Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
التنشيط القصصي الثالــــث ـــ (3) - الصفحة 3

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3
النتائج 41 إلى 41 من 41

الموضوع: التنشيط القصصي الثالــــث ـــ (3)

  1. #41
    أديب وناقد
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية مسلك ميمون
    تاريخ التسجيل
    27/08/2007
    المشاركات
    796
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الثالــــث ـــ (3)

    بسم الله
    السلام عليكم

    التقرير العام حول قصة الأستاذ حسن البقالي :
    مرة لا تقبل التكرار



    و لقد كان النقاش على ضوء النقط التالية :

    1 ـ اللّغـــة .
    2 ـ السّارد .
    3 ـ تقنيات السّرد .
    4 ـ فكرة و دلالة النص .

    شارك في النقاش 12 مشاركا هم : أحمد اللاعبي، أريج عبد الله، مسلك ميمون، الحبيب ارزيق، حسن البقالي، منى حسن محمد الحاج، شيماء عبد الله، علي الكرية، فراس شدود ،كرم زعرور ،عز الدين بن محمد الغزاوي، عبد الله بن بريك .

    و مجموع زوار المتصفح 24 زائراً :

    مازن عبد اللطيف, أحمد لاعبي, محمد فائق البرغوثي, أريج عبد الله, مسلك ميمون, الحبيب ارزيق, السعيد ابراهيم الفقي, ابراهيم ابو طارة, بسام نزال, حماده الفرا, حسن البقالي, صادق الرعوي, شيماء عبد الله, سعد الطائي, سعيد نويضي, علي الكرية, عبد الرحمان الخرشي, عبدالله بن بريك, عز الدين بن محمد الغزاوي, فاطمة السوسي, منى حسن محمد الحاج ، فراس شدود, قوادري علي, كرم زعرور .

    أشكر الجميع سواء من شاركوا أو من اكتفوا بالزيارة . كما أشكر الأستاذ حسن البقالي القاص المتميز على تلبيته للدعوة ، و مشاركته الفعالة في تنشيط هذا اللقاء . و أحمد الله أن التنشيط أصبح تقليدا، علينا أن نحافظ عليه و ننميه، و نعمل على إيصال الرسالة لجميع أعضائنا ، و بخاصة من لهم اهتمام بالق ق ج. لكي تكون المشاركة أقوى و أكثر، و الاستفادة أعمق و أوفر . و ابتداء من التنشيط القصصي الرابع إن شاء الله ، سيعمم الإعلان و سيصل في رسالة عامة إلى كل الأعضاء .

    الآن أترككم مع تحليل لقصة الأستاذ حسن البقالي ، التي كانت مادة التنشيط القصصي الثالث ، و سأتحاشى ما تطرق إليه الإخوة تجنباً للتكرار.

    *


    النّـــص :

    مرّة لا تقبل التكرار
    حين مرت الحافلة بتلك القرية الصغيرة التي يخرقها شارع طويل ووحيد, لمحت عبر فرجة باب, عينا وبعض خضاب.
    كانت العين سوداء وحزينة جدا..
    بينما الخضاب الزاهي على الأنامل شبيه بدعوة مبهمة أو إشراقة مباغتة.
    يخامرني يقين راسخ بأني لو مررت من هناك مرة أخرى, سأجد بانتظاري نفس العين الحزينة الرائعة والأنامل المخضبة, عبر الإنفراجة الضئيلة للباب, كما لو أن نظرتي الأولى سجنتها هناك إلى الأبد.. وحتما سأعيد نفس الشهقة الحالمة, وأفكر ثانية بأن مبدأي التقابل والإضمار أسّان لا يضاهيان للجمال..
    لكني أعرف باليقين الراسخ نفسه أن مشهدا ساحرا كذاك لا يمكن أن يمنح للرائي مرتين, وهذا معناه أني لن أمر من هناك أبدا.

    1) أبدأ من فكرة النص و دلالته :

    لمّا مرت الحافلة بالشارع الوحيد الذي يخرق القرية كالسهم فيحيلها ضفتين ، السارد ـ و من خلال زجاج الحافلة التي خففت من سرعتها لدخولها المجال القروي ـ لمح من خلال فرجة إحدى الأبواب المتراصة على جانب الطريق عينا سوداء حزينة ،و أنامل مخضبة بالحناء شبيهة بدعوة مبهمة .
    انتاب السّارد شعور لا يخلو من اليقين : لو عاد مرة أخرى سيجد في انتظاره نفس المنظر : عين سوداء حزينة، و أنامل مخضبة ، من خلال فرجة الباب . و حتماً من شدّة إعجابه سيعيد نفس الشهقة الحالمة .و سيفكر أن مبدأي التقابل و الإضمار أسان لا يضاهيان للجمال .
    و لكنه متيقن أيضاً . أن مشهداً جميلا كالذي رآه لن يتكرر مرتين . و خلص إلى أنه لن يمر من هناك مرة أخرى .

    أعتقد أنّ الفكرة على ما هي عليه من بساطة . لأنها عادية ، و تحدث في كل يوم و للكثير من الناس: و هي أن ترى شيئاً مبهراً، يشدك ،و يثير اهتمامك ،و يحملك على التّخيل و الحلم و التّأويل و الشّرود بعيداً ، بدون سابق إنذار أو علم . كالحب الذي يحدث من أوّل نظرة . و لكن بلورت في لغة سردية جعلت الإحساس مختلفا .
    و ذلك بالتقابل اليقيني : مرّة يصرح السّارد أنّه لو عاد لتمتع بنفس المشهد من نفس الفرجة (يخامرني يقين راسخ بأني لو مررت من هناك مرة أخرى, سأجد بانتظاري نفس العين الحزينة الرائعة والأنامل المخضبة, عبر الإنفراجة الضئيلة للباب ) . و لكنه يعود لينفي ذلك بيقين آخر : (لكني أعرف باليقين الراسخ نفسه أن مشهدا ساحرا كذاك لا يمكن أن يمنح للرائي مرتين )
    فماذا يعني هذا ؟
    ثم ما معنى الخلاصىة التي انتهى إليها النص : (وهذا معناه أني لن أمر من هناك أبدا.) ؟ هذا ما سنراه لاحقاً .

    2) أما اللّغــــة : و كعادته الأستاذ حسن البقالي ، لا يهتم بالتّأنق اللّفظي ، أو يصرف همّه إلى انتقاء الكلمات، أو سبك العبارات .. فله ثقة في نسقه، و ثروته اللّغوية ، و عنده : أحسن الكلمات، تلك التي تستجيب لأول دفقة في عملية القص . و أحسن و أنسب الجمل و التّراكيب تلك التي يشعر أنّها عرضت الفكرة كما يريد . و لهذا ينساب السياق في كتابته انسياب الغدير بسلاسة و يسر . لا خلل و لا معاضلة ..

    أ ) النص تضمن اثنا عشر فعلا بين ماض و مضارع :

    الماضي أربعة أفعال : (مرت، لمحت، كانت،سجنت ..)
    المضارع ثمانية أفعال : (تخامرني ، سأجد، سأعيد،أفكر يضاهيان، يمكن، يمنح، أمر ) و كثرة أفعال المضارعة بما يساوي الضعف ،تنمّ على تطلع إلى الآتي، إلى المستقبل الذي يهفو إليه السّارد بدون أمل : (لكني أعرف باليقين الراسخ نفسه أن مشهدا ساحرا كذاك لا يمكن أن يمنح للرائي مرتين )

    ب ) و ورد من الأسماء ستة عشر اسماً في غير التّكرار: ( مرة، تكرار، الحافلة ، القرية، الشارع، الباب، عين ، خضاب ، الأنامل، الانفراجة، التقابل، الإضمار، الجمال ، اليقين ، المشهد، الرائي ) و هناك ما جاء مرتين اثنتين مثل : ( الباب، خضاب، الأنامل، العين، فرجة، يقين )

    ج ) قلّت الروابط ، إلا من الواو الذي تكرر ثماني مرات .

    د ) و كثرت النعوت فجاءت عشر مرات .( الصغيرة،الطويل، الزاهي، مبهمة،مباغتة، راسخ، الحزينة، الرائعة، الحالمة، ساحراً) و يستحسن التقليص منها في الق ق ج لتفسح مجال التّأمل و التّخيل . فالأوصاف ـ دائماًـ تحدّد الإطار و أبعاده ، بينما المطلوب أن تتاح الفرصة للقاريء ليشارك في كتابة النص ، بما يثار لديه من خيال و تأمّل ...

    3 ) أمّا السّارد : فمشارك و مهيمن ( رؤية مع vision avec ) أي يتساوى السّارد و الشّخصية، و يوظف ضمير المتكلم : ( لمحت، يخامرني، مررت، سأجد، نظرتي، أفكر، أعرف، أني) فهو راو ضمن نطاق الحكي Narrateur homodiégétique و في مثل هذا ينبغي الحذر حتّى لا يسقط في الهيمنة ،و لقد حدث في هذا النّص بتدخل السّارد و إقراره ما لا ينبغي : (وهذا معناه أني لن أمر من هناك أبدا.) كما أنه و كما أشار الأستاذ عبد الله بن بريك : (في المقابل يسجن التجربة في أحادية الرؤية و يلغي كل صوت غير صوت السارد المركزي. )

    4) و أنتهي إلى تقنيات السّرد في هذا النص :

    أ ) التسلسل المنطقي La concaténation و يظهر ذلك جليا من نظرة عابرة ،إلى إثارة رؤى و تخيلات، و أمل و يأس ..

    ب) العلاقة التضادية و قد أشرنا إليها أنفاً : (يخامرني يقين راسخ بأني لو مررت من هناك مرة أخرى, سأجد بانتظاري نفس العين
    الحزينة الرائعة والأنامل المخضبة) و ( لكني أعرف باليقين الراسخ نفسه أن مشهدا ساحرا كذاك لا يمكن أن يمنح للرائي مرتين )

    ج ) نزعة التّخفي La dissimulation التي يثيرها السّارد كفكرة للتّأمل : (وأفكر ثانية بأن مبدأي التّقابل والإضمار أسّان لا يضاهيان للجمال..)
    التقابل : لمحة السّارد إلى العين السّوداء و الأنامل المخضّبة .
    و الإضمار: و هو الإطلالة الخجولة من فرجة الباب .

    د ) القفلــة :résolution لم تأتي كالمعتاد و المألوف تثير الدّهشة أو الغرابة أو التّساؤل أو المفاجأة.. بل هنا جاءت جامعة لكلّ ذلك و متضمنة وظيفة التّناقض contradiction فهي تلغي كلّ الكلام السّابق الذي حاول السّارد أن يوهم به المتلقي : (لكني أعرف باليقين الراسخ نفسه أن مشهدا ساحرا كذاك لا يمكن أن يمنح للرائي مرتين) بعد أن قال عكس هذا آنفاً .

    من خلال كلّ هذا نجد أنّ قصيصة ( مرة لا تقبل التكرار ) متعة قصصية ، كتبت برؤية ذهنية تخيلية ، تستقرئ الأبعاد النّفسية ، و تبعث على التّأمل الجوانــي من خلال التّقابل والإضمار و خاصية التّأرجح بين القول و ضده ، و الواقعية و الشّعرية . نص يحافظ على الوحدتين الموضوعية و العضوية ، و يثير مفارقة المرجــع référent في تحديد بنية الجمال .


    *

    موعدنا بعد يومين مع نص جديد للقاص الفلسطيني المقيم في لبنان : سعيد محمد أبو نعسة

    تحياتي / مسلك
    [/CENTER]

    التعديل الأخير تم بواسطة مسلك ميمون ; 11/10/2010 الساعة 03:48 AM
    [align=center]http://www.hor3en.com/vb/images/smilies/004111.gif[/align]

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •