الوفاء ‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘ مقالة بقلم : نبيل حزين

الوفاء قيمة من القيم الإنسانية التي دعت إليها جميع الأديان
وأقرتها المنظمات العالمية و المجتمع المدني
بجميع طوائفه وفئاته المختلفة ,
وهذه القيمة نسبية تختلف من شخص لآخر بدرجات متفاوتة
حسب مقتضيات الظروف والأحوال والحالة التي عليها الفرد .
ومن سمات الوفاء الإخلاص والاعتراف بالفضل ورد الجميل لصاحبه
فلو اتخذنا مثالا يحتذى به، نجد أن الكلب
أوفى الأوفياء إخلاصا لصاحبه ؛ لأنه مخلص في وفائه
لدرجة التضحية بروحه من أجل سلامة صاحبه،
وهذه القيمة لو تمسكنا بها وساهمنا في غرسها
في نفوس أبنائنا وذكرنا بها أنفسنا
لانتشر الحب والخير بين أفراد المجتمع بجميع فئاته
وعمت الثقة في النفس وفي الآخرين ،

وحلت محل نكران الجميل الذي يتسبب
في إحباط وقهر وضيق وتوتر بين أفراد المجتمع
بل يتعدى الأمر إلى انتشار الشك وعدم الثقة بين الناس
فنجد الصديق يشك في صديقه ويتوجس منه خيفة؛ لأن الوفاء ضاع
وضاعت معانيه الجميلة في صخب الحياة ،

واللهث وراء الأنانية وحب الذات والكبرياء والغرور والجهل
الذي بدأ يعشش بين النفوس لأن كل منا بدأ ينظر إلى أخيه
بمنظار الغدر والرغبة في سلب ما يملك
من نعمة منحه الله إياها لنفسه متعديا على جميع القيم
والحقوق التي أقرتها الأديان
واعترف بها المجتمع وجمعيات حقوق الإنسان
وذلك لأن الفرد خلق ضعيفا يسعى وراء الدنيا الزائلة
بملذاتها المختلفة دون أن يفكر في الآخرة
فلم يبني إلا للدنيا ونسي الآخرة ،
فيندم على ما فعل في وقت عز فيه الندم .
الوفاء من الصفات النادرة
متى تمسكنا بها شعرنا بقيمة الحياة
وقيمة ما نملك من نعم ، أنعم الله بها علينا
مقالة بقلم : نبيل حزين