العقل السجين

الدكتور فاضل صالح السامرائي

وهي قصيدة مما قاله الدكتور فاضل السامرائي في الستينات، على غرار الموشحات، وكأنه يحكي قصة رجل مؤمن مجاهد صابر بين جدران السجون بعنوان (العقل السجين) يتذكر منها:

من كان ينعم بالتفكر والنظر * فمن الحوادث عبرة لمن اعتبر
أسمعت في ظلم السجون أنينا
حملته دالية الهواء حزينا
ينبيك عن رجل يعيش سجينا
وبقي بأعماق السجون سنينا
أبكى بأنته عليه عيونا
خرساء كالوتر الشجي رنينا

أبكى جدار السجن وانصدع الحجر * وبكى الصدى حَزنا فما أقسى البشر
أسمعت في ظلم الزنازن عابدا
يقضي نهاره صائما متعاهدا
ويبيت قوّام الليالي ساجدا
قضت الحياة بأن يعيش مجاهدا
وقضت بأن تغدو السجون مساجدا
فعلى الزنازنِ أن يكنَّ شواهدا

إني أرى وجه العدالة قد بسر * واربدّ وجه الحق من ظلم البشر
أسمعت في ظلم الزنازن صابرا
يشكو إلى مولاه دهرا غادرا
ساقت له الأقدار حظا عاثرا
لو كنت تبصره مسجّى حاسرا
وهوى به الجلاد ضربا كافرا
لسكبتَ محزونا حبيبا فائرا

ولصحت صبرا فالحياة لمن صبر * رباه نصرك صابرا ولك انتصر

عن موقع لمسات بيانية