القصة القصيرة جدا تتألق بالبيضاء.
تغطية المبدعة السعدية باحدة.


في فضاء جميل بدار الشباب بوشنتوف بالدار البيضاء؛اجتمع خيرة المبدعين
وعشاق القصة القصيرة جدا،في حفل بهيج نظمته جمعية اللغويين والمبدعين
المغاربة ،برئاسة ابراهيم أبويه وثلة من الأعضاء المجدين والفاعلين ،الذين
يساهمون اليوم في حراك ثقافي مغربي جاد.وذلك يوم السبت 26 يونيو 2010



تحت شعار: اختزال العالم في حكاية .




الجلسة الصباحية: مائدة نقدية حول القصة القصيرة جدا.


تسيير: مالكة عسال.


افتتح اللقاء بكلمة رئيس الجمعية إبر اهيم أبويه، الذي رحب بالحضور ووضع


الإصبع على الأهمية التي باتت تحظى بها القصة القصيرة جدا في المغرب ، و أهمية


اللحظة في ترسيخها كوسيط تعبيري سردي جديد.


تمحورت ورقة الجمعية التي ألقاها محمد أكراد الورايني حول القصة القصيرة جدا


بين الجدة وإثبات الذات. وخلالها توقف عند ردود الفعل الطبيعية التي تثيرها كل صيغة


قول جديدة في الساحة الثقافية. واستعرض وجهة نظرة بعض كتابها المغاربة وغايتهم


من كتابتها كما جاء في استطلاع عبد الله المتقي مع عز الدين التازي، السعدية باحدة،


الزهرة رميج، حسن برطال، مصطفى لغتيري، حميد ركاطة، عبد الحميد الغرباوي،


إسماعيل البويحياوي . منهيا كلمته بعبارة المتقي الدالة" القصة القصيرة جدا طفلة


مخنثة ماتزال تحبو"




الورقة الأولى


مصطفى فرحات: إشكاليات القصة القصيرة جدا.


أكد المتدخل أن ورقته إثارة لإشكاليات وأسئلة ولا يروم تقديم أجوبة. طرح ست


إشكالياتك:1- إشكالية التسمية.2- إشكالية التصنيف.3- إشكالية النشأة.4- إشكالية


التميز.5- إشكالية الغائية.6- إشكالية القراءة.


إشكاليات جعلت الورقة تولد تسميات جديدة، وتطرح مسألة غياب محددات القصة


القصيرة جدا. وهل هي قصة أم شعر. ومسألة أنها موجودة في التراث وخاصة أخبار


الحمقى والمغفلين، وإثارتها لقضايا عصرها وانخراطها في الأسئلة الاجتماعية


والسياسية الكبرى وليس هموم الذات الفردية، وتطلبها منهجا جديدا في المقاربة حيث


سقط النقد وبعض القراءات في الإخوانيات.




الورقة الثانية


الحبيب الدايم ربي: مآزق تلقي القصة القصيرة جدا.


أكد المتدخل أن ورقته تتقاطع مع سابقتها. مجموعة ملاحظات وإثارة أسئلة.


القصة القصيرة جدا إبدال سردي، لكنه يطرح سؤالا حول وجهي الجدة والأصالة فيه.


علما أن دفق القصة القصيرة جدا، في المغرب، واقع لا يمكن تجاهله. القصة القصيرة جدا


مربكة للنقاد لأنها حالة حد( بين بين) بين القصة القصيرة والشعر. فلا هي قصة قصيرة


بالمعنى الكلاسيكي ولا هي شعر.


الاسم: قصة قصيرة جدا يتسم بالركاكة لأنه عولج في غياب الأدبيات المدرسية، علما


أن صيغ أخرى عربية ممكنة: قصيصة وأقصوصة. من حيث التجنيس نمت القصة القصيرة


جدا على هامش القصة القصيرة. تهدد القيم الحكائية المؤسسة لها، وتتقاطع مع جُنَيْسات


أخرى كالموعظة والنكتة والطرفة وغيرها. علما أن الحجم يشكل فعلا علامة مائزة لها.


يرى الحبيب أن العطب ليس في القصة القصيرة جدا ولكن في النقاد. فكلما كان النص


أقصر قوبل بأريحية على علته." الرفض حالة طبيعية، لكن الرفض في المغرب قليل جدا.


و يقلقني الحماس المفرط لها في المغرب. هل القصة القصيرة المغربية في حاجة إلى


استقطاب من يكتب القصة القصيرة جدا ؟... لايجب ترك الحبل على الغارب. لم يفهم


موقفي الذي عبرت عنه سابقا. أنا أقول: احذروا المندسين. هناك قصاصون حقيقيون غطى


عليهم المندسون. فالعولمة تروج للرداءة، لكن البقاء للأصلح "


انصبت التدخلات حول مصطلحي القصة القصيرة جدا، الذي ترجم حرفيا إلى العربية،


والأقصودة. مع التفاجئ ببعض المصطلحات الواردة في الورقة الأولى.هناك إجماع على


مصطلح القصة القصيرة جدا على علاته لأننا لسنا بحاجة إلى تفريخ مصطلحات أخرى.


كما تم تناول ماهيتها بين الجنس والنوع وعلاقتها بالأجناس الكبرى والصغرى، والحاجة


التاريخية إليها، وتميز التجربة المغربية، ومسألة التلقي، والفرق بين القصة القصيرة جدا


والخبر، وقضايا الجماعة والذات، والتوكيد على الحرية وترك الكتاب يبدعون، وأن التاريخ


كفيل بالفرز والحفاظ بالناضج والحقيقي.


تدخلات بعض الأدباء

مصطفى لغتيري



ركز في تعقيبه على أن القصة القصيرة تحقق تراكما ملفتا في المغرب،
و أن القصاصين المغاربة يرحبون بجميع المبدعين الذين التجأوا إلى هذا الجنس
الأدبي الجميل ، لأنهم يعون أنها تحتاج إلى تحقيق تراكم أكبر،يتيح للنقاد استخلاص
ما يميزها عن باقي الأجناس و خاصة القصة القصيرة ، كما أشرت إلى تقاطع القصة
القصيرة جدا مع مجموعة من فنون القول كالخبر و الشذرة و قصيدة النثر لكنها تختلف
عن كل ذلك ، بعناصر تميزها عنها ، كما عقبت على المداخلة التي اعتبرت أن القصة
القصيرة جدا متواجدة في التراث العربي ، فقلت بأنها لا توجد ، و إن كانت بعض النصوص
تتشابه معها ، للأن القصة القصيرة جدا كما نعرفها الآن تتميز بطابعها الأدبي و الفني ،
و لا تهدف إلى الموعظة أو الإخبار أو غير ذلك كما تتميز بالمقصدية التي اعتبرتها حجر
الزاوية في تميزها عن باقي فنون القول مهما بدت أنها تقترب منها أو تتشابه معها ، كما
أشرت إلى أن النقاد يتهيبون من التعاطي معها نظرا لصعوبة ذلك و يفضلون الانكباب على
الأجناس التقليدية كالرواية و الشعر ، لأن فيها تراكما نقديا يسهل على الناقد التعاطي معه
.بدل الدخول في مغامرة غير مضمونة النتائج


إسماعيل البويحياوي




أشار البويحياوي في تدخله أن مصطلح القصة القصيرة جدا ترجمة حرفية لـ


الأنجليزية، short short story

وأن استنبات مصطلح جديد في بيئة ثقافية ارتحل إليها يتطلب حوارا مع الأشكال
القديمة الراسخة والأشكال الشبيهة له ليستقر على صورة معينة في مرحلة لاحقة.
وتساءل عن مصدر العديد من المصطلحات الواردة في الورقة الأولى مؤكدا أنه سمع
بها لأول مرة خلافا لما يورده نقاد ودارسوا القصة القصيرة جدا. معتبرا القصة القصيرة
جدا نوعا سرديا تخييليا جديدا مفتوحا يرتحق من الأجناس الكبرى والصغرى العالمة
والشعبية، يتقاطع معها ويفيد منها عبر مميزاته كالكثافة والقصصية والوحدة وغيرها.
وأضاف أنه فعلا هناك حاجة تاريخية للقصة القصيرة جدا ترتبط بالسرعة ووسائل الاتصال
الجديدة وخاصية القلق والشك في الأيديولجيات الكبرى والطابع الشذري لكتابات ما بعد
الحداثة وضمور الفكر النسقي وحالة قصيدة النثر. وعلى مستوى التلقي فالقصة القصيرة
جدا صادمة لأفق التلقي التقليدي وتحتاج تلقيا جديدا وأدوات قراءة أنجع في مقاربتها.
كما نوه بخصوبة التجربة المغربية وتعدد ملامحها التي أوجزها في الملمح الحكائي وملمح
الانفتاح على الشعر وملمح النكتة واللعب على التعدد الدلالي للكلمات وغيرها. ودعا إلى
تعميق التجربة وانفتاحها على مجالات وثيمات وأنواع أخرى.


عبد الله المتقي



لم لانقلب الآية،ونوجه التهمة للنقاد بدل كتاب القصة القصيرة جدا ،وبذلك تكون
القصة القصيرة جدا تحفيزا للنقاد للخروج من كسلهم وتجديد أدواتهم النقدية...
التسمية المتعددة للقصة القصيرة جدا تاريخية ،فحتى القصيدة الحرة كانت لها أسامي
عديدة ،ولها معارضون ومؤيدون، ولا ننسى الانتهازيين ،أعني المحايدين الذين
ينتظرون الكفة الراجحة لينضموا لها بعد ذلك.
تعدد الأسامي طبيعة كل مولود جديد ألا يتهافت العديد من أفراد الأسرة لاقتراح
اسم للمولود وكل الاقتراحات تؤدي إلى محبة المولود؟...
الحبيب الدائم ربي يحذر من المتسللين والمندسين للقصة القصرة جدا وأنا
أقترح الانتباه للنقاد المتسللين أيضا والمنسلينحتى...
وختاما ،أنا اكتب القصة القصيرة جدا لأني مقتنع أن رصاصة واحدة يمكن أن تقتل
رجلا أو امراة بحجم برميل ، كما أن جملة واحدة من مسؤول ما قد تهيج شعبا...