في الأنباء أن السيد اسماعيل عبد السلام أحمد هنية أبو العبد المشهور باسم اسماعيل هنية «48» عاماً رئيس وزراء السلطة الفلسطينية المقال والذي يتخذ من غزة مقراً له، أنه زار خلال اليومين الماضيين أفقر بيوت اللاجئين في قطاع غزة وأكثرها ضيقاً وبؤساً حيث لا تزيد مساحته عن العشرين متر مربع في حين تتكدس في هذه المساحة الضيقة ثمانية أنفس هم مجموع أفراد هذه العائلة البائسة التعيسة التي تعيش في مبنى أقرب لان يكون زنزانة حبس من كونه منزل للعيش والراحة لافتقاده لابسط مواصفات السكن الآدمي الصحي من حيث الاضاءة والتهوية والمساحة، جدرانه مشققة ومشبعة بالرطوبة وتحيطه العتمة والكتمة من كل جانب، وهو في الحقيقة ليس منزل وإنما غرفة واحدة يتكدس فيها كل هذا العدد عند النوم فليس هناك غير هذه الغرفة البائسة سوى حمام صغير عند المدخل أبأس منها، السيد هنية وفي لفتة انسانية ولحظة صحوة دينية حقيقية لم يزر هذه الاسرة ويتفقد حالها فحسب بل بقى بين أفرادها البؤساء ووسط بيئتهم البائسة إلى أن تناول معهم إفطار رمضان الذي وفره مكتبه بالطبع، وفي ردة فعل سريعة على البؤس والشقاء الذي ترزح فيه هذه الاسرة الذي وقف عليه السيد هنية بنفسه فقد أمر طاقم مكتبه بتوفير بعض الاحتياجات العاجلة لهذه الاسرة المنكودة تمثلت في موتور كهربائي ومروحة للتهوية ومواد تموينية وفواكه وحاجيات للأطفال، كما أعطى تعليماته الفورية بتوظيف رب هذه الأسرة في إحدى الوزارات الحكومية، هذه صورة نادرة في عالمنا العربي والاسلامي وقلما يحدث مثل هذا الموقف من الرؤساء والامراء والملوك مع أن مثل هذه المواقف والصور كانت من يوميات وبالأحرى «ليليات» أولياء أمور المسلمين وحكامهم وولاتهم ويحفل التاريخ الاسلامي ويحتشد بالكثير جداً منها لدرجة جعلتها على رأس أجندة كل حاكم ووالٍ صالح وعادل وعابد وزاهد، ولهذا إستحق السيد هنية الاشادة بخطوته المباركة المبروكة هذه والتنويه بها ولفت النظر إليها عساها أن تحرك انسانية البقية من الرؤساء وكبار الزعماء وتثير حميتهم الدينية ليكونوا عوناً للفقراء والمساكين والمحرومين وخاصة في شهر رمضان هذا الشهر الذي يعد إحساس الاغنياء والمترفين فيه بمعاناة الفقراء والمساكين عندما يستوون معهم في الجوع والحرمان أحد أهم حكم مشروعيته، والواقع أنه بقدر ما تندر وتنعدم مثل هذه المواقف وتنتفي وتختفي مثل هذه الصور كالموقف الذي وقفه هنية مع هذه الاسرة والصورة التي قدمها للعالمين، بقدر ما تنتشر عشرات الآلآف من الصور البائسة مثل صورة هذه العائلة الفلسطينية التعيسة بل واكثر بؤساً منها، ولكن لا هنية لها، ولهذا كنا دائماً من المنادين فيمن ينشطون في تنظيم الافطارات الرمضانية أن مكانها الصحيح هو بين هؤلاء البؤساء التعساء في الحواري والاطراف والهوامش وليس في قلب المدن وبين الفئات الاكثر حظاً من هؤلاء البؤساء...