سعد عبد السادة
الصورة التي ترسمها الكتب المنهجية الدراسية في اسرائيل للمسلمين والعرب 1
1 - أهمية القدس والهيكل :
يلاحظ أن الكتب الدراسية تؤكد أمر أهمية القدس والهيكل عند اليهود في التاريخ القديم، فتشير إلى أن اليهود يحتفلون بالكثير من المناسبات الدينية التي ارتبطت بالأحداث التي مرت على القدس والهيكل، منها: يوم التاسع من آب يوم حريق الهيكل، ويوم التاسع من تموز الذي احترقت فيه أسوار القدس، وغير ذلك. ولما كان الهيكل "بيت حياتنا" فإن "الرب سيرسل مسيحه المخلص الذي تنبأ به أنبياء إسرائيل، ولن يسمح بسقوط هيكله في أيدي الأغيار".
وتورد الكتب بعض الاستشهادات من العهد القديم والتلمود التي تؤكد الحزن على الخراب الذي حل بالقدس والهيكل، مثال ذلك: " يقول الحاخامات إن أي شخص يمارس أي عمل يوم التاسع من آب ولا يحزن على القدس لن يرى فرحتها، ومن يحزن على القدس سيحظى بمشاهدة فرحتها" (فصل الصوم في المشنا:5). كما يفسر أحد الحاخامات ما جاء في العهد القديم: "وتبكي عيني بكاءً وتذرف الدموع لأنه سبي قطيع الرب" (إرميا 17:13) وبأنه "يجب على اليهودي أن يذرف ثلاث دمعات: واحدة على الهيكل الأول، والثانية على الهيكل الثاني، والثالثة على اليهود الذين تشتتوا من موطنهم" .
وتبالغ الكتب فيما يسمى دفاع اليهود عن هيكلهم داخل القدس ليعزز ارتباط اليهود بالقدس والهيكل: "احترقت قاعات الهيكل الخارجية، ولم يبق من المدافعين عنه سوى جثثهم التي أرادوا بها سد الطريق أمام الرومان حتى لا يصلوا إلى داخل الهيكل". ويفرد الكتاب عنوانا جانبيا يؤكد فيه حريق الهيكل وخلود اليهود: احترق الهيكل، ولكن شعب إسرائيل حيّ خالد".
وتسعى الكتب الدراسية من خلال النصوص المتكررة إلى إضفاء الشرعية التاريخية والدينية على احتلالهم للمدينة، فيطلب من الطلاب عقد مقارنة بين قدسية مدينة القدس في الإسلام وفي اليهودية والنصرانية: "قدسية القدس في الإسلام مقابل قدسيتها في اليهودية والمسيحية". وتشير الكتب إلى أن مدينة مكة هي أكثر المدن قدسية لدى المسلمين، وتأتي بعدها المدينة المنورة، أما القدس فإنها اكتسبت قدسيتها عند المسلمين بمرور السنين، وبالتحديد بعد الإسراء والمعراج، وبعد أن بنى المسلمون فيها مسجد قبة الصخرة (مسجد عمر) بالقرب من المسجد الأقصى.
وتؤكد النصوص الواردة في الكتب الدراسية أن الخليفة عبد الملك قد بنى قبة الصخرة في القدس لتكون بديلاً لمكة: "وقبيل القرن السابع بنى الخليفة عبد الملك في القدس مبنى قبة الصخرة (المسماة مسجد عمر). وقد أمل عبد الملك أن تصبح بديلاً لمكة، التي كانت تحت سيطرة معارضيه، ولتكون مركزا للمسلمين".
وقد وردت أيضا نصوص في الكتب تؤكد أنه "عندما عاد شعب إسرائيل إلى أرضه وأقيمت دولة إسرائيل، عادت أورشليم عاصمتنا، لتصبح المركز الأهم للشعب اليهودي بأسره، يحج إليها يهود من البلاد ومن العالم، ويزورون الأماكن المقدسة لدى اليهود، مثل الحائط الغربي" .
وترد في الكتب نصوص تحاول التشكيك بصحة بعض المعتقدات الإسلامية تجاه القدس، وتقدم معجزة الإسراء والمعراج على أنها حكاية أسطورية: (لم ترد القدس في القرآن بالاسم، ولكن يحكى أن محمدا طار من مكة راكبا دابته العجيبة البراق – رأسها رأس إنسان وجسمها جسم حصان، ولها جناحان، وقد ربط البراق بسلسلة مثبتة بالحائط الغربي، ومن هناك صعد إلى جبل الهيكل ثم إلى السماء، لذلك سمي الحائط الغربي عند العرب البراق) .
المصدر :
http://www.alasra.ps/news.php?maa=View&id=8066
المفضلات