آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: رسائل التبصير : كشف الغام التحرير

  1. #1
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    11/09/2009
    المشاركات
    961
    معدل تقييم المستوى
    15

    رسائل التبصير : كشف الغام التحرير


    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    رسائل التبصير : كشف الغام التحرير
    الرسالة 11 : لغم مهاجمتنا ماهي اهدافه؟ نظرة اضافية 1
    الضمير لا يمنع المرء من ارتكاب الخطأ إنه فقط يمنعه من الاستمتاع به وهو يرتكبه
    مثل
    شبكة البصرة
    صلاح المختار
    أتصل بي اكثر من رفيق وصديق غير بعثي في الاسابيع الماضية وعبروا عن دهشتهم للحملات التي تشن على البعث ومناضليه وباساليب وصفت من قبل الجميع بانها تفتقر للاخلاق والشعور بالمسئولية والحرص على مصالح العراق، وعرض هؤلاء القيام بالرد ودحض الاكاذيب التي تروج لكنني قلت لهم تأنوا فان العدو المشترك هو من يريدنا ان نرد بصورة غير مدروسة كي يحقق اهدافه الخبيثة، لذلك علينا ان لانرد الا بعد الاخذ بنظر الاعتبار عدة عوامل سياسية ونفسية. ووصل الامر حد انني تلقيت رسالة من شخص ما وقال اننا لن نتحمل الهجوم على البعث وعليك شخصيا واذا لم تردوا فسوف ارد انا وامزقهم (والعن والديهم واللي خلفهم)، فقلت له اهدأ فالامور لا تعالج بطريقة الهبة العاطفية. ولانني شككت بهذا الشخص تابعنا الامر وبحثنا بمعاونة صديق مختص بالمعلوماتية فتبين لنا ان هذا الشخص مشارك في الحملة ضدنا وبشراسة! مما جعلنا نتيقن من ان الحملة معقدة وليست هبة انفار وانما هي من اعداد جهات عراقية وعربية ودولية لها خبرة في ادارة الحملات. لذلك قررنا ان نوضح موقفنا مرة اخرى رغم انه واضح جدا، ونعرض كيفية فهمنا لما يجري الان، من خلال تناول الحملة ومضامينها واغراضها المخفية وطرق مواجهتها.
    وقبل الخوض في ذلك من الضروري التأكيد على مسألة جوهرية تساعد من ليست لديه معلومات كافية على فهم حقيقة ما يجري وهي اننا في حزب الشهداء حزب البعث العربي الاشتراكي وفي جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني لم نهاجم احدا من الوطنيين والفصائل الاخرى على الاطلاق، ولا نقول نتحدى، لان كلمة التحدي فيها استفزاز ونحن لا نريد استفزاز احد حتى من يشتمنا، وانما نقول ليقدم اي طرف واي شخص دليلا واحدا على اننا بادرنا بالهجوم على اي طرف او جماعة او فصيل او حزب باستثناء الاحتلال وعملاءه، واذا قدم احد دليلا واحدا على ان البعث وحلفاءه بادروا بالهجوم فاننا مستعدون للاعتذار والتراجع. هذا الطلب ضروري لكي نستبعد حالة تقرير الموقف من قبل البعض استنادا للسماع او الاشاعة والتي وصلت حد ان البعض من الطيبين الذين تنقصهم المعلومات اعتقدوا باننا من بدأ بالاستفزاز او الهجمات، اعتمادا على ما قرأ او سمع!
    ما هو الاطار الستراتيجي للحملات على البعث وما هي مضامينها؟
    ليست الحملة الحالية بعيدة عن الحملات الظالمة السابقة فهي امتداد عضوي لها وتنفيذ مباشر او غير مباشر لسياسة اجتثاث البعث التي تبناها الاحتلال منذ يومه الاول، وبما ان اجتثاث البعث هدف غير قابل للتنفيذ الا اذا شيطن البعث والبعثيون، والشيطنة تعني امرا محددا وهو تكوين صورة منفّرة للبعث والبعثيين وشديدة السلبيةعن طريق لصق اكاذيب بهم وبمواقفهم ونسب اعمال واقوال لم يقوموا بها او يقولوها لهم، او تجريدهم من اي فضيلة او عمل ايجابي، فان تلك الشيطنة هي المقدمة الضرورية لاجتثاث البعث ولا يمكن اجتثاث البعث الا بعد شيطنته.
    ولكي لا ننسى فان العدو واطراف اخرى حاول التعتيم على الاطار العام للصراع ومنع الراي العام من معرفته او تذكره لانه يحدد بدقة هوية البعث بصفته حركة تحرر وطني مناضلة من جهة، ويفضح من يشارك في شيطنة البعث من ادعياء الموقف الوطني من جهة ثانية، على اساس ان البعث وليس غيره هو من يخوض الصراع الستراتيجي الاعظم في العالم منذ عام 1991 بعد انهيار الكتلة الشيوعية، ويترتب على هذه الحقيقة واقع لا يمكن انكاره وهو ان البعث هو حركة التحرر الوطني الاولى والاهم في العالم لانها تخوض الصراع الاكبر مع القوة الامبريالية الاعظم في التاريخ، امريكا، ومعها قوى دولية واقليمية اخرى تشكل تحالفا اقوى واخطر من مجموع الدول المتحاربة في الحرب العالمية الثانية.
    ان خطورة اهمال هذه الحقيقة الواقعية والتعتيم عليها تكمن في قدرتها على ردع اي جماعة وطنية مناهضة للامبريالية والصهيونية من الانخراط في صراع مع البعث مادام البعث هو قطب الرحى التحرري في الصراع الرئيسي في العالم، ومن ثم فان معرفة هذه البديهية الستراتيجية يجعل من يناهض البعث ويعاديه يقف شاء ام ابى في صف العدو المشترك : امريكا والكيان الصهيوني وايران. لذلك، ولاجل كشف وعزل من يحاول مشاركة الامبريالية الامريكية والصهيونية وايران حربها غير المقدسة ضد البعث وعقيدته، علينا التذكير دائما باصل الصراع وقاعدته الاساسية.
    ما هي هذه القاعدة؟ لامجال لانكار ان الهدف الاول والاخطر بالنسبة لامريكا وايران والكيان الصهيوني قبل الغزو كان القضاء على البعث ونظامه الوطني في العراق، تذكروا فقط ما يلي :
    أ – ان هدف حرب عام 1980 التي فرضها خميني على العراق كان القضاء على حكم البعث كما اعلن رسميا في ايران تحت ستار ما سمي ب (نشر الثورة الاسلامية)، اذن نظام خميني اختار معاداة البعث ونظامه وقرراسقاطه حتى لو تطلب ذلك الاعتماد على دعم مباشر من الشيطان الاكبر، امريكا، والشيطان الاصغر، الكيان الصهيوني، تذكروا ايرانجيت ولا تنسوها لانها حددت مع من تصطف ايران.
    ب - وفي عام 1981 وحينما كان نظام خميني يحاول غزو العراق اثناء الحرب قدم الكيان الصهيوني دعما له بقصف مفاعل تموز النووي العراقي في رسالة تأكيدية واضحة على ان العراق هو العدو الاول والاخطر للكيان الصهيوني وليس (ايران الثورة الاسلامية).
    ج - وفي عام 1982 اعيد تأكيد السياسية الصهيونية تجاه العراق بوضوح تام عبر ما كتبه عوديد ينون مستشار مناحيم بيجن في كراس عنوانه (ستراتيجية لاسرائيل في الثمانينيات) تلك الستراتيجية التي قامت على اعتبار نظام البعث في العراق العدو الاول والاخطر على امن الكيان الصهيوني ودعت الى تقسيم العراق على اسس طائفية وعرقية وحددت لايران خميني دورا اساسيا في ذلك وهو دعم محاولات خميني غزو وتقسيم العراق. اذن الكيان الصهيوني هو الاخر حدد عدوه الاخطر : عراق البعث.
    د - ثم جاءت ازمة الكويت المفتعلة في عام 1990 والتي صممت للقضاء على نظام البعث في العراق فشن العدوان الثلاثيني على العراق في عام 1991 من قبل حوالي اربعين دولة بزعامة قوى عظمى وكبرى ثلاثة وهي امريكا وبريطانيا وفرنسا، لكن تلك المحاولات فشلت وكان اخرها عملية ثعلب الصحراء التي استمرت اربعة ايام في عام 1998. وهذا الاطار الستراتيجي للصراع اكتمل بتبني امريكا رسميا لقانون تبناه الكونغرس ونفذته حكومة كلنتون عام 1998 واسمه (قانون تحرير العراق) وينص على ضرورة القضاء على حكم البعث في العراق. اذن امريكا هي الركن الاساسي في مثلث معاداة العراق والبعث و(قانون تحرير العراق) هو التمهيد الطبيعي لقانون اجتثاث البعث.
    وهكذا اصبح واضحا رسميا وعمليا ان القوى الثلاثة امريكا والكيان الصهيوني وايران قد التقت عند قاسم مشترك وهو القضاء على البعث ونظامه الوطني في العراق، الامر الذي يجعل الصراع الرئيسي في المنطقة وفي العالم بين البعث ونظامه الوطني من جهة وامريكا ومعها الكيان الصهيوني وقوى الاستعمار الغربي التقليدية وايران من جهة ثانية. ان اية محاولة لاخفاء هذا الاطار الستراتيجي للصراع عملية احتيال على الشعب وتزوير للوقائع وقطع متعمد لسلسلة تطور الصراع من اجل المساهمة في تنفيذ المخطط الدولي والاقليمي للقضاء على البعث.
    وهنا لابد من تذكر حقيقة اساسية وهي ان القضاء على البعث واجتثاثه ما هو الا مقدمة لابد منها لاجتثاث للهوية العربية للاقطار العربية، كلها كما اثبتت تجربة احتلال العراق حيث ترافق وترابط اجتثاث البعث مع اجتثاث عروبته، لان عقيدة البعث عقيدة قومية عربية تناضل من اجل وحدة العرب وتقدمهم واخطر ما فيها انها ليست دعوة مثقفين معلقين في السماء بل هي عقيدة يحارب من اجلها تنظيم قومي شعبي شامل في الاقطار العربية يضمن ديمومة هذه العقيدة وانتصارها مهما طال الزمن.
    لذلك لابد من اعادة طرح سؤال تكرر طرحه منذ وقع الاحتلال وهو ما هي المضامين الاساسية لخطة شيطنة البعث كما رايناها في الواقع بعد الاحتلال؟ فيما يلي بعض اهم منطلقات الحملات التي تستهدف شيطنة البعث :
    1 – التشكيك بدور الحزب في المقاومة اعدادا وممارسة وادعاء ان البعث ليست له صلة بها وانها كانت عفوية الانطلاق ولم يعد لها احد. وبالطبع هذه الاطروحة لمن يفهم تتناقض بشكل صارخ مع احدى اهم مميزات المقاومة العراقية وهي انها انطلقت فور وقوع الاحتلال وبكثافة كبيرة جدا بشرية وقدرات عسكرية من المستحيل توفرها من دون اعداد مسبق مثل تدريب المقاتلين او توفير الاسلحة لهم.
    2 – تحميل الحزب مسئولية الغزو ونسب ذلك لتقصير من البعث، مع ان الوقائع الميدانية تثبت ان البعث قاتل منذ عام 1991 امريكا ومعها حوالي اربعين دولة وبقي يقاتل حتى الغزو ثم واصل القتال بعد الغزو بصيغة حرب عصابات. اما النجاح في غزو العراق فهو امر طبيعي نتيجة الاختلال النوعي والكمي في موازين القوى بين العراق وهو قطر صغير ومن العالم الثالث وتحالف دولي ضم القوة العظمى الوحيدة وهي اقوى دولة في التاريخ ومعها جيوش عدد كبير من الدول وقدرات حوالي اربعين دولة، لذلك فان اي عسكري بل واي انسان يفكر بمنطق سليم كان يعرف ان الغزو قادم لا محالة مهما فعل العراق ومهما اعد من شروط. من هنا فان اتهام العراق بالتقصير ينطوي عل موقف مسبق معاد وغير موضوعي او يجهل طبيعة الصراع. واخيرا فان تحميل البعث وقيادته مسئولية الغزو هو موقف خطير اذا طرح ذلك نفر وطني او حزب وطني او مقاوم لانه يبرئ الاحتلال من حقيقة انه قرر غزو العراق تحت اي ذريعة وحجة ومهما فعلت القيادة العراقية، ومهما كلف امريكا ذلك من اثمان.
    وهنا لابد من الاشارة الى تصريح جنرال فرنسي تابع الحرب على العراق في عام 1991 وقال ما يلي : لو ان فرنسا تعرضت لما تعرض له العراق لانهارت في اسبوع. لقد صمد العراق في تلك الحرب اكثر من اربعين يوما كانت حافلة بالبطولة والتضحيات، واذا تكرنا بان حرب غزو العراق في عام 2003 كانت اشرس واستخدمت فيه اسلحة اكثر تطورا وخطورة من اسلحة حرب 1991 فاننا امام صمود مذهل للعراق لمدة 21 يوما في حرب نظامية كلاسيكية كانت فرنسا وامريكا بالذات لو تعرضت لمثلها لانهارتا في اقل من اسبوع.
    3 – ادانة تجربة حكم البعث جزئيا او كليا، او اتهامها بالفشل مع انها تجربة فذة وناجحة بكل المعايير الموضوعية ويكفي ان نذكر بان العراق تحت حكم البعث قد تجاوز الخطوط الحمر التي وضعها الغرب الاستعماري والصهيونية خصوصا منع العرب من حيازة العلم الحديث والتكنولوجيا الحديثة وتغيير المجتمع والانسان العربي بجعله مجتمعا يخلو من الامراض التقليدية في المجتمعات النامية ومن الفقر والامية واعادة بناء الانسان العراقي ليصبح عالما ومهندسا وخبيرا. وتلك هي الشروط الموضوعية لدخول العرب عصر التقدم والنور وتساويهم مع الامم المتقدمة، وهذه بالضبط هي الاسباب الحقيقية وراء غزو وتدمير العراق، والا على كل منصف ان يسال نفسه : لم تتحمل امريكا وبريطانيا ومعهما عشرات الدولة تكاليف مادية اسطورية بلغت اكثر من ثلاثة تريليون دولار، وخسائر بشرية كبيرة وتشويه سمعة نتيجة الغزو اذا كان عراق البعث بلدا عاديا لم تتحقق فيه اي نهضة او تقدم او تغيير ايجابي؟ امريكا ومن معها ليست غبية ولا عاطفية بل هي براغماتية في حساباتها الاساسية لذلك فان مجرد تشكيل الحشد الدولي الكبير والذي تجاوز في قدراته قدرات الحلفاء الذين الذين حاربوا المانيا واليابان هو تأكيد مباشر على نجاح تجربة بناء العراق حضاريا وسياسيا وانسانيا وكونها شكلت نقطة انظلاق لنهضة عربية شاملة تنهي عصور التخلف والضعف.
    يتبع.......
    Almukhtar44@gmail. com
    منتصف ايلول – سبتمبر 2010
    شبكة البصرة
    الاربعاء 6 شوال 1431 / 15 أيلول 2010
    يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
    المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط


  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    11/09/2009
    المشاركات
    961
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رسائل التبصير : كشف الغام التحرير

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    رسائل التبصير : كشف الغام التحرير
    الرسالة 11 : لغم مهاجمتنا ماهي اهدافه؟ نظرة اضافية 2
    الضمير لا يمنع المرء من ارتكاب الخطأ إنه فقط يمنعه من الاستمتاع به وهو يرتكبه

    مثل
    شبكة البصرة
    صلاح المختار
    4 – تكتيك الفصل بين الحكم ودور الحزب كالقول بان العراق لم يعد يحكمه الحزب منذ عام 1979 وانما الرئيس الشهيد صدام حسين كفرد، وهذا التكتيك خبيث جدا لانه مسخر لدعم عناصر واطراف انشقت عن الحزب وتأمرت عليه وزورت او بدلت هويته في الستينيات، من جهة، كما انه يتنكر لحقيقة واقعية وتاريخية وهي ان اعظم انجازات البعث، اذا وضعنا تاميم النفط جانبا الان، وقعت بعد تولي الرئيس صدام حسين المسئولية الاولى في الحزب والدولة، خصوصا انشاء جيش العلماء والمهندسين وبناء جيش المليون عسكري... الخ.
    نعم كانت هناك اخطاء، نعم كانت هناك ظواهر سلبية، بل وبعضها خطيرة ظهرت، ولكن علينا ان نميز بدقة تامة وموضوعية اتم بين انحرافات سلطوية على هامش الحزب القائد للدولة ضمن نظام وطني تقدمي ملتزم بعقيدة البعث وستراتيجياته القومية ومنفذ لاهداف الحزب وبين الارتداد التام عن هوية الحزب وفكره وممارساته وستراتيجاته. الحالة الاولى حصلت في العراق، لكنها لم تغير الطابع العام للحكم وهو انه حكم البعث التقدمي الذي اقام العراق القوي والمتحرر والمعتمد على الذات، كما انها لاتغير حقيقة ان صدام حسين بقي بعثيا حقيقيا مهما تعاظم دوره في الحزب، وليس ضابطا انقلب على الحزب واستخدم القوة لسحق رفاقه وحزبه وقيادته من اجل الانفراد بالسلطة وتدمير هوية الحزب والتخلي عن ستراتيجاته القومية وتحويله الى اداة حكم عائلة او شلة او طائفة او جماعة صغيرة منتفعة من السلطة ماديا واعتباريا.
    هؤلاء الذين يطرحون مسألة انتهاء حكم الحزب في العراق في عام 1979 انتهازيون لانهم لا يتجرأون على قول الحقيقة الكاملة والتي سجلها التاريخ بشهادة عشرات الكوادر والقادة الاحياء منهم والاموات منذ ستينيات القرن الماضي حيث بدأت مؤامرة تفتيت الحزب ومسخ هويته العقائدية وسحق قياداته المنتخبة والشرعية تحت شعارات اثبتت الوقائع المادية كذبها، وفي مقدمتها ادعاءات اليمين واليسار والتشجيع على استخدام الدبابة في التجاوز على الشرعية الحزبية وارتكاب مخالفات نظامية خطيرة ومدمرة هزت الحزب واضعفته وذهب ضحيتها عشرات القادة، واساءت لسمعته وعرقلت تنفيذ اهدافه الاصلية، واهمها اقامة انظمة يحكمها الحزب في اكثر من قطر وعدم الانزواء في قطر واحد او قطرين والوقوع في فخ الصراعات الداخلية المدمر.
    ان ما يتجنبه الانتهازيون هو تذكر ان استخدام القوة داخل الحزب لم يبدأ في عام 1979 بل في الستينيات على يد بعض العسكر، وهو السرطان الذي اصاب الحزب في الستينيات وجر اجزاء منه للطلاق التام مع الحزب عقيدة وممارسات وستراتيجيات قومية ووطنية، ولو كان لدى هؤلاء ذرة شجاعة واحترام للنفس لقالوا الحقيقة الكاملة ولما صاروا يقولون جملة ناقصة او جزء من حقيقة.
    ان الهدف الواضح من هذا التكتيك بالاضافة لما تقدم هو الغاء انجازات عظمى هي الاهم في كل تاريخ العراق وحرمان البعث منها ليبقى البعث متهما بالفشل في تحقيق اي شيء وهو في الحكم.
    5 – الدعوة ل(توحيد الحزب) في عملية مشبوهة وخبيثة لنفي وجود حزب واحد وموحد قوي وفعال ويحارب الاحتلال الان بل انه اقوى واكثر تماسكا مما كان حاله قبل الغزو! ان مشبوهية هذه الدعوة لا تتضح الا تذكرنا انها تروج لفكرة لا وجود لها وهي وجود تيارات بعثية متعددة يجب ان تتوحد! نعم يوجد الاف الاشخاص الذين كانوا بعثيين تركوا الحزب او فصلوا منه منذ عقود ولكن هؤلاء ليسوا تيارات بل انفار معزولين عن بعضهم ولا يربط بينهم رابط مبادئ، لذلك فان (توحيد) هؤلاء بصفتهم كتلا متناقضة لا يفضي الا الى نتيجة واحدة وخطيرة وهي اجتثاث البعث بيد (ابناءه) المفترضين بسبب التناقضات الجذرية بينهم، وبدون الحاجة لدبابات امريكا او انظمة عربية لها مصلحة مباشرة في اجتثاث البعث او تزوير هويته. اما الحل الطبيعي والعملي والامن لمشكلة من يريد العودة للحزب فهو العودة الفردية وهو ما تحقق في الاردن والعراق بعد الغزو مثلا حيث عاد للحزب بعثيون تركوا الحزب او فصلوا منه منذ عقود فقدموا طلبات فردية وعادوا لحزبهم.
    كما ان هذه الدعوة اقترنت بعملية لا اخلاقية ومكشوفة وقذرة وصلت حد كشف معلومات عن مناضلين لم يكن يعرفهم احد ونشرها والتشهير بهم بطريقة لا تخدم الا مخابرات نوري المالكي والاحتلال!
    ان الصيغة التي تطرح بها هذه المسالة تحدد هدفها وهوية من يقف ورائها، فصيغة محاولة تسقيط قيادة الحزب في العراق وليس نقدها، وصيغة محاولة الغاء انجازات الحزب في العراق وتصويره كحزب فاشل وليس تقويمها بصورة موضوعية، وصيغة التحريض العلني للاحتلال ضد الحزب ومناضليه وتقديم تقارير معلومات له علنا عن مناضلين وليس حماية الحزب ومناضليه، وصيغة توجيه اتهامات للحزب لا يوجهها الا الاحتلال، تقدم لنا على طبق من ذهب حقيقة ان من خطط لذلك ليس (زعطوطا) مغمورا، كما وصفه مناضل من ثوار تموز، بل هو استخدم لتنفيذ عمل قذر وهو شيطنة البعث كمقدمة لاجتثاثه.
    وكشف الغطاء بشكل كامل عن هوية الحملة ضد البعث ومن يقف ورائها حينما برزت صحيفة (الشرق الاوسط) التي تصدر في لندن والقناة التلفازية البريطانية (بالعربي) كادوات ترويج لطروحات هؤلاء الانفار المغمورين، فمنحت صفة (قائد بعثي) وناطق باسم (فصيل مقاوم) لشخص مغمور ولم يسمع به احد من قبل ولا يوجد (مقاتلوه الاشاوس) الا في مقاهي دمشق! ومنحت اخرا صفة (نائب امين سر القطر) وقدمته للمشاهدين بهذه الصفة! لكن نفس القناة لا تقبل تقديم مناضل بعثي حقيقي للرد على تلك الاباطيل على الاقل لاستبعاد فكرة انحياز القناة لهؤلاء الانفار كما يفرض القانون البريطاني، وهذا امر طبيعي ومتوقع! وحينما رد مناضل على الاكاذيب التي نشرتها الشرق الاوسط رفضت نشر الرد، وهو امر اخر طبيعي ومتوقع، مما يؤكد ان اجهزة مخابرات عديدة، منها المخابرات البريطانية، كانت وراء الحملة التي تبرقعت بغطاء (توحيد الحزب) وكان هدفها الحقيقي ليس التوحيد بل الاجتثاث من الداخل بعد فشل الاجتثاث من الخارج!
    6 – تكفير البعث هو الطريقة الاخرى التي استخدمها الاحتلا الامريكي –الايراني تارة او استفاد منها تارة اخرى وحسب الحالة، لان تكفير البعث يساعد على اجتثاثه في الوسط الذي يتقبل فتاوى الاجتثاث.
    7 –اتهام البعث بانه يقاتل ويناضل من اجل العودة للسلطة. ان هذا الاتهام تافه ويكشف عن ضحالة من يوجهه لعدة اسباب منها :
    أ – ان البعث كان يمثل سلطة شرعية لمدة 35 عاما واعترفت بسلطته كل دول العام ومنظماته الدولية والاقليمية كالامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي، لذلك فان العمل من اجل العودة للسلطة ليس عيبا ولا خطئا بل هو حق شرعي وواجب وطني مادام من اسقط البعث هي قوى معادية للعراق والامة العربية وليس نتيجة انتخابات او انقلاب داخلي. ومع ذلك فان البعث تخلى عن المطالبة بالسلطة لتجنب دخول معارك مع من لا يريد للبعث ان يعود وضمان توحيد الصف الوطني من منطلق ان المهم هو تحرير العراق وليس من يحكمه بعد التحرير. ان تخلي البعث عن مطلب العودة لسلطته الشرعية دليل حاسم على ان العودة للسلطة ليست من اولوياته.
    ب – لقد اعلن البعث رسميا منذ ايلول عام 2003 بان السلطة التي ستقوم بعد التحرير هي سلطة مؤقتة تدوم لمدة عامين تشارك فيها كل القوى التي ساهمت بتحرير العراق وليس طرف واحد، وان تقرير من سيحكم يتم عن طريق انتخابات حرة بعد عامين، وان تبادل السلطة وفقا لنتائج الانتخابات هو خيار البعث وليس العود للسلطة. وتكرر تأكيد هذا الموقف بصدور بيان التحرير والاستقلال عام 2007 ثم اعيد التاكيد عليه مرة اخرى بصدور بيان جبهة الجهاد والتحرير في نفس العام. اذن موقف البعث واضح من مسألة الحكم ولا يحتاج الامر لتكرار عرضه لكن من في قلوبهم مرض يتناسون كل ذلك عمدا ويوجهون تهمة تافهة كتلك التهمة التي تدخل حتما في اطار شيطنة البعث.
    ج – الغريب في امر هذه التهمة ان من يقولها يجاهر برغبته في السلطة سواء مباشرة او عن طريق التاكيد ان جماعته تسعى لاقامة حكومة وفقا لا يديولوجيتها! والسوال المنطقي الواجب الطرح هو : لم تريدون استلام الحكم وتنتقدون البعث بحجة انه يريد العودة للحكم؟ اليست تلك معايير مزدوجة؟ اليست تلك انانية حزبية في زمن تشكل فيه الانانية انتحارا للعراق؟
    8 – اللجوء الى حيلة خبيثة ولكنها غبية وهي الفصل بين مقاومة العراق للغزو والعدوان التي بدأت في عام 1991 وبين مقاومة العراق التي بدات في عام 2003 وما بعدها، من اجل تجريد البعث من اي فضيلة وطنية، مع ان المقاومة على مستوى الدولة والشعب بدأت في عام 1991 والا كيف نفسر الحرب في ذلك العام وثم الحصار والصراع الجبار العسكري والسياسي والاقتصادي؟ ان المقاومة اشكال مختلفة وليست شكلا واحدا، وفي حالة العراق فان المقاومة العراقية تميزت بانها مقاومة بدأت بها دولة كان يقودها حزب وطني فحشد الشعب ودرب حوالي عشرة ملايين منه على حرب العصابات وكافة اشكال الحرب وخاض كل تلك الاشكال قبل الغزو الناجح في عام 2003.
    ان ملحمة صمود العراق ونضاله العظيم في الفترة بين عام 1991 و2003 تعد بحق مأثرة تاريخية بطولية لشعب صمم على مقاومة غزو العراق واحتلاله واسقاط نظامه الوطني. لذلك فان احد اعمدة شيطنة البعث قائد تلك الملحمة التاريخية هو عمود اغفال الطبيعة الجهادية لتلك الفترة وطمرها وادعاء ان المقاومة في العراق بدأت بعد نجاح الغزو. وبربط ذلك الاغفال المتعمد بانكار دور البعث في المقاومة بعد الغزو في عام 2003 تقدم لنا صورة مدانة للبعث يبدو فيها وكأنه لم يقاوم محاولات احتلال العراق قبل الغزو ولم يقم بالمقاومة بعده، ومن ثم فانه حزب فاشل في افضل الاحوال، ومتواطأ مع الاحتلال في اسوأها، وتلك هي احد اهم اعمدة الدعاية الامريكية الايرانية الصهيونية لموضوعة لشيطنة البعث.
    9 – تكرار نفس مضامين حملة اجتثاث البعث التقليدية والتي بدا استخدامها قبل الغزو وتم التوسع فيها بعده ومنها اكاذيب (المقابر الجماعية) والديكتاتورية وفشل النظام وتسببه بالغزو...الخ.
    تلك هي بعض اهم مضامين الحملات، وهي بمجملها تقدم لنا صورة واضحة تظهر فيها اطراف عديدة متناقضة في كل شيء لكنها تبدو منسجمة عندما يتعلق الامر باجتثاث البعث.
    يتبع..............
    Almukhtar44@gmail.com
    منتصف ايلول – سبتمبر 2010
    شبكة البصرة
    الخميس 7 شوال 1431 / 16 أيلول 2010
    يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
    المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط


  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    11/09/2009
    المشاركات
    961
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رسائل التبصير : كشف الغام التحرير

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    رسائل التبصير : كشف الغام التحرير

    الرسالة 11 : لغم مهاجمتنا ماهي اهدافه؟ نظرة اضافية 3


    الضمير لا يمنع المرء من ارتكاب الخطأ إنه فقط يمنعه من الاستمتاع به وهو يرتكبه

    مثل

    شبكة البصرة

    صلاح المختار
    مغزى توقيت الحملات

    ليس صعبا ملاحظة ان توقيت تصعيد الحملات على البعث منذ شهور له معان ومغاز كثيرة مهمة لابد من التوقف عندها لتسليط المزيد من الضوء على الاهداف والدوافع الحقيقية :

    1– اول ملاحظة لابد من لفت النظر اليها وبقوة هي ان تصعيد الحملات وتحولها الى نوع متطرف او مسعور من هستيريا معاداة البعث تزامن مع تصعيد البعث وحلفاءه في جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني للعمليات العسكرية ضد الاحتلال وبصورة وبمستوى ونوعية من المستحيل تجاهلها او منع الراي العام من معرفتها وفهم مغزاها البعيد. ويكفي هنا ان نذكر بان عمليات جيش رجال الطريقة النقشبندية فقط، وهو واحد من بين اكثر من خمسين فصيلا في الجبهة، قد قام في شهر اب – اوغست الماضي ب 304 عملية منها 80 عملية مصورة، لذلك فان الحملات التي تزامنت مع هذا التطور المهم جدا في مجرى عمليه تحرير العراق لا يمكن الا ان تخدم احد اهم اهداف الاحتلال وعملاءه، او اولئك المرضى ب(احقاد البعران)، وهو تصوير البعث وكانه لا يقاوم ومحاولة اخفاء عمله الجهادي بسيل متدفق من الاكاذيب والتزويرات الفجة.

    ومن المهم ان نلاحظ ايضا ان هناك سبب اخر لتضاعف حماقات البعض وهو ان بعض الفصائل التي كفّرت البعث وروجت دعاية انه لا يقاتل قد افلست عمليا من الناحية الجهادية ولم تعد تستطيع القيام بعمليات مهمة او كبيرة لذلك فان تصعيد البعث وجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني لعلمياتها، مدعومة بافلام وثائقية، قد وضع هذه الجماعات والكتل الصغيرة امام حقيقة لا يمكن انكارها الا بالحماقة، والحماقة تقتل صاحبها، وهي حماقة انكار دور البعث الجهادي.



    2- اقتران هذه الحملات العدوانية ضد البعث مع فشل البدائل الامريكية – الايرانية في العراق وتفاقم ازمة الحكم والاحتلال في العراق وتدهور قدرتهما على اقناع الناس بل وحتى بعض من تعاون مع الاحتلال بقبول حكم تحت ادارة عملاء امريكا وايران. ان الوجه الاول للازمة التي تعصف بالاحتلال منذ اجراء الانتخابات هو وجه الفشل في تشكيل الحكومة والذي يفصح بوضوح عن هذه الحالة الخطيرة. اما الوجه الاخر للازمة فهو فشل الاطراف العربية والاقليمية التي بدأت تحركات مكثفة منذ بداية عام 2009، بتخويل امريكي – ايراني، لوضع حل لازمة العراق لكنها واجهت موقفا صلبا من الاطراف الرئيسية في المقاومة التي رفضت حل مشكلة العراق على حساب البرنامج الوطني للمقاومة ولمصلحة امريكا وايران واطراف عربية واقليمية اخرى.

    ولم يكن صدفة اقتران هذه الازمة المركبة بتصعيد البعث والمقاومة لعملياتها العسكرية ضد الاحتلال فالعمل الجهادي المتسارع والمتصاعد في الشهور الماضية بصورة غير مسبوقة منذ عام 2006 هو الرد الوطني على الاحتلال وعملاءه الذين دخلوا نفق العجز والفشل التامين، لذلك فان تصعيد الحملة ضد البعث هو رد فعل متوقع من الاحتلال الامريكي - الايراني ومن يصطف معهما. وهنا من الضروري الانتباه الى ان هذا النوع من التصعيد لم يقتصر على الاعلام فقط بل ان حملات فاشية وشرسة ضد البعث وقائد الجهاد المعتز بالله عزة ابراهيم تنفذ وتم اعتقال واسر مئات البعثيين والمجاهدين واخضعوا للتعذيب من اجل الاعتراف على مكان القائد الميداني شيخ المجاهدين عزة ابراهيم.



    3– افتضاح واقعة ان امريكا لم تعد قادرة على اخفاء هرمهما وازمتها البنيوية والتي تجعلها عاجزة عن مواصلة الحرب حتى وان كانت راغبة في ذلك. لقد تعرضت امريكا لاستنزاف هائل لم يسبق لها ان تعرضت لمثله، أستنزاف مادي اولا تمثل في خسارتها بين 3 و4 تريليون دولار مع انها غزت العراق من اجل النهب الامبريالي، واستنزاف بشري ثانيا تمثل في مقتل ما بين 30 و40 الف امريكي حسب مصادر امريكية غير رسمية (الرقم الرسمي حوالي 5 الاف قتيل)، واكثر من 50 الف معوق بدنيا او نفسيا، مما جعل حرب العراق مشكلة داخلية امريكية خطيرة تمس حياة الاغلبية. ومع هذه الحقيقة فرضت حقيقة اخرى نفسها وهي ان الشريك الاول والاهم لامريكا في غزو العراق وهي ايران قد تعرضت لفضح موثق بالمواقف والادلة والشواهد بصفتها دولة غزو معادية لشعب العراق وتعمل على تدمير العراق كامريكا والكيان الصهيوني، لذلك فان من يدافع عن ايران من العرب اصبح في وضع من يتهم نفسه هو بانه مرتزق يقبض من ايران.



    من هنا فان تدهور قدرة امريكا وايران في العراق وتعرضهما لتحديات خطيرة، منها تداعي قدرات اتباعهما على تحقيق ولو حد ادنى من التاثير مع ان معركة العراق تقترب من الحسم نتيجة تعاظم قوة المقاومة العراقية واستعادتها لزمام المبادرة بعد ان اضطرت لاتباع سياسة دفاع بين عامي 2006 و2007، قد اجبر امريكا وايران على الاتفاق على صيغة عمل مشتركة محورها منع وصول البعث وحلفاءه الى السلطة باي شكل وطريقة وغلق كل منفذ قد يستخدمه البعث لتحقيق ذلك، حتى لو كان المنفذ متخيلا وافتراضيا مثل ادعاء ان وصول اياد علاوي لرئاسة الوزارة ما هو الا ممهد لعودة البعث، كما اعلنت الكتل الموالية لايران مرارا وتكرارا منذ الانتخابات وحتى الان.

    وما اعلنه المالكي يوم 7/9/2010 نقلا عن جو بايدن نائب الرئيس الامريكي الذي اكد دعم امريكا لسعي المالكي لرئاسة ثانية للوزراء يؤكد وجود صفقة امريكية ايرانية، مدعومة من اطراف عربية معروفة.

    والموقف الامريكي الطبيعي هذا من البعث هو امتداد لموقف قديم وثابت يتنقل بين خيارين لا ثالث لهما فاما تصفية البعث بالقوة اي الاجتثاث او ب(الاحتواء الناعم) وهو خيار اثبتت العقود الاربعة الماضية فشله كليا.

    ان الكابوس الذي خيم على عقول امريكا وايران ونظم عربية وكتل سياسية منذ مطلع هذا العام هو عودة البعث مع حلفاء اقوياء له، بعد ان فشلت سياسات الاجتثاث رغم دمويتها، وعاد البعث اقوى مما كان قبل الغزو بفضل جهاده عسكريا وسياسيا، وطغيان خيار المطالبة بعودة البعث لدى الجماهير على ما عداه من مطاليب شعبية، وهو ما تمثل في القول صراحة من قبل عشرات الناس عبر شاشات التلفزيون بان انقاذ العراق، وعودة الامن والامان والكرامة والخدمات والحرية...الخ، لن يحصل الا بعودة البعثيين، ونحن نضيف مع بعودة البعثيين مع حلفاءهم وهم كل من حمل السلاح او رفض الاحتلال بجدية.

    امام تزايد قوة البعث وحلفاءه مقابل تدهور القوة التأثيرية المجتمعة لكافة القوى نمت وتوسعت ظاهرة معاداة البعث وفرزت وليدها الطبيعي هستيريا معاداة البعث. والهدف الواضح هو منع البعث وحلفاءه من الاستيلاء على السلطة، لكن هذا الحدث لن يتقرر الا على يد الشعب وقواه الوطنية وليس على يد الاحتلال والعملاء او الحاقدين.

    لقد اصبح العنوان الرئيسي للحملة على البعث هو منعه ومنع المقاومة من استثمار بيئة فشل الاحتلال والمتعاونين معه عراقيا واقليميا لتوجيه ضربة تحرير بغداد ومنها تنطلق عملية تحرير بقية العراق، ومن المؤسف ان نرى قوى وطنية تلتقي مع الاحتلال حول هذا الهدف غير الشريف من منطلق رغبتها في منع عودة البعث.



    الاطراف المشاركة في حملة اجتثاث البعث

    في الفترة الماضية تجنبنا كشف كل ما لدينا حول الاطراف المشاركة في تنفيذ سياسة اجتثاث البعث لوجود امل لدينا بتغيير موقف البعض، والان وبعد مرور سبعة اعوام على الغزو بكل كوارثه عجزنا عن اقناع عناصر محسوبة على الخط الوطني تشارك باصرار في تنفيذ الاجتثاث، من خلال محاولتها تنفيذ اهم قواعد الاجتثاث وهو شيطنة البعث، نقول عجزنا عن اقناعها بالتخلي عن المشاركة فيه، لذلك فان عدم الاقتناع بعد مرور سبع سنوات يجعل الوقت مناسبا لتقديم كشف الحساب، وسوف نقوم بالكشف التدريجي عن المشاركين كلهم في جريمة اجتثاث البعث والتي لا تترجم الا على انها اجتثاث لعروبة العراق وليس حزب البعث فقط، وعرقلة تحرير العراق نكاية بالبعث والبعثيين.



    ان من شارك ويشارك في اجتثاث البعث هم كالاتي وحسب التسلس الزمني لبروز دورهم :

    1– التكفيريون المتطرفون الذين شرعوا بتكفير البعث علنا في عام 2006 وهو عام استعادة البعث لعافيته بصورة كاملة بعد الضربات المدمرة التي تعرض لها مرة اخرى في عام 2005 وبروزه بقوة في ساحة الجهاد فجاء تكفيره محاولة لمنع عودته للعمل بفعالية عسكرية قوية. وقام التكفيريون باغتيال الكثير من كوادر البعث العسكريين والمدنيين.



    2– في عام 2007 دخل عملية الاجتثاث انفار وليس تنظيمات استغلوا الاعلام لترويج عملية الاجتثاث بعد ان فشل هؤلاء الانفار في اختراق البعث والمقاومة عن طريق التظاهر بدعمهما. وتميز هؤلاء الانفار بالانحطاط الاخلاقي الكامل لانهم انقلبوا من داعمين بنفاق لافت للنظر للبعث ومقاومته الى معادين بصورة لاعقلانية تفوح منها رائحة فشل استخباري.



    3– في عام 2008 دخلت عناصر اسلاموية معسكر أجتثاث البعث علنا عبر محاولة التقارب مع البعث ولكن من اجل شقه بالتشكيك بمسيرته وانجازاته وبقيادته...الخ. وحينما فشلت هذه المحاولة كان رد فعل هذه العناصر كرد فعل انفار عام 2007 هو العمل العلني ضد البعث والانخراط في معسكر اجتثاث البعث، واتخذ شكل ممارسة هؤلاء لسياسة الاجتثاث صيغة تكفير البعث والتشكيك بايمان مناضليه وشهداءه.



    4– في عام 2009 وبعد محاولات (ناعمة) لاحتواء مناضلي البعث في الشتات من قبل اجهزة مخابرات اكثر من دولة ارادت استغلال معاناتهم من التشرد واللجوء والعوز بالضغط عليهم لخيانة الحزب لكن هؤلاء الرفاق الابطال ابو الا ان يحافظوا على شرفهم الوطني والشخصي فرفضوا الاحتواء وتحملوا الويلات. لكن نفرا انتهازيا ممن انتمى للحزب قبل الغزو من اجل امتيازات السلطة انحنوا للضغوط وباعوا انفسهم وشرفهم وقبلوا ان يتحولوا الى ادوات لاجتثاث البعث ولكن هذه المرة بطريقة اخرى وهي محاولة التشكيك بمسيرة الحزب اثناء حكمه للعراق تحت غطاء نقد التجربة وتقويمها! هل يوجد اجتثاث افضل من هذا من وجهة نظر امريكية وايرانية وصهيونية؟



    5– لقد قمنا في الاسابيع الماضية بالتدقيق الهادئ في هوية من يشارك في الاجتثاث، بعد وضع امريكا وايران والكيان الصهيوني والعملاء التقليديين لهذه القوى على الرف بصفتها القوى الموجهة والمحركة لمن ينفذ الاجتثاث، ووجدنا بطرق متعددة ان من بقي هم انفار او كتل صغيرة تفتقر للرادع الاخلاقي والحصانة الوطنية وتؤكد ذلك حقيقة اللجوء للتخفي تحت اسماء مستعارة جبنا وخبثا، حيث ان اغلب ما صدر من تلفيقات واكاذيب وتهجمات على البعث والبعثيين كانت باسماء مستعارة، وتوصلنا الى ان من كتب تلك المقالات شخصان فقط، احدهما معمم والاخر حاسر الراس كلفا بذلك العمل الوضيع واختلقا اكثر من 15 اسما نشرت تلك المقالات بها. ولكن هناك ثلاثة انفار كتبوا باسمهم بامر من جهة اخرى. وهذه الحقيقة تكشف مدى انحطاط هؤلاء المتخفين وراء اسماء مستعارة وافتقارهم للحد الادنى من الشجاعة والقدرة على تبني مبادئ اخلاقية. اما الثلاثة فقد كتبوا باسمائهم ضد البعث متعمدين ترويج اكاذيب وسخة وليس القيام بنقد موضوعي.



    نعم انهم انفار اسقطوا انفسهم اخلاقيا بايديهم، ولم يسقطهم احد، حينما اختاروا تلفيق الاكاذيب وهم يعرفون انها اكاذيب، نعم انهم انفار اسقطوا انفسهم وطنيا، ولم يسقطهم احد، حينما اختاروا العمل على ترويج اكاذيب والقيام باستفزازات ضد قوى وطنية وفصائل مقاتلة هدفها تطبيق سياسة المخابرات الامريكية والايرانية (فرق تسد) بين القوى الوطنية وفصائل المقاومة وهم يعرفون ان سياسة فرق تسد هي دائما سياسة الاستعمار واعوانه. ولكن هذه النعم تقودنا الى سؤال مهم وهو اذا كان من يقوم بترويج الاكاذيب مجرد انفار تافهين من المرتزقة وساقطين وطنيا واخلاقيا هل يستحقون الرد عليهم؟

    الجواب نعم انهم لا يستحقون الرد واهمالهم هو الرد الطبيعي لكن علينا ان لاننسى حقيقة واحدة مهمة اثبتتها الاحداث وهي ان هؤلاء الانفار لا يتحركون بدافع فردي بل انهم مرتزقة تامرهم اجهزة مخابرات عربية واقليمية واجنبية تعادي العراق العربي القوي ومقاومته وتقدمه وهم يقبضون لقاء كل كذبة يروجونها ضد البعث، لذلك فان التنبيه لهذه الحقيقة يخدم مباشرة من يريد معرفة ما يجري وما يخفى خلف الواجهات ومن يحرك الواجهات ويرسمها ويضع الوانها.



    نعم انهم انفار تافهون وساقطون ولكن مجرد الاعتماد عليهم من قبل اجهزة مخابرات تلك الدول يكشف ازمة الاحتلال وازمة المصابين بعقدة البعث ممن يدعون مناهضة الاحتلال، ويسلط الاضواء على نوعية هذه الازمة وعمقها ويثبت ان البعث والمقاومة قويان الى درجة انهما لم يلحقا الهزيمة بامريكا فقط ولم يفضحا ايران كدولة استعمارية فقط بل انهما ايضا جردا القوى المعادية لشعب العراق ومقاومته من القدرة على استخدام اشخاص لهم وزن وقيمة من حيث التكوين الشخصي والثقافي والاخلاقي والحضور الاجتماعي. وكما يقول المثل (من قلة الخيل شدوا على الكلاب سروج)، فاعتمدوا على اشخاص مغمورين ومهمشين و(زعاطيط) وتافهين ومنافقين يقولون الشيء ونقيضه حسب كمية الدفع، ولدي رسائل من بعض هؤلاء المنافقين تضمنت مدحا هائلا لي لكنها بعد ذلك وجهت لي شتائم وسخة علما انني لم اتغير منذ 52 عاما وهي مدة عملي في البعث.

    اما الكتل الصغيرة التي تهاجم البعث سرا بين عناصرها ولكنها لا تتجرأ على مهاجمته علنا فانها تعتمد على مرتزقة من بين اولئك الانفار في تنفيذ هجمات مدفوعة الثمن، ونحن عرفنا بالوثائق، ومنها مراسلات تمكنا من الحصول عليها، ان تلك الكتل الصغيرة الثرية جدا بفضل اموال خليجية تدفع لمن يشتم البعث ويروج اكاذيب هدفها شيطنته ولذلك لم يفاجأ احد بوجود انفار هاجموا البعث لصالح كتل صغيرة لا تربطهم بها اي صلة ايديولوجية. مرة اخرى ان الاعتماد على مرتزقة من قبل كتل صغيرة في المشاركة في شيطنة البعث يؤكد ان تلك الكتل الصغيرة لا تختلف عمن استخدمتهم من حيث الرادع الاخلاقي والحصانة الوطنية فهي مستعدة للوقوف مع الشيطان تحت مظلة واحدة من اجل منع البعث وحلفاءه من تحقيق النصر على الاحتلال وتحرير العراق من الاستعمار ومن كوارثه.

    اذن معسكر اجتثاث البعث يضم خليطا متنافرا من عملاء وجواسيس ورجال دين وعناصر من فصائل مقاومة ومخابرات عربية واجنبية واشخاص يدعون انهم ينتمون للبعث، وفوق هؤلاء جميعا تنتصب عصا امريكا بيد ودولارها بيد اخرى – والذي يدفع احيانا بالواسطة - لتوجه معسكر اجتثاث البعث. انه معسكر متعدد الالوان والنزعات لكنه يلتقي حول عامل مشترك وهو اجتثاث البعث باي طريقة ومهما كان الثمن لان بقاء البعث وعودته باذن الله سوف تغلق الابواب نهائيا بوجه امريكا والصهيونية وايران ومن سار خلف هؤلاء كلهم.

    يتبع..........

    Almukhtar44@gmail.com

    منتصف ايلول – سبتمبر 2010

    شبكة البصرة

    السبت 9 شوال 1431 / 18 أيلول 2010

    يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
    المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •