كي يلتقي بالأحبة.. عيسى البطران يلتحق بزوجته وأبنائه الخمسة شهيداً

غزة ـ ميرفت عوف:

عيسى عبد الهادي البطران - 40 عاماً - تعتبره دولة الاحتلال أخطر المطلوبين لها بسبب نشاطه العسكري إذ يعتبر أبرز قادة التصنيع في كتائب الشهيد عز الدين القسام بقطاع غزة .
كنيته" أبو بلال" كان كلما سمع هذه الكنية طابت نفسه وانفرجت أساريره فبلال الأحب إلى قلبه لكنه ما عاد يستشعر طعم الفرح بعد أن رحل بلال وأشقائه التوأم إيمان وإحسان وشقيقه عز الدين والشقيقة إسلام والزوجة القريبة من قلبه منال في حادث اغتيال جبان نفذته طائرات الاحتلال أثناء حرب الرصاص المصوب على قطاع غزة وتحديداً في السادس عشر من يناير 2009، يومها تحول لديه كل مشاعر الفرح إلى أحزان أبدية لكنه استطاع كتمانها في قلبه من أجل الصغير عبد الهادي الذي نجا وإياه فقط من صواريخ الغدر الجبانة.
اليوم رحل أيضا عيسى وبقيَّ عبد الهادي ابن العامين ليحفظ نسل العائلة ويقهر بعد أن يشب رجلاً الاحتلال بإنجاب عيسى آخر يربيه على ذات مبادئ جده في الجهاد والمقاومة من أجل الحق والقضية العادلة.
استشهاد أسرته بالطريقة الوحشية التي أقدمت على تنفيذها قوات الاحتلال في السادس عشر من يناير 2009 خلال حرب الرصاص المصبوب لم تثنه عن تلبية نداء الواجب في دعم المقاومة والعمل على تصنيع المزيد من الأسلحة والمتفجرات لدك حصون الاحتلال وإنزال الخسائر المادية والبشرية في صفوفهم وفاءً لدماء الشهداء الأبرياء، كان يؤمن بأن المقاومة هي السبيل لنيل الحقوق.
ولعل قناعاته ومبادئه تلك تجعله عرضة لمحاولات الاغتيال التي وصلت عدد أصابع اليد الواحدة نجا منها جميعاً لكن آخرها أفقدته عائلته جميعها زوجته منال وأطفاله الخمسة بلال وإسلام وعز الدين والتوأمان إيمان وإحسان فيما بقيّ عبد الهادي وحيداً ليحقق الله أمنية والدته التي أخبر بها شقيق زوجها- ويدعى أبو خالد البطران- في حوار سابق معنا فقال:" كانت زوجة شقيقي منال - رحمها الله- في أيام الحرب خائفة جداً على مصير أبنائها حتى أنها كانت تدعو دائماً إن أصاب أحد مكروه أن يصيب البقية ويرحلوا جميعهم شهداء إلا صغيرها عبد الهادي كانت تشفق عليه لأنه ما زال ينتظر أن يوقد شمعة عمره الأولى"، في السادس عشر من يناير 2009 تحقق جزء من الأمنية فرحلت وأبنائها جميعهم أثناء استهداف بيتها في مخيم البريج، حيث تفحمت الجثث وتطايرت الأجساد من شرفة المنزل لتعلق بشجرة أسفل المنزل طالما لعب الصغار تحت ظلها، فبعد أن رحلوا ظلتهم بظلها واحترقت حزناً على رحيلهم.
وكانت كتائب القسام في بيان لها وصلنا نسخة عنه نعت الشهيد وأكدت أن طائرات الإف 16 تربصت به أثناء شنها حملة قصف همجية على أهداف مختلفة في قطاع غزة وأشارت إلى أن البطران استشهد فجر اليوم السبت أثناء تواجده في مخيم النصيرات ولفت البيان إلى أن استشهاده توج مشوار جهادي مشرق قضاه مجاهداً مضحياً مقارعاً للاحتلال وشدد البيان على أن نهج الشهيد في المقاومة والجهاد سيظل نابضاً يورثه لابنه وسيبقى شوكه في حلق الاحتلال حتى تحقيق النصر على حد تعبير البيان.


المصدر: لها أون لاين