البيتاوي يطالب بسحب "تراخيص أوكار الفساد"
سلطة "فتح" ترخّص للخمارات بالضفة باسم تنشيط السياحة
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


[ 16/07/2010 - 12:44 م ]
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام




منحت سلطة فتح في الفترة الاخيرة الرخص لإنشاء عدد من الخمارات والملاهي الليلية التي تعج بالاختلاط والرقص والغناء في مدن الضفة المحتلة المختلفة خاصة مدينتي رام الله وبيت لحم، وهو الأمر الذي ترك سخطا واسعا في أوساط الشعب الفلسطيني.

ونقلت وسائل إعلام عن مسؤول في السلطة القول تعقيبا على ذلك بأن فتح الخمارات والبارات والملاهي "يأتي في مجال تنسيط السياحة وتقوية الاقتصاد المحلي خاصة أن مدينتي بيت لحم ورام الله تتمتعان بتنوع ديني وثقافي متعدد".

النائب عن حركة المقاومة الإسلامية حماس الشيخ حامد البيتاوي استنكر افتتاح مثل هذه الخمارات، وقال: "أدين هذه الخطوة المشينة وهذه البدعة السيئة، والتي تتعارض مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ومع أخلاقنا وقيمنا الحميدة، وتتعارض مع مصلحتنا الوطنية، فشعبنا الفلسطيني الذي ضرب أروع الأمثلة في المقاومة والمرابطة والجهاد والصبر، وقدم قوافل الشهداء والأسرى، لهو شعب مؤمن يعتز بدينه وأخلاقه وقيمه، وإن سلطة فتح بمثل هذه الأفعال تريد لهذا الشعب العظيم أن ينتكس في حمأة الرذيلة والفساد لتقتل روح الصمود والمقاومة في أبنائه".

وبين البيتاوي على أن ترخيص الخمارات والبارات والملاهي الليلية حرام شرعا، و"إن المعاصي والذنوب تهلك الحكومات والشعوب مصداقا لقوله تعالى (فأهلكناهم بذنوبهم)، وإن سلطة فتح بمثل هذه الإجراءات ستجلب على نفسها وشعبها الهلاك"، مستشهدا بقوله تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة).

وطالب البيتاوي باسمه واسم زملائه النواب الإسلاميين وباسم شعبهم الذي انتخبهم، المسؤولين في سلطة فتح بـ"سحب تراخيص أوكار الفساد تلك"، وطالب أبناء شعبنا خاصة الشباب والفتيات بمقاطعة هذه الأماكن .

بدوره يرى الخبير النفسي محمود أبو جابر من رام الله أن "ترخيص الخمارات ونشر الرذيلة والاخلاق الفاسدة هو نتيجة سياسة سلام فياض التي تهدف الى تعزيز قيم العولمة والرأسمالية وتعظيم الربح على حساب الاخلاق والفضيلة، وهو نتيجة طبيعية لتغييب المقاومة عن الساحة بالقوة والقمع ومنع رجال الدين من نشر الاخلاق الحميدة وتعزيزها عبر منعهم من الدعوة او الخطابة في المساجد وحتى اعطاء دروس دينية بسيطة في المساجد".

يذكر أن صحيفة القدس العربي اللندنية نشرت تقريرا موسعا الجمعة (16/7) حول الموضوع باعتباره من "القضايا الخلافية بين حركتي حماس وفتح"، و"قضية مثار صراع بين الحركتين الاسلامية والعلمانية"، حيث تقول الصحيفة: "في الوقت الذي تسمح فيه الجهات المختصة بالضفة الغربية التي تسيطر عليها حركة فتح ذات الميول العلمانية ببيع الخمور وتقديمها في بعض الاماكن تواصل حركة حماس الاسلامية من خلال نوابها في المجلس التشريعي التنديد والاستنكار واتهام الجهات المسؤولة بالضفة عن نشر الفساد بالمجتمع الفلسطيني".

وكانت محطتان أمريكية وبريطانية تناولت في تقارير لها قبل أسابيع ما سمته "إزدهار الملاهي الليلية" في مدينة رام الله"، بينما نشرت صحيفة صهيوينة تقريرا موسعا في وقت سابق تحت عنوان "كازينو أريحا .. حلم للإسرائيليين حققته السلطة"، في إشارة إلى الكازينو المعروف في أريحا والذي يقصده آلاف الصهاينة يوميا بحسب الصحيفة.