غالب الغول/ ورسالته إلى العروضيين
من قلم غالب احمد الغول
تشرين الثاني 2010
@@@@@@@@@@@
لماذا نحن العروضيين , نعرف الحقيقة ونحيد عنها ؟ , هل ننتظر أوروبياً ليحل مشاكلنا ؟ أليس من الصواب أن نكون منصفين للحق ونتكلم به مهما كانت نتائجه؟
ألم يكن الأجدر بنا أن نقف لنسأل عن مصير تراثنا ( العروضي ) وإلى أين سيذهب؟ , أليس من الصواب, الوقوف وقفة واحدة أمام كل من يريد تشويه تراثنا بالأفكار المغلوطة أو الأفكار التي لم تكتمل بعد , سواء أكان عربياً أم أجنبياً ؟

لقد وجهتُ هذه الرسالة إلى أحد أصدقائي الذي تبنى علم العروض الرقمي من غير أن يعرف شيئاً عن عروض الخليل , فقلت له بهذه الفقرات .

أخي العزيز:
.إن لدى أهل العروض بشكل عام ــ ثغرة لم يجدوا لها حلاً , بل أهملوها وضيعوها بين طيات أرقامهم , ألا وهي عدم مسايرة العروض مع الفكرة الموسيقية الأولية ( التي سار عليها الخليل ) ــ على أقل تقدير , كما فسرها رائد علم العروض الخليل بن أحمد الفراهيدي , في الوقت الذي لم يكن فيه العلم الموسيقي يُقرأ ويكتب برموزه ,آنذاك , كما نراه اليوم , والذي عوّض عنه الخليل بفكرة ألقاب التفاعيل التي تشير إلى التنبيه بضرورة التعامل معها, لكي لا يضيع العروض من أيدي الناس , وعندما نتجاهل ما أتى به الخليل في هذه التفاعيل الجزئية , فكأننا نريد أن نطيح بالعروض من غير وعي لما نقول أو من حيث لا ندري كيف تكون نتائج أعمالنا .

تعال معي :

1 ــ تعطي الأرقام ( 1 1 2 ) لضرب الكامل الأحذ
ثم تعطي الأرقام ( 1 1 2 ) لضرب السريع المكشوف المخبول

والسؤال هنا :
هل ضرب الكامل يساوي إيقاعياً ضرب السريع ( عند الرقميين ) , وبأي رقم يستطيع الرقميون تمييز الضربين الأتيين .
2 2 1 2 .... 2 2 1 2 ..... 1 1 2
2 2 1 2 .... 2 2 1 2 ..... 1 1 2

هل ( فعِلن ) في ضرب الكامل الأحذ هي نفسها بالكم الوزني والزمني تساوي , (كمّ ) ( فعـِلن ) في ضرب السريع ؟
والجواب:
لا أحد من الموسيقيين يقول نعم
ولا أحد من العروضيين التقليدين يقول نعم
ولكن كيف أن الرقميين يؤيدون أعمالهم هذه ؟
هل الشمولية الرقمية أتت لتغيير المفاهيم التي بني عليها علم العروض وتوأمه الموسيقا ؟؟ .
@@@@@@@@@@@@@@@@

2 ــ تعطي الأرقام ( 3 2 ) لضرب الطويل والهزج ( المحذوف)
وتعطي الأرقام ( 3 2 ) لتفعيلة المتقارب ( السالمة من الزحاف )
وتعطي الأرقام ( 3 2 ) لضرب المنسرح والسريع ( المخبون )
وتعطي الأرقام ( 3 2 ) لضرب الرجز ( المخبون المقطوع )
وتعطي الأرقام ( 3 2 ) لضرب الوافر ( المقطوف )

هل الرقم ( 3 2 ) ـــ شيخ هذه الأرقام ـــ قام مقام ( المحذوف والسالم والمخبون والمقطوع والمقطوف ؟ ) إيقاعياً ؟, وهل غاب هذا العمل عن ذهن الخليل ليفعله ويريح نفسه ؟ ,
وهل أخطأ الخليل وأصاب الرقميون في التفريق بين هذه الأضرب إيقاعياً , وأصاب الرقميون ــ في شمولية الرقمي ــ بتوحيدها في رقم واحد وهو ( 3 2 ) أي أن الوتد المجموع , يقع في أول هذه التفاعيل من غير إدراك للخطأ الذي وقعوا به , لأن الوتد لا يوجد في كل الأضرب السابقة على أول ( 3 2 ) أو على أول فعولن في الخبن والخبن المقطوع , وإن ( 3 2 ) تختلف في وزنها الإيقاعي الموسيقي من ضرب إلى آخر , حتى ولو ابتدأت بالوتد المجموع , فقد يكون وزنها ( ثلاثي المقياس ) في المتقارب , أو قد يكون وزنها ( رباعي المقياس ) كمحذوف الطويل والهزج , ولا يصح أبداً أن نجعل لها رقماً واحداً مهما كانت الأسباب , فهذا العمل لا يؤيدهم به موسيقي عربي أو ( حتى ) عروضي أجنبي , لقد دافع الأجانب عن عروضنا ودرسوه , فلم يقولوا مثل ما قاله الرقميون العرب وهم:
( فايل / غيارد / شولز/ ستانيسلاس/ فارمر , وغيرهم ) فهؤلاء درسوا العروض وموسيقاه ونبغوا فيه وأيدوا الخليل بعبقريته , أليس من الصواب أن نكون أكثر حرصاً منهم على مستقبل تراثنا من الأجانب ؟؟؟ .
أليس هذا العمل من أخطر ما يعترى عروضنا من تشويه وتحريف وتمويه , بعد أن امتلأ بالأخطاء ؟

ولماذا اهلك الخليل نفسه في تفسير هذه الظواهر الإيقاعية ؟
هل جاء بها عبثاً ؟؟ أم هي لفكرة موسيقية ينبه بها المنشد أن يتجه إلى أصل التفعيلة التي تختزن بالإيقاع الصحيح لكل بحر عند الإنشاد الشعري للقصيدة ؟
وكيف يستطيع الرقميون أن يحلّو لغز الخليل بهذه الألقاب التي عجز عن فهمها العياشي فذمّها , وعجز عنها الرقميون ( فسخطوها ) وجعلوا لها ( رقماً واحداً ) أصماً , لا يعرف النطق ولا يعرف صواب النغم ؟؟

إذا استطاع الرقميون أن يوضحوا هذا اللغز الحقيقي للتفرقة بين إيقاع الأضرب المذكوره أعلاه وغيرها من الأضرب التي لم تذكر الآن , الذي بها يشكل الجوهر الرئيس للبحر وتمييزه عن بحر آخر , فاعتبروني منذ الآن انني أول الرقميين للسير معهم , والدفاع عن أرقامهم .
وإني أوجه هذا النداء إلى كل الرقميين , الذين تتلمذوا على أساتذة الرقميين ,

لأن التلميذ يجب أن يدرك مفاهيم أستاذه ,

ألم يعتنق الناس أديانهم وثبتوا بها ودافعوا عنها بعد رسلهم ؟؟

أجيبوني وشكراً لكم
أخوكم غالب أحمد الغول