لا أعرف ما أصاب شقائق الرجال في العالم العربي... فجأة خرجن على بكرة أبيهن يطالبن بحقوقهن وصعَدن مطالبهن إلى سقف عالي جدا .. لتضاف إلى القضايا العربية العالقة في أدراج الأسياد والأرشيف المهمل والمنسي قضية أخرى أسمها قضية المرأة .. وهكذا صغرت قضايانا الكبرى من قضية فلسطين مرورا بقضية الوحدة العربية والتعاون العربي العربي لتنزل إلى أسفل السافلين ونخلق لأنفسنا قضية جديدة اسمها قضية المرأة .. وللأمانة اللوم هنا لا يقع على المرأة العربية قدر لومي لأشقائها ( حتى لا أقول رجال ) فلو وجدت المرأة العربية في عالمها العربي الممتد على مد البصر رجالا حقيقيين يعرفون معنى الرجولة ، وواجب الرجل اتجاه أمته لما خرجت إلى الشوارع منادية بحقوق لا نعرف إن كانت تريد بها حقا أو باطلا .. ولو فعلا وجدت رجالا لما اشتكت إلى المنظمات الدولية التي أصبحت تتدخل في ابسط أشيائنا بل أصبحت تحول بين الرجل وزوجه .
استيقظت في هذا الثامن من مارس الذي جعلوه عيدا للمرأة على خبر تناقلته الصحف مفاده أن الوصي على حقوق الإنسان لا يرى مانعا في الالتفاف حول النصوص القرآنية والتحايل عليها لأجل منح المرأة حقوقها في المساواة في الميراث وحقوق الشغل وأمور تصيبني بالقرف من رجل تحول إلى مجرد (ذكر) هذا الشخص الذي يريد التحايل على النصوص القرآنية لأجل حقوق المرأة ليس رجل من الغرب بل واحد من المسلمين ووصي على حقوق الإنسان في واحدة من أكبر الدول العربية , وكلمة تحايل والتفاف وحدها تعني أن القرآن لم يهضم حقا والتحايل صناعة المنحرفين فكيف سولت له نفسه هذا المحامي الكبير ليمارس عملية احتيال وعلى من .؟؟ على القرآن والقرآن كلام الله , نعم هكذا وبكل فخر يا نساء المسلمين صار من يتحايل على الله لأجل حقوقكن لكن ان تفخرن اليوم وترقصن فقد مات الرجال في زمن صارت تريد المرأة في وطننا العربي أن تتحول إلى رجل فما تحولت إلى رجل ولا استطاعت أن تعود امرأة ليتكون بيننا جنس ثالث لا اسم له .

وواقع الحال ان المرأة العربية ليست وحدها من تبحث عن حق ضائع بل حتى الذين لهم شوارب يقف على أطرافها صقر راحوا يبحثون عن حقوقهم المهضومة لكن يبحثون عنها بصمت وبطأطأة الرؤوس ... ولست هنا مع أشباه النساء اللاتي فقدن أنوثتهم وكرامتهن ولم يجدن رجلا يسترهن فخرجن يحرضن الحرائر على المطالبة بمفاسد بدعوى حقوق المرأة مع احترامي لكل امرأة عربية أبية التي تدافع عن حقها وحق شقيقها بوعي منها أو بغير وعي .
إن المرأة العربية لا تبحث عن تحرر زائف تدعوا إليه الفاشلات أخلاقيا والمعوقات فكريا ، نساء لفضهم المجتمع ويحتقرهم لدرجة القرف ..

يا من تتنادون بحقوق المرأة .. إنها لا تطلب بتحرر ولا منصب في مجالسكم فهي أكرم وأطهر بأن تختلط بكم لكنها تطالب بكرامة الإنسان , كرامة زوجها وشقيقها وابنها ... ستتحقق للمرأة العربية حقوقها يوم تمنحون لزوجها وابنها وشقيقها وظيفة وعملا يرتزقوا منه كي يطعموها و أطفالها ويكفونها ذل السؤال والعمل كديكور في مكاتب الأسياد تحت اسم موظفة أو ما شابه من الأسماء وبذلك يكون جزء من المشكل قد حل .. ويوم يكون لزوجها وشقيقها حرية وكرامة وممارسة للحياة بلا عقد أو خوف من سيف الرقيب وسوط الجلاد .. أيضا سيكون جزءا ولو يسيرا من مشكلتها قد حل .. ويوم يكون لزوجها ووالدها أجرا مناسبا يستطيع أن يلملم به شتات زوجه وأطفاله يكون جزء كبير من المشكل قد حل ... ويوم تيسروا على الشباب العربي فرص العمل والعيش وفتح البيوت ليتزوج حرة عربية يكون نصف المشكل قد حل ... ويوم تجد المرأة العربية في عالمنا العربي رجل تستنجده مثلما استنجدت يوما بالمعتصم فثار بجيش يجر خلفه الزوابع ويستبق الموت شاهرا السيف لأجل امرأة حينها تأكدوا جازمين أن مشكلة المرأة قد حلت .. ولن نسمع بقضية اسمها قضية المرأة بل ستكون حينها قضية الإنسان
وللذين يطالبون بحقوق المرأة اليوم ويريدونها مجرد ديكور لمكاتبهم وتحفة جميلة تمتع أعينهم ما عليهم إلا أن يجعلوا من بناتهم تحفا وديكورا لمكاتب أسيادهم وبعدها فليتكلموا ويدلوا بدلوهم حتى وان كنت أجزم أن غالبيتهم لا مانع لديهم في الأمر وبأن يتحول بناتهم ونسائهم الى قطع للعرض في دور العرض لأن زمن الرجال قد ولى واندثر في عالم عربي لم يعد منه إلا الاسم وخرائط تتدارس توزيعها مواقعها مخابر أنستنا في نساء العراق المعتقلات لتحدثنا عن أمهاتنا المحجبات وكيف ينلن حقوقهن بعد خلع وهتك الستر عنهن وإدخالهن البرلمان وتوزيرهن وجعلهن صورة لكائن يشبه البشر وما هو بالبشر ..
هكذا تميعت كل القضايا الكبرى لتصبح قضيتنا الكبرى هل يجوز للمرأة أن تقود سيارة أم لا , هل من حقها أن تختار رجلا وتخرج معه متى شاءت أم لا .؟؟ لينتهي عهد الرجولة ويصبح الرجال في عالم العربان إن بقي رجال طبعا مجرد عوانس ينتظرن نساء تخطبهن وتتزوجهن , وشخصيا صرت أشك في أن تقبل بي حتى امرأة من الهنود الحمر أو أدغال إفريقيا زوجا لها لفرط ما أصاب سمعة الرجل العربي من هوان ولكثرة استيراد الجواري من روسيا وأوزباكستان وكل العالم للأسياد في قصورهم , بعدما اختصر دور الرجولة في جواري حسان تحيط بسيد في قصره , ليس المشكل في المرأة العربية بل المشكل الأساسي أن المرأة العربية تبحث عن رجل عربي يحميها ولو وجدته لمَ وصلت الجرأة ببعضهن للاستنجاد بالمنظمات الغربية لأجل نيل ما يرونه أنه حقوق وان كان البعض يريد أن يساوي الرجل بالمرأة في كل شيء في الميراث والشغل وحتى تعدد الزوجات فالأمر مقبول لكن علينا أن نلغي كلمة الإسلام دين الدولة من دساتيرنا ونعود إلى ما بعد الإسلام لنرى أي الحقوق ستكون وكيف سيتصرف أبو جهل بصاحبة الحقوق ..
وان كان حكامنا الأشاوس سيمنحون للمرأة العربية حقوقا في إبداء الرأي والمساهمة السياسية وإلحاقها بالمسؤوليات المختلفة تحت ضغط الولايات المتحدة الأمريكية .. نرجوهم نحن الرجال العرب إن بقيت لنا ولهم رجولة طبعا أن يعتبرونا نساء ويمنحونا حقوق المرأة ..