آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: العدل وتعدد الزوجات !

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية أحمد مليجي
    تاريخ التسجيل
    23/08/2010
    المشاركات
    249
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي العدل وتعدد الزوجات !

    العدل وتعدد الزوجات !
    أحمد محمد أحمد مليجي
    من المعروف أن الإسلام أحل للرجل الزواج بأكثر من امرأة, ولكن الإسلام أيضا اشترط العدل في المعاملة بينهم في كافة الحقوق والواجبات والرعاية الزوجية اللازمة مع كافة زوجاته دون تفضيل زوجة عن الأخرى, كما قال سبحانه وتعالى في سورة النساء الآية (3) ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا( فالعدل المقصود في هذه الآية الكريمة هو العشرة والقَسْمة بين الزوجات، فإن لم يستطع الزوج العدل بينهن يجب عليه أن يُقتصر زواجه على زوجة واحدة؛ لذا كان تعدد الزوجات مشروطا بالاعتدال في معاملة الزوجات وإعطائهن كافة حقوقهن الشرعية من طعام وسكن وكساء ونفقة ومبيت،إذن هناك قواعد أساسية فرضها الإسلام في هذا الشأن يجب على الإنسان المسلم الالتزام بها وتنفيذها بدون تهاون ويجب عليه أيضا أن لا يتخطي حدودها, لذا على الزوج عدم التسرع في هذه الخطوة ويفكر جيدا قبل اتخاذ قرار الجمع بين أكثر من زوجة, ولا يقدم عليها إلا إذا كان قادرا على أقامة العدل بينهم, فالتسرع والجهل في الدين وعدم إقامة العدل بين الزوجات, قد يؤدي إلى ضرب استقرار حياة الأسرية التي كان ينعم بها مع زوجته الأولى قبل زواجه من أخرى خاصة إذا كان لديه أبناء , فيندم كثيرا عندما تنقلب حياته رأسًا على عقب وتصبح مشكلاته مع زوجاته هماً كبيراً في حياته, فعندما نتكلم عن العدل والمساواة بين كافة الزوجات في الحقوق والوجبات الزوجية, لابد أن نتخذ من رسولنا الكريم وقدوتنا صلى الله عليه وسلم منهجا أساسيا في كافة تصرفاتنا وأفعالنا في هذا الأمر, فقد ضرب لنا مثلا عظيما صلى الله عليه وسلم في المعاملة وإقامة العدل بين زوجاته عندما كان حريصا على رعاية كافة زوجاته وإعطائهم كافة حقوقهم الشرعية حتى قبل وفاته صلى الله عليه وسلم فعند مرضه الذي توفي فيه كان يُطاف به محمولاً على بيوت أزواجه، إلى أن استأذنهنَّ أن يقيم في بيت عائشة، فأذنَّ له .
    وهناك أمور أخرى قد يجد الإنسان نفسه عاجزا عن التحكم فيها وخارجة عن إرادته عندما يميل قلبه إلى زوجة أكثر من الأخرى وهو الميل العاطفي الذي لا يحاسب عليه ,قال المولى عز وجل في سورة النساء ( وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (129), في تفسير ابن كثير عن هذه الآية الكريمة يقول نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة " وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْن النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ " فِي عَائِشَة رضي الله عنها يَعْنِي أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُحِبّهَا أَكْثَر مِنْ غَيْرهَا كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد وَأَهْل السُّنَن عَنْ عَائِشَة قَالَتْ : كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِم بَيْن نِسَائِهِ فَيَعْدِل ثُمَّ يَقُول " اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِك فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِك وَلَا أَمْلِك " يعني القلب,أما فيما جاء في تفسير ابن كثير من َقَوْله " فَلَا تَمِيلُوا كُلّ الْمَيْل أَيْ " فَإِذَا مِلْتُمْ إِلَى وَاحِدَة مِنْهُنَّ فَلَا تُبَالِغُوا فِي الْمَيْل بِالْكُلِّيَّةِ " فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ " أَيْ فَتَبْقَى هَذِهِ الْأُخْرَى مُعَلَّقَة عن أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ كَانَتْ لَهُ اِمْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة وَأَحَد شِقَّيْهِ سَاقِط " وَهَكَذَا رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد وَأَهْل السُّنَن مِنْ حَدِيث هَمَّام بْن يَحْيَى عَنْ قَتَادَة بِهِ . وَقَالَ التِّرْمِذِيّ إِنَّمَا أَسْنَدَهُ هَمَّام وَرَوَاهُ هِشَام الدَّسْتَوَائِيّ عَنْ قَتَادَة قَالَ : كَانَ يُقَال وَلَا يُعْرَف هَذَا الْحَدِيث مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ حَدِيث هَمَّام وَقَوْله " وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّه كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا " أَيْ وَإِنْ أَصْلَحْتُمْ فِي أُمُوركُمْ وَقَسَمْتُمْ بِالْعَدْلِ فِيمَا تَمْلِكُونَ وَاتَّقَيْتُمْ اللَّه فِي جَمِيع الْأَحْوَال غَفَرَ اللَّه لَكُمْ مَا كَانَ مِنْ مَيْل إِلَى بَعْض النِّسَاء دُون بَعْض .

    صحيفة الاقتصادية
    http://www.aleqt.com/2009/11/26/article_306878.html


  2. #2
    شاعر
    نائب المدير العام
    الصورة الرمزية عبدالله بن بريك
    تاريخ التسجيل
    18/07/2010
    العمر
    62
    المشاركات
    3,040
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: العدل وتعدد الزوجات !

    الدكتور المحترم أحمد مليجي :

    أحسنتَ سيدي الكريم في تفصيل الموضوع , و الإحاطة بكل جزئياته..

    فعلا فالقرآن الكريم جزم صراحة أن العدل بين الزوجات مستحيل..


    تقبل فائق تقديري.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •