هل نقبل خيار التفاوض مع العدو الصهيوني
بقلم الناصر خشيني

الجامعة العربية ومعظم الأنظمة العربية بما في ذلك سوريا التي من المفروض أنها محسوبة على خندق المقاومة ومنظمة التحرير الفلسطينية من المفروض أنها تمثل الشعب الفلسطيني فهي ممثله الشرعي و الوحيد حسب قرارات قمة الرباط عام 1974 ولكنها بعد اتفاقيات أوسلو لم تعد كذلك وقد أثبتت عديد الوقائع ذلك يعرفها الداني و القاصي فهذه الجهات العربية جميعا أعلنت قبولها مبدأ التفاوض سواء المباشر أو غير المباشرمع العدو الصهيوني ولكن حول ماذا سيكون التفاوض اذا كان الأمر يتعلق بكيفية عودة اللاجئين الفلسطينيين منذ أكثر من ستين عاما ويعيشون حياة البؤس في المخيمات وكذلك حول عودة الصهاينة دون استثناء الى بلدانهم الأصلية وتعويض العرب عما لحقهم من أذى طوال سنين الاحتلال فان التفاوض يصبح عملا نضاليا يستحق الوقوف الى جانبه من الشارع العربي .
أما اذا كان التفاوض يدور حول أمن الصهاينة والاعتراف بوجودهم غاصبين للأرض العربية و السكوت و التغاضي عن تهويد المقدسات و التقتيل اليومي لخيرة شباب فلسطين والاعتقال الاجرامي والحصار الظالم لأهلنا في غزة فان هذا تفاوض لا تقبله الجماهير العربية وتحاربه بما تملك من أدوات نضالية حتى تقبره كما فعلت سابقا بتنديدها وعدم اعترافها بالاتفاقيات المهينة للأمة ككامب داود ووادي عربة كما ترفضه الأجيال القادمة للأمة باعتباره تنازلا عن حق مشروع وذلك أن الأمة دفعت ثمنا باهظا جدا من أرواح أبنائها و ممتلكاتها وعانت الكثير فلا يمكن أن تذهب كل تلك التضحيات سدى ونقبل بالاحتلال الصهيوني على أرضنا .
ان الخيار العربي المقبول موضوعيا و واقعيا ليس خيار التفاوض باعتبار عقم هذا المسار بل جلب الويلات لأمتنا ومنها تدمير العراق ومواصلة تفكيك الوطن العربي والعمل على مزيد من تقسيمه كما يحصل في السودان و اليمن والعراق على سبيل المثال بل ان خيار المقاومة هو السبيل الوحيد للخروج من المأزق الحالي فأمتنا معتدى عليها وأرضها محتلة و أبناؤها يعدون بالملايين الذين شردوا وقتلوا بدم بارد وما حصل للعراق غير بعيد عن فلسطين وله علاقة وثيقة به أي تأمين الكيان الصهيوني فكيف بعد كل تلك التضحيات الجسام لأمتنا نقبل بالتواجد الصهيوني على أرضنا انها معادلة لا تستقيم أبدا .
ا