الحكايات تربط أطفال فلسطين بالقدس


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
مجموعة من الأطفال يستمعون للحكواتي (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-الخليل

في مواجهة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التي حالت بينهم وبين المدينة المقدسة، أطلقت مؤسسة فلسطينية مشروعا لربط أطفال فلسطين بالقدس وماضيها، وذلك عبر سرد قصص وحكايات واقعية وتمثيلها في بعض الأحيان.

وينفذ المشروع في غالبية المحافظات الفلسطينية بمشاركة مئات الأطفال في الفئة العمرية 9-12 عاما، حيث يسرد الحكواتي ما لديه من حكايات بأسلوب شيّق، ويطلب من الأطفال سماع قصص من أجدادهم وأقاربهم ونقلها إلى زملائهم خلال اللقاء الأسبوعي.

ويسعى القائمون على المشروع ممن تحدثوا للجزيرة نت إلى تعليم الأطفال طرق سرد وجمع الحكاية الشعبية وتمثليها، إضافة إلى عمل ألعاب ترفيهية وحركية للمجموعات، لتتحقق في النهاية إعادة الحياة إلى الحكايات القديمة.

الحصار المضروب على القدس ومنع الفلسطينيين من الوصول إليها، كان الدافع الأهم لمؤسسة تامر للتعليم المجتمعي كي تبحث عن طريقة لربط الأطفال بالمدينة وماضيها العريق، وتم هذا بالفعل من خلال نادي الحكايات.

تقول منسقة البرامج التعليمية والمجتمعية في المؤسسة نيفين شاهين إن هدف النادي هو الذهاب بالأطفال إلى القدس عبر الحكايات، نظرا لأنهم لا يستطيعون الذهاب إلى المدينة في الوقت الراهن.


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ملصق دعائي حول الحكايات المتعلقة بالقدس (الجزيرة نت)

وذكرت أنه تم جمع العديد من الحكايات والقصص ميدانيا من داخل مدينة القدس من كبار السن, إضافة إلى حكايات أخرى من مصادر مختلفة، وتم تدريب عدد من المختصين ليقوموا بسردها وتمثيلها للأطفال.

وقالت إن الحكواتية في مختلف المحافظات يلتقون الأطفال مرة واحدة في الأسبوع ضمن مجموعات، مشيرة إلى أن المشروع الذي انطلق في مارس/آذار الماضي يستمر حتى مطلع العام القادم، وتوقعت انضمام مئات أخرى من الأطفال إليه.

وتضيف أن "أسلوب الحكايات مهم في تسلية الأطفال وإمتاعهم وتعليمهم بطريقة مريحة في آن واحد"، مشيرة إلى "تراجع أسلوب الحكاية الجذاب للأطفال في الحياة العامة نظرا لانشغال الآباء وانتشار الإنترنت".

حتى الآن –تضيف شاهين- يوجد في معظم المحافظات موقعان أو ثلاثة تهتم بقضايا الأطفال يلتقي فيها الحكواتية بمجموعات الأطفال التي يصل عدد الأفراد في بعضها إلى 40 طفلا من الفئة العمرية 9-12 عاما.

وتشجيعا للأطفال، أشارت إلى إمكانية طباعة أهم الحكايات التي ينقلها الأطفال في كتاب خاص، ضمن مسابقة لاختيار أبرزها وأكثرها فائدة.

من جهته يوضح محمود أبو صبيح مدير مجمع إسعاد الطفولة التابع لبلدية الخليل والمشارك في المشروع أن نادي الحكايات يقوم على عدة أمور أهمها تعليم الأطفال طرق سرد الحكاية الشعبية وجمعها من الأهالي إحياء للتراث الشعبي، إضافة إلى تمثيلها مسرحيا وإلقائها أمام المجموعات.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
محمود أبو صبيح: المشروع يعلم الأطفال طرق سرد الحكاية الشعبية (الجزيرة نت)

دور الحكواتي

أما منتصر عويضات وصاعق مطير فهما شابان دون العشرين من العمر تدربا بعض الوقت في مؤسسة تامر على سرد الحكايات للأطفال ومساعدتهم على تمثيلها وإعادة سردها، والآن يقومان بدور الحكواتي لمجموعات من الأطفال في مجمع إسعاد الطفولة.

يقول منتصر إن قضايا النكبة والقدس وتشجيع القراءة والصدق والأمانة وطاعة الوالدين ونبذ الخوف وتعليم الجرأة، من أهم القضايا التي يتم الارتكاز عليها في اختيار الحكايات للأطفال.

وأضاف أنه يطلب من مجموعات الأطفال سماع حكايات شعبية من آبائهم وأجدادهم وإعادة سردها على المجموعات التي يلتحقون بها، ومحاولة تمثيلها
أو رسمها لأهمية ذلك في ترسيخ الحكاية وحفظها.

بدوره يوضح صاعق أن نادي الحكايات بدأ مسابقة هي عبارة عن جواز سفر يتم تعبئته عن طريق القراءة فقط من مكتبة الأطفال ويتعلق بقضايا تاريخية تتعلق بالقدس، وستكون الفرصة متاحة لحملة هذا الجواز لزيارة المدينة.