الكرة الانكليزية ..... غباء أم موروث لا يتغير
د. موفق مجيد المولى

لم يصدق الانكليز الهزيمة القاسية لمنتخب بلادها امام الالمان وكانت رغبة كل انكليزي ان ينهزم الفريق امام اي من الفرق المشاركة على ان لا ينهزم امام الالمان فعند أغلب الأنكليز يعبر الفوز على المانيا احسن بكثير من الفوز بكاس العالم نفسه فهذه هي عقلية الأنكليز الجامدة كالثلج إنه تراث ليس إلا فهنالك أشياء عند الأنكليز لا تتغير حتى لو امرهم الله بذلك.
لقد شنت الصحف الانكليزية الهجوم العنيف على المنتخب الانكليزي بعد الهزيمة امام الالمان ووصفها البعض بالهزيمة العار ولعلي هنا اختصر موضوع مهم كُتب على الانترنت عنوانه الاسباب العشرة لهزيمة انكلترا في كاس العالم على موقع(بليتش) جاء فيه:
1- عناد كابيللو المرتبط باصراره على اللعب بتشكيلة 4/4/2 تاركا روني وجيرار في مأزق كبير.
2- لا يمكن اخذ جنود مصابين لمعركة لقد طبق كابيلو هذا المبدأ بأخذ مصابين ممن لم يتماثلوا للشفاء ومنهم ايميلي هيسكي
3- كذب اللاعبون فالرجوع لتصريح اللاعب جيرار الذي قال فيه ان المدرب علمهم ثقافة الفوز التي لم نراها خلال البطولة وهذا يبين بان ما قاله جيرار هو عكس الحقيقة ام ان هنالك خطأ وقع في ترجمة ما قاله.
4- لا يمكن للاعبين كبيرين مثل جيرارد ولامسي ان يلعبا معا ولتفسير ذلك لنتخيل ان على الارض ممثلين عظيمين مثل كينو ريفيز وهاري بوتر يلعبان دور البطولة في فلم واحد .. انها كارثة
5- كان يجب الاستعداد بشكل افضل فبعد انتهاء الدوري كان الافضل للاعبين ان يتدربوا بالكرة مع المنتخب لفترة اطول لانهم كانوا خارجين للتو من الدوري فالشكل الفني كان اهم من الشكل البدني
6- كان انكلترا تفوز عندما كان تيري يتقلد شارة الكابتن والخطأ الذي ارتكبه فقد ارتكبه من كان في مراحل عمره.
7- لاعبوا انكلترا ليسوا بالجودة التي يعتقدها الكثير وليس هذا فقط بل الكثير من شرائح المجتمع الانكليزي ليست الافضل.
8- مأساة حراسة المرمى عندما ترك روبيرت جرين الكرة تتهادى من بين يديه الى الشباك في مباراة امريكا وانكلترا فكان على اي مدرب ان لا يترك الحارس يفكر بالمشاركة ام لأ فالأمر أشبه من ينتضر الحكم بالاعدام.
9- دخل المنتخب الانكليزي وكانه المرشح الاول والاخير وعند وضع هذه الضاهرة في قائمة فان المنتخب الانكليزي ياتي بالمرتبة السادسة.
10-كان المنتخب الانكليزي بحاجة لخدمات لاعب الارسنال الذي لم يضمه كابيلو بشكل مفاجئ
لقد نسيت الصحافة الانكليزية التي هللت وطبلت لمنتخبها طوال الفترة التي سبقت البطولة وجعلت منه بعبع جنوب افريقيا في حين ان المؤشرات التي سبقت البطولة لم توضح لنا بطل انكليزي قادم للعودة بكأس العالم للندن فلا وجود لشيء جديد في الكرة الانكليزية غير 4/4/2 ولعب الكرات العكسية فالفريق الانكليزي وبطريقة تعكس عناد الانكليز لم تخرج من قالبها البائس طوال هذه السنين وسوف لن تخرج اذا لم تتغير العقول التي تدير الكرة في انكلترا وتواكب التطور الكبير في عالم الكرة فزمن الكرة الانكليزية ولى لغير رجعة لأن ثقافة كرة القدم في العالم تغيرت ولكن ثقافة كرة الانكليز لم تتغير ففي العام 1979 خلال مشاركتي في الدورة التدريبية الاولى في لندن سألت سؤال بسيط للسيد جارس هيوز وقلت اين كرة القدم الانكليزية على خارطة كرة القدم العالمية؟ فثارت ثائرة الرجل في وجهي وهو رجل محترم جدا وقد فرحت بان ليس لدى الرجل شيء ليقول لي لان لا جديد في الكرة الانكليزية آنذاك واثناء احدى المحاضرات النضرية مررت من جانبه لاجلس على مقعدي فاوقفني وقال شكرا جزيلا لسؤالك؟ ومرت الايام وخلال مشاركتي في الدورة التدريبية المتقدمة في لندن في العام 1989 واثناء احدى المحاضرات طرحت نفس السؤال على السيد كولن ميرفي مدير الدورة ولم احصل على اجابة غير غضب عارم مع ان الرجل وبعد اربع ايام وقبل نهاية الدورة غمز بطرف عينه في قاعة الطعام وقال لي(بريلينت) وهي اعلى كلمة استحسان يقولها الأنكليز.
الكرة الانكليزية لا تقبل النقد
الكرة الانكليزية فوق الجميع
الكرة الانكليزية تاريخ يجب ان لا يمسه احد بضرر
الكرة الانكليزية تراث مثل 10 داوننج ستريت
الكرة الانكليزية مليارات الدولارات
الكرة الانكليزية اعظم سوق مالي للاعبين
الكرة الانكليزية اعمال ومضاربات وليس فن وخطط
لقد شابت الكرة الانكليزية ليس بلاعبيها وانما بثقافتها
على الانكليز ان يتعلموا من غيرهم وليس ذلك بعيب
على الانكليز ان يتخلصوا من شاي الظهيرة وينطلقوا مع اباريقهم لساعة المغرب الساحرة
على الانكليز أن يسمعوا قبل أن تضمحل امبراطورية كرتهم
على الانكليز أن يصنعوا شيء جديد فالتجديد للمدرب الايطالي ليس بشيء جديد بل غباء جديد
د. موفق مجيد المولى