يا عباس.. لم يتبق من شرق القدس سوى 13%
القدس المحتلة– فلسطين الآن– وكالات– أكد د. خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات في جمعية الدراسات العربية بمدينة القدس المحتلة، أن الصراع حالياً بين المقدسيين والمستوطنين شرق القدس المحتلة، يدور على 13% فقط من مساحة المدينة بأكملها، نتيجة عمليات التهويد والهدم المستمرة التي تنفذها سلطات الاحتلال بالمدينة، في الوقت الذي يواصل فيه محمود عباس زعيم حركة فتح المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني لتقديم المزيد من التنازلات في قضية الشعب الفلسطيني.
وقال التفكجي خلال برنامج رأي عام الذي ينتجه ويبثه تلفزيون وطن المحلي: "إن (إسرائيل) تعمل في مدينة القدس على اقتلاع البشر والحجر من جذورهما، واستبدالهما بجذور يهودية".
وأشار التفكجي إلى سعي سلطات الاحتلال إلى إنهاء المشروع الوطني في المدينة، عبر تنفيذ قوانين تعسفية تهدف إلى اقتلاع الوجود الفلسطيني، وفق مشروع 2020، الذي وضع في العام 1994، ويعمل على تنفيذه بشكل مبرمج وسريع.
وبين التفكجي أن سلطات الاحتلال أعلنت بشكل صارخ عن مخططاتها التهويدية في القدس منذ ليلة 11 حزيران 1967، بتدمير حي المغاربة بشكل كامل، الأمر الذي يعتبر أول عملية تطهير عرقي كامل في المدينة".
وأضاف: "لقد نفذت سلطات الاحتلال مخططاتها في مدينة القدس من خلال قوانين عدة، حيث بدأت بمصادرة أراضي المواطنين بحجة"المصلحة العامة" وفق القانون الانجليزي الصادر في العام 1943، ومن ثم قانون "التنظيم والبناء"، والذي تلاه قانون الغائبين الصادر في العام 1950، والذي ينص على مصادرة أملاك المواطنين الذين يسكنون خارج حدود بلدية القدس".
واعتبر التفكجي موافقة السلطة الفلسطينية على تأجيل قضيتي القدس والمستوطنات خلال مفاوضات أوسلو إلى المرحلة النهائية، "خطأ استراتيجي كبير"، حيث استغلت سلطات الاحتلال عملية التسوية لتصفية قضية القدس بشكل نهائي، لتبدأ الأحزاب الإسرائيلية بالإعلان عن أن القدس هي العاصمة الأبدية لـ(إسرائيل) وقلبها النابض، وهو أمر لم يكن معلن قبل أوسلو".
وقال التفكجي "إن (إسرائيل) أجلت قضيتي القدس والمستوطنات إلى المرحلة النهائية من أوسلو، من اجل تنفيذ مخططاتها التهويدية، وزيادة عدد المستوطنين في المدينة المقدسة، والضفة الغربية، حيث كان عدد المستوطنين في الضفة الغربية عام 1992 نحو 105 آلاف مستوطن، واليوم بلغوا 315 ألف مستوطن"، مؤكدا أن المستوطنات تشكل جوهر العقيدة والرؤيا الإستراتيجية المستقبلية لدولة (إسرائيل)".
وحول إذا ما كان هناك اختلاف في سياسة الأحزاب التي تعاقبت على الحكومات الإسرائيلية تجاه مدينة القدس منذ احتلالها حسب ما يدعيه البعض، أكد التفكجي انه لا يوجد خلاف بين ما يسمى باليمين واليسار في (إسرائيل) في موضوع القدس، لان سياساتهم ومخططاتهم متشابهة وواحده في هذا الأمر.
وبين التفكجي ذلك بالقول: "منذ العام 67-94، ترأس تيدي كولك "من حزب العمل" رئاسة بلدية الاحتلال في القدس، وقام بمصادرة نحو 24 ألف كم من شرق القدس أي ما نسبته 35% من مساحتها الإجمالية، وبني 15 مستعمرة، وأنشئ 58 ألف وحدة سكنية فيها، ليأتي بعده في رئاسة البلدية الليكودي أيهود أولمرت، الذي لم يجد شيئا ليفعله سوى الاستمرار في تهويد القدس، ومصادرة نحو 535 ألف دونم من أراض بيت حنينا وبيت صفافا في العام 1995، أثناء عملية التسوية".
وأشار التفكجي إلى وجود إجماع داخل الأحزاب الإسرائيلية لتنفيذ مشروع القدس 2020، والذي رسم أثناء عملية التسوية، والقاضي بإيجاد أغلبية يهودية تصل إلى نحو 200 ألف مستوطن شرق القدس المحتلة، مقابل 175 ألف فلسطيني.
وحول ما تواجهه مدينة القدس من مخططات تهويدية في الوقت الحالي، بين التفكجي أن المدينة تتعرض لأخطر عملية تدمير في تاريخها، قائلاً: "إن ما تنفذه بلدية الاحتلال في حي سلوان يعتبر عملية تكسير عظام ، لأنها تسعى إلى تحقيق هدف خطير يتمثل بتقليص عدد السكان العرب إلى ما نسبته 12%، من خلال إخراج 125 ألف فلسطيني خلف الجدار (كفر عقب، شعفاط)، ومصادرة 15 ألف هوية مقدسية، إضافة إلى هدم مئات البنايات السكنية وتشريد سكانها".
وأكد التفكجي أن أهل مدينة القدس تركوا لوحدهم في مواجهة كل هذه التهديدات ، وخاصة بعد تطويق جدار الفصل العنصري للمدينة، وعزلهم عن الضفة الغربية.
وأشاد التفكجي بفلسطينيي مناطق 48، والحركة الإسلامية في الداخل، قائلا: "الحركة الإسلامية في الداخل، وفلسطينيي الجذور هم فقط من يقفوا اليوم إلى جانب المقدسيين في وجه مخططات التهويد ومصادرة الأراضي، وهدم البيوت، ومحاولات تقسيم المسجد الأقصى".
وحول الواقع المعاش في مدينة القدس واحتياجاتها، أشار التفكجي إلى أن العمل من اجل القدس لم يرتق إلى الآن لمستوى وحجم هذه القضية الهامة.
وأوضح التفكجي "تعاني القدس من مشاكل اجتماعية وثقافية وصحية خطيرة، حيث هناك نحو 10 ألاف طالب بدون تعليم، و نقص حاد في الغرف الدراسية، إضافة إلى عدم وجود مكتبة عامه في القدس، التي كانت عاصمة الثقافة العربية في العام الماضي".
وتابع التفكجي: "القطاع الصحي في المدينة يعتبر تعيسا وسيئا جدا، حيث تعاني المرافق الصحية من مشاكل عديدة، ناهيك عن المشاكل الاجتماعية ، حيث ارتفعت نسبة تعاطي المخدرات في صفوف الشباب المقدسيين بصورة كبيرة جدا، إضافة إلى أن حالات الطلاق وصلت إلى ما نسبته 65% في المدينة".
وحول المطلوب عمله من اجل الصمود في مدينة القدس أكد التفكجي أن المقدسيين بحاجة إلى دعمهم في توفير السكن لهم، وترميم منازلهم ، لكي يصمدوا في مدينتهم في وجه ممارسات الاحتلال الساعي لترحيلهم وطردهم منها.
المفضلات