اهتمام روسي بكوكب المريخ وأدلة على وجود آثار مياه و حياة على سطحه ...

رضـــا ســـالـم الصـــامت

حسب خبر نشرته وكالة نوفوستي الروسية مفاده ان الروس يفكرون في إرسال رواد فضاء إلى كوكب المريخ ومعاودة العمل في مشروع صنع محرك يعمل بالطاقة النووية وتعادل قوته ثلاثة إلى خمسة أمثال قوة المحرك الكيميائي إذ يُعتقد أن المركبة الفضائية التي تعمل بالمحرك النووي ستصل إلى المريخ في زمن أقصر 1.5- 2 مرة.
وقد صنعت روسيا والولايات المتحدة الأمريكية نماذج أولية للمحرك النووي في ستينات القرن الماضي، لكنهما أوقفتا العمل في هذا المشروع في السبعينات. ولا تستخدم المفاعلات النووية في الفضاء الآن إلا لإنتاج الكهرباء المطلوبة للأقمار الصناعية.
واتجه الفكر بحلول القرن الـ21 إلى إيصال الإنسان إلى المريخ، فاستأنفت الولايات المتحدة العمل في المشروع في عام 2008. ودخلت روسيا أخيرا في السباق مع الولايات المتحدة لصنع المحرك النووي الذي سيدفع مركبة فضائية مأهولة إلى كوكب المريخ. وقالت وكالة الفضاء الروسية إنها ستقوم بإعداد مشروع المحرك النووي في عام 2012، ثم ستقوم بصنع ما سيخضع للاختبار بحلول عام 2018.
وأعلنت الحكومة الروسية عن تخصيص مبلغ 500 مليون روبل لمشروع صنع المحرك النووي الفضائي. ويشار إلى أن روسيا ستنفق ما مجموعه 17 مليار روبل على هذا المشروع في فترة ما قبل عام 2018
هذا و رجحت الوكالة الأوروبية للفضاء أن تكون المياه قد غمرت مساحات شاسعة من كوكب المريخ في فترات غابرة من التاريخ، مشيرة إلى أن بعض الصور الحديثة تظهر أن معظم بيئة المريخ كانت قادرة على احتضان الحياة وتتمتع بالشروط المناسبة للعيش، كما أفادت شبكة CNN الأمريكية.
إن الصور التي التقطها مسبار أوروبي وآخر أمريكي يدوران حول المريخ تظهر أدلة على وجود رواسب معدنية لا يمكن أن تتجمع إلا نتيجة لجريان المياه على امتداد الكوكب.
ورغم إدراك العلماء منذ فترة بوجود هذه الرواسب، لكن الاعتقاد كان يشير إلى أنها متركزة في النصف الجنوبي من الكوكب. إلا أن الصور الجديدة التي لاحظها المسبار الأوروبي، ومن ثم أكدها نظيره الأمريكي، تشير إلى انتشار هذه الآثار على امتداد الكوكب.
وتتمثل المشكلة التي كانت تعيق مسح النصف الشمالي من الكوكب في وجود طبقة كبيرة من الحمم البركانية المتجمدة، والتي كانت تعيق مسح طبقات الأرض الواقعة تحتها، غير أن المسبارين عثرا على قرابة تسع فتحات وفجوات واسعة ناتجة عن اصطدام نيازك يمكن من خلالها مسح التربة والتأكد من وجود المعادن فيها.
الجدير بالذكر أن ستة متطوعين 3 روس وفرنسي وإيطالي وصيني قاموا بتمثيل رحلة تجريبية إلى كوكب المريخ في معهد الأبحاث الطبية الواقع في العاصمة الروسية موسكو.
وستستمر التجربة خلال 520 يوما منها 250 يوما مدة الرحلة إلى المريخ على متن ما يحاكي المركبة الفضائية الحقيقية، و30 يوما مدة الإقامة على سطح المريخ، و240 يوما مدة رحلة العودة إلى الأرض.
هذا وشهد عام 2009 تجربة مماثلة استغرقت 105 أيام وكانت بمثابة المرحلة الأخيرة للإعداد لـ"التحليق الفضائي" الطويل.
وتفرض محاكاة الرحلة الكونية بين الكواكب متطلبات معقدة على تشكيلة وجودة المواد الغذائية التي لا بد من توفير كلها قبل الرحلة. ولا بد أن تكون المأكولات جاهزة للاستهلاك إلى أقصى حد ممكن لأن الطبخ في الفضاء يقتصر على تسخين المواد الغذائية في فرن من طراز المايكروويف أو استعادة مواصفاتها الاستهلاكية عن طريق التبليل في الماء الساخن أو البارد.
وإلى جانب الغذاء سيحتاج المتطوعون أثناء " التحليق" إلى كمية كبيرة من اللوازم اليومية مثل الزي والحذاء الرياضي والصحون المخصصة للاستخدام مرة واحدة والمناديل والمناشف الورقية والأدوات الصحية الشخصية الى غير ذلك من المستلزمات