عزيزي القارىء .. إبقى قابلني

لعله من المناسب أن يسأل كل واحد منا نفسه سؤالاً قد يبدو محرجاً بعض الشئ ، إلا أننى أظن أنه من الأسئلة الضرورية ... أما عن السؤال فهو ماذا لو لم تلدني أمي ؟ أو بصيغة أخرى ماذا لو قضيت نحبي فى طفولتي أو فى ميعة الصبا أو فى شرخ الشباب ؟ ترى هل كان شيئ سيتغير فى دنيا الناس ؟ حتى لو كنت فى عين نفسك أو فى عين الناس أحد العباقرة الأفذاذ ... أترى كان التغيير سيصبح كبيراً أو ملفتاً؟.
ترى لو لم يكن هناك "أديسون" مخترع المصباح الكهربائي ... أو "نيوتن" العالم الكبير أو الرسام "ليوناردو دافنشي" أو عالم العلماء "أينشتين" هل كان الكون سيتوقف عن مسيرته وهل كانت دقات الساعة ستقف منتظرة حلول هؤلاء العباقرة الأفذاذ ؟ الواقع يقول أبداً ... كانت الدنيا ستسير فى مسارها الطبيعى , نعم قد يتأخر المصباح الكهربائي بعض الشيئ ولكن مما لا شك فيه أن الله كان سيلهم عالماً آخراً كى يصل إلى مثل هذا الإختراع , وأظن أن بعض علماء مصر قد إستطاعوا تطوير المصباح الكهربائى , فتحول المصباح المصري إلى قنبلة زمنية تنفجر بعد مرور يومين من التركيب , حيث يتحول زجاج المصباح إلى بودرة تنتشر فى كل أرجاء المكان ... هذا لو أضاء المصباح أصلاً !!! .... أما الجاذبية وما ترتب عليها من آثار وإختراعات وإكتشافات أفادت البشرية فحتماً كان من المقدر أن يصل أحد أبناء آدم عليه السلام إلى فكرة الجاذبية إن لم يكن هناك "نيوتن" ونحن نتفاخر بإعتبارنا أصل الحضارات بالسبق إلى مسألة الجاذبية هذه إذ أن نيوتن كان مقلداً لنا ولم يكن فى حقيقة الأمر مكتشفاً لشيئ ، غاية ما فى الأمر أن التفاحة التى سقطت عليه كانت قد تشبعت بالمواد الكيماوية والهرمونات التى أدخلها عليهم "مستر جوزيف والى" وزير الزراعة بتاعهم ... فحق للتفاحة أن تقع ، أما نحن فبفضل الله قد إستطعنا تحويل وتحوير نظرية الجاذبية , وبمعنى أدق إستطعنا الإستفادة من نتائجها العلمية "فالجاذبية" فى كتب الفيزياء المصرية هى قدرة رجل الأعمال على جذب أموال البنوك إلى خزائنه – أو إلى حساباته فى بنوك أوروبا – وقدرة المرشحين للبرلمان على جذب أصوات الناخبين بالأموال التى تم جذبها من البنوك . لذلك أصبح يشار إلى رجال الأعمال بأنهم "الرجال الجذابون" وتستطيع بكل بساطة أن تنادى عضو البرلمان بدلاً من "العضو المحترم" بعبارة "يا راجل يا جذاب أنت بتجذب ليه".
أما المعنى العلمي الدقيق للجاذبية الذي توصل إليه العلماء الأفذاذ فهو جذب النواب البرلمانيين جذبا من أقفيتهم كي يوافقوا على التعديلات الدستورية , وجذب جماعة الإخوان للمحاكمات العسكرية , وجذب الأحزاب الورقية للخلافات اللاأخلاقية
أما لو كان الرسام "ليوناردو دافينشي" صاحب "الموناليزا" "والعشاء الأخير" قد غاب عن دنيا البشر ولم يولد أصلاً فأظن أن الأمر لم يكن سيتغير فلوحات الرسامين تملأ معارض العالم ومتاحف الدنيا ، ولأن المصرى مصرى "النيل رواه والخير جواه" فقد تطور الأمر عندنا وأصبح من إستطاع أن يمسك ريشة ويرسم لوحة "الكتكوت المفترس" جديراً بأن يكون وزيراً للثقافة ، حيث يظل جاثماً على كرسي الوزارة لسنوات عدة ، إذ أنه فوق مهارته فى رسم "الكتاكيت" أستطاع أن يرسم مستقبل حياته وذلك عندما حوّل وزارة الثقافة إلى لوحة سريالية عبثية ، وطالما أن الأمر غير مفهوم فهو فن ولذلك فإن بقاء وزير الثقافة خليفة "ليوناردو دافنشى" على كرسى الوزارة يكون هو أعلى الفنون لأنه أكثر الأشياء الغير مفهومة والعبثية فى واقعنا المعاصر.
كما أن هناك رساما عبقريا ما إستطاع بمهارة فنية عالية رسم سناريو التوريث بحيث يبدو أمام الناظر أنه ( ديمقراطية ) وهذا طبعا من خداع البصر .
ودعك بعد ذلك من نظرية "أينشتين" فإذا كان هو قد ابتدع للعالم نظرية النسبية فقد طبقها أحفاده وأصدقاء أحفاده خير تطبيق ، فليس من المستغرب أن يقود "بوش الأمريكى" حرباً على من يمتلك مفاعل نووية ... ويكون من حقه غزو العراق وتهديد إيران ... إلا أن نظرية النسبية – وهى نظرية علمية وبوش من رجال العلم – توجب عليه أن يطبطب على ظهر إسرائيل التى تمتلك ترسانة نووية كاملة.!!!
كما أن نظرية النسبية تلزمه – أى بوش – بتهديد سوريا وإختلاق إتهامات لا أساس لها بزعم أنها قتلت الحريري وتساعد الإرهاب , أما من قتل الشيخ أحمد ياسين والشيخ عبد العزيز الرنتيسي رحمهما الله فلا تثريب عليه لأنه إسرائيلى وبما أن أينشتين كان يهودياً فينبغى إكرام الدولة التى أولاها رعايته قبل نشأتها وهى دولة إسرائيل ....والمسألة يا عرب نسبية.!!!!
ولكننا بالرغم من ذلك تفردنا على العالم بمفاهيم جديدة للنسبية ، وإذا كان العالم المصري العبقري "مصطفى مشرفة" هو أحد قلائل فى العالم فهموا نظرية النسبية وكتبوا عنها وقت أن كانت طلاسم مستغلقة على علماء الدنيا ، فإن "بلاد العرب أوطاني " فهموا النسبية على حقيقتها التى غابت عن أفهام الناس ، فالنسبية عند المؤلفين هى "أن تنسب لنفسك عملاً لم تؤلفه" والنسبية عند رجال الأعمال "هى أن تناسب بعض المسئولين الكبار فتصبح وزيراً" والنسبية عند وزارة المالية "هى أن تحصل رسمياً نسبياً من كل مواطن على أى شيئ حتى ولو كانت على أحلامه" والنسبية عند السينمائيين "هى أن تحصل على أكبر دور عرض لعرض فيلمك بالنسبة إلى دور العرض التى ستحصل عليها الشركة المتنافسة"
وهى أيضاً "حصول النجم أو النجمة على نسبة من الإيرادات" وهى أيضاً "تقصير الثياب وتعريتها للنجمة السينمائية بنسبة أكبر من ثياب النجمة المنافسة".
نعود إلى السؤال الشخصي ماذا لو كنت حضرتك لم تكن أصلاً ؟ أى لم تلدك أمك ؟ أو ماذا ... كما فى السؤال ... قد قضيت نحبك صغيراً ...( وياليت حضرتك رئيس جمهورية ) ؟ أنا عن نفسى سأجيب على هذا السؤال المحرج وأقول لم يكن ليتغير شيء ... أما لماذا هو محرج فلأنك بعد أن تجيب ستكتشف أنك لم تؤثر فى دنياك حتى ولو بمقدار "خردلة" ولذلك فإن وجودك فى الدنيا هو مصلحة لك لأنك لو أحسنت فإنك ستكافأ من الله على إحسانك ولكن من يفهم ومن يعتبر ؟
أما أعظم مكافأة في الدنيا فهي ماذا لو أصبحت ذات يوم فلم تجد رئيس بلدك .. وطبعا لم تجد إبنه ... ماذا لو لم يوجدا من الأصل ... طبعا أستطيع أن أقول لك وقتها سيكون الأمر مختلفا .. ستكون مصر في عيد.. والحياة لونها بمبي .. فقطعا لن نصل إلى ماوصلنا إليه من بؤس .. ولكن للأسف رئيسك موجود وإبنه يسعى لرزقه في الحياة ... ( عفوا يسعى لرزقنا )
... لذلك فإنني أسألك سؤالاً ترى هل هناك ثمة أمل ؟ أكاد أسمعك وأنت تقول بصوتك المتفائل دائماً .... نعم هناك أمل ... ولكنى أقول لك ...هأهأ... إبقى قابلنى....
ثروت الخرباوي