مأساة الزراعة والمزارعين في قلبشو وزيان (1)

ارتفعت أسعار القمح 57% في شهر يوليو 2010، والمتوقع أن تشتعل ليصل سعر الطن من 160 إلى 400 دولار، مصر تستورد أكثر من 9 ملايين طن؛ مما ينذر إلى حدوث مجاعة حتمية!
على الجانب الآخر، هل تشجع الدولة لزراعة القمح؟، الإجابة وبكل بساطة (لا)، بل تعمل على أن يترك المزارعين أراضيهم التي استصلحوا، وأنفقوا عليها آلاف الجنيهات، كي تأكلها الشمس والملوحة، ومن ضمن تلك المناطق منطقتي قلبشو وزيان التابعتين لمحافظة الدقهلية، حيث التقينا بمجموعة من بعض أصحاب الأراضي، وأجرينا معهم عدة مقابلات، سوف ننشرها في صورة تحقيق صحفي، ننشره في حلقات متوالية، ونذكر من هؤلاء المزارعين على سبيل المثال لا الحصر: الدكتور/ جمال إبراهيم الإمام، صبري عبد الله، مهدي خميس، أبوبكر محمد السعيد، عبدالعال المرسي، ماهر ديمتري، وإلى التفاصيل والمشكلات التي تواجه المنطقتين المستصلحتين:
• تقع منطقتي قلبشو وزيان شمال غرب محافظة الدقهلية، يحدهما من الشمال الطريق الدولي الساحلي، ومدينة ومصيف جمصة، والمدينة الصناعية بجمصة ومدينة المنصورة الجديدة تحت الإنشاء، وشرقاً طريق جمصة المنصورة، وغرباً محافظة كفر الشيخ.
• كل جمعية من الجمعيات العشر، مرتبة بشكل عمودي على الطريق الدولي الساحلي شمالاً، حيث أنها مرتبه من الجمعية الأولى بدايتاً من طريق جمصة المنصورة، وتنتهي بالجمعية رقم عشرة التي تقع على حدود محافظتي الدقهلية وكفر الشيخ.
• منطقة قلبشو عبارة عن 5 جمعيات زراعية، بمساحة 5 آلاف فدان للجمعية الواحدة، ونفس الشيء في منطقة زيان 5 جمعيات مساحتها 25 ألف فدان، أي أن مجموع مساحتي المنطقتين يبلغ 50 ألف فدان.
• تم تصميم شبكة الصرف لتلك الجمعيات بحيث تصب في مصرف يسمى مصرف المحيط، تصب فيه العشرة جمعيات.
• في منتصف المصرف، أي في منتصف الجمعيات، تم إنشاء محطة صرف بتكلفة حوالي 37 مليون جنيه وقت إنشائها، ولكنها لم تستكمل بعد.
• يوجد مصرف مياه مخلوطة موازي لطريق المنصورة جمصة، يحد المنطقتين من جهة الشرق، يصب مياهه في البحر الأبيض المتوسط.
• توجد ترعة 15 مايو المستجدة (والتي يطلق عليها ترعة يسري)، تسير تلك الترعة بالعرض بحيث تمر في منتصف الجمعيات العشر، وهي عمودية على مصرف المياه المخلوطة.
• لا توجد مناوبات للري، بسبب الوساطة والمحسوبية والبلطجة من قبل بعض المزارعين أصحاب النفوذ.
• المياه شديدة الملوحة بسبب عدم الصرف الشكل جيد، حيث أن نسبة الصرف لا تتعدى 25% من طاقة المحطة، مما يؤدي إلى موت الزراعات بسبب ارتفاع الملوحة بشكل مخيف.
• وحل مشكلة زيادة الملوحة، فلابد من إجراء عملية تلبيش قبل وبعد محطة الصرف بـ 3 كيلومتر، حتى لا يتم سحب الرمال مع مياه الصرف فتنهار جسور شبكة الصرف.
• ليس لمحطة البحوث الزراعية أي دور لخدمة الجمعيات الزراعية.
• ليس للجمعيات الزراعية العشر أي دور يذكر، وأرجع المزارعين ذلك لضعف وتدني الوعي والفهم في شئون الزراعة بالأراضي الجديدة والمستصلحة لدى الطاقات البشرية الموجودة بها، والدليل على ذلك استخدام اليوريا التي تأتي بها الجمعيات، بالرغم من أنه من المفروض عدم استخدمها في تلك الأراضي الرملية المالحة، لأنها تزيد من نسبة الملوحة بها، بالإضافة إلى عدم إرشاد المزارعين بالمبيدات المناسبة لمكافحة كل نوع من أنواع الحشائش.
• تدمير المحاصيل وهروب المزارعين، فقد انقطعت المياه لمدة 25 يوماً مواصلة، فماتت كل المزروعات.
• برغم تخصيص الأراضي من قبل الحكومة تلك الجمعيات منذ العام 1979م، وتم تخصيص 50 فدان لكل جمعية لإنشاء قرية سكنية لأصحاب الأراضي بكل جمعية، فلم يتم توزيع أراضى تلك القرى للمزارعين لبناء بيوت عليها، مما دفعهم إلى أن يقوم كل واحدة منهم ببناء بيته على رأس أرضه، مما أدى في النهاية لعدم توفر الخدمات لتلك البيوت، بسبب البناء العشوائي، ولكن المفروض بناء قرية بها مستشفى ومدرسة ومسجد، صيدلية، ويتوفر بها الماء والكهرباء وغير ذلك من الخدمات.

س: ما هي المشاكل التي توجد في ترعة 15 مايو؟ وما هو دور مديرية الري بمحافظة الدقهلية؟!
• بوابات الري لا تعمل، وغير صالحة، ومتهالكة.
• عمل فتحات ري من قبل الفلاحين والمزارعين بدون متابعة من مسئولي الري.
• لا توجد مناوبات أو أدوار للري.
• تكسير الأسفلت وإتلاف الطرق، دون وجود رقيب ولا حسيب.
• برغم من وجود حذر لإنشاء إقامة المزارع السمكية بتلك الجمعيات، تم إقامة الكثير منها، ولم يتم تنفيذ أوامر وقرارات الإزالة لها حتى الآن.

تحقيق: محمود سلامة الهايشة -واتا-المنصورة