Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
فنون مكنت من ذيوع "الرّوح القومية" عند العرب

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: فنون مكنت من ذيوع "الرّوح القومية" عند العرب

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية علجية عيش
    تاريخ التسجيل
    29/09/2008
    العمر
    58
    المشاركات
    298
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي فنون مكنت من ذيوع "الرّوح القومية" عند العرب

    المأثورات الشعبية أو " الفلكلور" من الرّيادة إلى الانحدار

    ( الفلكلور في الجزائر نموذجا )


    إن عالـَم اليوم مهما حاول تخطي آفاق الماضي مخلفا وراء ظهره هذه الآفاق لا يمكن له أن يفصم وحدة الحياة، و إذا كان ليس في ألإمكان أن يعيد التاريخ نفسه فإن التاريخ ليس ابن ساعة ، إنه استمرار متلاحق في تطور أبدي لنواة واحدة هي الإنسان أسمى ما في الوجود، فهي إذن تعبير تقليدي لمشاعر و أفكار هذا الإنسان، إنها تنطلق معه عبر التاريخ في استمرار متلاحق و تطور ابدي في إطار أصالته و عاداته و تقاليده الموروثة


    نشأة الفلكلور

    المطلع على حياة الإغريق و الرومان و الفراعنة و حتى العرب يقف على العادات و المعتقدات و الخرافات و الأساطير و فنون التعبير و غير ذلك من مأثورات الأقدمين و يكفي أن نقف على أبواب كثيرة من النوادر و الأمثال و الأغاني أيضا..، فمنذ مرحلة ما قبل التاريخ كانت مأثورات الفن الشعبي تعرف رواجا و كانت مصدر إلهام لنفر من كبار أعلام الفن و لهذا السبب يذهب دارسوا الفنون الشعبية إلى أن الاهتمام و الانشغال ببحثها من أجل الحفاظ عليها و استمراريتها لاسيما و هذه الفنون مكنت من ذيوع الروح القومية، ولد هذا الاهتمام مع بداية القرن التاسع عشر من خلال تحول ألأنظار إلى دراسة حياة ألإنسان العادي و طبائعه و تقاليده الموروثة و فنونه، لكنها اليوم تكاد أن تصبح نسيا منسيا يعدما تخلى الإنسان عن هذا الموروث و أصبح يقلد كل ما هو عصري حتى لو كان مخالفا لعاداته و تقاليده تاركا الأمور لبأس الحياة الحديثة، باستثناء مجموعة ممن زادهم اجتهادهم العاطفي في إحياء هذا التراث من علماء التاريخ و الحضارة و اللغة فتحدثوا إلى الناس عن المأثورات الشعبية نتج عن هذا الاجتهاد ظهور حركة علمية بعيدة الآثار هي حركة الفولكلور و التي تسمى بالمأثورات الشعبية..

    لقد بدأت حركة الفلكلور تعرف طريقها إلى النور مع نهوض العلوم اللغوية و الاجتماعية منذ أوائل القرن التاسع عشر الميلادي و استحدث العلماء نظريات جديدة و مناهج للبحث لم تكن معروفة، و يعتبر العلماء ألألمان الذي قادهم الأخوان يعقوب و ويلهيلم جريم أصحاب الفضل في وضع أسس الفلكلور بانصرافهم إلى مأثورات الشعب الألماني يجمعان ألأقوال السائرة و الحكايات الدارجة و الخرافات و الأساطير و يدرسانها، و كانت دراساتهما من باب الواجب القومي و حب الوطن، و كان أنصار هذان الألمانيان من علماء اللغة و الدراسات القديمة متأثرين بذيوع الفكرة الوطنية لذلك تركز اهتمامهم في تلك الفروع من الثقافة الشعبية، التي كانوا يرون أنها امتداد لروح الشعوب، و جاء من بعدهم عالم انجليزي هو وليام جيمس توماس w.j. tome ، الذي وضع أول نقطة البداية في علم الفلكلور من خلا ل المحاضرة التي ألقاها عام 1846 تحت عنوان : " ثروة الثقافة المتوازنة بين أفراد الشعب" بلندن أوضح فيها معنى كلمة فلكلور و طريقة استخدامها للدلالة على ألآثار الشعبية القديمة، و في عام 1878 تأسست جمعية الفلكلور بلندن كتصدي للحاجة التي كان يشعر بها أولئك الذين وهبوا جهودهم و طاقاتهم في سبيل إرساء قواعد هذا العلم و تثبيت أسسه، و توصل أعضاء الجمعية إلى أن الفلكلور هو علم المأثورات narrative و العادات customs و التقاليد traditions يضم إلى ذلك كل العقائد الخرافية و الأوهام و التطيرات و الفؤول و اللغة الشعبية و معارف الشعوب القديمة، و من هنا ظهرت المدرسة الإنجليزية ثم تبعتها المدرسة الإنتروبولوجية التي جعلت هدف دراساتها الرجل الساذج البسيط المتعلق بهذه المأثورات سواء أكان بدائيا أم متحضرا، و اعتبرته المادة الخام التي تنبع منها أصول علم الفلكلور ، حيث عمدت هذه المدرسة إلى جمع المأثورات الشعبية و دراستها و تسجيل صر الحياة الشعبية بالتصور و الرسم و الوصف المكتوب و تسجيل ألأغاني بالكتابة العادية ثم رسمها بالطريقة الخاصة بعلم الأصوات phonétic ووصف الحركات الراقصة معتمدة على مناهج خاصة، و استمرت هذه الدراسات إلى أن اعترفت الجامعات بعلم الفلكلور و هذا في سنة 1888 حيث بادرت جامعة هيلسنكي إلى إدراج هذا العالم في ملحقها و تبعتها في ذلك جامعة السويد و النرويج و الدنمارك و ألمانيا و بلجيكا و النمسا و غيرها، و لم يتوقف هذا العلم عند حدود الدراسة بل خصصت له المتاحف و أقيمت من اجله المعارض و المؤتمرات حتى أصبح ظاهرة ثقافية عالمية منتشرة في الشرق و الغرب، و بعد اعتراف عصبة الأمم بهذا العلم عقد أصحابه أول مؤتمرهم الدولي للفنون الشعبية تحت رعاية المعهد الدولي للتعاون الثقافي، و نجحوا في إنشاء اللجنة الدولية للفنون و التقاليد الشعبية، غير أنه بعد سنوات من الرحب العالمية الأولى بدأ هذا العلم يعرف نوعا من التراجع، و خلال سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية ارتفعت أصواتا من جديد تثير ضجة لإحياء العالم من أجل إحياء هذا الفن و صيانته و تطويره ..

    أما عند الرعب فقد بدأ ت الفنون الشعبية تعرف رواجها مع مطلع القرن العشرين ، فانتشار الحضارة العربية في أنحاء العالم القديم أنشأ بيئة ثقافية جامعة تنصهر فيها ميراث الحضارات القديمة الأسيوية ، الأفريقية و ألإغريقية، و تشير الدراسات التاريخية أن تاريخ الحضارة العربية حافل بمجموعات الأدب الشعبي كـ: "ألف ليلة و ليلة" و سيرة عنترة ابن شداد و الظاهر بيبرس و سيف بن ذي يزن و الهلالية..الخ ، كما يحفل الأدب الشعبي العربي بالأزجال و الأمثال الدراجة كذلك و كل فنون التمثيل بالخيال و الدمى و فنون التشكيل و الموسيقى..

    لقد انتبه المؤرخ عبد الرحمن ابن خلدون إلى خطر أد اللهجات الدارجة فقعد له فصلا في مقدمته الشهيرة و دعا صراحة إلى النظر الدقيق في فنون القصائد و الأزجال و الموالي، و يأتي بعده رفاعة رافع الطهطاوي الذي كان له دور كبير في عملية الترجمة و منه كتابه الشهير " قلائد المفاخر في غريب عوائد الأوائل و ألأواخر" و هو كتاب مترجم عن كتاب بعنوان " دائرة العلوم في أخلاق الأمم و عوائدها" مكتوب بالفرنسية لصاحبه ( دينج) و هو يحكي عادت الشعوب في المأكل و الملبس و الزيّ و الرقص و اللعب و الخرافات و غير ذلك، كما يقف المهتمون بالفنون الشعبية مع جهود محمد عياد الطنطاوي المتوفي عام 1861 و الياس بن يقطر السيوطي المتوفي عام 1821 ، عندما وضعا كتبا في العامية و نشرا بعض النماذج من الأشعار و الحكايات و هي كلها للعلامة أحمد تيمور جاءت على هامش دراساتهم و أبحاثهم اللغوية و الأدبية..


    تعريف الفلكلور و مدلوله

    لقد صاغ العالم ألإنجليزي وليم جيمس تومز هذه الكلمة من لفظين هما: فولك folk بمعنى الشعب أو الصنف من الناس، و لور lor بمعنى الحكمة، و كان معناها عند إعلانها غامضا غير محدد، و الفلكلور له تسميات عديدة منها الفنون الشعبية أو المأثورات الشعبية، و الفنون الشعبية تعبير جرى في اللغات العالمية ثم العربية ليقابله جان "التراث الشعبي"، أما المأثورات الشعبية فهي الترجمة التي \اقرها مجمع اللغات بالقاهرة لكلمة فولكلور ..

    و الذين يدرسون هذا العلم يقرون على انه يشمل التقاليد و العادات و العقائد والفنون و الآداب و الصناعات و ألأزياء الشعبية فهو يستغرق الحياة الشعبية بتراثها الروحي و الفني و ألأدبي و التاريخي، و أطلق عليه المولعين به اسم "الأدب الشعبي" و آخرون أطلقوا عليه اسم الفن الشعبي، و رغم الصراعات التي قامت حول تعريف هذا افن و إعطائه اسمه الحقيقي غير أن الأغلبية تؤكد أن الفلكلور علم "تاريخي" كونه يلقي الضوء على ماضي الإنسان، و يريد أن ينشئ التاريخ الفكري للإنسان أو ماضي قبيلة سكنت مكانا نما من المعمورة، ما يمكن قوله هو أن "الفلكلور هو ابن الحركة الرومانسية التي أسسها يعقوب جريم" في الغرب و الذي أرسى له قواعد منهاجه في كتابع العظيم " الميتودولوجية الألمانية"


    أقسام الفنون الشعبية صفاتها و خصائصها

    "الأغنية الشعبية نموذجا"


    تقتصر الفنون الشعبية على التعبيرات الروحية و هي فنون ألأدب الشعبي و الموسيقى و الأغاني و الرقص، و منه من يراها أنها تقتصر على فنون الرسم و النحت و النقش و كل الصناعات الشعبية الأخرى بما فيها الفنون التشكيلية، و بالأخذ بأغاني المناسبات نقف على أن هذه الأغاني تعود إلى قرون سابقة تذكرنا بحياة عاشها الأجداد و أنشئوا في ظلها لغة للتخاطب سواء بالعربية الفصحى أو اللغة الدارجة ( العامية) ، و يؤكد المختصون أن صفة العراقة لا يعني أن الفنون الشعبية مادة ميتة لا روح فيها و لا قيمة لها بل العكس فهي جارية الاستعمال اليومي كونها ملك للجماعة و أسلوبها خلاصة عادت الشعب في التعبير عن نفسه التوقيع الحركي و التوقيع النفسي..

    والأغنية الشعبية أو الموسيقى الشعبية انقسمت بعد الهجرة الأندلسية إلى قسمين : موسيقى كلاسيكية و موسيقى شعبية و هذه الأخيرة تنقسم بدورها إلى قسمين هما: موسيقى عروبية و موسيقى فلكلورية، و يشر المختصون أن الموسيقى الشعبية هي مزيج من غناء و رقص و شعر، و بذلك يطلقون علي الأغنية الفلكلورية اسم ( الراقصة، أو الأغنية البدوية)..، و بالرغم من أن الأغنية الشعبية مجهولة النشأة و الهوية و لا يعرف مؤلفها، كونها ظهرت بين الناس أميين في ألأزمان الماضية و كانت وليدة الارتجال، أي أن نظمها يكون غالبا من نوع الزجل و الكلام العامي و اللهجة العامية مع تهذيب الألفاظ، و كتبت كلماتها بلغة التخاطب الدارجة، فقد ألف الغناء الشعبي عند العرب ثروة وطنية كبرى غير أنها لاقت الكثير من ألإهمال من قبل المؤرخين القدامى، و ذلك اعتقادا منهم بأن الغناء الشعبي لا يستحق منهمك كبير اهتمام، كما أهمل المؤرخون الدور أي قدمه هذا النوع من الغناء المليء بالحكم و الأمثال الذي جعل الشعب يخلد حياته في أغانيه، فكانت لوحات تصور مختلف أوجه الحياة، لدرجة أن الأغنية الشعبية كانت دوما رفيقة حياة ذلك ألإنسان في بيته و حقله و مرعاه و معبده، فصورة روح الشعب و ظلت تلعب هذا الدور و صارت مع مر الزمن تشكل إرثا وطنيا، لأنها كانت أكثر الأغاني انفعالية، وانفعالاتها كانت بسيطة خالية من المشكلات و الصراعات.

    و من ألوان الأغنية الفلكلورية نقف على: "الأهزوجة" تسمى بالأغنية الخفيفة ، و تمشي هذه ألأغنية بالدف و المزمار، و تعتبر الأغنية الخفيفة من أقدم الأغاني الفلكلورية ، إلا أنها لاقت هي الأخرى إهمالا كبيرا و لم يعنى بتلحينها تلحينا فنيا متقنا كسواها من أنواع الغناء كونها كانت قديما من أغاني "النساء" رغما ما كانت تتركه من اثر خلقي و سياسي للشعب، كما نقف على الأغنية "البدوية"، و الحديث عن هذا النوع من ألأغاني ( البدوي) يجعلنا نقف كذلك على النزعة الفردية التي تميز ابن الصحراء، لقد أخذت ألأغنية البدوية من ابن الصحراء أكثر مما أعطته ، لأن الطبيعة سلطت عليه سيف الشظف و المرارة و القسوة و لكنها وقفت عاجزة أمامه عندما أضفى على الحياة معاني سامية، مثل الكرم و الوفاء بالعهد و النجدة و ما إلى ذلك من الشيم و المناقب، و بال غم من أن الطبيعة جعلت من حياته معركة دائمة و مستمرة، فإن هذا المعركة كونت شخصية ابن الصحراء و جعلت منه فارسا لا دنيا له سوى المفاخر، حيث صبّ ابن الصحراء كل مشاعره في أغانيه فكانت رومانتيكية الطابع في رقتها و خشونتها و لينها عنفها، فقد يتصور ابن الصحراء عالما بجون امرأة و لكنه لا يمكنه أن يتصور عالما بدون شيم و مناقب..



    الرقص الشعبي أو "الأغنية الراقصة"

    و نقف إلى جانب الأغنية الشعبية مع الرقص الشعبي، و هو نوع وجد فيه الإنسان القديم صورا لطلاسمه في الرقص، فأضفى عليه طابع القدسية، و كان يتقرب إلى الآلهة بهذا الفن حينما كان يستجديها الغيث و يعوذ بها من الأرواح الشريرة و يؤوب إليها بالشكر، فكان الرقص في الماضي عبارة عن صلاة و كان العرب يتبركون به عند خروجهم إلى الحرب و الغزوات..

    و الرقص الشعبي في محتواه و شكله و لونه صورة عن تاريخ عريق لفن تجلت فيه المشاعر و ألأفكار في حركات موقعة منسجمة ، يحمل في ذاته أشياء قديمة، لكم تكن مجرد حركة متموجة و إنما كانت رمزا لمعتقد و فكرة، و يضرب الباحثون في مجال الفنون الشعبية مثالا عن هذا النوع من الرقص و هو يسمى برقصة "الحلقة " و هي تعتبر من أعرق الرقصات، كانت في بادئ الأمر ترمز إلى عبادة الإنسان للشجرة الخيّرة المثمرة، و كان الإنسان يلتف حولها مع ذويه في حلقة و يدور مبتهلا مقدسا، و هناك رقصة أخرى تسمى رقصة البطن، و هي رقصة ترمز إلى آلام الأمومة، و هي كذلك منتشرة بكثرة في الجزائر عند الشاوية ، كل هذه الرقاصات التقليدية كان لها جوها الرمزي الذي عاشته..



    لفلكلور في الجزائر

    مدرسة رابح درياسة استمدت ألحانها من التوانسة و المراركة


    ربما آن الأوان التفكير في كتابة التراث الجزائر الشفهي المهدد بالاندثار لعدة عوامل أهمها النسيان و التعلق بما تبثه القنوات الفضائية ( قنوات الغزو الفكري)، أصبح فيها الشعب الجزائري شعب بلا هوية، لأنه قطع الصلة بينه و بين ماضيه


    في الجزائر ترتكز الموسيقى الفلكلورية على مختارات شعرية شعبية يؤلفها شعراء غنائيون، يمثلون الموسيقى الشعبية أحسن تمثيلا ، و هم في الأصل فنانون شعبيون محترفون تتشكل منهم جوقة صغيرة تتألف من " القصّاب"، و هي لفظة عربية فصيحة و هو العازف على الناي، و الفنانون الشعبيون يطلق عليهم " العُرَفـَاءْ" و هم سادة القوم في الحفلات و الأعراس يتخذون من المزمار و الدف آلات لهم يطربون بها الناس، و فن هذه الفرقة عريق جدا ينتمي أصلا إلى الفلكلور الجزائري من هذه الفرق نذكر : (عيسى الجرموني) ، و للعرفاء ثياب خاص بهم يرتدونه أثناء العزف في الحفلات و هو عبارة عن عباءات جزائرية بيضاء اللون، ذات أكمام طويلة و فتحتين جانبيتين و أحزمة خاصة عريضة، و العرفاء يؤدون أعمالهم الفنية و هم يدورون و يتحركون قائمين، و يسمون عندنا في الجزائر ( الرَّحَابَة ) ..

    والأغنية الشعبية في الجزائر منتشرة عبر أنحاء الوطن في العاصمة و في الغرب و الجنوب، فالأغنية الشعبية في العاصمة يمثلها الحاج العنقى ، و الفن الشعبي الصحراوي يمثله خليفي أحمد أحسن تمثيلا و قد نجح هذا الأخير في أدائه لصوته القوي الصدى و إخلاصه في ألأداء و شدة انفعاله في الأغنية، أما في وهران تمثل الأغنية الشعبية مدارس كثيرة مختلفة أبرزها مدرسة الشيخ حمادة و في أقصى الغرب الجزائري ( ندرومة، وتلمسان) نقف مع الشيخ غفور و أغنيته ( أنا في جمال)، و ( قلت لها ولفي مريم) و هي أغاني مشهورة على المستوى الوطني كله، بالإضافة إلى مدرسة رابح درياسة و طريقته في الغناء و إن احتلت القلوب لجدتها و حيويتها، و رغم أنها ذات أصول جزائرية، إلا أن خصائص هذه المدرسة تستمد نضارتها من المدرسة التونسية و ربما المغربية، و هي حسب المختصين في الغناء الشعبي تشبع الأغاني الشامية من حيث ابتدائها بموال يمتد به الصوت يخف بعد ذلك و ينطلق، كما تستمد خصائصها من الصحراء مما مكن رابح درياسة من الخطة خطوة مباركة في هذا المجال.

    و هناك فرقة أخرى تشبه العرفاء يطلق عليها في الجزائر اسم " الطبالات" و هي طائفة من النساء يضربن الدفوف و هن يرددن اصواتا غنائية شعبية معروفة، و أحيانا يرددن أصواتا بدون طبول و من هذه الفرق نذكر ( الفقيرات) في قسنطينة، و من الرقص الشعبي في الجزائر هناك رقصة العلاوي و هي رقصة خاصة بالرجال تؤدى جماعيا بحركة قوية سريعة الارتفاع و القفز .


    فنانون جزائريون تركوا بصماتهم في تاريخ الفن الشعبي

    (سي بلقاسم بلحداد) رمز الأغنية الشعبية


    من الفنانين الشعبيين في الجزائر نقف مع الفنان الشعبي سي بلقاسم بلحداد المتوفي عام 1870 ولد في بلدية فج مزالة في دوار فرجيوة ولاية ميلة، عاش حياة الشعراء المتجولين في القرن الوسيط ، ترك سي بلقاسم بلحداد بصمات في الشعر الهزلي و كانت ألغازه و أحاجيه، و يحكى أن سبب وفاته الى سقوطه إثر وقوع عاصفة ثلجية في الطريق و هو عائد من وادي العثمانية الى بلاد يوسف انزلقت رجله فمات وعادت بغلته بمفردها، و تقول المصادر الفنية أن سي بلقاسم بلحداد تزوج أرملة لها ثلاثة اطفال و قام بتربيتهم..

    من أغانيه و أحاجيه نذكر قوله:




    و يقول في النساء:

    معرفتك في النساء نجاسة

    لو كان عجوز و لا صبية

    المرأة تهرب من الشّيب

    كيما تهرب النعجة من الذيب

    الدوم يا حارث الدوم

    و الدوم كثرت لفاعه

    اللي ما عطاهشي سيدي ربي

    يقول خانوا ذراعو

    دلولة قالت يا ديني

    ما نصحب غير الكوزيني

    من راس القازان يسقيني

    و الملقى في راس العين


    و قال:


    واش يغلب النار

    النار يغلبها الماء

    واش يغلب الماء

    الماء تغلب العقبة

    و العقبة واش يغلبها

    العقبة تغلبها الخيل

    واش يغلب الخيل

    الخيل يغلبوهم الفرسان

    و الفرسان شكون يغلبهم

    الفرسان يغلبوهم نساهم


    و قال في الصبر:



    يا صاحبي كون صبار

    و اصبر على ما جرالك

    أرقد في الشوك عريان

    حتى يطلع نهارك



    ملاحظة/

    "يا صاحبي كن صبّار" أغنية ما تزال ترددها بعض النسوة في الأعراس إلى يومنا هذا خاصة أهل المناطق التي تسمى بـك "السْرَا " ميلة و بعض الولايات ألأخرى ، و يطلق على النسوة اسم " الخمَّاسَات " لأن هذا النوع من الأغاني يكون على طريقة (التخماس) أي ترديد الكلمات بالصوت فقط، و غالبا ما تتعرض النسوة الخماسات إلى آلام في الحنجرة و تصاب بـ: ( البحّة) و لهذا غالبا ما تستعمل الخماسات مادة الملح حتى تبقى حنجرتهن رطبة سليمة معافية و تستمرن في التخماس



    و يقول في قضاء الحاجة:


    على حاجتي نحمل السبّ

    و نحمل دقوق الأعواني

    نرقد مرقد الكلب

    و نرخص إذا كنت غالي.


    المراجع/

    1 ) الموسيقى النظرية تأليف سليم الحلو بيروت طبعة 1961

    2) علم الفلكلور تأليف: الكزاندر هجرتي كراب ، ترجمة رشدي صالح طبعة 1967 القاهرة

    3) العامية الجزائرية وصلتها للدكتور عبد المالك مرتاض طبعة 1981 الجزائر

    4) الفلكلور الغنائي عند الرعب للدكتور نسيب الإختيار عن السلسلة الفنية السابعة – سوريا-



    5) أغاني سي بلحداد ترجمت إلى العربية و هي مأخوذة من كتاب:

    Folklore algérien

    Recueil d’henigmes, de chants, de bons mots, proverbes, pensées etc.. Écrit Par Gabriel charousset Interprète judiciaire « cne » imprimerie algérienne – mila- 1932



    إعداد و تحقيق علجية عيش

    لا تدس سنابل القمح لكي تقطف شقائق النعمان

  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية نجيب بنشريفة
    تاريخ التسجيل
    05/06/2010
    المشاركات
    1,324
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: فنون مكنت من ذيوع "الرّوح القومية" عند العرب

    .
    .
    .
    .
    .
    لقد انتبه المؤرخ عبد الرحمن ابن خلدون إلى خطر أد اللهجات الدارجة فقعد له فصلا في مقدمته الشهيرة و دعا صراحة إلى النظر الدقيق في فنون القصائد و الأزجال و الموالي................................
    ....
    ..
    .
    ...
    بغريزة سأل أباه
    من يقدر على النار
    الماء
    من يقدر عليه
    العقبة
    وعليها
    الحصان
    وعليه
    الراكب
    وعلي الراكب.
    امرأته
    ومن يقدر على المرأة
    أبناؤها
    موجها عينيه اتجاه أبيه
    ومن يغلبنا
    المعلم يا ولدي
    .
    .
    .
    .
    سيدتي الفاضلة بحث قيم تشكرين عليه

    وهذه سنة الحياة الوصول الى السنم الانزلاق للسفح

    وتتداول الامور

    كيف ما كان الحال يبقى التاريخ شاهدا حرا لا يجامل أحدا

    .
    .
    .
    .
    ادام الله عطاءك

    وتقبل أعمالك
    .
    .
    .
    تحياتي







    http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=76068

    .
    .
    ..


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •