التعليم في الصغر كالنقش على الحجر


إن سعي الآباء على تعليم أبنائهم منذ الصغر كيفية قراءة وتلاوة آيات كتاب الله و حفظ ما تيسر منه يقوي إيمانهم ويجعل لديهم نضجاً فكرياً عالياً يلقنهم الأسلوب الأمثل في التعامل مع مشكلات الحياة بأسلوب راقٍ دون أي تعثر أو إخفاق , فمن أراد أن يحافظ على أبنائه ويخرج بأسرته إلى بر الأمان عليه أن يتمسك بكل ما جاء في المنهج التربوي الحكيم منهج القرآن الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , فالفرصة متاحة للجميع لمساعدة أبنائهم على حفظ كتاب الله أو ما تيسر من آياته وتعليمهم أحكام التجويد والتلاوة الصحيحة عن طريق حلقات حفظ القرآن الكريم المنتشرة في الكثير من المساجد , بالإضافة إلى المدارس التي تقوم بنفس هذا الدور وهي منتشرة أيضا في أغلب البلاد العربية والإسلامية, فالآباء الذين تلهيهم تجارتهم وحياتهم ودنياهم عن آخرتهم بالسهر أمام القنوات الفضائية غير المفيدة (مثل قنوات الأفلام والمسلسلات والأغاني) أو التصفح في المواقع غير الأخلاقية عبر الأنترنت ويجعلون حياتهم لهواً ولعباً بدون شك أبناؤهم يأخذون عنهم هذه الأشياء ويتوارثون منهم حب الدنيا والتباهي بمقتنياتها التي تجعلهم يعيشون حياتهم في شقاق وقلق نفسي وذهني يجعلهم في صراع مستمر ودائم مع أنفسهم يفقدهم الرضا والسعادة والطمأنينة في حياتهم , إن الإنسان الذي يسعى بكل طاقته إلى تطبيق الشريعة الإسلامية على نفسه وأهل بيته طوال فترة بقائه في الدنيا دون النظر إلى تصرفات وأفعال أي إنسان آخر, يرى ويلمس السعادة الحقيقية وراحة البال التي يتمناها لنفسه ولأسرته ويغمره أحساس صادق بتأدية رسالته الدنيوية على أكمل وجه , فمن يتخلى عن المنهج التربوي الإسلامي في تربية أبنائه ويتركهم يلهثون وراء كل ما هو أجنبي ويستسلمون لإغراءات الغرب وعاداتهم وتقاليدهم التي لا تتناسب مع قيمنا ومبادئنا الدينية بقولهم (أن العالم تقدم وتطور!) وكأن التقدم الحضاري في نظرهم مرهون أو متوقف على تقليدهم الأعمى للغرب !!, ان بعض الآباء يوفر لأبنائه ولأسرته المال الكثيف لشراء كافة طلباتهم من الأجهزة الحديثة بغرض الرفاهية (وإنهم لا يريدون أن يحرموهم من شئ) دون أن يحسبوا حسابا لسلبيات هذه الأجهزة وخطورتها خاصة الأطفال منهم والمراهقون الذين قد يلجأون إلي استخداماتها السيئة خاصة عند غياب آبائهم, وبالطبع الانشغال لفترات طويلة بهذه الأجهزة تلهيهم عن أداء الصلاة في أوقاتها وقد تجعلهم سلبيين ومهملين لدراستهم, فمن الظواهر السلبية التي أصابت بعض شبابنا وفتياتنا في هذا العصر, الأغاني التي تسمى (فيديو كليب) المعبأة في أقراص (ال سي دي) والمنتشرة في الشرائط العادية وعبر مواقع الأنترنت, حتى أصبح الكثير من الناس يعطي اهتماما بالغا بما يسمى أهل الفن من مطربين وممثلين ويحرصون على متابعة واقتناء كل جديد من أعمالهم الفنية, فضلا عن القنوات الفضائية الغنائية و قنوات الأفلام والدراما العربية والفضائيات الأجنبية الأخرى التي يوفرها البعض في بيوتهم , كل هذه المواد وغيرها لها مردود عكسي على تربية النشء وتساعد على فساد الأبناء وانحرافهم بصورة مباشرة , لذا يجب على الآباء أن يعوا تماما أن أبناءهم أمانة في أعناقهم, وإن الله سوف يحاسبهم عليهم وعلى تربيتهم يوم القيامة إذا أهملوا في تربيتهم وإن الله سوف يحاسبهم أيضا على أموالهم التي تصرف من غير فائدة وفي معصية الله عز وجل ,لذا ينبغي على كل مسلم أن يتقي ربه ويحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله , فنحن الآن في أمس الحاجة إلى الرجوع للشريعة الإسلامية وتطبيقها على أنفسنا في كافة أمورنا الحياتية , حتى نستمد قوتنا من نور إيماننا , ونساعد على خلق جيل قوي الإيمان لا يخشى إلا الله , قال تعالى : (إِنَّ الَّذِين َقَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمّ َاسْتَقَامُوا تَتَنَـزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاتَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (سورة فصلت الآية رقم 30) .

أحمد محمد أحمد مليجي


صحيفة الندوة



http://www.alnadwah.com.sa/index.cfm...6101&display=1