21 منظمة فلسطينية تؤكد أن لا شرعية للمفاوضات
فلسطينيو أوروبا: شعبنا لن يتهاون مع المفرطين بحقوقه
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


[ 06/09/2010 - 03:34 م ]

بروكسيل




أعربت عشرات المؤسسات والتجمّعات الفلسطينية في أوروبا، عن بالغ قلقها من الخطوات المتسارعة التي أقدمت عليها "سلطة فتح" في رام الله، في بدء المفاوضات المباشرة مع حكومة الاحتلال في واشنطن، بدون تفويض من الشعب الفلسطيني وقواه الحيّة صاحبة الحق في هذا الأمر، وأكدت أنّ الانخراط في المسار التفاوضي الجديد الذي انطلق في واشنطن، هو في شكله ومضمونه سابقة جديدة في الأداء السياسي غير المسؤول، يأتي عبر الرضوخ الكامل لشروط نتنياهو وحكومته المتطرِّفة.

وأوضحت واحد وعشرون مؤسسة فلسطينية في أوروبا في عريضة جماعية لها اليوم الاثنين (6/9)، وصل "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه أن انطلاق المفاوضات في واشنطن هي جزء من مسار هدفه التغطية على القتل والحصار والتشريد، وتهويد القدس وإفراغها من المقدسيين، وبناء المزيد من المستوطنات وتشييد الجدران وإقامة المعازل، وهدم البيوت وطرد الفلسطينيين في الداخل ومصادرة الأراضي.

وأضافت العريضة: "لا تلوح اليوم مجدداً في الأفق، عبر مواصفات المفاوضات الجديدة وشروطها، أيّة إمكانية لتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه غير القابلة للتصرّف والاستجابة لمطالبه المشروعة".

وحذرت المؤسسات والتجمّعات الفلسطينية في أوروبا، المُوقِّعة على العريضة، من أنّ الذهاب إلى المفاوضات، في ظل الظروف الراهنة، هو تفريط واضح بالحقوق والثوابت الأساسية ودعت لصون حقوق الشعب الفلسطيني وحماية ثوابته، وعدم القبول بالمساومة عليها بأي شكل من الأشكال، وقالت بـ "أنّ أيّة إتفاقيات تمسّ بهذه الثوابت هي اتفاقيات باطلة وفاقدة للشرعية".

وأشارت العريضة إلى أن الانخراط في ما أسمته بـ "التيه التفاوضي الجديد"، يعكس رغبة فريق معزول شعبياً، ولا تفويض له، شعبياً ووطنياً، أو دستورياً وموسساتياً، بالإقدام على ذلك، وقالت: "إنّ المفاوضات الجديدة، هي في شكلها ومضمونها، لا تمثل مشروعاً لحلّ عادل للقضية الفلسطينية، بل هي في الأساس تهديد بتصفية القضية، والإتيان على حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة غير القابلة للتصرّف. بل نحذِّر من أنّ حكومة الاحتلال وبدعم من حلفائها رعاة التفاوض، تستخدم المفاوضات غطاءً لعدوانها المركّب على شعبنا وأرضنا، وهجمتها المحمومة على القدس، وتستعملها ذريعة للإتيان على حقوق شعبنا وثوابته وقطع الطريق على حقه في تقرير المصير والخلاص من الاحتلال وسيادته على أرضه ودياره وموارده".

وحذرت العريضة من خطورة الاعتراف بيهودية الكيان الصهيوني، باعتباره محاولة لتقويض حقّ العودة الفلسطيني غير القابل للتصرّف، ويهدِّد أبناء فلسطينيي 48 في وجودهم على أرضهم التاريخية.

ولم تستبعد العريضة أن يكون الرفض الصهيوني لاشتراطات فريق السلطة المفاوض جرى بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية، وقالت: "إنّ انهيار الاشتراطات التي وضعها محمود عباس، واحداً تلو الآخر، بخاصة بشأن الاستيطان ومرجعية المفاوضات، قد برهن لكافة الأطراف على ما وصل إليه موقف جناح السلطة المفاوِض من ضعف بالغ. وإنّ في ذلك ما نبّه شعبَنا الفلسطيني إلى خطورة الموقف، وفداحة المآلات المترتبة على الاستدراج الراهن إلى طاولة المفاوضات، ضمن شروط مسبقة حدّدتها حكومة التطرّف الصهيونية بترتيبات معهودة مع الإدارة الأمريكية".

وأعربت العريضة عن أسفها لارتهان قرار فريق التفاوض للاحتلال، وقالت: "إنّ التذرّع بممارسة ضغوط خارجية على السلطة في رام الله كمقدِّمة للاستجابة لإملاءات التفاوض، قد أزاح الستار مجدداً عن حقيقة الارتهان السياسي القائم في جناح التفاوض العبثي. لقد اتضح جليّاً أنّ أولئك الرسميين في رام الله قد أسقطوا شعار القرار المستقلّ منذ زمن، وأنّهم أصبحوا هدفاً سائغاً للضغط والابتزاز السافر ممّن لا يريدون خيراً بشعبنا الفلسطيني وقضيّته العادلة، بينما يتمّ إعفاء حكومة الاحتلال من أي ضغوط أو إملاءات كانت".

وأضافت: "يبدو واضحاً ذلك الترابط بين التورّط في "المفاوضات المباشرة" وتصعيد التعاون الأمني بين أجهزة السلطة في الضفة الغربية وقوات الاحتلال ومخابراته، خاصّة مع تصعيد الاعتقالات في صفوف أبناء شعبنا وتقييد الاحتجاجات السياسية والاعتراضات الشعبية على المسلك السياسي العبثي الذي انطلق في واشنطن".

وأكدت العريضة أنّ المسار التفاوضي الجديد يتكفّل فقط بزيادة تعقيد الأوضاع، ويضع نصب عينيه إطالة أمد الاحتلال الصهيوني وسياساته الخطِرة التي يدفع الشعب الفلسطيني ثمنها، وقالت: "نؤكد إنّ أيّاً مما قد تتمخّض عنه جولات التفاوض الجديدة، لا تُلزِم الشعبَ الفلسطيني، وأيّ توقيع قد يأتي على أيّة مقرّرات في هذا المسار ستبقى حبراً على ورق، كونها فاقدة للشرعية الفلسطينية".

ودعا الموقعون فريق السلطة إلى تغليب خيار المصالحة الوطنية على الذهاب إلى المفاوضات، وقالت: "نرى أنه بدلاً من الذهاب إلى مفاوضات عبثية وملاقاة رئيس الوزراء الصهيوني المستمرّ في حربه اللامنتهية ضد أبناء شعبنا في الوطن والشتات؛ كان الأوْلى إنجاز المصالحة والانحياز إلى خيار الشعب الفلسطيني بكلِّ فئاته وفصائله التي تطالب بالثبات على المبادئ والحقوق التاريخية بدون تفريط، والسعي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تنهض بالاستحقاقات الكبيرة التي ينتظرها شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات".

وختمت المنظمات بالقول: "حتماً لن يتهاون شعبنا الفلسطيني، في العاجل والآجل، مع المُفَرِّطين بحقوقه والناقضين لثوابته، والوالغين في مشروعات التصفية والتفريط، والمتورِّطين في التعاون مع الاحتلال وخدمة أجهزته ومخابراته".
ومن بين المؤسسات والتجمّعات الموقِّعة على العريضة: الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، مركز العودة الفلسطيني ـ لندن، تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا، رابطة المهندسين الفلسطينيين في أوروبا، رابطة المرأة الفلسطينية في أوروبا، التجمع الفلسطيني ـ ألمانيا، المنتدى الفلسطيني ـ الدنمارك، المنتدى الفلسطيني ـ بريطانيا، مركز العدالة الفلسطيني ـ السويد، التجمع الفلسطيني ـ إيطاليا، رابطة فلسطين ـ النمسا، المنتدى الفلسطيني ـ هولندا، المنتدى الفلسطيني ـ فرنسا، البيت الفلسطيني ـ مالمو ـ السويد، مؤسسة الحق الفلسطيني ـ إيرلندا، رابطة حق العودة ـ ألمانيا، التجمع الفلسطيني ـ هولندا، نقابة المهندسين الفلسطينية ـ السويد، نقابة الفنانين الفلسطينيين ـ السويد، نقابة المعلمين الفلسطينيين ـ السويد، التجمع الفلسطيني ـ إيرلندا.