا كانَ فيه محرّمٌ فهو محرّمٌ، وَمَا كانَ فيه مكروهٌ فهو مَكروهٌ، وَمَا كانَ فيه مباحٌ فهو مباحٌ، وَمَا كانَ فيه مندوبٌ فهو مندوبٌ
    وزعم بعض المعارضين أنه لو كان المولد من الدين لبينه رسول الله للأمة أو فعله في حياته أو فعله الصحابة رضوان الله عليهم ، ولا يمكن القول أن الرسول لم يفعله تواضعاً منه فإن هذا طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أنه صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولا خلفائه الراشدون ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين " ...
    أن كل ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة من بعده ،لا يعتبر تركهم له تحريماً ، وحيث أن كل ما تشمله الأدلة الشريعة ولم يقصد بإحداثه مخالفة الشريعة ولم يشتمل على منكر فهو من الدين فمن زعم شئ بدعوى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله فقد ادعى ما ليس له دليل وكانت دعواه باطلة
    قالَ عليه الصلاة والسلام: "مَنْ سنّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتب له مثلُ أجرِ مَن عمل بِـهَا ولاَ يَنْقُصُ مِنْ أجورِهِمْ شَيءٌ".
    دَرَجَ السَّلفُ الصَّالـحُ، مُنذُ القرن الرابع والخامس، على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتَّى أنواع العبادات مِنْ إطعام الطَّعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله عليه الصلاة والسلام، كما نصَّ علىَ ذلك المؤرخونَ مثل ابنِ الجوزي وابن كثير، وابن دحية الأندلسي، وابن حجر، وجلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى. فالمولد أمرٌ استحسنه العلماء والمسلمون في جميع البلاد، وجرى به العمل في كل صَقْعٍ فَهو مطلوب شرعاً للقاعدة الشرعية الواردة في حَدِيثِ ابنِ مَسعُودٍ رَضي الله عنه الموقوفِ :"مَا رَآهُ المُسلِمونَ حَسَناً فَهوَ عِندَ اللهِ حسنٌ، وَمَا رَآهُ المُسلمونَ قَبيحاً فَهوَ عندَ اللهِ قَبيحٌ" أخرجه أحمد
    اعلم اخي المسلم
    أن كل يوم هو مولد للنبي صلي الله عليه وسلم عندنا والرسول نحتفل به يوميا طوال العام عليه افضل الصلاه والسلام..
    نحتفل عليه بالصلاه عليه يوميا
    نحتفل به باحياء ذكرته العطره وتذكير المسلمين به يوميا
    نحتفل به بترديد اسمه الذي قرن الله عز وجل اسمه باسمه فنقول لا اله الا الله محمد رسول الله..يوميا
    وهذا اليوم المولد النبوي الشريف للتذكير لكل العالم الاسلامي ولكل من غفل قلبه عن ذكر الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم
    تذكره من جرفته الحياه ونسي ذكر ربه ونبيه وبعد عن اوامر دينه لعل الله يجعل هذه التذكره سببا في هدايته
    "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"
    ان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يغنينا عن الاحتفال بالاعياد الوثنيه كشم النسيم مثلا فايهما خيرا للتذكير..
    كما انه فرصه للتعارف بين المسلمين والعمل علي اصدار كتيبات تعرف بالنبي صلي الله عليه وسلم تطرح في هذه الايام..
    كما انه فرصه لنشر الاسلام فالغرب عندما يعلم انه يوم مولد محمد صلي الله عليه وسلم يتسائلون عن ماهيه محمد نبي الاسلام عليه الصلاه والسلام
    وفيه يكتب الصحفيون الغرب المعتدلون تهنئه في جرائدهم مع التعريف بنبي الرحمه صلي الله عليه وسلم وهي فرصه عظيمه يجب اغتنامها من شهاده الغرب واهله انفسهم في ذلك اليوم للنبي الكريم صلي الله عليه وسلم والعمل بجد لنشر دعوته والتعريف به ..
    المولد النبوي الشريف هو فرصه للالتقاء وتعميق اواصر الاخوه بين المسلمين والذكر والصلاه عليه صلي الله عليه وسلم وتذكر انه يوم ولد من ارسله الله ليكون رحما للعالمين
    فائده الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وهو منقول
    1. الاحتفالُ بالمولد : تعبيرٌ عن الفرح بِرَسول الله صلى الله عليه وَسَلَّم:
    إنَّ الفرح بِهِ صلَّى الله عليه وسلّم مطلوب بأمر القرآن في قَولِه تَعَالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ، فَبِذَلكَ فَلْيَفْرَحُوا" [1]. فاللهُ تَعَالَى أَمَرَنَا أنْ نَفْرَح بالرحمة، والنبي صلّى الله عليه وسلّم الفضلُ الأكبرُ والرَحْمَةُ الأعظمُ على الإطلاقِ، قال الله تعالى: "وَمَا أَرسَلْنَاكَ إلاَّ رَحمةً للعَالمينَ" [2].
    2. الاحتفال بالمولد : تعظيمٌ لشعائر الله
    يقول الله تعالى: "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ" [3]. والشَّعائر: جمع شعيرة ِبـمَعْنَى مَشعَرَة وهي المعلم الواضح، وتطلق هذه الكلمة على "مناسك الحج" أي معالمه بما عينه الله. فالشارع أمرنا بتَعظيم البيت الحرام، وبناء المساجد، وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره، ولم يأمرنا بعبادة الكعبة، ولا بعبادة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا بعبادة المساجد، ولا بعبادة أصحابه. كما يُعَدُّ تعظيمُ الُمصْحَفِ، والتذلُّلِ للأبوين والمؤمنين من شعائر الله وليس ذلك عبادةً لهم. وقال الإمام الفخر الرازي: "الأصلُ في الشَّعائِر الأَعلامُ التي بـهَا يُعرفُ الشيء ويكون وسيلةً إلى رحمة الله تعالى؛ فتعظيمُ شعائر الله تعالى أنْ يُعتقدَ أنَّ طاعةَ الله تعالى في التقرّب بـها، فإنَّ تعظيمها مِن أَفعال ذَوي تَقوَى القُلوب" [4].
    3. الاحتفال بالمولد : مناسبةٌ للصَّلاةِ على النبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
    فَفِي إقامةِ ذكْرَى مَولدِ النَّبي صلى الله عليه وَسَلَّم مَا يَحثُّ عَلَى الثَّناءِ والصلاة عليه وهو واجبٌ أمَرَنَا الله تعالى بِه، قال تعالى: "إنَّ اللهَ وَمَلاَئكتَهُ يُصَلُونَ عَلَى النَّبي، يَا أَيّهَا الذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيه وَسَلِّمُوا تَسْليمًا" [5]. فَمُجرَّدُ الاجتماعِ وَذكرِ النَّبي صلّى الله عليه وسلّم يَجعلنَا نُثْنِي وَنُصلِّي عَلَيهِ.
    4. الاحتفال بالمولد : تعبيرٌ عن محبَّة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وشكرٌ للمُنْعِمِ
    يُعتبرُ الاحتفال مظهراً من مظاهر الدين ووسيلة مشروعة لبلوغ محبة الله عز وجلّ، قال تعالى: "قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحبُّونَ اللهَ فَاتَّبعُونِي يُحِْببْكُمْ اللهُ" [6] ، وقالَ صلَّى الله عليه وسلم: "لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكونَ أحبَّ إليه مِن نَفسهِ وَمَاله وَوَلدِه وَالنَّاسِ أَجمعين". فالاجتماع في مناسبة المولد مندوبٌ وقربةٌ لشكر الله على أعظم نعمةٍ في الوجود وهي مَقْدَمُهُ صلى الله عليه وسلم وقد حث القرآن على إظهار شكر المنعم في قوله تعالى: "وأمَّا بِنعْمَةِ ربِّكَ فَحَدِّثْ" [7].
    5. الاحتفال بالمولد تثبيتٌ لقلوبِ المُؤْمِنينَ:
    "وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسل مَا نُثبّتُ بِهِ فُؤَادَكَ" [8] فالحكمة من قصِّ الله أنباءَ الرسل عليهم السلام هي تَثبيتُ فؤاده الشريف، صلى الله عليه وسلم بـهَا، ولاَ شَكَّ أنَّ المؤمنين يَحْتَاجونَ إلىَ تَثبيتِ أَفئدِتِهِم بِأَنبائهِ وَأَخْبَاره صَلَّى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ أكثرَ من احتياجه هو صلّى الله عليه وسلّم. فالمولد الشريف مناسبةٌ لذكر معجزاته وسيرتِهِ والتَّعريف به حَتىَّ تَثبُتَ القلوبُ بمعرفته والاقتداء به والتأسّي بأعماله والإيمان بمعجزاته والتصديق بآياته.
    6. الاحتفال بالمولد مناسبة للتعرّض لمكافأته:
    بِأَدَاءِ بَعضِ مَا يَجبُ لَهُ عَلَينَا بِبَيَانِ أوصافه الكاملة وأخلاقه الفاضلة، وقد كان الشعراء يَفِدُونَ إليهِ صَلَّى الله عليه وسلّم بالقصائد وَيَرضَى عَمَلَهُم، وَيَجزيهم على ذلك بالصِّلاَتِ، فَإذَا كَانَ يَرْضَى عَمَّنْ مَدَحَهُ فَكَيفَ لاَ يَرضَى عَمَّنْ جَمعَ شمََََائلهُ الشَّريفةَ، فَفِي ذلك التقرُّب له عليه السلام باستجلاب محبته وَرضَاهُ.
    7. "فِي كُلِّ يومِ اثنينٍ يُطْلَقُ سَرَاحُ أَبِي لَهبٍ منْ عَذَابِ القَبرِ لأنَّهُ أَعتَقَ جَاريتَه ثُوَيْبَةَ عندمَا بَشَّرتهُ بِخَبرِ مَولدِ النَّبيِ" [9]. وقَال الحافظُ شمسُ الدّين ابنُ الجزري في كتابه عَرْفُ التَّعريفِ بالَمَولدِ الشَّريفِ: "إنَّه صحَّ أنَّ أبَا لَهبٍ يُخفَّفُ عنه العذابُ في الناَّر كلَّ ليلةِ اثنينِ لإعتاقِهِ ثُويبةَ عندما بَشَّرتهُ بِولادَةِ النَّبي عليه الصلاة والسلام. فإذا كان أبُو لهبٍ الكافرُ، الذي نزل القرآن بذَمِّه، جُوزِيَ في النَّار بفرحه ليلةَ مَولد النَّبي عليه السلام، فَمَا حَال المُسلم المُوحِّدِ مِنْ أُمَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يُسَرُّ بَمولده ِوَيَبذُلُ مَا تَصل إليه قُدرتُه فَي مَحبَّتِهِ، لَعَمْرِي إنَّمَا يَكُون جَزَاؤُه مِنَ الله الكَريمِ أنْ يُدخِلَهُ بِفَضْلهِ جَنَّةَ النَّعِيم. وَقَالَ ابنُ كَثيرٍ في كتاب "البداية والنهاية" إنَّ أولَ مَنْ أرضعته هي ثُويبةُ، مَولاةُ أَبي لهبٍ وَكَانَ قَد أَعتقها حين بَشَّرته بولادة النبي. وَلهذا لما رَآه أخوه العبَّاس بَعدَ موته في المنام سَأَلَهُ: مَا لَقِيتَ؟ قَالَ: "لمَْ ألقَ بَعدَكُمْ خَيْراً، غَيرَ أنِّي سُقيتُ فِي هَذِه بِعِتَاقَتِي لثُويبةَ" وأشار إلى النَّقرةِ التّي بَينَ الإبْهَامِ وَالتّي تَليهَا منَ الأَصَابِع [10].
    وفي هذا المعنى أنشد الحافظ شمس الدين الدمشقي في كتابه: مَورِدُ الصَّادِي فِي مَولِدِ الهَادِي:
    إذا كَـــانَ هَذَا كَافرًا جَاءَ ذَمُّهُ *** وَتبَّتْ يَدَاهُ فَِي الجَحِيمِ مُخَـــــلَّدًا
    أَتَى أنَّهُ فِي يَومِ الإثْـــنَينِ دَائمًا ***يُخَفَّفُ عَنه للسُّرُورِ بِأَحْمَـــــدَا
    فَمَا الظَنُّ بالعَبدِ الذي طولَ عُمْرِهِ *** بِأَحْمَدَ مَسْرورًا وَمَاتَ مُوَحِّــــدًا
    8. كان صلّى الله عليه وسلّم يعظّم يوم مولده، ويشكر الله تعالى فيه على نعمته الكبرى عليه وكان يعبّر عن ذلك التعظيم بالصيام كما جاء في الحديث عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أنه قال: "سُئلَ رَسُول اللهِ صَلَّى الله عليه وسلّم عن صيام يوم الاثنين ؟ فَقَالَ :فِيهِ وُلدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ [11]. وَهَذَا فِي مَعنى الاحتفال به، إلاّ أن طريقةَ الاحتفالِ مُختلفةٌ فتكونُ بصيامٍ أوْ إطعامِ طعامٍ أو اجتماعٍ عَلَى ذكرٍ أو صلاةٍ عَلَى النبي صلّى الله عليه وسلّم أو سَمَاعِ شمَائلهِ الشَّريفةِ.
    9. كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يلاحظ ارتباط الزمان بالأحداث الدينية المهمة فإذا جاء الزمان الذي وقع فيه كان يَتَذَكَّرُهُ ويُعظِّمُ يومَهُ لأَجلهِ. وَقد بيّنَ النبي صلّى الله عليه وسلّم هذا المبدأَ بنفسه فَصَرَّحَ في الحديث الصحيح "أنَّه قَدِمَ المدينةَ فَوَجَدَ اليَهودَ يَصُومونَ يَومَ عَاشُوراءَ، فسألهم فقالوا هذا يوم أَغرقَ اللهُ فيه فرعونَ وَنـجَّى موسى، فَقالَ "نَحنُ أَولَى بِمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِه". قَال الحافظ ابن حجر:"يُستَفَادُ منهُ فعلُ شُكرِ اللهِ عَلَى مَا مَنَّ بِه في يَومِ مُعَيَّنٍ مِن إسدَاءِ نِعمةٍ أوْ دَفْعِ نِقمةٍ، وَيُعادُ ذلكَ في نظير ذلك اليوم مِنْ كُلِّ سنةٍ، والشكر يَحصلُ بأنواعِ العِبادَاتِ كالسُّجودِ وَالصيامِ وَالصَّدقةِ وَالتِّلاوةِ. (...) فَينبغي أنْ نقتصر فيه على مَا يُفهَمُ الشكرُ لله تَعَالَى مِن نَحو مَا تَقدَّمَ ذكرُه منَ التِّلاوة والإطعام وإنشادِ شيءٍ منَ المدائحِ النَّبويةِ والزُّهديةِ المُحرِّكَةِ للقلوبِ إلى فعل الخير والعملِ للآخرةِ ومَا كَانَ مُباحًا بحيثُ يَقتضي السُّرورَ بذلكَ اليَومِ لا بَأسَ بإلحاقِه بِه"ِ. وَأَضَافَ ابنُ حَجَر رحمه الله في كتاب العيدين، في شرحه
    لحديث الجـاريتين المُغَنيَّـتَينِ في حـضـــرة النَّبي صلى الله عليه وسلم، وإنــكار أبي بــكر عليــهما، وقــوله صلى الله عليه وسلم: «دَعهُمَا»، عَرَّفه الحُكمَ مَقرُوناً ببَيانِ الحِكمةِ بأنَّهُ يومُ عيدٍ، أيْ يَومُ سرورٍ شَرعيٍّ، فَلاَ يُنكرُ فيه مثلُ هَذَا، كَمَا لاَ يُنكرُ فيِ الأَعراسِ [12]. فأين هذا الأمر من الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وَبَذلِ الخَيرِ وَالمعروفِ شُكراً لله على تلك النعم، ولو لمْ تَكُنْ عبادةً في ذَاتِهَا، إنَّمَا سَببٌ للفرحِ بِنعمةِ الله تَعَالَى الُمتَجدَّدةِ. كمَا َيُؤخَذُ من قوله صلّى الله عليه وسلّم في فَضلِ يَوم الجمعة وعدِّ مزاياه: "وَفيهِ خُلقَ آدَمُ" تَشريفُ الزَّمانِ الذي ثبت أنه ميلاد لأي نبيٍّ كان من الأنبياء عليهم السلام، فكيف باليوم الذي وُلد فيه أفضل الأنبياء على الإطلاقِ.
    10. ذَكَرَ ابنُ الحاج في كتابه الـمَدْخل فضلَ الاحتفال بالمولد فَقَالَ :"فِي هَذَا الشَّهرِ مَنَّ اللهُ تَعَالى عَلينَا بسيِّدِ الأوَّلينَ وَالآخرينَ، فَكَانَ يَجبُ أنْ يُزَادَ فيه من العبَادَات والخَير وشُكر الَمولَى عَلَى مَا أَولاَنَا به مِنَ النِّعَمِ العَظيمةِ (...) يَجبُ عَلينا في كُلِّ يومِ اثنين من رَبيع الأولَ أنْ نُكثرَ منَ العبَادَات لنحمدَ الله على ما أتانَا من فضله بأنْ بعثَ فينا نبيَّهُ الحبيبَ ليهدينَا للإسلام والسَّلام. فالنبيُّ عندما سُئلَ عن صوم يوم الاثنين أجاب: "هَذَا يَومٌ وُلدتُ فِيهِ". لذا، فهذا اليوم يشرِّفُ ذاكَ الشهر لأنه يوم النبي وقد قال: "أَنَا سيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ. وقال: "آدَمُ ومَن جَاءَ بَعده تَحتَ لوائي يَومَ القيامة. [13]
    11. قال الحافظ جلال الدين السيوطي في كتابه حُسنُ المَقصدِ فِي عَمَلِ المَولِد الذي ألَّفَهُ فِي استحباب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بعد سُؤال يتعلق بحُكم عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول من حيث الشرع ، وهل هو محمود أو مذموم، وهل يثاب فاعله. "الجَوابُ عندي أنَّ أصلَ عَمَل المولد الذي هو اجتماعُ النَّاس وَقراءَة ما تيسَّرَ منَ القُرآن وَروايةُ الأَخبارِ الواردة في مبدَإ أمْرِ النبيِّ صَلى الله عليه وَآلهِ وَسلَّم وَمَا وَقعَ في مَولده منَ الآيات ثُمَّ يُمدُّ لَهمْ سماطٌ يأكلونَه ويَنصرفونَ من غير زيادةٍ عَلَى ذلك هو من البدع الحَسنةِ التي يُثاب ُعَليها صاحبُها، لما فيه من تعظيمِ قَدرِ النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولدهِ الشريفِ، وقد كان الملك المُظفَّرُ يَعتنِي بإقامةِ المولد النبويِّ بالطعامِ وغَيرهِ، وَيحَضرُهُ أعيانُ العلماءِ وَالصوفيّةُ فَيُكْثِرُ الصَّدقةَ في يومِ الاحتفال، وَيعملُ للصوفية سماعًا منَ الظهر إلى الفجر وَقد مَاتَ رحمه الله تعالى وهو محاصِرٌ للنَّصارى في مدينة عَكَّا أثناء الحملة الصليبية سنة ثلاثين وستمائة630 للهجرة، وكان هذا الملكُ شهمًا شجاعًا بطلاً عالمًا عادلاً رحمه الله تعالى. ثم ردَّ السيوطي على من قال :"لاَ أعلمُ لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنةٍ" بقولهِ: "نفيُ العلمِ لا يلزمُ منهُ نفيُ الوجودِ". واستخرج السيوطي للاحتفالِ أصلاً ثانيًا مُوضحًا أنَّ البدعةَ المذمومةَ هي التي لا تدخل تحت دليل شرعي في مدحها أما إذا تناولها دليل المدح فليست مذمومة، رَوَى البَيهقيُّ عن الشافعي رضي الله تعالى عنه قال: "المُحدثَاتُ من الأمور ضربان، أحدُهُمَا إحْداثُ مَا يُخَالفُ كتابًا أو سنةً أو أثرًا أو إجماعًا فهذه البدعة ضلالةٌ، والثاني مَا أُحدثَ من الخير، لاَ خلافَ فيه لواحدٍ، وهذه مُحدثةٌ غير مذمومةٍ. وقد قال عمر بن الخطاب في قيام شهر رمضان نعم البدعةُ هذه، يعني أنها محُدثةٌ لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى" (انتهى كلام الشافعي). قال السيوطي:" وعمل المولد ليس فيه مخالفة لكتاب ولا سُنَّة ولا أثر ولا إجماع ، فهي غير مذمومة كما في عبارة الشافعي وهو من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول، فإن إطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان، فهو إذن من البدع المندوبة كما عبر عنه بذلك العز ابن عبد السلام".
    وَأَمَّا الأصلُ الذي ذهب السيوطيُّ إلى تَخريجه عليه هو مَا أخرجهُ البيهقيُّ عن أنس أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم عقَّ عن نفسه بَعدَ النبوَّةِ، مَعَ أنَّه قد وَرَدَ أنَّ جدَّهُ عَبدَ الُمطَّلبِ عَقَّ عَنه في سَابعِ ولادَتِهِ، والعقيقةُ لاَ تُعادُ مرة ثانيةً، فَيُحملُ ذلكَ عَلَى أنَّ الذي فَعلَه النبيُّ عليه السلام إظهارٌ للشكرِ على إيجاد الله تعالى إيَّاه رحمةً للعالمين، وتشريعٌ لأمته، كما كان يصلِّي عَلَى نفسه لذلك، فَيُستحبُّ لَنَا أيضًا إظهارُ الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوهِ القُربات وإظهار المسرَّات
    12. يقول ابن تيمية: "قَدْ يُثاب بعض الناس على فعل المولد، وكذلك مَا يُحْدِثُهُ بَعضُ النَّاس إمَّا مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما مَحبَّةً للنبي صلّى الله عليه وسلّم وتعظيمًا له، والله قد يُثيبهم على هذه المحبَّة والاجتهاد، لاَ عَلَى البِدَعِ. (...). واعلم أنَّ منَ الأعمَال مَا يَكونُ فيه خيرٌ لاشتماله على أنواعٍ من المََشرُوعِ، وفيه أيضاً شرٌّ من بدعة وَغيرها فَيكون ذلك العملُ شراً بالنسبة إلى الإعراض عن الدين بالكُليَّةِ كَحَالِ المنافقين والفاسقين. (...) فتَعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعضُ الناس وَيكون له فيه أجرٌ عظيمٌ لحسنِ قَصدهِ وَتَعْظِيمِهِ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليه وسلّم كما قدمته لك أنه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد، ولهذا قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء إنه أَنفقَ على مصحف ألف دينار ونحو ذلك فقال: دعه فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب، أو كما قال، مع أنَّ مذهبَه أنَّ زَخرفةَ المصاحف مكروهةٌ، وَقد تأوَّلَ بعضُ الأصحاب أنَّه أنفقها في تجديد الورق والخط، وليس مقصود الإمام أحمد هذا وإنما قصده أنَّ هذا العمل فيه مصلحة وفيه أيضاً مَفسدَةٌ كُرهَ لأجلها.
    13. يقول الإمام مُتَولِّي الشَّعرَاويّ: "إذَا كانَ بنُو البَشرِ فَرحينَ بمجيئه لهذا العالمِ، وكذلك المخلوقات الجامدة فرحةً لمولده وكلُّ النباتات فرحةً لمولده وكلُّ الحيوانات فرحةً لمولده، وكلُّ الجنِّ فرحةً لمولده، فلماذا تمنعونا من الفرح بمولده. الأدلَّة على أنَّ الاحتفالَ بالمولد النبوي جائز أثرُ الاحتفال بالمولد على الكفار، إنَّ الابتهاجَ والاحتفال بيوم مولد النبي
    يعودُ بفائدة، بفضل الله ورحمته، حتى على الكافرين" [14].
    14.ليسَ كلُّ مَا لمْ يَفعله السَّلفُ ولم يَكن في الصدر الأولِ فهو بدعةٌ منكرةٌ، يَحرمُ فعلهَا، وَيَجبُ الإنكار عليها، بل يَجبُ أنْ يُعرضَ الأمرُ المُحدَثُ عَلى أدلِّةِ الشرع، فَمَا كانَ فيه مصلحةٌ فهو واجبٌ، وَمَا كانَ فيه محرّمٌ فهو محرّمٌ، وَمَا كانَ فيه مكروهٌ فهو مَكروهٌ، وَمَا كانَ فيه مباحٌ فهو مباحٌ، وَمَا كانَ فيه مندوبٌ فهو مندوبٌ. وقسّم العلماء البدعة إلى خمسة أقسام: واجبة كالردِّ على المُلحدينَ وتعلّم النَّحوِ والبَلاَغَةِ. ومندوبةٌ كإحداث المدارس والأذان على المنارات. ومكروهة كزخرفة المساجد وتزويق المصاحف. ومباحة كاستعمال الهاتفِ، والتوسّع في المأكل والمشرب. ومحرَّمة كالزيادةً في الدِّين (مثلاً صلاة الظهر خمس أو ثلاث ركعات) ولم تشملهُ أدلَّة الشرع العامة وليس فيه مصلحةٌ شرعيةٌ. فليست كل بدعة محرّمة، ولو كان كذلك لحَرُم جمعُ أبي بكر وعمر وزيد رضي الله عنهم القرآنَ وكَتبُهُ في المصاحف خوفاً على ضياعه بِمَوتِ الصحابة القُرَّاء رضي الله عنهم، ولحَرُمَ جمعُ عمر رضي الله عنه النَّاس على إمامٍ واحد في صلاة القيام مع قوله "نعمت البدعة هذه"، ولَحَرُمَ التصنيف في جميع العلوم النافعة. ومن هُنَا قَيَّدَ العلماءُ رضي الله عنهم حديث "كلُّ بدعةٍ ضلالةٍ" بالبدعة السيئة، ويصرّح بـهذا القيد ما وقع من أكابر الصحابة والتابعين من المحدثات التي لم تكن في زمنه صلّى الله عليه وسلّم. وَلَقَدْ أحْدَثَ المسلمونَ مَسَائلَ كثيرةً لم يفعلها السلف مثْلَ جمعِ الناس على إمامٍ واحدٍ في آخر الليل لأداء صلاةِ التَّهجدِ بعد صلاة التراويح، وختمِ المصحف فيها وقراءة دعاء ختم القرآن وخطبة الإمام ليلة سبع وعشرين في صلاة التَّهجّد. فكلُّ هَذَا لم يفعله النبي صلّى الله عليه وَسلّمَ وَلا أحدٌ من السَّلف فهل يكون فعلنا له بدعة ؟ فالاحتفال بالمولد وإن لم يكن في عهده صلّى الله عليه وسلّم فهو بدعة، ولكنها حسنة لاندراجها تحت الأدلة الشرعية، والقواعد الكلية، باعتبار صورتِـهَا العامَّةِ لاَ باعتِبَارِ أفرادها الموجودةِ في العهد النبوي. وكلُّ ما لم يكن في الصدر الأول بصورتِـهِ العامَّةِ، لكنْ أفرادُهُ موجودةٌ يكون مطلوباً شرعاً، لأن ما تركّب من المشروع فهو مشروعٌ. وكلُّ خير تشمله الأدلة الشرعية ولم يُقصدْ بإحداثه مخالفةُ الشَّريعةِ ولم يَشتمل على مُنكرٍ فهو من الدّين. قالَ عليه الصلاة والسلام: "مَنْ سنّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتب له مثلُ أجرِ مَن عمل بِـهَا ولاَ يَنْقُصُ مِنْ أجورِهِمْ شَيءٌ".
    15. دَرَجَ السَّلفُ الصَّالـحُ، مُنذُ القرن الرابع والخامس، على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتَّى أنواع العبادات مِنْ إطعام الطَّعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله عليه الصلاة والسلام، كما نصَّ علىَ ذلك المؤرخونَ مثل ابنِ الجوزي وابن كثير، وابن دحية الأندلسي، وابن حجر، وجلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى. فالمولد أمرٌ استحسنه العلماء والمسلمون في جميع البلاد، وجرى به العمل في كل صَقْعٍ فَهو مطلوب شرعاً للقاعدة الشرعية الواردة في حَدِيثِ ابنِ مَسعُودٍ رَضي الله عنه الموقوفِ :"مَا رَآهُ المُسلِمونَ حَسَناً فَهوَ عِندَ اللهِ حسنٌ، وَمَا رَآهُ المُسلمونَ قَبيحاً فَهوَ عندَ اللهِ قَبيحٌ" [15].
    وَاعتمَادًا على هَذِهِ الأدلَّة والنُّصوصِ، نَسْتَنتجُ جوازَ الاحتفالِ بالمولدِ النبويِّ الشَّريفِ وجوازَ الاجتماعِ لسماع سيرتِهِ والصَّلاةِ والسَّلامِ عَليه وسماعِ المَدَائِح التي تُقَال في حَقِّهِ، وَإطعامِ الطَّعَامِ وَإدخَال السُّرور على قُلوبِ المؤمنينَ. فمولدُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ طاعةٌ لمَا فيهِ منَ الاحتفاء بِقَدْرِه صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّمَ، وذكرِ شَمَائلِهِ الشَّريفةِ، وسَرْدِ سِيرتِه نَثْراً أو شِعْراً، وَغَرْسِ مَحبَّتِهِ وَإجلالِهِ في قلوب المسلمين، والدعوة إلى الاقْتِدَاءِ بِهِ.
    هذا وَقَدْ دَرَجَت الزاوية المدنية على الاحتفال بالمولد النبويّ الشّريف في قُصيبة المديوني منذ 1929. وكَانَالمُقرئ التونسيّ الشيخ علي البَرَّاق ذو الصوت الجميل، هو الذي أقام الاحتفال في تلك السنة برعاية سيدي الشيخ محمد المدني قدس الله سره.
    ملحق: الكتب المؤلفة في هذا الباب
    1. الحافظ محمد بن أبي بكر بن عبدالله القيسي الدمشقي الشافعي المعروف بالحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي (مولود سنة 777 هـ/ والمتوفَّى سنة 842 هـ) [16] الذي قد صنف في المولد الشريف أجزاء عديدة، فمن ذلك "جامع الآثار في مولد النبي المختار" في ثلاث مجلدات و"اللفظ الرائق في مولد خير الخلائق" وهو مختصر [17] و"مورد الصادي في مولد الهادي" .
    2. الحافظ عبدالرحيم بن الحسين بن عبدالرحمن المصري الشهير بالحافظ العراقي المولود سنة 725 هـ والمتوفَّى سنة 808 هـ الذي صنّف مولداً شريفاً أسماه "المورد الهني في المولد السني ".
    3. الحافظ محمد بن عبدالرحمن بن محمد القاهري المعروف بالسخاوي المولود سنة 831هـ والمتوفَّى سنة 902هـ بالمدينة المنورة
    4. - الحافظ المجتهد الإمام ملا علي قاري بن سلطان بن محمد الهروي المتوفى سنة 1014هـ صاحب شرح المشكاة وغيرها . قد صنّف في مولد الرسول صلّى الله عليه وسلّم كتاباً قال صاحب كشف الظنون: واسمه ( المورد الروي في المولد النبوي.
    5. الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير صاحب التفسير الذي صنّف مولداً.
    6. الحافظ وجيه الدين عبدالرحمن بن علي بن محمد الشيباني اليمني الزبيدي الشافعي المعروف بابن الديبع، ولد في المحرم سنة 866هـ وتوفي يوم الجمعة ثاني عشر من رجب الفرد سنة 944هـ وكان رحمه الله محدّثا كبيراً، إليه انتهت مشيخة الحديث، حدّث بالبخاري أكثر من مائة مرة وقرأه مرَّة في ستة أيام
    الهامش
    __________________________________________________ _______
    1] سورة يونس، الآية 58
    [2] الأنبياء، الآية 107
    [3] سورة الحج، الآية .32
    [4] التفسير الكبير (23/24/32)
    [5] الأحزاب، الآية 56
    [6] سورة آل عمران: 31
    [7] سورة الضحى، الآية 11
    [8] سورة هود، الآية120
    [9] هذه القصة رواها البخاري في الصحيح في كتاب النكاح مرسلة ونقلها الحافظ ابن حجر في الفتح ورواها الإمام عبدالرزاق الصنعاني في المصنف والحافظ البيهقي في الدلائل وابن كثير في السيرة النبوية وفي البداية والنهاية ومحمد ابن عمر بحرق في حدائق الأنوار والحافظ البغوي في شرح السنة وابن هشام والسهيلي في الروض الأُنُف والعامري في بهجة المحافل، وهي وإنْ كانت مرسلة إلا أنها مقبولة لأجل نقل البخاري لها واعتماد العلماء من الحفاظ لذلك ولكونها في المناقب والخصائص لا في الحلال والحرام
    .

    [imgl]wata.cc/forums/signaturepics/sigpic35157_4.gif[/imgl][imgr]nts and Settings\winxp\My Documents\My Pictures[/imgr]

  17. #17
    عـضــو الصورة الرمزية غمدان زياد
    تاريخ التسجيل
    29/11/2010
    المشاركات
    392
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

    ما حكم تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة؟ وهل يصح لمن رأى هذا التقسيم أن يحتج بقول الرسول: "من سن سنة حسنة في الإسلام..." الحديث، وبقول عمر: "نعمت البدعة هذه..."؟ نرجو في ذلك الإفادة، جزاكم الله خيرًا.

    الجواب:
    ليس مع من قسم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة دليل؛ لأن البدع كلها سيئة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" [رواه النسائي في "سننه" (3/188 ـ 189) من حديث جابر بن عبد الله بنحوه، ورواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/592) بدون ذكر: ((وكل ضلالة في النار)) من حديث جابر بن عبد الله. وللفائدة انظر: "كتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث" لأبي شامة رحمه الله تعالى (ص93) وما بعدها].

    وأما قوله صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/704 ـ 705) من حديث جرير بن عبد الله]، فالمراد به: من أحيا سنة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك بمناسبة ما فعله أحد الصحابة من مجيئه بالصدقة في أزمة من الأزمات، حتى اقتدى به الناس وتتابعوا في تقديم الصدقات.

    وأما قول عمر رضي الله عنه: "نعمت البدعة هذه"[رواه البخاري في "صحيحه" (2/252) من حديث عبد الرحمن بن عبد القاري]؛ فالمراد بذلك البدعة اللغوية لا البدعة الشرعية؛ لأن عمر قال ذلك بمناسبة جمعه الناس على إمام واحد في صلاة التراويح، وصلاة التراويح جماعة قد شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ حيث صلاها بأصحابه ليالي، ثم تخلف عنهم خشية أن تفرض عليهم[انظر: "صحيح البخاري" (2/252) من حديث عائشة رضي الله عنها]، وبقي الناس يصلونها فرادى وجماعات متفرقة، فجمعهم عمر على إمام واحد كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليالي التي صلاها بهم، فأحيا عمر تلك السنة، فيكون قد أعاد شيئًا قد انقطع، فيعتبر فعله هذا بدعة لغوية لا شرعية؛ لأن البدعة الشرعية محرمة، لا يمكن لعمر ولا لغيره أن يفعلها، وهم يعلمون تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من البدع [للفائدة: انظر: كتاب "الباعث على إنكار البدع والحوادث" لأبي شامة (ص 93 ـ 95)].

    مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، 1/171، رقم الفتوى في مصدرها: 94.

    2) سؤال:
    عن معنى البدعة وعن ضابطها؟ وهل هناك بدعة حسنة؟ وما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم "من سن في الإسلام سنة حسنة"؟.

    الجواب:
    البدعة شرعًا ضابطها "التعبد لله بما لم يشرعه الله"، وإن شئت فقل: "التعبد لله تعالى بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا خُلفاؤه الراشدون" فالتعريف الأول مأخوذ من قوله تعالى : {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى:21]. والتعريف الثاني مأخوذ من قول النبي، عليه الصلاة والسلام،: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور"، فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله، أو بشيء لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون فهو مبتدع سواء كان ذلك التعبد فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو فيما يتعلق بأحكامه وشرعه. أما الأمور العادية التي تتبع العادة والعُرف فهذه لا تسمى بدعة في الدّين وإن كانت تُسمى بدعة في اللغة، ولكن ليست بدعة في الدين وليست هي التي حذر منها رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

    وليس في الدين بدعة حسنة أبدًا، والسنة الحسنة هي التي توافق الشرع وهذه تشمل أن يبدأ الإنسان بالسنة أي يبدأ العمل بها أو يبعثها بعد تركها، أو يفعل شيئًا يسنه يكون وسيلة لأمر متعبد به فهذه ثلاثة أشياء:

    الأول: إطلاق السنة على من ابتدأ العمل وبدل له سبب الحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم حثّ على التصدق على القوم الذين قدموا عليه صلى الله عليه وسلم وهم في حاجة وفاقة، فحثّ على التصدق فجاء رجل من الأنصار بِصُرَّة من فضة قد أثقلت يده فوضعها في حجر النبي، عليه الصلاة والسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها" فهذا الرجل سنَّ سنة ابتداء عمل لا ابتداء شرع.

    الثاني: السُنة التي تركت ثم فعلها الإنسان فأحياها فهذا يقال عنه سنّها بمعنى أحياها وإن كان لم يشرعها من عنده.

    الثالث: أن يفعل شيئًا وسيلة لأمر مشروع مثل بناء المدارس وطبع الكتب فهذا لا يتعبد بذاته ولكن لأنه وسيلة لغيره فكل هذا دخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها". والله أعلم.

    مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين، 2/291، رقم الفتوى في مصدرها: 346.

    3) سؤال:
    أخذ الناس يبتدعون أشياء ويستحسنونها، وذلك أخذًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "من سن سنة حسنة في الإسلام؛ فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة..." إلى آخر الحديث؛ فهل هم محقون فيما يقولون؟ فإن لم يكونوا على حق؛ فما مدلول الحديث السابق ذكره؟ وهل يجوز الابتداع بأشياء مستحسنة؟ أجيبونا عن ذلك أثابكم الله.

    الجواب:
    البدعة هي ما لم يكن له دليل من الكتاب والسنة من الأشياء التي يُتقرب بها إلى الله.

    قال عليه الصلاة والسلام: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (ج3 ص167) من حديث عائشة رضي الله عنها]، وفي رواية: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (ج3 ص1343 ـ 1344) من حديث عائشة رضي الله عنها].

    وقال عليه الصلاة والسلام: "وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" [رواه الإمام أحمد في "مسنده" (4/126، 127)، ورواه أبو داود في "سننه" (4/200)، ورواه الترمذي في "سننه" (7/319، 320)؛ كلهم من حديث العرباض بن سارية].

    والأحاديث في النهي عن البدع والمحدثات أحاديث كثيرة ومشهورة، وكلام أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من المحققين كلام معلوم ومشهور وليس هناك بدعة حسنة أبدًا، بل البدع كلها ضلالة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "وكل بدعة ضلالة".

    فالذي يزعم أن هناك بدعة حسنة يخالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"، وهذا يقول: هناك بدعة ليست ضلالة! ولا شك أن هذا محادٌ لله ولرسوله.

    أما قوله صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها وأجر من عمل بها" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/704، 705) من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه]؛ فهذا لا يدل على ما يقوله هؤلاء؛ لأن الرسول لم يقل من ابتدع بدعة حسنة، وإنما قال: "من سن سنة حسنة"، والسنة غير البدعة، السنة هي ما كان موافقًا للكتاب والسنة، موافقًا للدليل، هذا هو السنة؛ فمن عمل بالسنة التي دل عليها الكتاب والسنة؛ يكون له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة؛ يعني: من أحيا هذه السنة وعلمها للناس وبينها للناس وعملوا بها اقتداءً به؛ فإنه يكون له من الأجر مثل أجورهم، وسبب الحديث معروف، وهو أنه لما جاء أناس محتاجون إلى النبي صلى الله عليه وسلم من العرب، عند ذلك رق لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأصابه شيء من الكآبة من حالتهم، فأمر بالصدقة وحث عليها، فقام رجل من الصحابة وتصدق بمال كثير، ثم تتابع الناس وتصدقوا اقتداءً به؛ لأنه بدأ لهم الطريق، عند ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها وأجر من عمل بها"؛ فهذا الرجل عمل بسنة، وهي الصدقة ومساعدة المحتاجين، والصدقة ليست بدعة؛ لأنها مأمور بها بالكتاب والسنة، فهي سنة حسنة، من أحياها وعمل بها وبينها للناس حتى عملوا بها واقتدوا به فيها؛ كان له من الأجر مثل أجورهم.

    مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، 1/173، رقم الفتوى في مصدرها: 96.

    4) سؤال:
    ذكرتم فضيلتكم أن كل بدعة ضلالة، وأنه ليس هناك بدعة حسنة، والبعض قسم البدعة إلى خمسة أقسام: بدعة واجبة، وبدعة مندوبة، وبدعة محرمة، وبدعة مكروهة، وبدعة مباحة؛ فما هو الرد على هؤلاء؟

    الجواب:
    الرد أن هذه فلسفة وجلد مخالفان لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "كل بدعة ضلالة" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/592) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وهو جزء من حديث طرفه: "كان رسول الله ص إذا خطب...".]، وهم يقولون: ما كل بدعة محرمة! فهذه فلسفة في مقابل كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وتعقيب على كلامه.

    أما ما ذكروه من بعض الأمثلة وأنها بدعة حسنة؛ مثل جمع القرآن ونسخ القرآن؛ فهذه ليست بدعة، هذه كلها تابعة لكتابة القرآن، والقرآن كان يكتب ويجمع على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه متممات للمشروع الذي بدأه الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فهي داخلة فيما شرعه.

    كذلك ما قالوه من بناء المدارس، هذا كله في تعليم العلم، والله أمر بتعليم العلم، وإعداد العدة له، والرسول أمر بذلك؛ فهذا من توابع ما أمر الله به.

    لكن البدعة هي التي تحدث في الدين، وهي ليست منه؛ كأن يأتي بعبادة من العبادات ليس لها دليل من الشرع، هذه هي البدعة.

    مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، 1/176، رقم الفتوى في مصدرها: 97.

    بالإستعانة بشبكة فتوى: http://www.fatwanet.net/Home/Default.asp

    جمعها الرئيسي
    شبكة أنا المسلم


    أربعة فتاوى في حكم تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة

    غمدان زياد
    إن كــان تـابــع أحـمــد متـوهـبـاً***فــأنــا الـمـقــر بـأنـنــي وهــابــي
    أنفي الشريك عن الإلهِ فليس لي***رب ســـوى المـتـفـرد الــوهــاب
    لا قــبــة تُــرجــى ولا وثـــــن ولا***قـبـرٌ لــه سـبـب مـــن الأسـبــابِ

  18. #18
    كاتب
    تاريخ التسجيل
    10/06/2010
    المشاركات
    173
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: مولد النبي صلى الله عليه و سلم عادة حسنة و ليست بدعة

    الأستاذ غمدان زياد تحية من الله مباركة
    أخي الكريم الحق أبلج واضح وان حاول البعض تدليسه ،فديننا دين يسر وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ،فداه نفسي تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك ،أتيتنا بفتوى للشيخ ابن عثيمين والشيخ الفوزان ونحن نقدر ونجل علماء المسلمين فللعالم أجران ان أصاب وله أجر ان أخطأ ،ونحن سيدي الكريم ضد التعصب المذهبي نسأل الله أن يرينا الحق حقا وبرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، فيما يلي نأتيك بفتاوى علماء المسلمين في مسألة البدعة كالامام الشافعي والبيهقي والعز ابن عبد السلام ،كا أتيناك سابقا بمشروعية الاحتفال بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم ،أخي الكريم أراك وقد تمسكت بمسألة البدعة وحاربتها ولكن تطبقها أحيانا أخرى أو تقرها كختم القرآن ليلة 27 أو 29 رمضان (هل لها دليل من القرآن أو السنة )، (صلاة القيام أثابكم الله )فلماذا توقفت البدعة عندك في الاحتفال بمولد المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم .
    نأتي لمسألة البدعة وفيما يلي نأتي برأي علماء المسلمين في مسألة البدعة ونقول لك (كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )وهذا التوضيح في مسألة البدعة منقوول للفائدة :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ما هو معنى البدعة، وكيف تعامل علماء الأمة مع البدعة، وما هو الفهم الصحيح لقضية البدعة ؟

    لمعرفة معنى البدعة ومفهومها الصحيح، لابد أن نتعرف على معناها في اللغة، وكذلك معناها في الاصطلاح الشرعي، ونبدأ بالمعنى اللغوي.
    البدعة في اللغة :
    هي الـحَدَث وما ابْتُدِعَ من الدِّين بعد الإِكمال. ابن السكيت: البِدْعةُ كلُّ مُـحْدَثةٍ. وأَكثر ما يستعمل الـمُبْتَدِعُ عُرْفًا فـي الذمِّ. وقال أَبو عَدْنان: الـمبتَدِع الذي يأْتـي أَمْرًا علـى شبه لـم يكن ابتدأَه إِياه. وفلان بِدْعٌ فـي هذا الأَمر أَي أَوّل لـم يَسْبِقْه أَحد. ويقال: ما هو منّـي ببِدْعٍ و بَديعٍ... وأَبْدَعَ وابْتَدعَ وتَبَدَّع : أَتَـى بِبدْعةٍ، قال الله تعالـى: {ورَهْبانِـيَّةً ابْتَدَعوها}([1]) ...
    وبَدَّعه: نسَبه إِلـى البِدْعةِ. واسْتَبْدَعَه: عدَّه بَديعًا. والبَدِيعُ: الـمُـحْدَثُ العَجيب. والبَدِيعُ: و الـمُبْدِعُ. و أَبدعْتُ الشيء: اخْتَرَعْتُه لا علـى مِثال([2]).
    البدعة في الشرع :
    هناك مسلكان للعلماء في تعريف البدعة في الشرع :
    المسلك الأول : وهو مسلك العز بن عبد السلام؛ حيث اعتبر أن ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بدعة وقسمها إلى أحكام حيث قال : «فعل ما لم يعهد في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي منقسمة إلى : بدعة واجبة، وبدعة محرمة، وبدعة مندوبة، وبدعة مكروهة، وبدعة مباحة، والطريق في معرفة ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة : فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة، وإن دخلت في قواعد التحريم فهي محرمة، وإن دخلت في قواعد المندوب فهي مندوبة، وإن دخلت في قواعد المكروه فهي مكروهة، وإن دخلت في قواعد المباح فهي مباحة»([3]).
    وأكد النووي على هذا المعنى؛ حيث قال : «وكل ما لم يكن في زمنه يسمى بدعة، لكن منها : ما يكون حسنا، ومنها : ما يكون بخلاف ذلك»([4]).
    والمسلك الثاني : جعل مفهوم البدعة في الشرع أخص منه في اللغة، فجعل البدعة هي المذمومة فقط، ولم يسم البدع الواجبة، والمندوبة، والمباح،ة والمكروه بدعًا كما فعل العز؛ وإنما اقتصر مفهوم البدعة عنده على المحرمة، وممن ذهب إلى ذلك ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ ويوضح هذا المعنى فيقول : « والمراد بالبدعة : ما أحدث مما ليس له أصل في الشريعة يدل عليه، وأما ما كان له أصل في الشرع يدل عليه فليس ببدعة، وإن كان بدعة لغة »([5]).
    وفي الحقيقة فإن المسلكين اتفقا على حقيقة مفهوم البدعة، وإنما الاختلاف في المدخل للوصول إلى هذا المفهوم المتفق عليه وهو أن البدعة المذمومة التي يأثم فاعلها هي التي ليس لها أصل في الشريعة يدل عليها وهي المرادة من قوله صلى الله عليه وسلم : «كل بدعة ضلالة»([6]).
    وكان على هذا الفهم الواضح الصريح أئمة الفقهاء وعلماء الأمة المتبوعون، فهذا الإمام الشافعي رضي الله عنه فقد روى البيهقي عنه أنه قال : « المحدثات من الأمور ضربان، أحدهما : ما أحدث مما يخالف كتابًا، أو سنة، أو أثرًا، أو إجماعًا فهذه بدعة الضلالة، والثاني : ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا فهذه محدثة غير مذمومة»([7]).
    وقال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي رضي الله عنه : « ليس كل ما أبدع منهيًّا عنه، بل المنهي عنه بدعة تضاد سنة ثابتة، وترفع أمرًا من الشرع »([8]).
    وقد نقل الإمام النووي رحمه الله عن سلطان العلماء الإمام عز الدين بن عبد السلام ذلك ؛فقال : « قال الشيخ الإمام المجمع على جلالته وتمكنه من أنواع العلوم وبراعته، أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام رحمه الله ورضي عنه في آخر كتاب القواعد : (البدعة منقسمة إلى واجبة ومحرمة ومندوبة ومباحة ... إلخ)([9])، وقال كذلك في مكان آخر ،في حديثه عن المصافحة عقب الصلاة - وسوف نفرد لها فتوى رقم 66 - : «واعلم أن هذه المصافحة مستحبة عند كل لقاء، وأما ما اعتاده الناس من المصافحة بعد صلاتي الصبح والعصر، فلا أصل له في الشرع على هذا الوجه، ولكن لا بأس به، فإن أصل المصافحة سنة، وكونهم حافظوا عليها في بعض الأحوال، وفرطوا فيها في كثير من الأحوال أو أكثرها لا يخرج ذلك البعض عن كونه من المصافحة التي ورد الشرع بأصلها»([10]).
    وقال ابن الأثير : «البدعة بدعتان : بدعة هدى وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ فهو في حيز الذم والإنكار، وما كان واقعًا تحت عموم ما ندب إليه وحض عليه ؛فهو في حيز المدح ،وما لـم يكن له مِثال موجود كنَوْع من الـجُود والسّخاء وفِعْل الـمعروف فهو من الأَفعال الـمـحمودة.
    ولا يجوز أَن يكون ذلك فـي خلاف ما ورد الشرع به؛ لأَن النبـي صلى الله عليه وسلم قد جعل له فـي ذلك ثوابًا، فقال : (مَن سنّ سُنّة حسَنة كان له أَجرُها وأَجرُ مَن عَمِلَ بها)، وقال فـي ضدّه: (مَن سَنَّ سُنّة سيئة كان علـيه وِزْرها ووِزْر مَن عَمِلَ بها)، وذلك إِذا كان فـي خلاف ما أَمر الله به ورسوله، ومن هذا النوع قول عمر رضي الله عنه : (نعمتِ البِدْعةُ هذه)، لـمّا كانت من أَفعال الـخير وداخـلة فـي حيّز الـمدح سَماها بدعة ومدَحَها؛ لأَنَّ النبـي صلى الله عليه وسلم لـم يَسُنَّها لهم، وإِنما صلاَّها لَـيالِـيَ ثم تركها ولـم يحافظ علـيها ولا جمع الناس لها، ولا كانت فـي زمن أَبـي بكر؛ وإِنما عمر رضي الله عنه جمع الناسَ علـيها وندَبهم إِلـيها؛ فبهذا سماها بدعة، وهي علـى الـحقـيقة سنَّة؛ لقوله : (علـيكم بسنّتـي وسنة الـخُـلفاء الراشدين من بعدي)، وقوله : (اقْتَدُوا باللذين من بعدي : أَبـي بكر وعمر)، وعلـى هذا التأْويل يُحمل الـحديث الآخَر: (كلُّ مُـحْدَثةٍ بدعة)، إِنما يريد ما خالَف أُصولَ الشريعة ، ولـم يوافق السنة»([11]).
    كيف تعامل العلماء مع مفهوم البدعة :
    وتعامل جمهور الأمة من العلماء المتبوعين مع البدعة على أنها أقسام كما ظهر ذلك في كلام الإمام الشافعي، ومن أتباعه العز بن عبد السلام، والنووي، وأبو شامة. ومن المالكية : القرافي، والزرقاني. ومن الحنفية : ابن عابدين. ومن الحنابلة : ابن الجوزي. ومن الظاهرية : ابن حزم. ويتمثل هذا الاتجاه في تعريف العز بن عبد السلام للبدعة وهو : أنها فعل ما لم يعهد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي منقسمة إلى بدعة واجبة ، وبدعة محرمة ، وبدعة مندوبة ، وبدعة مكروهة ، وبدعة مباحة([12]).
    وضربوا لذلك أمثلة : فالبدعة الواجبة : كالاشتغال بعلم النحو الذي يفهم به كلام الله ورسوله، وذلك واجب؛ لأنه لا بد منه لحفظ الشريعة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. والبدعة المحرمة من أمثلتها : مذهب القدرية، والجبرية، والمرجئة، والخوارج. والبدعة المندوبة : مثل إحداث المدارس، وبناء القناطر، ومنها صلاة التراويح جماعة في المسجد بإمام واحد. والبدعة المكروهة : مثل زخرفة المساجد، وتزويق المصاحف. والبدعة المباحة: مثل المصافحة عقب الصلوات، ومنها التوسع في اللذيذ من المآكل والمشارب والملابس.
    واستدلوا لرأيهم في تقسيم البدعة إلى الأحكام الخمسة بأدلة منها :
    (أ) قول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح جماعة في المسجد في رمضان : «نعمت البدعة هذه» .فقد روي عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال : خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط. فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم، فجمعهم على أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر : «نعم البدعة هذه ،والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون» يريد آخر الليل. وكان الناس يقومون أوله. ([13])
    (ب) تسمية ابن عمر صلاة الضحى جماعة في المسجد بدعة، وهي من الأمور الحسنة. روي عن مجاهد قال : دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد، فإذا عبد الله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة، وإذا ناس يصلون في المسجد صلاة الضحى ، فسألناه عن صلاتهم، فقال : «بدعة»([14]).
    (ج) الأحاديث التي تفيد انقسام البدعة إلى الحسنة والسيئة، ومنها ما روي مرفوعًا : «من سن سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة ،فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة» ([15]).
    ومما سبق يتضح أن هناك رؤيتين : رؤية إجمالية : وهي التي ذهب إليها ابن رجب الحنبلي رضي الله عنه وغيره، وهي أن الأفعال التي يثاب المرء عليها ويشرع له فعلها لا تسمى بدعة شرعًا، وإن صدق عليها الاسم في اللغة، وهو يقصد أنها لا تسمى بدعة مذمومة شرعًا. ورؤية تفصيلية وهي ما ذكره العز بن عبد السلام رضي الله عنه وأوردناه تفصيلاً.
    ما ذُكر ينبغي للمسلم أن يحيط به في قضية باتت من أهم القضايا التي تؤثر في الفكر الإسلامي، وكيفية تناوله للمسائل الفقهية، وكذلك نظره لإخوانه من المسلمين،
    حيث يقع الجاهل في الحكم على الآخرين بأنهم مبتدعون وفساق والعياذ بالله بسبب جهله بهذه المبادئ التي كانت واضحة، وأصبحت في هذه الأيام في غاية الغموض والاستغراب، نسأل الله السلامة، والله تعالى أعلى وأعلم

    ([1]) الحديد : 27 .
    ([2]) لسان العرب، ج8، ص 6، مادة (بدع).
    ([3]) قواعد الأحكام في مصالح الآنام، للعز بن عبد السلام، ج2 ص 204.
    ([4]) فتح الباري، لابن حجر، ج2 ص 394.
    ([5]) جامع العلوم والحكم ،لابن رجب ص 223.
    ([6]) أخرجه أحمد في مسنده، ج3 ص 310، ومسلم في صحيحه، ج2 ص 592.
    ([7]) رواه البيهقي بإسناده في كتاب " مناقب الشافعي " ،ورواه أيضا أبو نعيم في الحلية، ج9 ص113.
    ([8]) الإحياء، لأبي حامد الغزالي، ج2 ص 248.
    ([9]) تهذيب الأسماء واللغات ،ج1 ص 22.
    ([10]) الأذكار، للنووي ص 382.
    ([11]) النهاية، لابن الأثير ،ج1 ص80 .
    ([12]) قواعد الأحكام في مصالح الآنام، للعز بن عبد السلام، ج2 ص205.
    ([13]) أخرجه البخاري في صحيحه، ج2 ص707.
    ([14]) أخرجه البخاري في صحيحه، ج2 ص630، ومسلم في صحيحه، ج2 ص917.
    ([15]) أخرجه ومسلم في صحيحه، ج2 ص705.

    [imgl]wata.cc/forums/signaturepics/sigpic35157_4.gif[/imgl][imgr]nts and Settings\winxp\My Documents\My Pictures[/imgr]

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •