الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش يطلق "الحدائق الفكرية من "مرذوخ"

الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش يطلق “الحدائق الفكرية” من “مردوخ”
أعلنت السكرتارية الوطنية لجمعية الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش عن إطلاق برنامجها الجديد الذي يحمل إسم الحدائق الفكرية وذلك مساء يوم الإثنين 14 يونيو الجاري انطلاقا من حديقة الإسيسكو ( مردوخ ) الكائنة بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، وهو البرنامج الذي أعلنت الجمعية على أنه سيعالج إشكاليات الإرهاب والتطرف وسيدعو إلى ترسيخ قيم التعايش انطلاقا من مقاربات متعددة سواء من الزاوية الفكرية/الثقافية في شقها المرتبط بالأدب والشعر، أو من خلال الزوايا : التربوية، الدينية والاجتماعية …
لقاء الافتتاح اختارت أن تنظمه الجمعية بتنسيق مع مجلس مقاطعة مرس السلطان واختارت له محور “الأدب في مواجهة الإرهاب”، فاستضافت لتأطيره كلا من السيدة سعاد البكدوري التي فقدت زوجها وإبنها المرحومين عبد الواحد والطيب الخمال خلال الأحداث الإرهابية لـ 16 ماي 2003، وذلك لتقديم مقتطفات من كتابها “قبل الأوان” الذي تستحضر من خلاله تفاصيل الجمعة الأسود وتحكي بمرارة ما عاشته خلال تلقيها الخبر وفي صراعها وتشبتها بأمل بقاء إبنها إلى جانبها، ثم انتقاله إلى جوار ربه … لحظات مؤلمة لم تقو على مقاومتها فأذرفت دموعا لم تكن لها لوحدها، بل كانت لعموم الحاضرات والحاضرين الذين وجد الجميع أنفسهم يتقاسمون معها ألم الصدمة وآمل الحياة.
من جهتها شاركت الشاعرة والأديبة مالكة عسال بقصائد شعرية في الموضوع إلى جانب الشاعرة والمترجمة مريم بنبختة، قصائد جددت في مضمونها تأكيد شعراء المغرب وأدبائه ومواطنيه عموما على رفضهم لكل أشكال الغلو والتطرف والتعصب للرأي الأحادي، متشبتين بقيم الدين الإسلامية الحقة والسمحة وبتقاليد المغرب التي طبعت مسيرته طيلة 14 قرنا.
الصحافي والأستاذ لحسن العسبي بدوره شارك الجمعية وضيوفها تدشين برنامج الحدائق الفكرية خلال هذا اللقاء الذي اختير لتنظيمه واحتضانه فضاء حديقة الإسيسكو الذي لم يكن اختيارا بالصدفة وإنما استحضارا لدلالات متعددة أبرزها محاذاة أحد مداخله للثانوية التأهيلية محمد الخامس حيث كان يدرس الراحل الطيب الخمال بمستوى الباكلوريا، التي اجتاز امتحاناتها التلامذة خلال يوم الخميس الفارط، ثم وجود مصحة خاصة بالجانب الآخر من الحديقة، وهي المصحة التي أوى إليها واحتضنت تفاصيل مرة وصادمة لضحايا الأحداث الإرهابية لـ 16 ماي 2003، قراءة فكرية للكتاب انطلقت مما واكبه العسبي خلال أحداث 16 ماي التي استفاض في شرح قراءاتها المتعددة البعيدة كل البعد عن التعاليم الإسلامية والمنغرسة في الجيوب الظلامية والتطرف.
بعد ذلك تناول الكلمة الناقد والصحافي حسن نرايس الذي أبى بدوره إلا آن يوقع على حضوره خلال تدشين/انطلاق الحدائق الفكرية للفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، من خلال تقديم قراءة في كتاب ( 16 ماي المأساة ) لصاحبته نادية الجناني التي كانت مستخدمة بدار إسبانيا والتي تحكي ضمن سطوره كيف التحقت بالعمل في هذا المطعم وشاركت القراء تفاصيل حياتها الأسرية والاجتماعية، وكيف عايشت الأحداث المأساوية/الإرهابية لـ 16 ماي وتفاصيل ما رأت بأم عينيها من صور بشعة وهي التي نجت من الموت بأعجوبة .
هي أمسية فكرية وثقافية أبدع المنظمون في إطلاقها وتفعيلها ميدانيا والتي لقيت ترحيبا وإقبالا بينا ان الجانب الفكري والأدبي حي لايموت وله جمهوره المتعطش الذي لاينتظر سوى دعوته ليلبي الدعوة سيما إن تعلق الأمر بقضية حيوية ومصيرية تتوحد حولها المخلوقات الإنسانية السوية باختلاف عرقها وديانتها ولونها، وهي الحق في الحياة والاختلاف والتعايش قريبا من الحوار بعيدا عن لغة الدم المنبوذة.
الكاتب :الصحفي وحيد أبو أمين
بتاريخ 19/06/2010


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي