الحكومة ترسّخ مفهوم الأمن الغذائي
"مليون زيتونة" .. حملة زراعية حكومية تلقى استحسانا وترحيباً (تقرير)

[ 28/07/2010 - 04:38 م ]
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


غزة - المركز الفلسطيني للإعلام




لم يكن العدوان الإجرامي الذي شنته قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة يستهدف الإنسان الفلسطيني فحسب، فإلى جانب 7000 شهيد وجريح خلال ذاك العدوان الخارق للقانون الدولي الإنساني، كانت الجرّافات والآليات الصهيونية تمارس جريمة من نوع آخر، وهي جريمة اقتلاع الأشجار بشكل عام، وأشجار الزيتون على وجه الخصوص.

ولما لتلك الشجرة المباركة من عظمة ومعنى كبير؛ فقد قررت الحكومة الفلسطينية في غزة ممثلة بوزارة الزراعة إلى التصدي العملي لهذه السياسة الصهيونية، وفي إطار الحفاظ على البيئة الفلسطينية وتعزيز مبدأ حمايتها؛ أطلقت الوزارة حملة لزراعة "مليون زيتونة".

انطلاق الحملة وغرس الأشجار


وأشاد الدكتور محمد رمضان الأغا وزير الزراعة في الحكومة الفلسطينية بالمشروع الذي تقوم عليه وزارته، وقال في تصريح لـ "المركز الفلسطيني للإعلام": "بحمد الله تعالى شرعنا في زراعة مئات أشجار الزيتون في منطقتي شهداء السموني وجحر الديك (جنوب مدينة غزة)، كنقطة انطلاق لهذا المشروع الضخم، وإيذاناً ببدء تلك الحملة التي أثنى عليها العديد من الأطراف، وغرسنا عدداً من الأشتال برفقة المزارعين المتضررين في المنطقتين المتضررتين جراء العدوان الصهيوني الهمجي الأخير على غزة".

ولفت الأغا النظر إلى أن قوات الاحتلال جرفت الآلاف من الأشجار المثمرة من الزيتون وأشجار الفواكه الأخرى خلال عدوانها وما سبقه من اعتداءات دمرت خلالها الأخضر واليابس، مشيرا إلى أن الاعتداءات الصهيونية كان لها أثر بالغ أوجد نقصا واضحا في الإنتاج لهذا العام من الزيت والزيتون، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة تعويض هذا النقص من خلال زراعة عدد كبير جداً من أشتال الزيتون، وذلك للحفاظ علي معدل الإنتاج كماً ونوعا.

مشتل خاص بأشجار الزيتون


وأوضح الوزير الأغا أن وزارته بدأت فعلياً بتأسيس مشتل خاص بأشجار الزيتون في محررة العاشر من رمضان بمدينة خان يونس (جنوب قطاع غزة)، مبينا أن مساحة المشتل الإجمالية وتُقدر بـ 8 دونمات.

وفي هذا الصدد؛ أشار إلى الجهود الكبيرة التي بذلها المهندسون الزراعيون والعمال، لافتاً إلى أنهم بدؤوا من نقطة الصفر وقاموا بإنتاج ما يزيد عن 800 ألف شتلة زيتون حتى الآن بعد أن تم تركيب هذه الشتلات بأصناف الزيتون المختلفة (صري – K18 - شملالي - نبالي محسن)، وأوضح أنها أصبحت اليوم جاهزة للتسليم والتوزيع علي المزارعين المتضررين مجاناً وعلى المزارعين المهتمين بشكل رمزي.

وأكد الأغا أنه ووفق للخطة الموضوعة والتي أقرتها وزارته فإنه سيتم التركيز علي المناطق الشرقية من قطاع غزة، باعتبار أن هذه المناطق باتت قاحلة وغير مستغلة نتيجة عملية التجريف التي تعرضت لها من قبل الاحتلال، مبيناً أن هذه المناطق ترتفع نسبة الملوحة في مياهها، ويمكن استغلال المياه المالحة في ري أشجار الزيتون.

تجميل البيئة الفلسطينية


من جانبه؛ أكد الدكتور يوسف إبراهيم رئيس سلطة جودة البيئة أن مشروع "المليون زيتونة" يعتبر من المشاريع الهامة جداً للبيئة الفلسطينية، مبيناً أن زراعة عدد كبير من الأشجار مثل الزيتون سيساهم في تجميل البيئة الفلسطينية ويحافظ عليها لأن الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء، وتعمل على نشر الأكسجين مقابل هذا الامتصاص وزراعة الأشتال ستساهم في بناء الأراضي التي دمرها الاحتلال أثناء الحرب و بدأ يتهددها التصحر.

وأضاف رئيس سلطة البيئة في تصريح صحفي خاص لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" أن هذا المشروع سيساهم أيضا في رفع الاقتصاد الوطني في المستقبل من خلال زراعة أشجار الزيتون المثمرة، كما وسيساهم في رفع كمية إنتاج الزيتون والزيت، الأمر الذي سيساهم بالطبع في خلق فرص عمل جديدة وإيجاد مصادر دخل للمزارع وللأسرة الفلسطينية، كما قال.

ترجمة الاستراتيجيات واقعاً


إلى ذلك؛ أكد النائب الدكتور عاطف عدوان رئيس اللجنة الاقتصادية في المجلس التشريعي الفلسطيني، على أن الاحتلال يحاول من خلال الحصار والاجتياحات أن ينغص على أهالي قطاع غزة حياتهم.

وأشاد عدوان بعمل وزارة الزراعة، مبيناً أنها قامت بوضع النظريات والاستراتيجيات واقعاً على الأرض، لافتاً أنهم نظموا زيارات ميدانية لجميع مشاريع الوزارة التي تسير في الخط الصحيح وضمن خطة إستراتيجية مستدامة.

ولفت أن المستقبل من خلال عمل وزارة الزراعة الحالي سيؤدي إلى عدم الاعتماد على الاحتلال في كثير من الواردات، مستشهداً بمحاصيل البطيخ والشمام والبصل ومحاصيل أخرى تسد الفجوة وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي.

الرد المناسب على سياسة الاحتلال



وتعليقا على الحملة المذكورة؛ فقد أكد محمد طه رئيس بلدية البريج أن إطلاق حملة "المليون زيتونة" من قبل وزارة الزراعة الفلسطينية هو الرد المناسب على السياسة الصهيونية وتأكيد عملي من وزارة الزراعة والمزارعين على رفض الركوع لسياسة المنطقة العازلة.

وأوضح طه أن "الاحتلال يتعمد تجريف الأراضي الزراعية القريبة من السياج الحدودي في محاولة منه لفرض منطقة عازلة وتطبيق سياسة الأمر الواقع ومفهوم الأرض المحروقة"، مبينا أن حملة المليون زيتونة لها دلالة على أن وزارة الزراعة لا تألو جهداً في سبيل توفير كل الإمكانات للمزارعين.

من جهته؛ ثمن المختار الحاج صبحي السموني الدور البارز لوزارة الزراعة الفلسطينية في غزة، مقدما شكره إلى وزارة الزراعة على اهتمامها الذي أولته لمنطقة شهداء السموني، والتي تعرضت لمجزرة رهيبة بحق أبنائها وأشجارها من قبل الاحتلال، مطالباً بالعمل على مضاعفة الاهتمام بمتابعة الأشجار المثمرة وتشغيل أكبر عدد ممكن من المزارعين المتضررين والذين فقدوا أراضيهم وأشجارهم ومصدر رزقهم.

وأدان الحاج السموني في تصريحاته العدوان الصهيوني المتواصل على المواطن الفلسطيني وعلى المزارعين وأراضيهم وأشجارهم بشكل خاص، مشيرا إلى عمليات التجريف التي تقوم بها الجرافات والآليات الصهيونية بحق آلاف الدونمات التي تعود للمزارعين الفلسطينيين، والتي يكسبون منها قوت يومهم، مبينا أن الكثير منهم فقد مصدر رزقه بسبب انتهاكات الاحتلال، داعيا المجتمع الدولي إلى معاقبة قوات الاحتلال على عدوانها المستمر بحق الفلسطينيين وأراضيهم وأشجارهم، وبالتالي بوضع حدا لهذه الجرائم المتواصلة.

مشاريع ممتدة


وتعدّ حملة المليون زيتونة والتي تشرف عليها وزارة الزراعة وبدعم من الحكومة الفلسطينية في غزة، أحد المشاريع الزراعية الضخمة التي تشرف عليها الوزارة والتي شرعت في تنفيذها خلال الفترة الماضية، إلى جانب عشرات المشاريع التي تشرف عليها الحكومة الفلسطينية وتقوم على تنفيذها الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية، حيث تلقى مثل هذه المشاريع استحسانا من قبل المواطن الفلسطيني، ويرى فيها تحديا لواقع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ قرابة أربعة أعوام متواصلة.