المشهد الرابع


ذات المشهد .. الجثث والدماء والخراب ..
مجموعة من الرجال بينهم نبوخذ نصر و آشور بانيبال ، وعدد من النسوة يجلسون على أرضية الشارع ، تحيط بهم جنود أمريكيون ..

الجندي : إرهابيون ( يمسك بالهيدفون الذي يتدلى من رأسه ) نعم سيدي .. لقد قبضنا على مجموعة من المشتبهين ( يتوقف قليلاً ) حاضر سيدي ..

رجل من الجالسين : اللعنة عليهم .. لقد قصفوا المكان بالاباتشي .. لقد رأيتهم بأم عيني .. فما ذنبنا نحن ؟

الجندي : ( متجهاً إلى المترجم ) ماذا يقول هذا ؟

المترجم : سيدي إنه يقول إن طائرات الاباتشي هي التي قصفت المكان ..

الجندي : ( بعصبية ) قل له أن يخرس قبل أن أخرسه بطلقة من بندقيتي ..

نبوخذ نصر : ( لآشور بانيبال ) ماذا يجري ؟ من هؤلاء ؟ ماذا يريدون ؟

آشور بانيبال : ( يهمس لنبوخذ نصر ) لا أدري يا صاحبي .. غير أني أرى جنوداً مدججين بالأسلحة ووجوههم أبداً لا تبشر بخير ..

المترجم : صه .. صه .. ممنوع التحدث ..

نبوخذ نصر : من أنت يا من تتحدث بلساننا ولكن هيئتك كهيئة هؤلاء الدّخلاء .. من أنت ؟

المترجم : ( بانزعاج ) أوه .. أصمت .. أصمت ..

نبوخذ نصر : ولِمَ أصمت .. ثم من أنت حتى تأمرني .. ألا تعرف من أنا ؟

المترجم : ( باستهزاء ) ومن تكون ؟ رئيس الدولة ..

نبوخذ نصر : أنا نبوخذ نصر ملك بابل العظيم ..

المترجم : أوه .. تباً .. لا ينقصني الآن إلا المجانين ..

الجندي : ( للمترجم ) ما هذا الضجيج ؟

المترجم : هذا الرجل سيدي ..

الجندي : ما به ؟

المترجم : مجنون سيدي .. مجنون .. إنه يقول إنه ملك بابل نبوخذ نصر ( يضحك ) العظيم ..

آشور بانيبال : ( للمترجم ) أنت الذي أصابك الجنون فخنت وطنك .. نعم هذا ملك بابل العظيمة نبوخذ نصر وهذا أنا آشور بانيبال .. سأجعل جنودي يسحلونك على شوارع بابل لوقاحتك ..

الجندي : ( يتأمل نبوخذ نصر ) نبوخذ نصر ملك بابل .. قل له ( يكلّم المترجم ) لو كُنت متيقناً أنك هو لمزقتك إلى أشلاء وقِطع وصلبتك على حدائق بابل انتقاماً مني لآبائي وأجدادي الذين سباهم نبوخذ نصر إلى بابل .. يا يهواه .. ( بحقد ) سأنتقم من هؤلاء جميعاً .. سأنتقم من كل ذرة تراب .. من كل نسمة هواء .. سأنتقم لأجلك أيها الشعب المختار ..

نبوخذ نصر : ما أرى هؤلاء إلا حاقدين يريدون الانتقام .. تباً لكم ..

صوت امرأة من الخلف تبكي : يا الله .. طفلتي .. أين هي ؟ طفلتي .. يا الله .. يا أرحم الراحمين ..

الجندي : ( للمترجم ) : ماذا تريد هذه المرأة ؟ قل لها أن تخرس ..

المترجم : أنها تبكي طفلها يا سيدي ..

الجندي : ( للمرأة ) إخرسي .. إخرسي .. وإلا أفرغت رشاشتي في رأسك ..

يسير الجندي نحو المرأة .. يقوم نبوخذ نصر فيدفعه .. فيضربه الجندي على رأسه بالبندقية .. يسقط .. أصوات رفض .. يتراجع الجندي ..

الجندي : أيها القذر ..

نبوخذ نصر : ( بألم ) سيدتي .. يا سيدتي .. أين كانت طفلتك ؟

المرأة : لقد تركتها على باب المدرسة .. يا الله .. ثم لا أدري ماذا حدث ..

نبوخذ نصر : الرسم ! هل كانت طفلتك ... ؟

المرأة : ( بلهفة ) أين هي ؟ أين رأيتها ؟ أستحلفك بالله.. بربك خبّرني أين أجدها ؟

نبوخذ نصر : ( بحزن وبكاء ) نعم رأيتها .. لقد كانت بين ذراعي .. قالت لي أن أخبرك أن لا تحزني وأن أقول لك أنها قد رسمت لوحتها .. رسمتها بدمائها.. و ..

المرأة : لا .. لا .. لا تقل ذلك ( تسقط إلى الأرض ) .

المترجم : هيا ( يستنهض الجالسين ) هيا قوموا .. هيا .. أنت .. هيه .. قوموا ..

نبوخذ نصر : ( يخاطب الجموع ) إلى أين ؟

رجل : ( مبتسماً بسخرية ) إلى فندق خمس نجوم ..

رجل آخر : إلى أين .. إلى أين .. طبعاً إلى سجن بوكا أو إلى أبي غريب ..

المترجم : ( يصيح ) أصمتوا .. تقدموا .. تحركوا .. هيا ..

يسيرون .. والأم لا تزال تبكي طفلتها ..

يظهر شبحان وسط الجثث والأشلاء والدماء والخراب ..

الأول : ( بأسى ) لقد قال له ألا يذهب ..

الثاني : نعم .. لقد قال له ذلك ..





أصوات رعد وبرق ..

مطر ..



تمت