آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: في ذكرى أحداث سبتمبر: بقلم العالم الياباني : د. ناوكي كومورو

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية إبراهيم عوض
    تاريخ التسجيل
    21/12/2007
    المشاركات
    828
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي في ذكرى أحداث سبتمبر: بقلم العالم الياباني : د. ناوكي كومورو

    في ذكرى أحداث سبتمبر
    بقلم العالم الياباني : د. ناوكي كومورو
    ترجمة : ميسرة عفيفي


    بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك وواشنطن، إمتلأت السوق اليابانية بكتب كثيرة تتحدث عن الإسلام. كتابات عن تجارب شخصية، وكتابات لمخضرمين وخبراء، الكثير منها يستحق الاطلاع عليه. ولكن لا يمكن لنا القول إن تلك الكتب قد نجحت في توضيح جوهر الإسلام الحقيقي.
    حتى لو كانت المعلومات التي توفرها كتب التجارب الذاتية والتقارير واقعية، إلا أنها لا يمكن أن تعبر عن الحقيقة. المعلومات التي تخبرنا بها التجربة الذاتية، إذا لم يتم دراستها والتأكد منها بطريقة "علمية" لا يمكن القول إنها "صحيحة".
    جوهر العالم الإسلامي، يتم توضيحه فقط من خلال دراسة الدين الإسلامي عن طريق "علم مقارنة الأديان الاجتماعي". لأن العالم الإسلامي هو المجتمع الذي يؤمن بالدين الإسلامي.
    في الدين الإسلامي الدين هو الشريعة .. هو القانون.
    حسناً ما هي تلك الشريعة إذن ؟
    الشريعة بيعة مع الله. البيعة مع الله هي الفرض الديني، وهي تقاليد المجتمع، وهي قوانين الدولة. اتحاد هؤلاء الأربعة في شيءٍ واحد هو الأمر المثالي في الأديان، والإسلام هو الذي يحقق ذلك تماما.
    بالنسبة للمسلمين الالتزام بالشريعة يرتبط مباشرة بالإيمان بالله. يصل المسلم من خلال الالتزام بالشريعة القانون، إلى حالة الآمان النفسي الكامل والطمأنينة التامة.
    في حين أن المسيحية ليس بها شريعة، وليس لها نموذج للأخلاق. يحتاج المؤمن بدين مثل المسيحية إلى بذل جهوداً خرافية لكي يستطيع مواصلة الإيمان بها.
    رغم أن الإسلام والمسيحية من أديان التوحيد، إلا أن الذي بينهما كالذي بين الأرض والسماء.
    الإسلام يختلف تماما مع المسيحية في أنه لا توجد به الخطيئة الأصلية، ولا فداء المسيح للبشر بتحمله ذنوبهم، ولا عقيدة الثالوث المقدس، ولا نظرية القدر المسبق (الجبرية المطلقة)، ولا عقيدة مريم أم الله .. إلى آخره من تعاليم دينية غاية في الغرابة والشذوذ.
    خلاصة التعاليم في الإسلام يمكن إيجازها في كلمة "التزم بأوامر الله"، ولا توجد به تعليمة ولو واحدة تستعصى على الفهم. فهمه سهل للغاية لأي شخص.
    وأعتقد أن انتشار الإسلام بتلك السرعة في العالم هو أمر منطقي تماما.
    ففي حوالي مئة عام من الزمن بعد موت النبي محمد، حكمت الدولة الإسلامية مساحات أكبر وأوسع مما كانت تحكمه الإمبراطورية الرومانية في أوج ازدهارها. في تلك الدولة الكبرى قام الإسلام بدمج سكان المناطق المحتلة في انسجام وتوافق، ووصلت بغداد عاصمة الإمبراطورية الإسلامية إلى أقصى درجات الازدهار لتصبح المركز التجاري والاقتصادي للعالم أجمع. وتطورت القوة الإنتاجية وتراكمت الثروة ووصل النظام النقدي للاقتصاد إلى ذروة عالية.

    الياباني حتى لو درس تاريخ أسيا أو تاريخ أوروبا، فهو لا يعرف شيئا عن تاريخ الشرق الأوسط أو بمعنى أصح تاريخ الإسلام. رغم أن الإسلام كان بحق محور تاريخ العالم لما يزيد عن الألف عام. تلك العظمة والشموخ لم تصل إليها حتى إمبراطورية الصين، وإذا نظرنا إلى أوروبا في الفترة ذاتها، فقد كان الجرمان ما زالوا شعب همجي قذر.

    لقد أعطى عصر الاستكشافات الكبرى وكذلك عصر النهضة والتنوير أوروبا فرص عظيمة لكي تتقدم نحو العصر الحديث، ولكن كلاهما لم يكن من الممكن حدوثه بدون قيادة الإسلام الثقافية. العالم بأكمله مدينا للإسلام، ليس فقط بالأرقام العربية، ولكن العرب هم من أسسوا أغلب العلوم بداية من علم الجبر وعلم الفلك وعلم الكيمياء ووصولاً إلى أبحاث ودراسات الفلسفة والفكر اليوناني والروماني.
    عدم وفاء الغربيين، الذين نسوا تماما كل ذلك، هو السبب الأصلي للصراع بين الإسلام والغرب.

    عودة "العالم" إلى القرون الوسطى

    ولكن هذا الإسلام السابق شرحه، يبدو أنه عصي على عملية "التحديث".
    فالإسلام لم يستطع الاندماج مع الرأسمالية الحديثة والديمقراطية الحديثة والقوانين الحديثة والدولة الحديثة .. إلخ.

    من قديم الزمان وهناك ما يشبه الرأسمالية (رأسمالية أولية). لم تكن الثروة فقط هى التي تراكمت وتضخمت في الإسلام، فلقد أسس التجار المسلمون نظاما اقتصاديا يحتوي على عملة نقدية وحوالة الأمانة المؤجلة الدفع، وحتى نظام الشيك المالي. فالمسلمون هم الذين تشرّبوا تماما تاريخ اليونان والرومان.

    أصبحت أفكار الحرية والمساواة بين جميع البشر هي الأمر الطبيعي في الإسلام بعد ظهور النبي محمد. ولكن مع الأسف حين يصل الأمر للديمقراطية الحديثة يستعصى الأمر على الإسلام.

    إذا تحدثنا عن القوانين، فهي أكثر المجالات التي يتفوق فيها المسلمون. ففي العصر الذي لم يكن في أوروبا كلها شيء يشبه القانون ولو من بعيد، كان لدي المسلمون نظام قانوني عظيم. ورغم ذلك، إذا حاولنا إدخال القوانين الحديثة على الإسلام ينهار كل شيء فجأة ويصبح غير قابل للعلاج.

    في الأصل هناك سبب ما يجعل العالم الإسلامي غير قادر على التعامل مع فكرة الدولة القومية الحديثة. فما يطلق عليه المسلمون اسم "دولة" هو في الأصل شيء بعيد تماما عن مفهوم "الدولة القومية الحديثة"، ولا يعدو أن يكون مجرد ولاية أو إقطاعية (في عصر ما قبل الدولة الحديثة).

    حسناً لماذ يحدث ذلك ؟!
    كلما حاول المسلمون عمل "تحديث" يتحول كل شيء في الحال إلى حطام. رغم أنهم في عصر ما قبل الدولة الحديثة كانوا عظماء أجادوا في كل المجالات.
    وحتى عندما وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ووقعت المواجهة مع أمريكا نجدهم قد عادوا القهقري إلى القرون الوسطى لا بل إلى ما قبلها من قرون.
    ينطلق فجأة وحش مهول غير خاضع لأي سيطرة يطلقون عليه "الأصولية". لا بل أن تلك "الأصولية" ومنذ رحيل النبي محمد وهي مُعَدّة لكي تنطلق فورا عند تماسّ الإسلام مع العالم الخارجي.

    ولكن على الجانب الآخر أمريكا كذلك عندما يكون الطرف الآخر من المواجهة هو الإسلام نجدها تعود هي أيضا إلى القرون الوسطى فجأة.
    أحد خصائص الديمقراطية الحديثة وخلاصتها هو المبدأ العظيم "المتهم برئ حتى تثبت إدانته". وكذلك مبدأ "لا عقوبة بدون جريمة" (بمعنى أنه لا يمكن الحكم بعقوبة قضائية بدون وجود جريمة واضحة ومحددة المعالم"، هو مبدأ عظيم آخر لا يمكن للديمقراطية الحديثة الاستغناء عنه. والولايات المتحدة الأمريكية هي ذاتها التي سبقت كل الدول الأخرى في بذل الجهود من أجل تطبيق هذين المبدأين العظيمين.
    هذه النقطة بالذات التي كان من المعتقد أن أمريكا تفخر بها. ولكن ما حدث بعد وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وإرسال أمريكا لجنودها إلى ساحال المعركة كان مفاجأة كبرى.
    ألم يقل الرئيس بوش لجنوده : "إذا أمسكتم ببن لادن، اقتلوه على الفور" ؟!
    للأسف الشديد لم تنتبه أغلبية الشعب الأمريكي بعد إلى مدى ما يمثله هذا القول من كارثة كبرى.
    حتى لو سلمنا بوقوع جريمة اعتداء إرهابية، ولكن حتى هذه اللحظة، لا يزيد الأمر عن مجرد اشتباه لفظي. ولم يتم العثور على أي دليل أو برهان مادي، والأمر مجرد قرائن استدلالية تعتمد على التخمين. ولا يوجد حتى هذه اللحظة أي قانون في القوانين الحديثة يسمح بمحاكمة مثل هذا "الجاني". ما حدث يمكن اعتباره "قانون القوة". وكما هو معلوم تاريخيا، أمريكا كانت أكبر المعارضين لتطبيق القانون بالقوة الغاشمة.
    لذا يمكن اعتبار أن أمريكا تتجه تدريجيا للعودة إلى القرون الوسطى.

    يجب علينا جميعا الانتباه إلى أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تلاها من إرسال أمريكا لجنودها إلى القتال هو في أصله "حرب دينية". وقبل ذلك يجب علينا أن نعلم أن أمريكا عي عبارة عن دولة دينية عملاقة.
    لا يوجد حتى الآن شخص أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية بدون أن يقسم بوضع يده على "الإنجيل".
    هل من الممكن أن يسمح الشعب الأمريكي لشخص وضع يده على القرآن ليقسم بأن يصبح رئيسا، ويتركون له حرية الضغط على زر إطلاق القنابل النووية ؟!
    في أمريكا إذا لم يتم مدح السياسي بأنه مسيحي متدين، لا يمكنه الفوز في الانتخابات. إن أمريكا دولة دينية حتى النخاع.
    في الأصل المسيحي لا يحس بأي إحساس بالذنب لقتله أو إبادته غير المسيحي (لنتذكر فقط ذبح وإبادة السكان الأصليين في أمريكا، وإلقاء العبيد في عرض البحر أثناء نقلهم، وأسقاط القنابل الذرية على اليابان). أتباع ديانات التوحيد في العموم لديهم نزعة إلى إقصاء الآخر، ولكن الأشد والأنكى في ذلك هم المسيحيون.
    بسبب تكرار الصراع العنيف والطويل مع العالم الإسلامي، فالمسيحيون لا يعلو عليهم أحد في الجهل بالإسلام وسوء الفهم له. بل أن ذلك الأمر لا يقتصر على العامة فقط، السياسيون أيضا تسيطر عليهم خرافات مرعبة عن الإسلام.

    هناك اتجاه يرى في القتال بين أمريكا والإسلام "صدام حضارات"، ولكن ذلك التحليل لا يصيب كبد الحقيقة.
    أنا أعتقد أنه يجب تسميته "صدام الأديان"، لا .. بل الأصح هو أنه "صدام أديان التوحيد".

    لكن الأمر المحزن والمؤسف أنه لا يوجد شعب أجهل من الشعب الياباني بالأديان. فالشعب الياباني ذاته هو الذي نزع مقومات الديانتين البوذية والكونفوشيوسية. لذا يمكننا القول إن فهم هذا الشعب لديانات التوحيد هو أمر ميؤوس منه.
    ولكن في هذا العصر وفي المستقبل إذا لم تفهم الأديان لن تستطيع فهم العالم. مفتاح فهم ومعرفة العالم هو الأديان. ولذا يرى الكاتب أن معرفة الإسلام من خلال "علم مقارنة الأديان الاجتماعي" هو الترياق.

    إذا فهمت الإسلام فهمت العالم.


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية نجيب بنشريفة
    تاريخ التسجيل
    05/06/2010
    المشاركات
    1,324
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: في ذكرى أحداث سبتمبر: بقلم العالم الياباني : د. ناوكي كومورو


    .
    .
    .
    أستاذ ابراهيم عوض

    عندما سمعت حادثة الحادي عشر من سبتمبر قلت لمن كان

    معي امريكا جرحت والدب المجروح يخبط خبط عشواء

    وكذلك كان وذالك ما عشناه

    .
    .
    .
    أدام الله عطاؤك

    ويراعك
    .
    .
    .
    تحياتي
    .
    .

    .
    .
    .
    .


  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية إبراهيم عوض
    تاريخ التسجيل
    21/12/2007
    المشاركات
    828
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: في ذكرى أحداث سبتمبر: بقلم العالم الياباني : د. ناوكي كومورو

    الصديق الكريم الأستاذ بنشريفة، كل عام وأنت طيب، وشكرا على كلمتك الكريمة، التى هى حق الصديق أ. ميسرة عفيفى، فهو مترجم المقال عن اليابانية، التى يتحدثها ويكتب بها بسبب معيشته فى اليابان واقترانه بسيدة يابانية، فقد فوجئت برسالة منه فى العيد بعد انقطاع طويل نسبيا، ومع الرسالة هذا المقال، فقكرت فى تحيته بنشر المقال هنا. مرة أخرى كل عام وأنت طيب، ولك تحياتى ومودتى.


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •