بسم الله الرحمن الرحيم
ما هذه القساوة .. بمعنى آخر .. رضا الناس غاية لا تدرك ..!
ـ ركب جحا حماره ومشى إبنه خلفه .. ومرّ أمام جماعة من الناس .. فقالوا : أنظروا إلى هذا الرجل
الذي خلا قلبه من الشفقة والرحمة .. يركب الحمار ويترك إبنه الصغير ماشياً على قدميه خلفه ..
فسمعهم جحا ( أبو الغصن ) .. فنزل عن الحمار ومشى هو .. وترك إبنه راكباً ..
فمرّ بجماعة أخرى فسمعهم يقولون : أنظروا إلى هذا الغلام المجرد من الحياء .. يركب الحمار ..
ويترك أباه ماشيـاً خلفه .. فركب خلف إبنه على الحمار .. ومضيا في طريقهما .. إلى أن صادفــــــا
جماعة ثالثة .. سمعهم يقولون : ما هذه القساوة .. يركبان الحمار الضعيف معاً .. ولا يترفقان به ..
فنزل عن الحمار وأنزل إبنه .. وتركا الحمار يسير أمامهما دون أن يركباه .. إلى أن مرّا بجماعـــة
رابعة من الناس .. سمعهم يقولون : أنظروا إلى هذين المغفلين .. يتركان الحمار ماشيا أمامهمـــا
ولايركبانه .. فحمل هو وولده الحمار وسارا به .. فمرّ بجماعة خامسة من الناس .. فظلّوا يضحكون
ويقولـــون :أي أحمقين .. يحملان الحمار بدلاً من أن يحملهما ..
وتصادف مرورهما في تلك اللحظة فوق جسر صغير .. فقذفا بالحمار من فوق الجسر ليغرق فــــــي
مجرى الماء .. وقال (أبو الغصن ) لولده : هذا حال الدنيا يا بني .. فمهما فعلت فلن ترضي الناس
جميعا ..
المفضلات