حملة "مكافحة التخابر مع العدو" أتت بنتائج إيجابية
الموساد يصعد عمله في غزة بعد فشل "شين بيت" إثر فقد عملائه بالقطاع
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


[ 21/07/2010 - 01:00 م ]
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام




أكد مسؤول أمني فلسطيني أن جهاز الاستخبارات الصهيوني "الموساد" الذي كان لا يعمل داخل الأراضي المحتلة، دخل بقوة على خط قطاع غزة، هو ومختلف الأذرع العسكرية والأمنية الصهيونية؛ وذلك بعد عجز جهاز ما يسمى الأمن الداخلي "الشين بيت" في التعامل مع القطاع، إثر فقده عملاءه في القطاع منذ عدة سنوات.

وشدد خالد عيسى المسؤول في وزارة الداخلية الفلسطينية بغزة، خلال حديثه أمام موظفي وزارة البريد والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ على أن "الضربات التي تلقتها "دولة" الاحتلال شكَّلت دافعًا لديها لزيادة الجهود لتجنيد العملاء باستخدام وسائل وتقنيات حديثة؛ منها الإنترنت والجوال وشبكات "فيس بوك" و"الماسنجر" وغيرها".

وكشف المسؤول الأمني النقاب عن أن "الموساد دفع بعناصر عديدة تابعة له ضمن القوافل التي دخلت قطاع غزة للتضامن مع شعبنا؛ حيث تم اكتشاف قيام عدد منهم بجمع معلومات عن الوضع في غزة وكتابة تقارير حول أدق الأمور في القطاع".

وتحدث عيسى، خلال اللقاء الذي حضره نحو 50 مشاركًا من المديرين ورؤساء الأقسام والموظفين بالوزارة؛ عن الحملة التي أطلقتها وزارة الداخلية منذ عدة أشهر حول التخابر مع الاحتلال، والتي قال إنها "حققت نتائج ايجابية على صعيد فتح باب التوبة لعدد كبير من العملاء، والتوعية بخطورة هذه الظاهرة، والتصدي لمحاولات أجهزة الاحتلال الاستخباراتية لإسقاط أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب الفلسطيني".

وأوضح أن الحملة الوطنية لمواجهة التخابر مع الاحتلال جاءت من أجل تقليص تسارع وتيرة عمل الأجهزة الاستخباراتية الصهيونية في قطاع غزة، والتي زادت في الأعوام الثلاثة الأخيرة.

وأشار إلى أن الاحتلال "فقد القدرة على التواصل مع العملاء والمتعاونين معه بعد الانسحاب من قطاع غزة، وبعد الحسم العسكري وإدارة حركة "حماس" الحكم في غزة وتفكيك الأجهزة الأمنية السابقة"، موضحًا أن هذا الأمر "أنهى بالمطلق ما عُرف بظاهرة التنسيق الأمني التي كانت موجودة إبان وجود الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، والتي وفَّرت البيئة الخصبة للعملاء لتقديم معلومات مهمة للاحتلال".

ونوَّه عيسى بأن ما دفع الاحتلال إلى زيادة وتيرة جهوده لإسقاط العملاء في غزة عدم قدرته على الحصول على معلومة ولو بسيطة عن مكان خطف الجندي غلعاد شاليط رغم وجودهم في غزة سنوات طويلة ومعرفتهمبكل خبايا الأمور في غزة من خلال شبكات عملائهم وأصدقائهم، وهذا ما وجه ضربة قاصمة إلى الغطرسة العسكرية "الإسرائيلية".

وتضمن اللقاء، الذي استمرر زهاء ساعة ونصف الساعة، العديد من التوجيهات والنصائح للتوعية من مخاطر محاولة الاحتلال اختراق صفوف الشعب الفلسطيني، وخاصة أُسر القياديين، ومحاولة إسقاط أبناء القيادات من خلال وسائل الاتصالات الحديثة.

ودعا عيسى إلى عدم الانسياق وراء المكالمات الهاتفية المشبوهة التي يطلب فيها ضباط مخابرات الاحتلال من الشباب التعاون معهم مقابل إغراءات مادية، كما شدد على ضرورة أن يحصن كل فرد في المجتمع أسرته ويراقب أولاده ويتابع اتصالاتهم وعلاقاتهم مع أصدقائهم، ولكن بأساليب راقية وغير مباشرة؛ لأن الهدف هو المعالجة لا المراقبة، على حد تعبيره.