مجزرة الحرية وصمة عار جديدة لجامعة الدول العربية
بقلم:خضر خلف
كما هو معتاد ومع كل اعتداء، الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في بيان عاجل اليوم ، دعا إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة بمقرها غدا، للنظر في الجريمة الشنعاء التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق المدنيين العزل وسقوط العديد من القتلى والجرحى من المشاركين في قافلة أسطول الحرية ، الذين كانوا متوجهين في مهمة إنسانية إلى غزة المحاصرة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
بالوقت نفسه يعلم ويدرك هذا "" الأمين "" !!! بأن الحصار على غزة هو الموت بذاته ، لا بل أصعب بكثير ، لان الإنسان يموت مرة واحدة ، ولكن بغزة يموت ألف مرة ومره ، والأصعب أكثر بان هذا الحصار يتم تنفيذه بتنسيق مع القادة العرب ، والأصعب من الموت نفسه ، عندما نراجع الأسباب والمواقف و الأخطاء والسبب بقتل وفقدان أهلنا وأبنائنا وأحبتنا ، ومن يساعدهم ويؤازرهم ويشد على أياديهم ، نجد بان هذا بمشاركة قادة عرب تعطلت عقولهم وانحطت أخلاقهم وبيعت ضمائرهم لأمريكا ، ومهما اجتهدوا تبقى قراراتهم تافهة ومقرفة ، والكل اعتاد أن يعرف ماهي .
وندرك أيضاً بأن هؤلاء القادة مع كل مجزرة واعتداء جديد يرتكب بحق الشعب الفلسطيني ، يعبرون عن هذا الحزن من خلال قممهم ومؤتمراتهم ومؤامراتهم وهم لا يعرفونه .
غزة وأهلها محاصرون بالعلاج والماء وانقطاع الكهرباء والتعليم وعدم توفير الوقود ومواد البناء ، أما نحن الشعوب على امتداد الوطن العربي محاصرون بالفشل والإحباط والضياع من قادة ماتت ضمائرهم .
مجازر يتفنن ويمعن بارتكابها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، منذ إنشاء كيانه وحتى يومنا هذا، امتدادا من مجازر دير ياسين وقبية وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا وجنين وغزة وحصارها ، ماذا فعلت القمم العربية الهزيلة التي يدعو لها موسى، وأين حقوق الإنسان التي يتشدق فيه العالم أجمع ، وأين كرامته وحريته وحقه في العيش بسلام في أرضه ، وأين قادة الأنظمة الذين يدعون الإسلام والعروبة ؟؟ أين هم ؟ الكل يصمّ آذانه عمّا يحدث لفلسطين و للإنسان على أرضها .
مواقف القادة العرب وتوجهاتهم أصبحت معروفة ومكشوفة ، نعم أنها مواقف متخاذلة و جبانة و منبطحة أنظمة جعلت من القضية الفلسطينية ورقة سياسية تتاجر فيها.
نعم أصبحت القضية الفلسطينية في نظر هؤلاء القادة مبادرات ، منهم من يسارع بتقديم مع كل مجزرة جديدة ترتكب بحق فلسطين وشعبها دعوى تدعو إلى قمة طارئة ، وتكون نتائج القمة معونة هبل وزيف واستسلام ، وأخر في رباعيات ، ويخرج أمينهم بخطاب وبكلمات ، ويتجاهلون أنهم هم من يحاصر غزة وليست إسرائيل ، لنسأل أنفسنا لماذا النظام المصري يغلق المعابر أمام الفلسطينيين ألغزين ، ولماذا عمل على تنفيذ الجدار الفولاذي ، هل هذا خدمة لفلسطين وشعبها ؟؟ ، أم خدمة مجانية لإسرائيل لتستمر بقمعها للفلسطينيين ؟؟؟
نعم الرئيس المصري يهاتف رئيس الكيان الصهيوني لتقديم التهنئة بعيد الاستقلال ، نعم يهنئه باحتلاله لفلسطين ، إذا أين العروبة بذلك والحس القومي بالله عليكم ؟؟
وجاءت لنا الأحداث اليوم بالجريمة الشنعاء التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق المدنيين العزل وسقوط العديد من القتلى والجرحى من المشاركين في قافلة أسطول الحرية ، الذين كانوا متوجهين في مهمة إنسانية إلى غزة المحاصرة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
جاءت لتكشف لنا جديد عجز وفشل هؤلاء القادة المنبطحين تحت أقدام الصهيونية ، نعم وبلا أدنى شك أنهم صهاينة أكثر من الصهيونية نفسها .
يا سلام .... هم يبكي وهم يضحك لأنه مخزي ... وزارة الخارجية المصرية استدعت السفير الإسرائيلي بالقاهرة يتسحاق ليفانون لإبلاغه احتجاج مصر الشديد على التعامل مع قافلة أسطول الحرية التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة عبر البحر، طالبة منه نقل رسالة الاحتجاج إلى الحكومة الإسرائيلية في تل أبيب!!!! كنت أتمنى أن اسمع هذا الخبر يقول بان وزارة الخارجية المصرية استدعت السفير الإسرائيلي بالقاهرة وأبلغته بالمغادرة والعودة إلى كيانه ، واستدعاء السفير المصري لدى الكيان بان يعود لمصر ، والكل منا يعرف ويدرك بان هذه هي رغبة مصر العروبة وأهلها.
والمؤلم أكثر ما جاء في بيان الاستنكار الصادر عن الرئاسة المصرية بان فخامة السيد الرئيس محمد حسنى مبارك يستنكر استهداف أسطول الحرية ، قائلا نستنكر لجوء إسرائيل للاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة وما أسفر عنه من ضحايا أبرياء، ويضيف قائلا : وأكد تضامن مصر شعبا وحكومة مع أهالي غزة ،ويشير إلى أهمية المصالحة الفلسطينية باعتبارها الطريق لرفع الحصار وإنهاء المعاناة الإنسانية لسكان القطاع. أي انه يحمل الفلسطينيين المسئولية عما حصل ، بسبب انقسامهم ، وان انقسامهم سبب حصارهم ، وهذا الحصار مرهون بالمصالحة ، أي بما معناه أسطول الحرية هو ضد هذا الحصار ، ليبرر الموقف الإسرائيلي .
لا أريد آن أطيل ، لقد تعودنا على المجازر، وتعودنا على الصمت العربي ، وتعودنا على القمم الهزيلة الاستسلامية ، التي لا تخدم القضية ، وإنما تصب لصالح الصهيونية وللأسف من جامعة دول عربية .
لا نستطيع القول إلا حسبنا الله أولا وأخيرا ... وحسبنا الله إن كان الرد بقمة عربية هزيلة ... حسبنا الله