آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: عايدة في "المقاومة " وتامر يرقص !

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية عبد الغني سهاد
    تاريخ التسجيل
    06/03/2010
    المشاركات
    157
    معدل تقييم المستوى
    15

    Talking عايدة في "المقاومة " وتامر يرقص !

    كتب مصطفى بونيف
    عايدة في "المقاومة " وتامر يرقص !
    تلقيت دعوة لحضور مهرجان أدبي لدعم المقاومة... وكالعادة لا يخلو مهرجان من هذا النوع إلا وأشادوا بالمرأة المقاومة ..تلك المرأة التي تركت أصابع الروج والباروكات ..وأحدث الأزياء ، واختارت أن تلبس بزة عسكرية وبدل أن تعلق على كتفها حقيبة من جلد الأفاعي ..علقت مدفعا رشاشا ! .
    همست في أذن صاحبي .." من المؤكد أن النساء اللاتي اخترن المقاومة لم يجدن سبيلا للتخلص من قبضة أزواجهن سوى الالتحاق بجبهات القتال " .
    تنحنح صاحبي وقال لي " أحب أن ألفت انتباهك أن أغلبهن من الآنسات " .
    سرحت بتفكيري قليلا ثم قلت له " وما الذي يدفع بامرأة جميلة إلى ميادين المعارك سوى يأسها ؟ ، لماذا لم تلتحق نانسي عجرم أو هيفاء وهبي بالمقاومة اللبنانية ...يا صديقي الفتاة الجميلة يكفي أن تقاوم في الشارع ، أو في البيت ..حتى الرجال الذين اختاروا نهج العمل المسلح هربوا من زوجاتهم ..هناك نسوة إذا نظرت إليهن اخترت الموت الزؤام ..بدلا من الاستقلال التام ..".
    لم أكمل حديثي حتى أعلن رئيس المهرجان عن ضيفة الشرف ..اسمها "عايدة " ..وأخبرنا أنها من رموز المقاومة .
    همست : سوف ترى يا صاحبي ما يشبه عمك عطية ، وستعرف بأن مثيلاتها إن لم تصبهن نيران العدو لا بد لهن من نيران صديقة .
    دخلت امرأة ..ملأت المنصة حسنا وجمالا ...وضعت يدي على قلبي إنها الفتاة التي كانت تسير أمامي في المدخل وعاكستها قائلا " يا أرض احفظي ما عليك ، الأرض تتكلم عربي ..الأرض الأرض " .
    شعرت بصدمة حين عرفت بأنها "عايدة " بطلة المقاومة ...
    همست بما يشبه الصراخ وقد تملكتني الدهشة " هذه ؟!" .
    أومأ صاحبي برأسه ..."نعم ، إنها هي !" .
    قالت في الميكروفون : " بعد أن استشهد زوجي في معارك التحرير قررت أن ألتحق بالمقاومة لأواصل مسيرته " .
    ضربت كفا بكف وأنا أقول في سري " رحمه الله ، كان متسرعا وقلبه جامد فكيف يترك حسناء مثلك ويذهب لميادين القتال ..مابها المفاوضات والحلول السياسية ؟..لا حول ولا قوة إلا بالله " .
    أخبرتنا بأنها أخذت خبرة واسعة في تفكيك القنابل ..
    فعلقت قائلا : أنت والله في حد ذاتك قنبلة ..!
    وسرعان ما أخبرنا بأن "عايدة" قتلت بنفسها عشر جنود من العدو ، وجرحت خمسين ، وساهمت في أسر اثنين " ..
    علقت : وأنا الثالث ! .
    وقفت من مكاني وأنا أهتف " حيوا معي المقاومة البطلة القنبلة عايدة !" .
    اهتزت القاعة ..عايدة ..عايدة ! .
    ثم قلت منشدا " الأرض تتكلم عربي ..الأرض الأرض " .
    فهمت المقاومة اعتذاري الخاص عن معاكستي لها ..وابتسمت مغادرة المنصة .
    ثم أعلن منظم المهرجان عن مقاوم آخر ...اسمه "تامر " .
    همست في أذن صاحبي ..." أشعر بالضيق ، لست أدري لماذا كلما ذكر اسمه تامر أمامي أشعر بضيق في التنفس وبحالة من الغثيان ، وزغللة في العينين ، ثم أشعر بحالة من الحمى ، مع بعض من الإزهايمر ..تجعلني كلما أرى حمارا أقول له يا أخويا " .
    تقدم المقاوم من المنصة وكان شابا في العشرينيات ...شعره يقف كما لو أن صاحبه تعرض لصعق كهربائي ..وعطور السيزيام سونس تنبعث من قميصه المزركش ..والمكتوب على ظهره جاست دو إيت ...بمعنى افعلها فقط ! .
    قلت لصاحبي الذي بدأ يضيق ذرعا من تعليقاتي : " أليس هذا هو الشاب الذي نراه في قناة الميلودي يغني أجمل حاجة بحبها فيك هي ده ..؟"
    فأجابني : " تقصد تامر حسني ؟"
    قلت له : نعم .
    فأجابني ساخرا : - لا ليس هو ، ثم إن اسم هذا المقاوم الحركي تامر .
    - وما هو اسمه الحقيقي ؟
    أجابني بضجر : - فارس كرم ! .
    راح الشاب يحكي عن قصصه مع المقاومة .
    - لقد تمكنت من تدمير مواقع إسرائيلية كثيرة ، تصل إلى الخمسين موقعا !!.
    همست فيما يشبه الصراخ : - خمسون موقعا يا تامر حقا يجعل سره في أضعف خلقه ..ثم سألت من الله العفو والمغفرة لأنني ظلمت هذا الشاب المجاهد .
    وواصل قائلا : ولقد تمكنت من تجنيد عشرات اللآلاف من الشباب العربي للمقاومة ضد الصهاينة .
    وقفت من مكاني هاتفا " الله أكبر ، الله أكبر " .
    قلت لصاحبي : مثل هذا البطل القومي لا بد أن ينصب له تمثال في أكبر ميادين الجمهورية ..وفي كل العواصم العربية ...ويجب أن تسمى باسمه المدارس والمطارات ، وأن توضع صوره ليس في المجلات والصحف فقط ، بل لا بد أن توضع في العملات العربية ، والمقررات المدرسية ... لقد دمر أكثر من خمسين موقعا إسرائيليا ...
    وسرعان ما قطع صاحبي حماسي قائلا : المواقع التي دمرها تامر ربما أكثر من ذلك بكثير .
    سألت صاحبي : وهل هي مواقع عسكرية كلها ؟
    ضحك صاحبي وقال لي : أية مواقع عسكرية ..؟ إنها مواقع الكترونية ، إنه تامر أكبر هاكرز في العالم العربي ألا تعرفه ؟.
    تنحنحت ثم قلت : وماذا يعني هاكرز ، يعني مجاهد الكتروني ، أي أنه مجاهد افتراضي ..بطل على الأنترنت ...هل ينقصنا وجع قلب يا أخي . ..ماذا يعني بطل الكتروني هل سيخصب اليورانيوم بالزيت الحار ؟ السيدة عايدة تفكك قنابل وتقتل جنود ..وتامر يدمر مواقع الكترونية ...أنا منذ رأيت قميصه وشعره وعرفت اسمه وقلبي يخبرني بأن هذا الشاب لديه نشاط آخر مشبوه بعد الظهر .."
    خرجت من القاعة والغضب يفر من عيوني فرا . إلى هذه الدرجة اختصرنا البطولة فأصبح أبطالنا " أبطال من منازلهم " ..بينما يستشهد الطفل و المرأة والشاب الصالح في غزة والعراق وفي جنوب لبنان ! .
    مصطفى بونيف
    __________________


  2. #2
    شاعر
    نائب المدير العام
    الصورة الرمزية عبدالله بن بريك
    تاريخ التسجيل
    18/07/2010
    العمر
    62
    المشاركات
    3,040
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: عايدة في "المقاومة " وتامر يرقص !

    جميل جدا هذا الموضوع ..

    تفننتَ في الجمع بين المتعة الأدبية و الفكرة العميقة

    تحياتي أخي عبدالغني .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •