وا إنسانيتاه وا إنسانيتاه
اليوم يوم الاتحاد يوم اتحاد الانسانية أمام مشكلتها الأولى وهي دوس الظلم بأقدام الإنسانية
الوقت وقت ايقاف المظالم، وقت طرح المشاكل المحلية وراء الظهور والانضمام الى صف الشعور الانساني والادراك الوجداني
وهذا الصف يتشكل من مساكن الغرب الى مساكن الشرق ومن مقيمي الجنوب الى مقيمي الشمال.
في ألسنة كل كلمة واحدة وفي أفئدة هذه الانسانية نظرة متوجهة، ألا وهي: نحن أمام الظلم نرفعه أو نموت دونه.
أما حان وقت العدل وما أدراك ما العدل العدل هو عدم الظلم كم اشتاقت إليه الانسانية منذ قرون
أما حان زمن رفع الظلم وكم تنفرت الانسانية من الظلم
يوم يحيط أحيائه الحرة من البيض إلى السود ومن الشبان إلى الشيوخ ومن النساء إلى الأطفال كلهم يصرخ من أعماق الوجدان: إلى هنا إلى هنا
يوم اجتمع فيه أبنا ئه لحل مشكلة عظمى ألا وهي الظلم وهتك المحارم
الناس يبنون صروح العدل المتينة ويتفقون على هدم قصور الظلم المزيفة
لا فرق بين مسلم ونصراني وبين بوذي وهندوسي وبين من خلق على الفطرة ومن نشأ على سلامة العقل وبين من دمعت عينه في حياته وبين من إذا رأى الدم رق لصاحبه. قال رب العباد: { لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون }
نحن تعلمنا مفهوم النصر من دستور { انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قيل يا رسول الله نصرته مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال: تمنعه من الظلم فذلك نصرتك إياه }
الظلم ليس مقبولا من الأخ إلى الأخ ومن الأب إلى ابنه ومن الزوج إلى زوجته، فكيف من الأجنبي إلى الغريب
لكل حي على وجه الأرض حق حياة يعيشها حرا بلا تجاوز حقوق الآخرين
إنه ما نسي ولن ينسى صاحب وجدان أن أكبر جريمة منذ تاريخ الإنسانية هي إهراق الدم فمن قتل مؤمنا فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياه فكأنما أحيا الناس جميعا.
وبهذا الاعتبار لا شك أن اسرائيل قتلنا قتل الناس جميعا بالاعتداء على أسطول الحرية وإهراق دم المدنيين المتضامنين أمام عيون العالم
أما حان وقت إحياء الناس جميعا
الوقت وقت التجرد من الأفكار المتصادمة والتحلق حول فكرة واحدة وهي ايقاف الظلم.
هل هناك مشكلة أعظم من هذا الذي تشترك فيه الإنسانية؟
اليوم يوم توحيد المذاهب حول مسئلة مشتركة وهي التحدي للطغيان
لن يسكت بعد هذا لسان الإنسانية تصرخ بوجدانها: هذا هو نهاية المطاف هذا هو نهاية المطاف
ولن تسكن نبضات قلوبها في ليلها ونهارها تنبض لإحقاق الحق وإزالة الاضطهاد
يا سلام! يا سلام! يا سلام!