الأطفال في وضعية صعبة "أبعاد الإشكالية وبرامج الإدماج
مدخل
في إطار الإعداد للمناظرة المتوسطية التي ستنعقد بطنجة أيام 21/22/23/10/2010 نُظّمَ بتعاون مع وزارة التربية الوطنية ،وسلسلة المعرفة للجميع ، يوم دراسي حول "الأطفال في وضعية صعبة وأطفال الهجرة السرية " :أبعاد الإشكالية وبرامج الإدماج ،ضمن فترتين زمنيتين : توزعت فيها الأشغال على عدة مراحل: نظرية وتشخيصية وتصويرية باذخة ، عمت فيها الإثارة والإفادة والاستفادة :
الفترة الصباحية
المرحلة الأولى : تقديم وترحيب وشكر
استهلها التربوي الكبير محمد الدريج بتقديم شكره لمركز التكوينات والملتقيات الوطنية على حسن استقباله للضيوف ، والحضور الكريم على تكبدهم عناء السفر لتلبية الدعوة ،وأثنى بشدة على شركة منتدى الإذاعة والتلفزة ،بما فيها القناتين الأولى والثانية والرابعة ، التي تقوم بإعلانها الصحافي على أكمل وجه ،كما شكر بحرارة كل الجهات، لا من قريب أو من بعيد ،التي كثفت جهودها من أجل هذه المناظرة لمعالجة بعض الظواهر الإنسانية ،مثل الهجرة السرية ،وتشغيل الأطفال ،والهدر المدرسي ،وغيرها ...متمنيا أن يبقى الاتصال مكثفا ،تهييئا للمناظرة المتوسطية التي سيحضرها عدد كبير من الخبراء من مختلف الدول ..
بعد هذا التقديم الشيق أعطيت الكلمة للمفتش العام للشؤون التربوية السيد خالد الفارس، نيابة عن كاتبة الدولة في التعليم المدرسي وضحت فيها أن التغيرات الديموغرافية ،والاقتصادية أبرزت ظاهرة صعبة خطيرة على بعض الأطفال ،لذا يجب انتشالهم وحمايتهم من الانحراف والتشرد ،داعية الجميع للانخراط في هذا المسلسل ،للقضاء على كل أشكال الهشاشة من جهة ،والنهوض بالمدرسة العمومية ،بكل مايستدعيه الوضع ،من تحفيز التلميذ للإقبال على المدرسة ،ومحاربة ظاهرة الهدر المدرسي والانقطاع ،وتوفير وسائل النقل المدرسي خاصة في البوادي والأرياف ،وتوزيع الزي المدرسي وتوفير المطاعم ،مضيفة أن هذا اليوم الدراسي ،هو مجال لفتح الحوار والتعبير عن قضايا التعليم ،وتقديم لها أنجع طرق العلاج ، سعيا لتحقيق التنمية في بلادنا..
كما أعطيت الكلمة إلى الأستاذ احمد بن عمو (كلية علوم التربية )الذي حدد في ظاهرة الهجرة السرية، في الشاحنات والسفن مخاطرالاختناق و الموت ،متسائلا عن نوعية هؤلاء الأطفال وفي أية فئة يُصَنفون :
- هل هم القاصرون أم المراهقون ؟؟؟
- ماالأسباب والدواعي ؟
- هل هو الفشل في الحياة ؟؟
- أم فشل التنشئة الاجتماعية ؟
- أم هي دوافع سيكولوجية للركض وراء فردوس من أحلام
وأين هي أسرهم ؟؟
موضحا أن هذه الفئة ثقافتها محدودة ،وتنحصر فقط في ثقافة الشارع ،بل هناك منهم مَن يبيع أراضيه لمخاطرة بأبنائهم ،ولايفكرون في الغربة وماقد يتعرضون له من استغلال بشع ..ورغم الترحيلات المكثفة من قبل الدول الأوروبية إلى المغرب ،فالأطفال مصرون على المخاطرة من جديد ..خاتما قولته بالاقتصار عن الإثارة فقط ،حتى تتداول الأفكاربشكل موسع في الورشات ...
المرحلة الثانية :روبورطاج
تمّ فيها عرض فيلم من عدة مناطق مغربية ،يشتغل فيها الأطفال من سن 10 إلى 15 ،تتنوع أعمالهم مابين العمل التجاري وقطاع النسيج والأشغال المنزلية ،و الضيعات الفلاحية ،و بعض الحرف اليدوية ،دون أدنى شروط العمل ،كتمتيعهم بحقوقهم الأَجرية العادلة ،وتحديد ساعات العمل ،موضحا أسباب زج بهؤلاء الصغارإلى ترعة الضياع كالفقر والتفكك الأسري ، حيث نتج عن ذلك تعرضهم للضرب والتعذيب ،والرمي من الشرفات والكي ،كما أشار إليه الشريط ...والأمر يستفحل بشدة رغم المادة 4 من مدونة الشغل ،التي تحرم وتُجَرّم تشغيل الأطفال القاصرين ...
المرحلة الثالثة :مشهد طفولي معبر
حتى لانكنِس تماما ما يمتاز به الأطفال من قدرات خلاقة وطاقات معطاءة ،يجب فقط النقر عليها لتتدفق دررها إلى الخارج بشكل مدهش ..قدم بعض الأطفال المستفيدين الذين تمّ انتشالهم من الضياع ،بعرض شيق حول الأطفال في وضعية صعبة ،حيث شخصوا عبر مشهد ركحي متميز، بعض أسوأ حالات الأطفال،الذين يرزحون تحت قهرها ، بتشغيل تعسفي ،أو تجارة بأشياء بسيطة ،أو تسول ، ليختموا مسرحيتهم بحمل شموع مشتعلة ، يمدون خلالها المفتاح إلى المسؤولين ،داعين إلى حمله على عاتقهم أمانة في العنق ، ثم يمسكون السلسة جميعا ..الشيء الذي خلف في الحضور الكريم أثرا بالغا إلى درجة البكاء ...أخيرا سلمت لهم هدايا رمزية لتحفيزهم ...
المرحلة الرابعة :جلسة العروض
من تسيير الأستاذ عبد العزيز النويهض
وقد استهلها السيد عبد العزيز النويهض ،بتقديم التحية إلى الحضور ،أعقبها بتقديم الأعضاء المتدخلين ،داعيا إلى التدخل لمعالجة المشكل المطروح مع العلم أن الدولة أولا وأخيرا هي المسؤولة ...
***-- الأستاذ أحمد بوزيان (كلية الآداب /فاس )
استهل الأستاذ أحمد بوزيان اللحظات بشكر جزيل للدكتور محمد الدريج على هذه اللمة الباذخة ،ثم فتح الجلسة بسؤالين مهمين :
- ماذا نعرف عن هذه الفئة التي هي أطفال الشوارع ؟؟
- ماذا نفعل لكي نعالج هذه الظاهرة ؟؟
وبعد أن استعرض مفاهيم أطفال الشوارع المتعددة ،وميز بين مفهوم وآخر،رأى أن لهم نفس الممارسات والسلوكات..موضحا أن قولة: "طفل الشارع" هي نظرة قِيميّة (إعطاء قيمة ):أي إصدار حكم ...وذكر بالتفصيل المحاولات السابقة التي ساهم بها المغرب للحد من هذه الظاهرة ، بما فيها التوقيع على الاتفاقيات الدولية خاتما تدخله بمغزى ملفت النظر، وهو رغم تدخل الدولة بقوانينها ،..مازالت النتائج لم ترق بعد إلى المستوى المطلوب..
***-- الأستاذ محمد بيدادة (مدير التربية غير النظامية )
وقد قدم الاستاذ محمد بيدادة نقط عرضه بالتفصيل ،ثم تطرق إلى توضيح مفهوم التربية غير النظامية ،انطلاقا من الرسالة الملكية والميثاق الوطني ، كإطار لإعطاء فرصة ثانية لتمكين الأطفال من حقهم في التعلم ، وفق ثلاث مستويات ،لكل مستوى نموذج من الكراسات تخضع لدليل ...ومن ضمن العمليات الإجرائية المتخذه في هذا المضمار :
--- التصالح مع الذات ،وتصحيح الافتراضات المحمولة بصورة خاطئة ...
--- العمل التشاركي والتعاون ،ومعرفة الحقوق ، والواجبات ..
--- الانفتاح عن المجالات الأخرى والدفع بهم للانخراط في العمل ،فرديا وضمن الجماعات ،للتنقيب عن مهاراتهم الفكرية والجسدية والمعرفية والتقنية ، ..
***--- عبد المقصود الراشدي (جمعية الشعلة )
بعد أن عبر الأستاذ عبد المقصود الراشدي عن سعادته بلقاء الأصدقاء، شاكرا الدكتور محمد الدريج على دعوته الكريمة ،ذكر أنه لامستقبل دون أطفال ،كيف يمكن الحديث عن وضعياتهم ،باعتبار الأسرة هي النواة ؟ ثم تطرق إلى حقيقة بارزة ،أصبح الحديث فيها علنا ،بعدما كان الحديث عنها في الخفاء ،حين تتفشى ظاهرة السيلسيون والشذوذ وشم دخان السيارات بين الأطفال ،مركزا على المجتمع المدني في دوره التحسيسي والتأطيري وإثارة الانتباه حول قضايا الطفولة ،وعلى المسؤولين أن يصغوا إليه ..خاتما كلمته أنه مستعد للمساهمة مع مكونات المجتمع المدني، من أجل تطوير المجتمع والسير به نحو التقدم ..
***--- الأستاذ عبد اللطيف شهبون (جامعة عبد المالك السعدي )
ويرى الأستاذ عبد اللطيف شهبون أن الحديث عن القاصرين حديث متشعب، انطلاقا من العنف المطرد مرورا باستغلال الأطفال،وقوفا عند تتعذيبهم ..منوها باشتغاله في المرصد الوطني لحقوق الطفل وطنيا دوليا ،من أجل هذا الغرض محددا وجهة نظره ،في حصر بعض النقط لظاهرة الهجرة ومخاطر الموت ، والأسباب العالقة ...متسائلا :
--هل هي نتاج مؤشر التقدم ؟
وماذا تمثل الظاهرة بالنسبة لبلد المغرب ؟
وماهي الأسباب ؟
هل هي البحث عن الرفاه ؟
هل بفعل تأثير العاطلين عن القاصرين ؟
هل هي إغراء بصورة العائدين من الفردوس الأوروبي صيفا ؟؟
***--- الأستاذ عثمان حلحول
ليختم الأستاذ عثمان حلحول الفترة الصباحية ،منطلقا من مفهوم الشارع كمدرسة موازية ،ومجال استقطاب بتفاوت بائن بين الشوارع الرئيسية والأزقة الصغيرة الضيقة ،وهجرة القاصرين هي جزء من سلوكات النمطيْن معا ،وناتجة أيضا عن هجرة الكبار والتحولات الطارئة ..وعليه فقد اتخذت الدول الأوروبية مبادرات وقف قانون حماية الطفل (اسبانيا كنموذج)
حيث تدخلت عدة منظمات وجمعيات حقوقية، لضبط خروقات الدول الأوروبية ضد القاصرين من جملتها :
الاعتداء الجنسي ،وعدم تمتيعهم بأوراق الإقامة ،وعدم الاستماع للأطفال ،وعدم تخصيص دفاع قانوني ،والغرض من ذلك هو ضمان حقوقه التغذية والتعليم والصحة ..
الفترة الزوالية
وقد احتضنت ثلاث مواد مستديرة مهمة
1--- المائدة الأولى :البعد القانوني الحقوقي
2---المائدة الثانية : البعد الاجتماعي النفسي
3--- المائدة الثالثة :البعد التربوي الإدامجي
وبما أني تواجدت في المائدة المستديرة الثانية ،فقد تغيب عني معطيات المائدتين الأخريتين ..وسأكتفي بعرض ماورد في هذه المائدة الثانية ،التي كانت من تسيير الفاضلة عائشة خيداني ...
لقد تظافرت عدة محاور تصب كلها في تحديد الأسباب ظاهرة أطفال الشوارع ،ونتائجها السلبية العكسية :نفسيا واجتماعيا ،وأعطيت نماذج من حيز الواقع( أولاد الخيرية مثلا )،خاصة من سيكمل سنوات المكوث ،ويُقذَف به إلى الشارع ،خاصة العزل من الشهادات ودبلومات الصناعة ،و وضعهم النفسي لاستقبال هذا الإجراء ..كما ذُكرت بعض الأعمال التطوعية النبيلة ،التي قدمت خدمات محترمة إلى هؤلاء الأطفال ،وكللت أعمالها بالنجاح في استقطاب بعضهم ، وإدماجهم في التعليم ،حيث حصلوا على شهادات الباكالوريا والإجازة ...كما أثيرت أيضا بعض معاناة الأطفال في المهجر من الغربة والعنصرية ،والدفع بهم ضمن عصابات الدعارة ومافيات السرقة ،والاستغلال ...وعلى الرغم من بعض الحلول الترقيعية، دون تأطير من قبل أخصائيين ،واختصاصت ،لم تعط أكلها المرجو...قس على ذلك مشاكل التعليم من حيث عدم تطابق مواد التعليم للحياة المعاشة،و الاهتمام بالكم دون الكيف ،الشيء الذي يجعل التلاميذ ينفرون من المدرسة ، ويُرْمَون زمرا إلى الشارع ...
أخيرا صب الاهتمام بشدة برفع بعض التوصيات كوسائل علاجية منة جهة ومن جهة أخرى ،للحد من هذه الظاهرة :
--- تظافر كل الجهود : دولة وحكومة وأحزابا ومجتمعا مدنيا لتربية الطفل باعتباره رجل الغد..
--- توفير الحماية النفسية والسيكولوجية له كوقاية
اقتصاديا وسياسيا وتعليميا وصحيا ....
--- إعادة النظر في مناهج التعليم شكلا ومضمونا بكل ماتستدعيه الوسائل والتقنيات ...
--- توفير خبراء نفسيين في المدارس لتدارس حالات بعض الأطفال
--- متابعة الأطفال الذين أدمجوا بكل ماتستدعيه الضروريات
--- توسيع مراكز الاستماع مع متخصصين واخصائيين نفسيين ...
واللائحة طويلة فلنكتف بهذا القدر
تحيات مالكة عسال
بتاريخ 20/06/2010
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الندوة بحضور الدكتور محمد الدريج ولحظة الترحيب بالضيوف
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
مريم بن بخثة أثناء تقديم مداخلتها في المائدة المستديرة
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
مالكة عسال وتقديم مداخلتها في المائدة المستديرة