Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
تنشيط قصصي رقم (2)

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 24

الموضوع: تنشيط قصصي رقم (2)

  1. #1
    أديب وناقد
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية مسلك ميمون
    تاريخ التسجيل
    27/08/2007
    المشاركات
    796
    معدل تقييم المستوى
    10

    Neww تنشيط قصصي رقم (2)

    بسم الله
    مبدعينا الأعزاء
    السلام عليكم

    تنشيط قصصي رقم (2)


    أمامكم ثلاثة نصوص للقاص محمد فائق البرغوثي أحد أعضائنا الناشطين ،و العاملين، و الراغبين في الاستفادة من النقد و التّوجيه . لما سألته هل أرشح بعض نصوصه للقراءة بادر و قال ( يا ريت ) . النصوص هي :

    (1) طفلتــــي

    - أتظنين ذلك ؟
    * نعم يا أمجد ، لقد كبرنا وصبرنا بما يكفي ، وصار لازماً أن يبحث كل واحدٍ منا على طريقه وحياته . ناولته الذبلة ولم ترفع عينيها .
    .
    .
    - لا بأس لابأس .. لقد تأخر الوقت .. دعيني أوصلك البيت . قال ، بعد أن رفع وجهها بسبابته راسماً ابتسامة رضا .
    = =
    = =
    دهشة قطعت صمت الطريق : أنظرْ .. ما أجمل فستان العروس هذا .
    وسحبتهُ من يده ودخلت .

    *
    (2) الـبديـــل

    لمْ يَشَأ ْ أنْ يُخبرَ أحداً .
    لمْ يقطعْ إجازته ، لمْ يلغ الحجز ، اختفى حتى جاءَ الموعد .
    وحيداً على مقعدين ِ يجلس . ينظرُ إلـى المقعدِ المجاور ويختبئُ خلفَ كتاب .
    هي من اختارت المدينة وهاهو الدليلُ السياحي يـأخذه إلى تلك الساحة ، ساحَـتها ، التي تهدلُ بالحمـام .
    وحيداً على مقعدٍ مزدوج ، ينظرُ لحمامةٍ حطّـتْ قـُربهُ ، يبتسمُ لها ، يُـمـسكها .. يُقبّـلها ، وبخدّه ِ يتحسسُ انسيابَ جسدها ، ينادي على الفتى بائع ِ الحُبوب ، وينثرهُ على كفه ، فتتوافد الحمامات وتحط ّ على يده وكتفه . يحس بنشوة العناق ، فيستلقي على الأرض ويهيلُ كاملَ الكيس ِعلى صدره ، فيضحكُ ، يضحكُ مِــلء قلبه .
    لا ينتبهُ لنداء الحافلة ،
    ودمعة ٌ لا تتسللُ إلى عينه ،
    يفرد جناحيه على الأرض
    يغرق في نشوته و ينام .

    *
    (3) قصة قصيرة جداً ،،

    نـفـدَ زادُه ، نزلَ ليتسوق،وسط البلد مكان مناسب ، حدّثَ نفسه ، وحثّ الخطى .
    رأى نصفَ رجُـلٍ يزحف بكفين ، رأى كهلا يُحدّثُ نفسه،رأى شاباً يحدث نفسه ، رأى دجلة غافية على الأرصفة، رأى عصفورين ببنطلون جينز ويحملان كتبا ، رأى عاملا وافدا يُــثـبّتُ دعائم سحابة ، رأى جثثا عاطلة عن الأمل تـُناوبُ في الجوامع ، رأى طفلين جميلين بيد أمهمها ، بيد زوجها ، رأى إمرأة بكامل قيافتها تبحث عن أقدامٍ تتعثـّرُ بها ، رأى الشمس تـَرجعُ لأطفالها ، رأى الوقت يستغيث من قـتَـلة ٍ يترصدونه ، رأى في كل التفاتةٍ قصة .. تغـفـو خلفها ألف حكاية ورواية.. وهو لا يزال يبحث لنفسه ، يشحذ ُ لحياته... قصة قصيرةً جداً ..
    *
    الأسئلــــــة التّــوجيهيــــــة

    ( المعذرة إن كانت بصيغة اختبارية ، فالغرض تحديد أرضية للنقاش ليس إلا .)

    *


    1) هل النصوص الثلاثة تعتبر من الق ق ج ؟ و ما مسوغك في ذلك ؟
    2) ما وضعية السّارد ؟ و هل لديك ملاحظة ؟
    3) كيف تجد لغة القص ؟
    4) كيف تجد القفلة في النصوص الثلاثة ؟



    نتمنى أن تكون المشاركة مكثفة ، لإثراء هذا التنشيط القصصي المتنوع .و سيلي نقاشكم بحول الله ، تقرير عام .


    تحياتي / مسلك

    [align=center]http://www.hor3en.com/vb/images/smilies/004111.gif[/align]

  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية أحمد لاعبي
    تاريخ التسجيل
    13/05/2010
    المشاركات
    92
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)

    طفلتي

    أعترف في البداية أن العنوان خدعني، خصوصا عندما قرأت الجملة الأولى: لقد كبرنا وصبرنا بما يكفي... اعتقدت أن المرأة والرجل، سيتحدثان عن مستقبل طفلتهما. لكن بعد إعادة القراءة أدركت أن الشاب يحب المرأة و يغازلها بسبابته، ويدللها بكلماته. في المقابل تتدلل هي أكثر، وتشيح ببصرها جانبا أثناء محاورته.
    في الأخير يمران بجانب متجر يبيع فساتين العرس، فتسحبه من يده ويدخلان لاختيار فستان العرس، ويسعد أمجد وطفلته بحياة يملئها الحب والوئام.
    أعجبتني فكرة النص، وكثافة السرد، وأعتقد أن النص كتب بقلم متمرس على الكتابة، وبمهنية عالية، جعلتني أتردد في التعليق عليه. خصوصا وأنني تلميذ في هذا المجال، لا علاقة لي بالنقد ولا بالأدب. فلا يجب علي أن أتسلق الجبال الوعرة.
    بالنسبة للقفلة: فهي رائعة جدا، جاءت عفوية ومفاجئة. ألقت بظلالها على نسقية النص، بحيث إذا حذفتها، تكون أمام نص مبتور لا قيمة له. أخيرا تركت القفلة الباب مفتوحا للتأويل والتخيل حول مصير علاقة الشابين ومستقبلها.
    هل عندي ملاحظات أخرى حول القصة؟
    نعم، فأنا لست جد سعيد بالعنوان، وإن لم يكن لي أي اعتراض عليه، فقد ترجمت القصة للغة البلد الذي أعيش فيه، فوجدت أن العنوان ملائم جدا، لكن إذا قرأت القصة باللغة العربية فقط، فلا بد لي أطرح السؤال على الدكتور مسلك ميمون: سيدي هل لك رأي خاص في العنوان؟
    أما بالنسبة للغة، شعرت في البداية وأنا أقرأ القصة وكأنني أقرأ جزءا من مسرحية لشكسبير أو موليير.. فقد يكون الكاتب مولعا بالمسرح، أو أنه يقرأ كثيرا بلغة أخرى غير اللغة العربية.
    حسب لغتي المتواضعة جدا، أعتقد أنه لو طلب مني إدخال تغيير على شكل النص، لكتبت التالي:
    طفلتــــي

    أمجد ، لقد كبرنا وصبرنا بما يكفي ، وصار لازماً أن يبحث كل واحدٍ منا على طريقه و يقرر حياته . ناولته الذبلة ولم ترفع عينيها .
    .
    .
    - قال ، بعد أن رفع وجهها بسبابته راسماً ابتسامة رضا : لا بأس .. لقد تأخر الوقت .. دعيني أوصلك البيت.
    = =
    = =
    دهشة قطعت صمت الطريق : أنظرْ .. ما أجمل فستان العروس هذا .
    وسحبتهُ من يده ودخلا .

    أخيرا: هل يعتبر النص ق ق ج؟
    نعم بالتأكيد، بل أكثر من ذلك فالقصة نموذجا راقيا للقصص القصيرة جدا.
    مع كامل التقدير والاحترام للكاتب
    أحمد لاعبي


  3. #3
    قاص / مـشـرف ق ق ج الصورة الرمزية محمد فائق البرغوثي
    تاريخ التسجيل
    11/11/2008
    المشاركات
    1,660
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، أشكرك أستاذنا القدير د . مسلك ميمون على اختيار بعضا من نصوصي للتحليل والمناقشة ، كنتُ أتوقع نصا واحد ، لكني تفاجئت بنصوص ثلاثة ، فازداد خوفي أكثر وترقبي لقراءة تحليلكم و تشريحكم لها .

    بمثل هذه الجدة والمكاشفة النقدية ترتقي الآداب والفنون جميعا . أنتظرك بشوق دكتورنا .

    محبتي لك .


  4. #4
    أديب وناقد
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية مسلك ميمون
    تاريخ التسجيل
    27/08/2007
    المشاركات
    796
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد لاعبي مشاهدة المشاركة
    طفلتي
    أعترف في البداية أن العنوان خدعني، خصوصا عندما قرأت الجملة الأولى: لقد كبرنا وصبرنا بما يكفي... اعتقدت أن المرأة والرجل، سيتحدثان عن مستقبل طفلتهما. لكن بعد إعادة القراءة أدركت أن الشاب يحب المرأة و يغازلها بسبابته، ويدللها بكلماته. في المقابل تتدلل هي أكثر، وتشيح ببصرها جانبا أثناء محاورته.
    في الأخير يمران بجانب متجر يبيع فساتين العرس، فتسحبه من يده ويدخلان لاختيار فستان العرس، ويسعد أمجد وطفلته بحياة يملئها الحب والوئام.
    أعجبتني فكرة النص، وكثافة السرد، وأعتقد أن النص كتب بقلم متمرس على الكتابة، وبمهنية عالية، جعلتني أتردد في التعليق عليه. خصوصا وأنني تلميذ في هذا المجال، لا علاقة لي بالنقد ولا بالأدب. فلا يجب علي أن أتسلق الجبال الوعرة.
    بالنسبة للقفلة: فهي رائعة جدا، جاءت عفوية ومفاجئة. ألقت بظلالها على نسقية النص، بحيث إذا حذفتها، تكون أمام نص مبتور لا قيمة له. أخيرا تركت القفلة الباب مفتوحا للتأويل والتخيل حول مصير علاقة الشابين ومستقبلها.
    هل عندي ملاحظات أخرى حول القصة؟
    نعم، فأنا لست جد سعيد بالعنوان، وإن لم يكن لي أي اعتراض عليه، فقد ترجمت القصة للغة البلد الذي أعيش فيه، فوجدت أن العنوان ملائم جدا، لكن إذا قرأت القصة باللغة العربية فقط، فلا بد لي أطرح السؤال على الدكتور مسلك ميمون: سيدي هل لك رأي خاص في العنوان؟
    أما بالنسبة للغة، شعرت في البداية وأنا أقرأ القصة وكأنني أقرأ جزءا من مسرحية لشكسبير أو موليير.. فقد يكون الكاتب مولعا بالمسرح، أو أنه يقرأ كثيرا بلغة أخرى غير اللغة العربية.
    حسب لغتي المتواضعة جدا، أعتقد أنه لو طلب مني إدخال تغيير على شكل النص، لكتبت التالي:
    طفلتــــي
    أمجد ، لقد كبرنا وصبرنا بما يكفي ، وصار لازماً أن يبحث كل واحدٍ منا على طريقه و يقرر حياته . ناولته الذبلة ولم ترفع عينيها .
    .
    .
    - قال ، بعد أن رفع وجهها بسبابته راسماً ابتسامة رضا : لا بأس .. لقد تأخر الوقت .. دعيني أوصلك البيت.
    = =
    = =
    دهشة قطعت صمت الطريق : أنظرْ .. ما أجمل فستان العروس هذا .
    وسحبتهُ من يده ودخلا .
    أخيرا: هل يعتبر النص ق ق ج؟
    نعم بالتأكيد، بل أكثر من ذلك فالقصة نموذجا راقيا للقصص القصيرة جدا.
    مع كامل التقدير والاحترام للكاتب
    أحمد لاعبي

    بسم الله
    الأستاذ أحمد لاعبي
    السلام عليكم


    أشكرك على مبادرتك ، و مشاركتك الهادفة ، و إن كانت تخص النص الأول فقط . و لقد أشرت إلى ملاحظاتك باللون الأحمر ، و لكن ننتظر منك رأيك في النصين المتبقيين .
    سأدلي برأيي إن شاء الله بعد استفاء آراء الإخوة و الأخوات، فيما يتعلق بالعنوان.
    أكبر فيك هذا الاعتناء بفن القصة ، و أدعو لك بالتوفيق في مجال الإبداع .
    و في انتظار رأيك في النصين .
    دمت مهتماً و مبدعاً

    تحياتي / مسلك

    [align=center]http://www.hor3en.com/vb/images/smilies/004111.gif[/align]

  5. #5
    أديب وناقد
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية مسلك ميمون
    تاريخ التسجيل
    27/08/2007
    المشاركات
    796
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فائق البرغوثي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، أشكرك أستاذنا القدير د . مسلك ميمون على اختيار بعضا من نصوصي للتحليل والمناقشة ، كنتُ أتوقع نصا واحد ، لكني تفاجئت بنصوص ثلاثة ، فازداد خوفي أكثر وترقبي لقراءة تحليلكم و تشريحكم لها .
    بمثل هذه الجدة والمكاشفة النقدية ترتقي الآداب والفنون جميعا . أنتظرك بشوق دكتورنا .
    محبتي لك .

    بسم الله
    الأستاذ محمد فائق البرغوثي
    السلام عليكم


    إن شاء الله ، نحاول تنويع تنشيطنا ، حتى نخرج عن دائرة الروتين و النمطية .. و ثلاثة نصوص تمكن القارئ من المقارنة ، و معرفة ما وضع هنا و ما لم يوضع هناك . و لماذا تكرر هذا في نصين و لم يكن في النص الثالث ؟ و لماذا اختلفت اللغة و التركيب في هذا النص على عكس النصين الآخرين ؟ و لماذا كان السارد مهيمنا في هذا النص و كان محايدا في النص الثاني ، و كان مشاركا في الثالث ؟
    فنظراً لهذه المفارقات و أهميتها أسعى لكي يدركها القارئ ، و يتعامل معها، لأنها أساس بناء العمل السردي ، بل هي ألف بائيته .. إن لم يدركها أولا فهو يكتب في الماء .
    و حتى يكتب ، و تكون لكتابته آثار واضحة و مؤثرة .. لا بد أن يعي هذه الأشياء ..
    و نريد أن نتعرف على رأيك ، و لكن في نهاية التدخلات .

    تحياتي / مسلك

    [align=center]http://www.hor3en.com/vb/images/smilies/004111.gif[/align]

  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية أحمد لاعبي
    تاريخ التسجيل
    13/05/2010
    المشاركات
    92
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)

    أستاذي الفاضل الدكتور مسلك ميمون،
    شكرا جزيلا لكم على الكلمات اللطيفة في حقي، فهي شرف لي، ومصدر فخر واعتزاز.
    في الحقيقة كنت أود أن أبقى من المتابعين، اقرأ ما يكتبه غيري، احتراما لمكانة القاص الأستاذ محمد فائق البرغوثي. لكنني في الأخير أقحمت نفسي في مناقشة النصوص الثلاثة، رغبة في التعلم والتوجيه.

    أتى الكاتب في القصص الثلاث، بإبداع واقعي وليس بإبداع تخييلي، فقد أشار إلى قضايا اجتماعية مختلفة، توجد في كل المجتمعات، ويعيشها الناس على اختلاف مستواهم التعليمي والمعيشي. ثم إن القضايا المطروحة عرضت بأسلوب يفهمه الجميع، وليس بأسلوب الرموز والطلاسم الذي تتقنه العفاريت فقط.
    الشيء الوحيد الذي شد انتباهي، هو أن الكاتب يعرض هذه الصور ليشاهدها الناس، تماما كما يفعل السائح عندما يعود إلى أصدقائه، يعرض عليهم الصور التي التقطها أثناء سفره.. فالكاتب هنا لم يحدد موقعه من القضايا الثلاث، ولو أعثر له على موقف ظاهر اتجاه هذه القضايا أو ما قد تطرحه من أسئلة، فقد بقي محايدا. لذلك فأنا أتساءل عن البعد الاجتماعي في القصص الثلاث- مع بعض التحفظ بالنسبة للقصة الأخيرة- على اعتبار أن الأدب، والق ق ج جزء منه، له وظيفة تاريخية واجتماعية، وعلى اعتبار أن كاتبا من هذا الحجم المميز، ينتظر منه أن يكون له موقف واضح من القضايا التي يعالجها بريشته، ولا تقتصر مهمته فقط على العرض والتفرج من بعيد.. حتى لا استعمل أنا أيضا لغة العفاريت، أوضح كلامي فأقول: إن الكاتب يمتلك أسرار الق ق ج، والقصص الثلاث آية على ذلك، فهو يكتب ويبدع لغة وأسلوبا، لكن حبذا لو وظف هذه المهنية العالية لتشييد خطاب اجتماعي ما.. حتى يتوغل داخل نفس القارئ ، ويترك فيه أثرا لا يزول بمجرد أن ينتهي هذا الأخير من قراءة القصة.
    هل هناك شيء يميز الكاتب عن غيره؟
    نعم، فقد يقول قائل أن النص عند صاحبنا مملوء بالحشو مما يضعفه، ويبعده عن مفهوم الق ق ج. لكن الكاتب في الواقع يوظف بعض الزوائد بطريقة جذابة، مما يجعله يحافظ على جمالية النص وهويته.. وهذه خاصية يتميز بها، بحيث أن قليلا من الاسترسال والتكرار،لا يعد عيبا في القصص الثلاث.
    هل هناك همسة في رأيي؟
    (2) البديل: ينادي على الفتى بائع الحبوب، وينثره على كفه،
    ينادي على بائع الحبوب، ينثره على كفه.
    - فيضحك، يضحك ملء قلبه.
    فيضحك ملء قلبه.
    (3) قصة قصيرة جدا،،: نفذ زاده، نزل ليتسوق، وسط البلد مكان مناسب،
    نفذ زاده، نزل ليتسوق وسط البلد، حدث نفسه...
    - رأى شابا على نفس الحالة،
    - ويحملان كتبا.....يحملان كتبا،
    مقارنة:
    * كأن الكاتب جاء بمقدمة في 1و2( أتظنين ذلك؟ لم يشأ أن يخبر أحدا)، وأغفلها في3
    * يوجد حذف في 1 فقط
    * يوجد تكرار في القصص الثلاث.
    * يوجد استرسال في القصص الثلاث
    * القفلة في النصوص الثلاثة، من أروع ما يكون!
    * غاب الكاتب في 1 و2 و ،3 استعمل ضمير الغائب فقط وبقي محايدا.
    * استعمل الحوار في 1 فقط
    * استعمل فعل رأى في (3) 12 مرة، رقم قياسي في ق ق ج
    أخيرا أود أن أعتذر بشدة لأستاذي الكريم القاص محمد فائق البرغوثي، عما يكون قد بدر مني من سوء أدب، في تعاملي مع عمله الفني، فأنا مجرد تلميذ يريد أن يتعلم، وارتكاب الخطأ هو أمر إنساني.. كما تعلم يا سيدي.
    مع فائق الاحترام والتقدير
    أحمد لاعبي


  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية فراس شدود
    تاريخ التسجيل
    11/09/2010
    المشاركات
    87
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)

    العزيز الدكتور مسلك،
    شكرا جزيلاً على فتح هذا الباب.
    النصّ الأول:
    1) أعتقد أنه قصة قصيرة جداً، عناصر القص عموماً متوفرة، فالحدث الواحد يتنامى ضمن إطار ظرفي محدد باتجاه نهاية تختلف مع ما يصوره الحوار في بدايته و تتفق مع الإرادة الداخلية للشخصيات (أمجد و هي).
    2) السارد تدخل في بعض فقرات الحوار بعبارات شارحة إرشادية " ناولته الذبلة ولم ترفع عينيها .
    قال ، بعد أن رفع وجهها بسبابته راسماً ابتسامة رضا . "
    ثم تدخل ممهداً بتوضيح ملابسات جملتها الأخيرة "أنظرْ .. ما أجمل فستان العروس هذا ." و كذلك مصوراً للفعل الأخير.
    3) اللغة في الحوار كانت مطابقة لمستوى الشخصيات فلم تتمدد خارج حدود الموضوع و اتسمت بالواقعية، و كذلك كانت عبارات السارد الناقل لنا مجريات الحدث.
    4) القفلة مفاجئة فجمال الفستان المعروض في واجهة المحل أيقظ العروس من سبات تتطاول مدته و تشتد وطأته على كثير من النساء في مجتمعنا.
    دلالة العنوان لم أشعر بها ؟
    تحيتي لك و للأخ العزيز محمد فائق و لكل من يدلي بدلوه.


  8. #8
    أديب وناقد
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية مسلك ميمون
    تاريخ التسجيل
    27/08/2007
    المشاركات
    796
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)

    بسم الله
    الأستاذ أحمد لاعبي
    السلام عليكم

    أشكرك على مساهمتك، و دأبك ، و نشاطك .. فهذا ـ و الله ـ سرني جداً ... ملاحظاتك كانت كالتالي :

    '' أتى الكاتب في القصص الثلاث، بإبداع واقعي وليس بإبداع تخييلي، فقد أشار إلى قضايا اجتماعية مختلفة، توجد في كل المجتمعات، ويعيشها الناس على اختلاف مستواهم التعليمي والمعيشي. ثم إن القضايا المطروحة عرضت بأسلوب يفهمه الجميع، وليس بأسلوب الرموز والطلاسم الذي تتقنه العفاريت فقط.
    الشيء الوحيد الذي شد انتباهي، هو أن الكاتب يعرض هذه الصور ليشاهدها الناس، تماما كما يفعل السائح عندما يعود إلى أصدقائه، يعرض عليهم الصور التي التقطها أثناء سفره.. فالكاتب هنا لم يحدد موقعه من القضايا الثلاث، ولو أعثر له على موقف ظاهر اتجاه هذه القضايا أو ما قد تطرحه من أسئلة، فقد بقي محايدا. لذلك فأنا أتساءل عن البعد الاجتماعي في القصص الثلاث- مع بعض التحفظ بالنسبة للقصة الأخيرة- على اعتبار أن الأدب، والق ق ج جزء منه، له وظيفة تاريخية واجتماعية، وعلى اعتبار أن كاتبا من هذا الحجم المميز، ينتظر منه أن يكون له موقف واضح من القضايا التي يعالجها بريشته، ولا تقتصر مهمته فقط على العرض والتفرج من بعيد.. حتى لا استعمل أنا أيضا لغة العفاريت، أوضح كلامي فأقول: إن الكاتب يمتلك أسرار الق ق ج، والقصص الثلاث آية على ذلك، فهو يكتب ويبدع لغة وأسلوبا، لكن حبذا لو وظف هذه المهنية العالية لتشييد خطاب اجتماعي ما.. حتى يتوغل داخل نفس القارئ ، ويترك فيه أثرا لا يزول بمجرد أن ينتهي هذا الأخير من قراءة القصة.
    هل هناك شيء يميز الكاتب عن غيره؟
    نعم، فقد يقول قائل أن النص عند صاحبنا مملوء بالحشو مما يضعفه، ويبعده عن مفهوم الق ق ج. لكن الكاتب في الواقع يوظف بعض الزوائد بطريقة جذابة، مما يجعله يحافظ على جمالية النص وهويته.. وهذه خاصية يتميز بها، بحيث أن قليلا من الاسترسال والتكرار،لا يعد عيبا في القصص الثلاث.
    هل هناك همسة في رأيي؟
    (2) البديل: ينادي على الفتى بائع الحبوب، وينثره على كفه،
    ينادي على بائع الحبوب، ينثره على كفه.
    - فيضحك، يضحك ملء قلبه.
    فيضحك ملء قلبه.
    (3) قصة قصيرة جدا،،: نفذ زاده، نزل ليتسوق، وسط البلد مكان مناسب،
    نفذ زاده، نزل ليتسوق وسط البلد، حدث نفسه...
    - رأى شابا على نفس الحالة،
    - ويحملان كتبا.....يحملان كتبا،
    مقارنة:
    * كأن الكاتب جاء بمقدمة في 1و2( أتظنين ذلك؟ لم يشأ أن يخبر أحدا)، وأغفلها في3
    * يوجد حذف في 1 فقط
    * يوجد تكرار في القصص الثلاث.
    * يوجد استرسال في القصص الثلاث
    * القفلة في النصوص الثلاثة، من أروع ما يكون!
    * غاب الكاتب في 1 و2 و ،3 استعمل ضمير الغائب فقط وبقي محايدا.
    * استعمل الحوار في 1 فقط
    * استعمل فعل رأى في (3) 12 مرة، رقم قياسي في ق ق ج

    ***********


    ملاحظــــــــة :الأستاذ أحمد لاعبي إذا أبدى القاص موقفه، أصبح طرفاً أو سارداً مهيمناً و مشاركاً .. و الأحسن و الأفضل أن يبقى محايداً. و يترك للقارئ le lisant حرية القراءة و التأويل لأن النص الحي الفعال هو الذي يسمح بوجهة نظر جوالة Point de vue mobile فحين يتدخل القاص يصبح النص أحدي الرؤية ، و تضيق آفاقه ، و يقل معينه .. لهذا فضل القاص أن يبقى في الحياد ،و سنعود إلى هذه النقطة في التقرير العام بحول الله .. و عموماً شكرًا جزيلا على مواظبتك ،و مساهماتك في تنشيط هذا المتصفح من الق ق ج ...

    تحياتي / مسلك

    [align=center]http://www.hor3en.com/vb/images/smilies/004111.gif[/align]

  9. #9
    أديب وناقد
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية مسلك ميمون
    تاريخ التسجيل
    27/08/2007
    المشاركات
    796
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)

    بسم الله
    الأستاذ فراس شدود
    السلام عليكم

    أشكرك على مساهمتك في تنشيط هذا المتصفح .. و أرحب بك في موقعك واتا .. كانت ملاحظاتك بخصوص النص الأول كالتالي :


    النصّ الأول:
    1) أعتقد أنه قصة قصيرة جداً، عناصر القص عموماً متوفرة، فالحدث الواحد يتنامى ضمن إطار ظرفي محدد باتجاه نهاية تختلف مع ما يصوره الحوار في بدايته و تتفق مع الإرادة الداخلية للشخصيات (أمجد و هي).
    2) السارد تدخل في بعض فقرات الحوار بعبارات شارحة إرشادية " ناولته الذبلة ولم ترفع عينيها .
    قال ، بعد أن رفع وجهها بسبابته راسماً ابتسامة رضا . "
    ثم تدخل ممهداً بتوضيح ملابسات جملتها الأخيرة "أنظرْ .. ما أجمل فستان العروس هذا ." و كذلك مصوراً للفعل الأخير.
    3) اللغة في الحوار كانت مطابقة لمستوى الشخصيات فلم تتمدد خارج حدود الموضوع و اتسمت بالواقعية، و كذلك كانت عبارات السارد الناقل لنا مجريات الحدث.
    4) القفلة مفاجئة فجمال الفستان المعروض في واجهة المحل أيقظ العروس من سبات تتطاول مدته و تشتد وطأته على كثير من النساء في مجتمعنا.
    دلالة العنوان لم أشعر بها ؟

    ************


    ملاحظـــــة : جميل أن تهتم بتقنيات الكتابة القصصية ،فهذه المكانزمات الخاصة ،هي التي تحافظ على التميز بين الأجناس الأدبية . غير أنني ألاحظ أن الجمل الشارحة أو الموضحة أو كما تفضلت : العبارات الشارحة ليس كلها مرفوضة . فالتي تخدم الفكرة ، و التي لولاها لا تستقيم أركان النص .. تصبح ضرورية و لا مناص منها رغم أنها شارحة ، فشرحها أساسي .. و لكن المرفوض من الجمل الشارحة ، تلك التي تبسط الموضوع أكثر مما هو بسيط و تشرح معانيه و مراميه أكثر مما هي مشروحة و واضحة بينة . هنا القاص وظف جملا يتطلبها الموقف الرومانسي العاطفي، لشخصين مقبلين على الزواج .تأمل هذه اللقطة : ( رفع وجهها بسبابته راسماً ابتسامة رضا ) أو ( أنظرْ .. ما أجمل فستان العروس هذا !!) ...

    الأستاذ فراس أشكرك على مساهمتك و أنتظر منك رأيك في النصين المتبقين ...

    تحياتي / مسلك

    [align=center]http://www.hor3en.com/vb/images/smilies/004111.gif[/align]

  10. #10
    قاص / مـشـرف ق ق ج الصورة الرمزية محمد فائق البرغوثي
    تاريخ التسجيل
    11/11/2008
    المشاركات
    1,660
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

    أشكركم جميا ، أساتذتي الأفاضل: د. مسلك ميمون ، الأستاذ القدير أحمد لاعبي ، والقاص الجميل ، صديقي العزيز فراس شدود . أشكركم على اهتمامكم وآرائكم النقدية القيمة حول النصوص الثلاث . ويسعدني المشاركة بصفة قارئ للنص الثالث :

    - في النص رقم (3) : أرى أن الكاتب أقحم نفسه في القصة ، موضحا ومفسرا فكرة النص ، عندما قال : ( رأى في كل التفاتةٍ قصة .. تغـفـو خلفها ألف حكاية ورواية ) ، هذه الجملة لخصت فكرة ما سبقها من مشاهدات في وسط البلد . وأرى أنه من الأفضل الاستغناء عنها ،لندعها للقارئ يستنتجها ويشارك الكاتب في انتاج النص .

    تحيتي للجميع ، وبانتظار التقرير العام للقصص الثلاث ، بكل لهفة وشوق دكتورنا العزيز الأستاذ مسلك ميمون .

    التعديل الأخير تم بواسطة محمد فائق البرغوثي ; 17/09/2010 الساعة 07:36 PM

  11. #11
    عـضــو الصورة الرمزية فراس شدود
    تاريخ التسجيل
    11/09/2010
    المشاركات
    87
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلك ميمون مشاهدة المشاركة
    بسم الله
    الأستاذ فراس شدود
    السلام عليكم
    أشكرك على مساهمتك في تنشيط هذا المتصفح .. و أرحب بك في موقعك واتا .. كانت ملاحظاتك بخصوص النص الأول كالتالي :
    النصّ الأول:
    1) أعتقد أنه قصة قصيرة جداً، عناصر القص عموماً متوفرة، فالحدث الواحد يتنامى ضمن إطار ظرفي محدد باتجاه نهاية تختلف مع ما يصوره الحوار في بدايته و تتفق مع الإرادة الداخلية للشخصيات (أمجد و هي).
    2) السارد تدخل في بعض فقرات الحوار بعبارات شارحة إرشادية " ناولته الذبلة ولم ترفع عينيها .
    قال ، بعد أن رفع وجهها بسبابته راسماً ابتسامة رضا . "
    ثم تدخل ممهداً بتوضيح ملابسات جملتها الأخيرة "أنظرْ .. ما أجمل فستان العروس هذا ." و كذلك مصوراً للفعل الأخير.
    3) اللغة في الحوار كانت مطابقة لمستوى الشخصيات فلم تتمدد خارج حدود الموضوع و اتسمت بالواقعية، و كذلك كانت عبارات السارد الناقل لنا مجريات الحدث.
    4) القفلة مفاجئة فجمال الفستان المعروض في واجهة المحل أيقظ العروس من سبات تتطاول مدته و تشتد وطأته على كثير من النساء في مجتمعنا.
    دلالة العنوان لم أشعر بها ؟
    ************

    ملاحظـــــة : جميل أن تهتم بتقنيات الكتابة القصصية ،فهذه المكانزمات الخاصة ،هي التي تحافظ على التميز بين الأجناس الأدبية . غير أنني ألاحظ أن الجمل الشارحة أو الموضحة أو كما تفضلت : العبارات الشارحة ليس كلها مرفوضة . فالتي تخدم الفكرة ، و التي لولاها لا تستقيم أركان النص .. تصبح ضرورية و لا مناص منها رغم أنها شارحة ، فشرحها أساسي .. و لكن المرفوض من الجمل الشارحة ، تلك التي تبسط الموضوع أكثر مما هو بسيط و تشرح معانيه و مراميه أكثر مما هي مشروحة و واضحة بينة . هنا القاص وظف جملا يتطلبها الموقف الرومانسي العاطفي، لشخصين مقبلين على الزواج .تأمل هذه اللقطة : ( رفع وجهها بسبابته راسماً ابتسامة رضا ) أو ( أنظرْ .. ما أجمل فستان العروس هذا !!) ...
    الأستاذ فراس أشكرك على مساهمتك و أنتظر منك رأيك في النصين المتبقين ...
    تحياتي / مسلك


    العزيز الدكتور مسلك،
    شكراً على اهتمامك بمداخلتي المتواضعة جداً حول القصة الأولى، أتفق معك فتدخل السارد كان ضرورياً، ربما أسميته -تدخلاًـ لأنه لم يبدأ به السرد.


    البديل

    محاولة تفسير للنص:
    العنوان؟
    هل استبدلته بسواه، هل هو يستبدل متابعة مجريات حياته بعد فقدها بالبقاء مع ذكراها؟
    حصل أمر ما أثناء الإجازة; ربما هي تركته؟
    بدا لي أنهما خططا لقضاء الإجازة في هذه المدينة نزولاً عند رغبتها هيَ؟
    انتقل من واسطة النقل إلى ساحة المدينة صحبة الدليل السياحي فهو لا يعرف الطريق إلى الساحة؟
    و هناك جرى معه ما جرى و قعد مع ذكرياته و لم يتابع طريقه مع الحافلة ؟
    طبعاً فالخطأ في التفسير سيؤدي إلى خطأ في الحكم، و هذا ما أخشى الوقوع فيه هنا.

    النصّ يبدو قصة قصيرة جداً من جهة وحدة الحدث وكذلك انفتاح العبارات على أكثر من دلالة.
    2) السارد كان يصور المشهد الخارجي و يصف لنا حواراً داخلياً يجري في ذهن الشخصية فيعرفنا بمشاعره و عاطفته بشكل فني جميل، وأظن أنه كان يمكن ضغط المشهد الأخير بين الإخبار الأول " فيستلقي على الأرض .." و بين " يفرد جناحيه على الأرض يغرق في نشوته و ينام . . "
    3) لغة القصّ أظهرت المضمون العاطفي و شحنة المشاعر، ربما يكون أفضل لو قال: " ينظر إلى حمامة" عوضاً عن " ينظر لحمامة" ..

    4) القفلة في هذا النصّ جميلة، لم تخلخل انسيابية السرد.
    تحية للأخ الأستاذ محمد فائق على هذه القصة الجميلة.


    (3) قصة قصيرة جداً

    لقطات امتزج فيها الواقعي :" رأى كهلا يُحدّثُ نفسه،رأى شاباً يحدث نفسه " بالسوريالي :" رأى عاملا وافدا يُــثـبّتُ دعائم سحابة."
    الصور جميلة، لم يتسم السرد بالحركية بل بدا كتعداد لعناصر المشهد في وسط المدينة، النتيجة جاءت شارحة لمعنى نفاد الزاد عند الكاتب الذي قرر التزود بمواضيع لقصصه من الواقع.
    النص يشتمل على الحكاية و المفارقة بين النزول إلى السوق عموماً و نزوله هو تحديدا.
    1) أعتقد أنه قصة قصيرة جداً.
    2) السارد امتد بين عناصر القصة من جهة و بين القارئ من جهة مقابلة كامتداد الجسر بين ضفتين، و إن تركت بعض الصور الباب مفتوحاً أمام القارئ للتأمل مثل :"رأى عاملا وافدا يُــثـبّتُ دعائم سحابة ." رأى الوقت يستغيث من قـتَـلة ٍ يترصدونه " .
    3) اللغة تميزت بوصف بعض المشاهد كما يراها السارد، جميلة أعجبتني.

    العزيز الدكتور ميمون، أرجو تصويب الغلط و شكراً جزيلاً على الفائدة.
    تحيتي و تقديري.


  12. #12
    أديب وناقد
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية مسلك ميمون
    تاريخ التسجيل
    27/08/2007
    المشاركات
    796
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)

    لسم الله
    الأستاذ فراس شدود
    السّلام عليكم

    أسعدني جداً هذا الطرح ،بهذه الدّقة ،و هذا التّركيز ، و هذه اللّباقة في التّوضيح ،و التي نفتقر إليها في حواراتنا مع الأسف ...
    و الله سعيد بهذا الذي قرأت لك ،فهذا ما أرجوه دائما .. أن نصل إلى مثل هذا المستوى من النّقاش، و الطّرح و البوح ، ( بلا تحطيم و لا تجريح و لا استعلاء ...) إذ لا يهم أن نختلف . الاختلاف رحمة ، و ليس من الضّروري أن نتفق على كلّ شيئ ، و لكن من الأهم جداً أن نعرف ، و نطلع على ما عند الأخر ...و لا شك أنّ هذا الحوار الفني الأدبي ...سيأخذنا بعيداً .. لندرك حقيقة هذا الفن الذي نحبّه جميعاً .. مرّة أخرى شكراً جزيلا الأستاذ فراس ، على اهتمامك بالمتصفح، و ما يطرح فيه .

    تحياتي / مسلك

    [align=center]http://www.hor3en.com/vb/images/smilies/004111.gif[/align]

  13. #13
    أديب وناقد
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية مسلك ميمون
    تاريخ التسجيل
    27/08/2007
    المشاركات
    796
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)


    بسم الله
    السّلام عليكم


    سيستمر هذا المتصفح إلى نهاية هذا الأسبوع .. و نتمنى مزيداً من الآراء و القراءات للنصوص الثلاثة الخاصّة بالمبدع القاص : محمد فائق البرغوثي .
    و إن شاء الله ، سنختم هذا المتصفح بتقرير عام ، يوم الأحد القادم بحول الله .

    تحيـــاتي / مســلك

    [align=center]http://www.hor3en.com/vb/images/smilies/004111.gif[/align]

  14. #14
    عـضــو الصورة الرمزية أريج عبد الله
    تاريخ التسجيل
    21/06/2010
    المشاركات
    3,662
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    الدكتور مسلك ميمون
    تحية طيبة.
    سوف أكتب تعليقي كقارئة..
    عند القراءة للوهلة الأولى لم أجد غير نصوص متكاملة وكلمات
    منتقاة بطريقة فنية جميلة في الصياغة.
    القراءة الثانية والثالة للنصوص وجدت القصة الأولى :
    أقرب مايكون للقصة قصيرة جداً من حيث الفكرة والتكثيف واللغة والقفلة.
    القصة الثانية: تحتاج الى تكثيف اكثر وأختزال لبعض الجمل .
    القصة الثالثة :ربما هي اكثر واحدة تحتاج الى نقد, أعتمد القاص على تكرار أفعال الحركة
    لكنها أكثر قصة أعجبتني أسلوبها السردي يؤثر في القارئ مباشرة فيتفاعل مع النص.
    وأنتظر ملاحظاتك القيّمة حول القصص الثلاث أجمالاً.
    تحية طيبة للقاص المبدع محمد فائق البرغوثي.
    الدكتور مسلك ميمون تقبل فائق أحترامي وتقديري


  15. #15
    عـضــو الصورة الرمزية أحمد لاعبي
    تاريخ التسجيل
    13/05/2010
    المشاركات
    92
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)

    ملاحظات عامة:
    أعود مرة أخرى إلى قراءة هذا المتصفح، وأنا آمل أن أجيب على أسئلة بقيت عالقة في ذهني:
    - هل الق ق ج هي أدب النخبة؟
    - ما علاقة كاتبنا بالق ق ج؟ هل ركب الإبداع من أجل إدخال الأنس والمتعة على نخبة معينة من المجتمع؟ أم أبدع من أجل الإبداع؟
    - لماذا اختار "الناقد" "الكاتب" كنموذج؟
    - وهل يحق لي أنا القارئ أن أطرح مثل هذه الأسئلة، التي تبحث في أمور شخصية لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بالنص؟
    قد تبدو هذه الأسئلة من الوهلة الأولى ساذجة؟ لا تمت بصلة إلى الغرض الذي حدده صاحب تنشيط قصصي. ولكن لماذا لا تطرح؟
    ابتدأ الناقد حديثه في التنشيط القصصي بالقول: أمامكم ثلاثة نصوص..وخيرا فعل. فقد قدم منذ الوهلة الأولى النص على الكاتب، ثم عرفه بميزات ثلاث: فهو عضو نشط وعامل ويرغب في الاستفادة من النقد والتوجيه. أما الكاتب فيرحب هو الآخر بتحليل نصوصه ومناقشتها، ويضيف:« بمثل هذه الجدة والمكاشفة النقدية ترتقي الآداب والفنون جميعا». وفي فترة أخرى تدخل الكاتب لإعادة قراءة نصوصه، ليس كمدافع أو كمهاجم، وإنما كقارئ فقط، فاستغنى عن جملة في النص الثالث. هذا الموقف يدل على تواضع وحسن خلق لدى الكاتب. مثل هذه الصفات الحميدة يجب أن يتحلى بها كل أديب حتى يسهل على الناس أن يأخذوا منه العلم والمعرفة، ويستفيدوا من تجاربه وخبراته.
    من هنا أخلص إلى نتيجة أولية وهي أن الكاتب لم يرد بعمله هذا أن يؤنس نخبة معينة من الناس أو يسليهم، بل تحدث في القصص الثلاث عن قيم اجتماعية توجد في كل المجتمعات، ويعرفها الناس مهما اختلفت أجناسهم وألوانهم.
    لماذا اختير هذا الكاتب بعينه كنموذج؟
    لا شك أن لصاحب تنشيط قصصي تبريره الخاص، ومع ذلك أسبق التقرير العام وأقول إن الناقد يحرص كل الحرص على أن يكون موضوعيا في قراءته للنصوص، فلا يداهن ولا يماطل.. والذين تتبعوا عشرياته في الق ق ج، وتنشيط في الق ق ج (1) و(2) يلاحظون أن الناقد وفق في سهولة اللفظ ويسر الأسلوب وحسن العرض، في غير جهد ولا مشقة، ومن دون أن يتعب القارئ العادي بتحليل نقدي أفلاطوني؛ وإن كان في الواقع أحيانا يأتي ببعض الألفاظ والنظريات فيعرضها على القارئ باللغة الإنجليزية أو الفرنسية، من دون أن يكلف نفسه عناء تفسيرها، بل يكتفي في غالب الأحيان بترجمتها فقط. وكأنه بعمله هذا يحيل القارئ الباحث، أو الأديب الناقد إلى مصدر أدواته النقدية.
    مع فائق الاحترام والتقدير للدكتور مسلك ميمون
    أحمد لاعبي
    أمثلة لبعض الألفاظ المترجمة:
    بوجهة نظر جوالة Point de vue mobile
    بالـدّور الوظيفيّ fonctionnel
    للّغـة المجازية langage figuré
    داخل اللّغة intra – linguistique
    بالكتابة البيضاء écriture blanche


  16. #16
    أديب وناقد
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية مسلك ميمون
    تاريخ التسجيل
    27/08/2007
    المشاركات
    796
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)

    [QUOTE=أحمد لاعبي;586603]ملاحظات عامة:
    أعود مرة أخرى إلى قراءة هذا المتصفح، وأنا آمل أن أجيب على أسئلة بقيت عالقة في ذهني:
    - هل الق ق ج هي أدب النخبة؟
    - ما علاقة كاتبنا بالق ق ج؟ هل ركب الإبداع من أجل إدخال الأنس والمتعة على نخبة معينة من المجتمع؟ أم أبدع من أجل الإبداع؟
    - لماذا اختار "الناقد" "الكاتب" كنموذج؟
    - وهل يحق لي أنا القارئ أن أطرح مثل هذه الأسئلة، التي تبحث في أمور شخصية لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بالنص؟
    قد تبدو هذه الأسئلة من الوهلة الأولى ساذجة؟ لا تمت بصلة إلى الغرض الذي حدده صاحب تنشيط قصصي. ولكن لماذا لا تطرح؟
    لا شك أن لصاحب تنشيط قصصي تبريره الخاص، ومع ذلك أسبق التقرير العام وأقول إن الناقد يحرص كل الحرص على أن يكون موضوعيا في قراءته للنصوص، فلا يداهن ولا يماطل.. والذين تتبعوا عشرياته في الق ق ج، وتنشيط في الق ق ج (1) و(2) يلاحظون أن الناقد وفق في سهولة اللفظ ويسر الأسلوب وحسن العرض، في غير جهد ولا مشقة، ومن دون أن يتعب القارئ العادي بتحليل نقدي أفلاطوني؛ وإن كان في الواقع أحيانا يأتي ببعض الألفاظ والنظريات فيعرضها على القارئ باللغة الإنجليزية أو الفرنسية، من دون أن يكلف نفسه عناء تفسيرها، بل يكتفي في غالب الأحيان بترجمتها فقط. وكأنه بعمله هذا يحيل القارئ الباحث، أو الأديب الناقد إلى مصدر أدواته النقدية.
    مع فائق الاحترام والتقدير للدكتور مسلك ميمون
    أحمد لاعبي


    بسم الله
    الأستاذ أحمد لاعبي
    السلام عليكم

    أولا أشكرك جزيل الشكر على تدخلاتك ، و تساؤلاتك ، و إضافاتك التي أنارت هذا المتصفح و أدخلت عليه جوا من الحوار و النقاش الذي ـ و كما أسلفنا ـ سيعمق لا شك وعينا بهذا الفن الجميل فن الق ق ج . أحاول أن أجيبك باقتضاب :

    1 ـ هل الق ق ج هي أدب النخبة؟

    ـ أجيب عن هذا السؤال من وجهتين . فإن ُكتبت الق ق ج بطريقة مبسطة و بلغة معيارية واضحة و قل فيها المجاز ، و انعدم الرمز.. فإنها تكون في متناول الجميع و بالتالي تنتفي عنها خاصية النخبوية .
    أما إذا كتبت بلغة الشعر ، و وظف فيها الحذف و الإضمار و بنيت وفق نظام رمزي symbolic system ، و جهاز حكائي تلميحي،يعتمد البنية الاستعارية ... فهذه أمور تجعل النص ليس في متناول الجميع ، و قد يتعب في فهمه أمهر النقاد .
    و لست مع النص الأول لأنّه يخالف فلسفة الق ق ج في البناء . و يخلط بين تركيبتها الخاصة ، و ما تفرضه كتابة القصة القصيرة أو القصة .
    و لست مع النص الثاني لإغراقه في الإبهام حتى صار للنخبة أو نخبة النخبة .
    إنّما أميل إلى نص يُفهم و لكن ليس ببساطة الفهم ، و يؤول و لكن ليس تأويل الخروج على النص . و هي معادلة لا يتأتاها إلا من أوتي قدرة حقيقية على الإبداع الفني. و هذه القدرة ليست هبة توهب ، أو هدية تعطى .. و لكن هي نتيجة عمل دؤوب، قد يستمر مرحلة من العمر لا يستهان بها .

    2 ـ ما علاقة كاتبنا بالق ق ج؟ هل ركب الإبداع من أجل إدخال الأنس والمتعة على نخبة معينة من المجتمع؟ أم أبدع من أجل الإبداع؟

    ـ هذا سؤال و إن أجبتَ عنه و لكن مادام قد طرح من حق الكاتب الأستاذ محمد فائق البرغوثي أن يرد عليه .

    3 ـ لماذا اختار "الناقد" "الكاتب" كنموذج؟

    ـ الاختيار جاء عفوياً . و لم يفكر فيه من قبل تماما كما كان الأمر بالنسبة للنص الأول .

    4 ـ مسألة مصطلحات النقد ؟

    ـ أعتقد لا نقد بدون مصطلحات . فهي مفاتيح لمغالق النص . و بدون مصطلحات سيصبح النقد سردا لسرد ، و ليس نقدا لسرد .و مادامت دراستي النقدية جمعت بين اللغات الثلاث العربية و الفرنسية و الإنجليزية فمصادري الاصطلاحية من هذه اللغات و وفق المناهج النقدية و ما كتب عنها باللغات المذكورة . و الحمد لله بدأت أحس بتوظيف المصطلح في ردود بعض الإخوة و الأخوات و هذا أمر هام ، يخدم الحوار و النقاش حول النص .
    أما مسألة أن أشرح مصطلحاتي . فهذه مسألة غير واردة . اللهم إذا كان هناك خلاف في توظيف المصطلح بين ناقدين كبيرين فيبقى من الضروري أن أقول مثلا : كذا وكذا حسب تعبير الناقد فلان . لكي أميزه عن قول آخر، لناقد آخر.

    مرة أخرى شكراً جزيلا الأستاذ أحمد لاعبي على كل ما بذلته من جهد في المتابعة و الرد و النقاش و هذا ما نهدف إليه من وراء هذا التنشيط .

    تحياتي / مسلك

    التعديل الأخير تم بواسطة مسلك ميمون ; 24/09/2010 الساعة 07:17 PM
    [align=center]http://www.hor3en.com/vb/images/smilies/004111.gif[/align]

  17. #17
    عـضــو الصورة الرمزية أحمد لاعبي
    تاريخ التسجيل
    13/05/2010
    المشاركات
    92
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)

    أستاذي الدكتور مسلك ميمون،
    إلى جانب علمك الوافر في الأدب والنقد، أتعلم من خلال أجوبتك وردودك على أسئلتي حسن الخلق وسعة الصدر، فسعة الصدر كما تعلم يا سيدي، لا تقلل من هيبة الرجال ولا تنقص من شأن العلماء، بل تزيدهم عزة وعلوا وتزيد من أساء إليهم ذلا وصغارا.
    أنا سعيد جدا بتوجيهاتك، وبتحفيزك للقارئ على طلب المزيد من المعرفة.
    كما أشكرك على تحمل أخطائي وقبول اعتذاري.
    لك مني كل التقدير والاحترام
    أحمد لاعبي


  18. #18
    أديب وناقد
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية مسلك ميمون
    تاريخ التسجيل
    27/08/2007
    المشاركات
    796
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)


    بسم الله
    السّلام عليكم


    كما وعدتكم هذا تقرير مقتضب

    و ضعنا للتداول و المناقشة ثلاثة نصوص ، و كان الأمل أن تكون المشاركة كبيرة، و لكن و للأسف من خمس و عشرين زائرا زاروا المتصفح،و كلّهم من عشاق الق ق ج ، لم يشارك إلا أربعة :

    ـ الأستاذ أحمد لاعبي أربع مرات
    ـ الأستاذ محمد فائق البرغوثي / مرتان
    ـ الأستاذ فراس شدود / مرتان
    ـ الأستاذة أريج عبد الله / مرة واحدة


    أما الزوار فكانوا كالتالي : أحمد لاعبي, أحمد القاطي, محمد علي الهاني, محمد فائق البرغوثي, محرز شلبي, أريج عبد الله, مسلك ميمون, معتصم الحارث الضوّي, منى هلال, الحبيب ارزيق, الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر, السعيد ابراهيم الفقي, بسام الحومي, د.إبراهيم ياسين, سليمان ميهوبي, صباح نجد, شيماء عبد الله, سعيد نويضي, علي حسن القرمة, عبد الرحمان الخرشي, عبدالله بن بريك, فراس شدود, نجيب بنشريفة, قوادري علي, كرم زعرور
    ـ هل لأننا وضعنا ثلاثة نصوص دفعة واحدة ؟
    ـ هل لأنّ النصوص كانت مختلفة عن المعتاد ؟
    ـ هل................................................ .؟؟؟

    أسئلة كثيرة تبادرت إلى الذهن ، و لكن أملي أن يشارك أعضاؤنا في هذا التنشيط القصصي .. و لا يحتقرنّ أحد رأيه ، فقد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر ..و غايتنا إجرائية تطبيقية لخلق حوار فعّال بناء ..حول الق ق ج.

    إليكم هذه القراءة المتواضعة للنصوص الثلاثة الخاصة بالقاص محمد فائق البرغوثي

    *
    (1) طفلتــــي

    - أتظنين ذلك ؟
    * نعم يا أمجد ، لقد كبرنا وصبرنا بما يكفي ، وصار لازماً أن يبحث كل واحدٍ منا على طريقه وحياته . ناولته الذبلة ولم ترفع عينيها .
    .
    .
    - لا بأس لابأس .. لقد تأخر الوقت .. دعيني أوصلك البيت . قال ، بعد أن رفع وجهها بسبابته راسماً ابتسامة رضا .
    = =
    = =
    دهشة قطعت صمت الطريق : أنظرْ .. ما أجمل فستان العروس هذا .
    وسحبتهُ من يده ودخلت .
    '' طفلتي '' نص قصصي يمتح من العلاقات العاطفية ، التي قد تمتد في الزّمن بدون هدف أو غاية عدا الأماني، و الأحلام ، ذلك أنّ ظروف الفتى ليست هي نفسها ظروف الفتاة .فكلّما تقدم العمر إلا وفقدت الفتاة الكثير من شبابها و جمالها ، و كلّما اقتربت من سنّ اليأس، إلا و تفاقم خوفها فقد تفقد متعة الأمومة ، أو في أحسن الحالات تصبح عملية الولادة صعبة ، و عسيرة ، و قد تأتي على حياتها. بينما الفتى لا سنّ يأس يطارده ، و لا نقص جمال يحاصره ، فيكفيه أنّه ذكر ، يملك ما يملك ، و لديه سند و عقار .. ليحظى بأجمل فتاة و هو كهل .. لهذا حين لاحظت بطلة القصّة أنّ المدة طالت، و لا آفاق للزواج ، نزعت خاتم الخطوبة، و سلّمته لخطيبها، إعلاناً بأنّ الصّبر انتهى .و لاشك أنّ من وراء ذلك تحريض الأهل، و بخاصّة أمّها الحريصة على زواجها .
    لكن الخطيب، تجاهل أمر الخاتم، وقال بعد أن رفع وجهها بسبابته راسماً ابتسامة رضا:(لا بأس لا بأس .. لقد تأخر الوقت .. دعيني أوصلك البيت .) و استمرا في صمت طوال الطريق، إلى أن صادف متجراً لبيع لباس العرائس ، فنسيت الخطيبة كلّ ما كان منها، وصاحت في فرحة عارمة : (أنظرْ .. ما أجمل فستان العروس هذا .)
    وسحبتهُ من يده ودخلت . فانتصر الحب رغم الظروف القاسية التي حرمت الخطيبين من زواج قريب.

    (1)هل النص ق ق ج ؟

    هناك حدث/ الزواج ، و سرد تلاحقي، تراتبي ، في ثلاث لقطات :
    ــــ ناولته الذبلة و لم ترفع عينيها .
    ـــ لقد تأخر الوقت ..دعيني أوصلك البيت .
    ــــ ما أجمل فستان العروس هذا .
    كما هناك شخصيتان تتحاوران . الخطيب/الخطيبة و بينهما مشكلة هي الحدث .
    فضلا عن اللّغة القصصية ، و القفلة .

    (2) ما وضع السّارد ؟

    السّارد محايد، يكتفي بحكي ما يرى برؤية من خلف vision par derrière و غالباً حين يكون السّارد بهذه الرؤية، عند غير المتمكنين من القصّة ، يسقط في الهيمنة، و التّدخل في السّياق و الآراء .. و لكن هنا حافظ على الحياد التّام . تاركاً للقارئ حرية تحديد الرأي و التّقدير و الاحتمال ..و هذا جيد .

    (3) كيف تجد لغة النص ؟
    اللغة سردية قصصية مقتضبة مركزة. و إن كانت تحمل خصائص لغة القصة القصيرة ، لا الق قج .

    (4) كيف تجد القفلة ؟

    في هذا النّص قفلة ، من النّوع الذي يلغي ما استقر في ذهن المتلقي منذ البداية . فإذا كانت عملية تسليم الذبلة للخطيب إعلاناً بأنّ كلّ الحكاية انتهت . تأتي القفلة و بشكل مفاجئ لتعلن أنّ الحكاية بدأت من جديد:( وسحبته من يده و دخلت) .

    همسة : العنوان ( طفلتي ) غير مناسب، و لا دال على الحدث،و قضيته المادية . بل كأنّه وضع اعتباطاً .
    ــــــ (ما أجمل فستان العروس هذا. ) هذه جملة تعجب ( ! )
    ـ بدل ( الذبلة ) الخاتم .
    ـــ و يستحسن أن تنتهي القصة بنقط الحذف

    *


    (2) الـبديـــل

    لمْ يَشَأ ْ أنْ يُخبرَ أحداً .
    لمْ يقطعْ إجازته ، لمْ يلغ الحجز
    ، اختفى حتى جاءَ الموعد .
    وحيداً على مقعدين ِ يجلس
    . ينظرُ إلـى المقعدِ المجاور ويختبئُ خلفَ كتاب .
    هي من اختارت المدينة وهاهو الدليلُ السياحي يـأخذه إلى تلك الساحة ، ساحَـتها ، التي تهدلُ بالحمـام .
    وحيداً على مقعدٍ مزدوج ، ينظرُ لحمامةٍ حطّـتْ قـُربهُ ، يبتسمُ لها ، يُـمـسكها .. يُقبّـلها ، وبخدّه ِ يتحسسُ انسيابَ جسدها ، ينادي على الفتى بائع ِ الحُبوب ، وينثرهُ على كفه ، فتتوافد الحمامات وتحط ّ على يده وكتفه . يحس بنشوة العناق ، فيستلقي على الأرض ويهيلُ كاملَ الكيس ِعلى صدره ، فيضحكُ ، يضحكُ مِــلء قلبه .لا ينتبهُ لنداء الحافلة ،
    ودمعة ٌ لا تتسللُ إلى عينه ،
    يفرد جناحيه على الأرض
    يغرق في نشوته و ينام .

    (1) '' البديل ''. نص نثري، تقريري، مباشر. لا يستجيب للق ق ج ، فكلّ ما هو بالأحمر مجرد حشو ليس إلا ، فلو أعيدت
    صياغة ما تبقى ، مع ابتكار قفلة مؤثرة، تناسب وضع الذكريات الضّائعة .. سيستقيم الأمر .

    (2) السّارد محايد ،و لكن لا ينسج قصة، إنّما يستعرض ما كان كمادة إخبارية .

    (3) اللّغة وصفية إنشائية، لا تلائم الق ق ج ، التي تعتمد التّكثيف، و الدّقة ، و التّلميح .. و الابتعاد قدر الإمكان عن التّصريح ،الذي يميت فنّية القصّ، و
    يجعل النّص إخباراً . و إفادة، و معلومات .

    (4) ما دام النّص لم يكتب وفق أسس قصصية من البداية ..مهما كانت القفلة لن تخدمه في شيئ . و إذا تسامحنا جدلا ،و اعتبرنا النّص قصّة . ماذا تفيد قفلة كهذه (يغرق في نشوته و ينام ).كتبت لتوضح ما انتهى إليه إنسان يستعيد ذكرى حبيبة، اختارت مدينة ما، و ساحة حمام بها ... و هل هذا يؤدي لنشوة و نوم ؟ أم ترى يؤدي لأماني، و رؤى ، و تأمل ؟

    (5) عموماً النّص في حاجة إلى إعادة صياغة، و إعادة نظر. و أظنّه من أوائل ما كتب الأستاذ محمد فائق البرغوثي لأنّه يختلف اختلافاً بيناً عن نصوصه الأخيرة.
    همســـة : ـــ (وحيداً على مقعدين ِ يجلس ) عبارة ثقيلة، و غير واضحة، كيف يجلس على مقعدين ؟
    ــ (ينظرُ لحمامةٍ حطّـتْ قـُربهُ ) و الصواب : ينظر إلى ...
    ــ (لا ينتبهُ لنداء الحافلة ) لا ينتبه إلى .. ( معاني حروف الجر تختلف )

    *

    (3) قصة قصيرة جداً ،،

    نـفـدَ زادُه ، نزلَ ليتسوق،وسط البلد مكان مناسب ، حدّثَ نفسه ، وحثّ الخطى .
    رأى نصفَ رجُـلٍ يزحف بكفين ، رأى كهلا يُحدّثُ نفسه،رأى شاباً يحدث نفسه ، رأى دجلة غافية على الأرصفة، رأى عصفورين ببنطلون جينز ويحملان كتبا ، رأى عاملا وافدا يُــثـبّتُ دعائم سحابة ، رأى جثثا عاطلة عن الأمل تـُناوبُ في الجوامع ، رأى طفلين جميلين بيد أمهمها ، بيد زوجها ، رأى إمرأة بكامل قيافتها تبحث عن أقدامٍ تتعثـّرُ بها ، رأى الشمس تـَرجعُ لأطفالها ، رأى الوقت يستغيث من قـتَـلة ٍ يترصدونه ، رأى في كل التفاتةٍ قصة .. تغـفـو خلفها ألف حكاية ورواية..وهولا يزال يبحث لنفسه، يشحذ ُ لحياته...قصة قصيرةً جداً

    '' قصة قصيرة جداً'' نص في البحث عن موضوع : قاص يتحدث عن معاناته في إيجاد فكرة ، تكون موضوع ق ق ج بعد أن (نـفـدَ زادُه) ف (نزلَ ليتسوق، وسط البلد مكان مناسب ، حدث نفسه ، و حث الخطى) و توالت المشاهد، و وراء كل مشهد من حياة النّاس، و ظروفهم ، و أنماط عيشهم ..( رأى في كل التفاتةٍ قصة .. تغـفـو خلفها ألف حكاية ورواية..وهولا يزال يبحث لنفسه، يشحذ ُ لحياته...قصة قصيرةً )

    و إن كانت الأمور في الواقع ،لا تكون هكذا . القاص لا يبحث عن فكرة قاصداً متعمداً . إنما الأفكار تأتي من ذات نفسها ، و أحياناً تأتي أثناء الكتابة . لأنّها أصلا تكون قد تخمّرت مدّة من الزّمن في الذّاكرة . فحين تنط إلى الخارج تنط مكتملة ناضجة ، و كأنّها بنت اللّحظة، بيد أنّها استغرقت زمناً في المخاض .
    و لكن ما ورد في النّص، يوضح مدى ما في الحياة اليومية من أفكار . ففي الوقت الذي نشعر بفراغ الوفاض ، و جفاف المعين، تكون عشرات المواضيع أمامنا ، و أخرى في ذاكرتنا تختمر .و أخرى نفكر فيها بعمق ، و نفتقد طريقة إيصالها فنيا إلى الآخر .

    (1) هل هذا النص ق ق ج ؟

    هذا النّص أحسن من الثّاني . و إن كان المتلقي لا يعيش سرداً حقيقياً لحدث ما و تطوره ... بل استعراضاً لمشاهد من الشارع العام : رأى.. رأى .. فماذا بعد كل هذه المرائي ؟
    رأى أيضاً : (في كلّ التفاتةٍ قصة .. تغـفـو خلفها ألف حكاية ورواية.) فما اللافت في كلّ هذا، دون أن أقول الجديد ؟
    حسبَ السّارد : (لا يزال يبحث لنفسه، يشحذ ُ لحياته...قصة قصيرةً جداً )
    إذاً النص يذهب إلى أنّ : القاص، بعد أن نفدت أفكاره، خرج يبحث عن أفكار جديدة ،فوجد بين كلّ مشهد و آخر، ألف حكاية و رواية .. و لكن ظلّ في حيرة من أمره ، يبحث عن فكرة تكون ق ق ج . بمعنى آخر : البحث عن فكرة صالحة، و سط خضم الأفكار. و المعاناة في الاختيار الصّحيح .

    (2) وضعية السّارد :

    سارد محايد ينطلق من رؤية خلفية ، و يتحاشى التّدخل في الموضوع .تاركاً للمتلقي حرية التّأويل و الفهم .. و هذا جيد ..

    (3) لغة النص :

    ـ اعتماد الجمل القصيرة الواصفة .
    ـ توظيف العبارات الغرائبية و السريالية مثلا :
    رأى نصفَ رجُـلٍ يزحف بكفين ـــ رأى عصفورين ببنطلون جينز ويحملان كتبا ـــ رأى عاملا وافدا يُــثـبّتُ دعائم سحابة ـــ رأى جثثا عاطلة عن الأمل تـُناوبُ في الجوامع ــ رأى إمرأة بكامل قيافتها تبحث عن أقدامٍ تتعثـّرُ بها ـــ رأى الشمس تـَرجعُ لأطفالها .
    ــ تكرار فعل ( رأى ) 12مرة , و هذا غير جائز، و كان من الممكن الاستعاض على ذلك بفواصل أو نقطتي حذف ( ، / .. )

    (4)كيف تجد القفلــة ؟

    جاءت تحمل على التّأمل و التّساؤل : إذ كيف بعد كلّ هذه المشاهد من الحياة و من المعيش اليومي ..و التي كلّها أفكار و حكايات و روايات .. و يبقى القاص مشدوها حائراً في إيجاد الفكرة المناسبة ؟


    *

    شكرا جزيلا للقاص محمد فائق البرغوثي على النصوص الثلاثة. و إلى نص جديد يوم الأربعاء القادم بحول الله ، أستودعكم الله

    تحياتي / مسلك

    التعديل الأخير تم بواسطة مسلك ميمون ; 27/09/2010 الساعة 09:39 PM
    [align=center]http://www.hor3en.com/vb/images/smilies/004111.gif[/align]

  19. #19
    قاص / مـشـرف ق ق ج الصورة الرمزية محمد فائق البرغوثي
    تاريخ التسجيل
    11/11/2008
    المشاركات
    1,660
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)

    أشكرك أستاذنا العزيز ، دكتور مسلك ميمون ، على هذه القراءة النقدية الواعية ، شكلا ومضمونا . جوانب معتمة كثيرة سلطت الضوء عليها ، فمنحتها من ألق ابداعكم ونور تحليلكم ، ما يجعلها تختال ، مزهوة ، بين الحروف .

    مرة أخرى أشكرك على هذه الملحوظات القيمة ، المهنية العالية والموضوعية في التوجيه والتحليل ،، ويكفيني أن نصين من أصل ثلاثة حظيا باستحسان ذائقتكم ، هذا مدعاة للفخر والاعتزاز .

    يسعدني ، أستاذي العزيز ، أن أغتنم هذه الفرصة ، مستغلا هذه الحلقة التوجيهية وتواجدكم الكريم ، لإثراء بعض النقاش حول قراءتكم وتحليلكم . وسيكون لي عودة انشاءالله .

    محبتي لك ، ممتن مرة أخرى
    .

    التعديل الأخير تم بواسطة مسلك ميمون ; 27/09/2010 الساعة 09:38 PM

  20. #20
    عـضــو الصورة الرمزية أريج عبد الله
    تاريخ التسجيل
    21/06/2010
    المشاركات
    3,662
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: تنشيط قصصي رقم (2)

    الدكتور الفاضل مسلك ميمون
    تحية طيبة
    شكراً لهذا التقرير المفصل والواضح حيث أطلعنا على
    جوانب لم يتسنى لنا رؤيتها كمبتدئين .قراءة ممتعة ,
    أثرت معلوماتنا في مجال ال ق.ق.ج.
    نقاشات وآراء مفيدة .
    روح عالية من القاص محمد فائق البرغوثي في تقبل النقد.
    نتابع معك أستاذي الفاضل متشوقين لكل كلمة نقد أو نصيحة
    أو ملاحظة تمنحنا رؤيا أوضح في أكتشاف هذا الفن القصصي.
    دمت بخير وسلام
    أختكم أريج العراق


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •