السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
* الموضوع : كلمة عزاء في حق الباحث الإسلامي الأستاذ محمد أركون، ذو الأصل الجزائري و الذي أوصى بدفنه بالمغرب
لبى نداء ربه يوم الثلاثاء 14 شتنبر الجاري ،الباحث و المؤلف الإسلامي محمد اركون بعد صراع مريرمع المرض
و قد توفي بباريس و سيوارى جثمانه الثرى يوم السبت بمقبرة الشهداء بمدينة الدار البيضاء، تنفيذا لوصيته
الأستاذ محمد أركون من الباحثين القلائل الذين قدموا أبحاثا عديدة عن الإسلام الحضاري و عن التقارب بين الأديان
و قد عرف بآراءه المتطرفة "خاصة في نظرته للنصوص المقدسة حيث يرى بأننا يجب ان نخضعها للعقل"، فواجه بذلك العديد من الانتقادات لكنه و بحكم تجربته في الحوار و تطويعه لأدوات الخطاب فإنه ظل محاورا و مدافعا على نظرياته المتعددة
لقد حاور الأستاذ محمد أركون عدة مواضيع طغت على الساحة الثقافية مثل:

-العلمانية والعنف
-الإسلام وتجديد الفكر الديني

و هو من خلال مداخلاته ما فتئ يضع في الميزان كل النصوص الدينية ،بما في ذلك القرآن
وبالنظر إلى المناخ المعرفي لأركون وبداياته نجد أن ثقافة الرجل لم تكن منفصلة عن مناهج المستشرقين "الفيلولوجية" (فقه اللغة) المحترفة وعلى رأسها جهود
"بريجيس بلاشير" الذي علمه منهجية تحقيق وتدقيق النصوص ومقارنتها بعضها ببعض ودراستها تجريبيا على الطريقة التاريخية الوضعية.

منح الفرنسيون أركون طرائقيتهم في البحث، لكنه استطاع أن يخرج على الفكر والطريقة، فاستطاع أن يقدم رؤى جديدة في مقارنة الوقائعيات وتأثيرها في مسار الفكر دون أن يتناسى أهمية السوسيولوجيا هذا إلى جانب اهتمامه بالألسنيات.

زاوج أركون بين مناهج المعرفة الغربية عن الإسلام، محاولا أن يحمل قضية التعريف بالثقافة الإسلامية من باب المدعى عليه إلى باب الرؤى المختلف عليها، فالمعرفة عنده لا تعني السلطة والسلطة ليست إلا العنف والقهر، مقتربا بذلك من فوكو.

يصعب اختزال منجز أركون المعرفي، في مساحات محدودة، غير أن الرجل استطاع أن يؤسس لفكرة جديدة في الأكاديميات الغربية عن الإسلام ومنظومته المعرفية، وهي فكرة وإن لم تغير كثيرا في الغرب إلا أنها أحدثت دويا في مكانها الأصلي, وهو الثقافة العربية.
رحم الله المفكر الإسلامي محمد أركون، و حبدا لو نقرأ بتمعن مؤلفاته عن الإسلام و الإسلامفوبيا ،حتى نكتشف إلى أي حد كان يدافع عن الإسلام الحضاري و يناهض الإسلام الذي هو من وحي بعض الغلاة المتشددين

* صادق تحياتي و عزاءنا واحد في المرحوم محمد أركون / الغزاوي