Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
مكونات الإبداع في القصة القصيرة جداً

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

النتائج 1 إلى 20 من 53

الموضوع: مكونات الإبداع في القصة القصيرة جداً

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    أديب وناقد
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية مسلك ميمون
    تاريخ التسجيل
    27/08/2007
    المشاركات
    796
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي مكونات الإبداع في القصة القصيرة جداً

    مُكونات الإبداع في القصّة القصيرة جدًا

    القصة القصيرة جدا( very short story) مستحدث سردي في إطار فن القصة. لم تظهر في وطننا العربي كفن و كتابة إلا في تسعينيات القرن الماضي . و لكن استطاعت بسرعة أن تجد لها مكانا تحت الشمس، و وسط الزحام . بل استطاعت أن تملك مريدين و مريدات ، و لم تجد معارضة من المحافظين ، إلا ما لا يكاد يذكر .

    ربّما لأنها ولدت مكتملة، و إن كان البعض يحاول أن يجد لها مسوغاً للوجود في العصرالحاضر و متطلباته : من سرعة، و ضيق للوقت، و كثرة الهموم اليومية التي تصرف الإنسان عن مطالعة النصوص الطويلة .... و يحاول البعض الآخر أن يبحث عن جذورها في التراث العربي سواء منه المعاصر أوالقديم . بغية إثبات شرعيتها في الوجود . كاعتبارها امتداداً طبيعياً لبعض كتابات رواد السّرد العرب و بخاصة كتاب (المستطرف في كل فن مسظرف) للأبشهي ، و كتابات مخائل نعيمة ، و جبران خليل جبران في كتابه (المجنون) و بعض كتابات نجيب محفوظ...
    و لكن ـ عموماً ـ القصة القصيرة جداً وجدتْ لها مكاناً في الكتابة السّردية العربية . وأصبحت تستقطب رواداً. و مهتمين، و دارسين
    و تبعاً لذلك ، ينبغي أن نتعرف أولا على هذا النوع من الفن السّردي، من خلال خصائصه.
    فالقصة القصيرة جداً عمل إبداعيّ فنيّ . يعتمد دقّة اللّغة ، و حسن التّعبير الموجز ، و اختيار الّلّفظة الدّالة ، التي تتّسم بالـدّور الوظيفيّ (fonctionnel ) و التّركيز الشّديد على المعنى. و التّكثيف اللّغوي، الذي يحيل و لا يُخبر. و لا يقبل الشّطط، و لا الإسهاب، و لا الاستطراد، و لا التّرادف، و لا الجمل الاعتراضية، و لا الجمل التّفسيرية.. و يستهدف المضمون الذي يقبل التّأويل ، بمعنى يسمح بتعدّد القراءات.. و وجهات النظر المختلفة .

    فإذاكانت القصة القصيرة جداً بهذه المواصفات، فكاتبها متمرس خبير باللّغة . قاص بارع متقن لضروب البلاغة و بخاصة اللّغـة المجازية (langage figuré) متنبه لكمياء الألفاظ ، و أنماط المعنى، و عمق الدّلالة. قاص لا يحفل بالألفاظ إلا ما يخدم السّياق المقتضب . قاصّ لا يغتر بالقصر المجمل لقصره. و لكن يهتمّ بالمعنى على أن يقدَّم بنسق لغوي فنيّ في غاية من الاقتصاد اللفظي. ليمكن القارئ أن يقرأ ما بداخل اللّغة (linguistique ـ intra) لأنّ القراءة السّطحية، لا تجدي نفعاً إزاء هذا النّوع من القصّ .إذ لا بد من قراءة ما بين السّطور القليلة . و خلف الكلمات المعدودة . فهناك لغة التّضمين (homonymique) .

    و إذا كانت القصّة القصيرة جداً و صاحبها كما رأينا ، يبقى من الضّروري أن نقول صراحة ، إنّ هذا الفن ليس من السّهولــة في شيء. إنّ رواد هذا الفن في الوطن العربي قلة قليلة .
    أعتقد ـ جازماً ـ أنّ الذي لم يزاول كتابة القصّة القصيرة والقصّة ، و الذي لم تتوفر فيه بعض من الصّفات الآنفة الذّكر . فهو كاتب يبحث له عن اسم في فن لا يعرفه. و في لغة لا يحسن سبكها ، و صياغتها، لأنّها لغة (السنتمتر) وأقل .و لغة التكثيف الفني . و هذا يدعونا لنوضح ذلك قليلا :

    1 ــ التّكثيف:اللغوي:إنها عملية ضرورية في مجال القصّة القصيرة جداً. حفاظا على الحجم . و ابتعادا عن نص : منفرج، ،واضح به استطراد و إنشائية بسيطة وعادية (langage natural) أو فائض لّغوي ( l'inguistic redundancy ) لا يخدم النّص في شيءً. و هذا لا يعني أنّ التكثيف وحده يضمن نجاح القصّة، بل هناك عناصر أخرى لا بدّ منها. وإن كان ليس من الضّروري أن تكون كلّها موجودة في النّص. بل ظروف الكتابة، و معطيات النّص، و الحالة النّفسية للمبدع.. كلّ ذلك يساهم في إظهار عناصر، و احتجاب أخرى... .

    2 ــ الرّمـــز : الرّمز أداة و وسيلة و ليس غاية . و هو يوظف بعناية في كلّ عمل فني : في الشّعر، في القصة ، في الرواية، في الرسم التشكيلي ، في النّحث ،في المعمار، في الرّقص .... أستطيع أن أعمّم و أقول: الرّمز يسكن الحياة كلّ الحياة .
    و الرّمز كوسيلة حين يوظف فنياً ، يغني النّص ، و يحمله على الاختزال . و يلعب دوراً جليلا في منحه بعداً تحييليا، و إن كان له ضريبته الباهظة ،إذ يجعل النّص للخاصّة بل أحياناً خاصّة الخاصّة ، فماذا سيفهم القارئ العادي البسيط، أو المحدود الثقافة إذا وجد في قصة ... رموزاً كالتالي :
    تموز (
    tammuz) أدونيس (Adonis) عشتار ( Ishtar) الفنيق ( phoenix) سيزيف (Sisyphus) إيزريس ( Isis) أوزريس (Osiris) .و القائمة طويلة من الرموز الإغريقية و الفرعونية و الإنسانيــــــــة عموما ...لاشك أنّ هذه لا تقول شيئا حتى ـ ربّما ـ لبعض المثقفين ، و من تمَّ كانت الرمزية كتابة نخبوية، أو تجعل النّص نخبوياً .
    و لتبسيط الرمز و جعله في المتناول . ترك بعض الأدباء الرموز العالمية ، و لجؤوا إلى ابتداع رموز لغوية اجتماعية معروفة أو قد تعرف من سياق النّص .و لكن الرّمز الذي يوظف توظيفاً فنياً: يرفع قيمة النّص إبداعياً ، و يثريه دلالياً، و يحمل القارئ بعيداً ، إلى فضاءات، لا يمكن أن تحددها الكلمات العادية، أو التراكيب الواصفة البسيطة ...

    3 ـ الحجــــــــم : أمّا من حيث الحجم ، فهناك خلاف كبير.
    فحين أقرأ للقاص و الروائي الكبير ارنست همنغواي ،أجده قد كتب يوما ً قصة قصيرة جداً في خمس كلمات و هي : (للبيع، حذاء أطفال، غير مستهلك )، وأن بعض المواقع الأدبية أعلنت عن مسابقات للقصّة القصيرة جداً بشرط أن تكون كلماتها محصورة بين كلمتين إلى ثلاثمائة كلمة . بل و أجد رأياً آخر يحصر القصّة القصيرة جداً في 60 كلمة و ينصح الكاتبَ لكي يحافظ على المجموع ستين كلمة أو أقل ينبغي أن يضع ستين سطراً مرقماً ، على أساس أن يتضمن ـ أثناء الكتابة ـ كلّ سطر كلمة. و في هذا خلاف .....
    فالقصة القصيرة جداً إن جاءت في نصف صفحة.أو في فقرتين من ثلاث مائة كلمة، أوأقل كمائة كلمة ، أو ستين و بدون شطط، و لا زيادة غير مرغوب فيها؛ فهذا جميل . و عموماً التّكثيف، و الإيجاز و الترميز.. كلّ ذلك لا يسمح بالاستطراد و الشّطط والإطناب. و من تمّ كان مبدع القصّة القصيرة جداً؛ من المبدعين البلغاء..

    4 ـ الراوي العليم أو الرؤية من خلف . فهي من أخطر الرؤى الممكنة . كيف ذلك ؟ فالراوي الذي يعرف كلّ شيء؛ يبَسط النّسيج الفنيّ ، و يحلّ عقد البناء القصصيّ، و يكشف كلّ الأوراق ... ما يجعل النّص؛ نصاً عادياً خال من المتعة و التّشويق ...ما لم يتحكم الكاتب في السّارد بذكاء و تبصّر، فينطقه حيث ينبغي له النّطق . و يسكته حيث ينبغي السّكوت ، ويجعله يتجاهل و يتغاضى ما ينبغي له فعل ذلك ...و لكن مع الأسف هذا لا يحدث دائماً . فسرعان ما ينساق الكاتب نفسه ،خلف سارده المفترض، فيرخي الحبل على الغارب دون شعور. فتكون النتيجة نصاً مباشراَ و كأنّه تقرير مفتش شرطة ، أو ضابطة قضائية . لذا يستحسن توظيف السارد المحايد.

    5 ـ القفلــــة ( Résolution): و أسميها الخرجة، لأن القصة القصيرة جدا لا قفلة لها. فالخرجة جملة الختم شكلا ، ولكنها مناط الّسّرد عملا، فمنها ينطلق التّأويل ، و إليها يستند الـتّعليل ، و عليها يندرج التّحليل ...
    فهي ذات أهمية قصوى. حتّى أنّ البعض لا يرى قصّة قصيرة جداً بدون خرجة .

    و من خصائصها الملازمـــة التّالي :

    1
    ـ خرجة مفاجئة . غير متوقعة. و لكن لها صلة بالموضوع .
    2
    ـ تحدث توثراً و انفعالا ، لنسقها الدّلالي و الّصدامي .
    3
    ـ تبعث على التّأمل و التّساؤل .
    4
    ـ تفتح آفاق التّأويل و التّحرّر من تخوم النّص .
    5
    ـ تأتي عفوية مع سياق الكتابة .
    6
    ـ لا تُصنّع ،و لا تعـدّ ، سواء من قبل أو من بعـد ، ففي ذلك تكلف .
    7
    ـ تضفي جمالية دلالية على النّص ، لما تكتنزه من معنى.
    8
    ـ تأتي على نسق بلاغي (forme rhétorique) يضفي مسحة فنية على النص .
    9
    ـتتسم بطابعها الوظيفي (fonctionnel ) في النّص.
    10
    ـ تتسم بالميزة الجوهرانية(essencialiste ) في النّص.

    أمام هذه الخصائص كلّها ، متجمّعة أو في معظمها ، يتبن مقدار الأهمية القصوى التي تحتلّها الخرجة . بل كثير من القصص القصيرة جداً تفقد دلالتها و متعتها و قيمتهـا فقط ، لأنّ الخرجة اصطناعية ( artificiel) خالية من العفوية الفنّية .

    التعديل الأخير تم بواسطة مسلك ميمون ; 16/01/2022 الساعة 07:20 PM سبب آخر: تدارك بعض الهفوات

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •