آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أنموذج على ما يسمى بتراسل الفنون

  1. #1
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    07/05/2010
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    0

    أنموذج على ما يسمى بتراسل الفنون

    هذا أنموذج على ما يسمى بتراسل الفنون فأرجو من القراء التعليق على هذا وتوضيحه إن أمكن ، وشكرا
    ( كل بنت بأبيها معجبة)


    إلى ابنتي جمانة...
    إلى ذاتِ القلبِ الطاهرِ النقيِ و البسمةِ الرقيقةِ في عيدِ ميلادِها السادس ...
    إلى صاحبةِ القلبِ الألماسي الدافئِ، وهي تستعدُ بدفترها المدرسيِ لفصولِ الدراسةِ، رغمَ برودةِ المكانِ وصقيعِ البشرِ...
    إلى النبرةِِ الدافئةِ المحملةِ بأريجِ العطرِ الفوَّاحِ وزخَّاتِ المطرِ الصافي ...
    تباركَ اللهُ الذي حباكِ هذا الجمالَ السرمديَ يا بنيتي...
    أُشْهدُ كلماتي وحروفي ـ يا صغيرتي أيتها الشفافةُ النقيةُ ـ أنه إذا حالتْ الأيامُ أن تجمعِِ بيننا طويلًا في الدنيا، فالدنيا زيفٌ والقيامةُ تجمعُ ...
    فاسمعي مني تراتيلَ المحبةِ من كتابِ الحكمةِ والرجاءِ حتى آخرِ العمرِ


    ضاجعَ الحزنُ النتيجةََ أولَ العامِ انطويتُ
    وعدتُ أبكي صغيرةً كانتْ على شطِ الرحيلِ بلا حبيبٍ
    وشتاءُ العمرِِ يمضي كالغريبِ
    و أنتِ يا صغيرتي ..عذراءُ تحلمُ أنها في قصرِ عاشقها الأميرِ...
    ذاتَ يومٍ...
    في سويعاتِ التوجُّسِِ كان مولدُكِ المباركُ يا جمانةُُ ..
    مرَّ عامٌ بعدَ عامٍ....
    فجأةً ...أصبحتِ آنسةً صغيرةَ...
    كانَ يومُها عامَك السَادسَ من عمرِ المسيرةِ...
    كانَ صوتُكِ مثل نايٍ يعزفُ النغمَ الأخيرَ ...
    كان وجهكِ يا صغيرتي يومها كالبدرِ يستبقُ المدى...
    عينُكِ السوداءُ ترشقُ في فؤادي سهمَها ،لا تقتلُ......
    قدُّكِ المياسُ يبغي ظلَّ قدي يعشقُ...
    ماذا قالوا...؟!
    ماذا قلتُ....؟!
    ماذا قلتِ...؟!
    قالوا عني:إنني فارسٌ قد توجوهُ يوم موتهِ بالمزايا...
    حزنُه المرسومُ في عينيَّه يختطفُ المرايا والزوايا....
    عمرُه المخزون خلف طلاسمِ الزمنِ السحيقةِ قد تولَّى ...
    شِعرُه المنثورُ فوق صحائفِ الأدبِ الرفيعةِ لا يبارى...
    ماذا قلتُ؟!....
    قلتُ:أتلو من كتابِ الحسنِ عندَك ألفَ آيةِ ...
    أبني آلافَ القيمْ ...أُرْسي آلافَ المبادئِِ ...
    أحكي آلافَ القصصْ...
    أروي آلاف الحكايا ...
    أحتضنكِ يا صغيرتي...
    أستمدُ النورَ من عينيكِ في الزمنِ الأخيرِ...
    عشتُ أنسج في خيالِِ العشقِِ قبلكِ ألفَ قولٍ...
    أصطحبكِ برحلةِ الزمنِ الأخيرِةِ منذ كنتِ...
    أستمدُ العَونَ مِنْكِ....
    هل علمتِ ؟! هل عرفتِ؟!
    هل توارى الشوقُ في عينيَّ يومًا مُذْ ولدتِ؟!
    ماذا قلتِ؟!
    قلتِ لي ـ يومًا ـ أحبكَ يا أبي ...
    عندها راودتُ نفسي ...
    حنَّ لي طورُ الصِّبا يومَ عيدِكِ يا جمانةُ...
    غازلَ المخزون في قلبِي المتيمِ في استكانةِ....
    كنتُ يومئذٍ عجوزًا هدْهَدَ الخوفُ رؤاهُ...
    كنتُ يومئذٍ أجمِّعُ عمريَ المحزونَ من زمنٍ طواهُ...
    كنتُ أحسبُ كمْ تبقي من زمانِ الوصلِ في عمري القصيرِِ...
    ما تبقي من سنينِ العمرِ شيءٌ كي أحبكِ يا صغيرتي...
    جئتِ في الزمنِ الأخيرِِ...
    جئتِ بعد أن غزوتُ بحرفي آلاف العذارى..
    جئتِ بعد أن قتلتُ بجهلي آلاف الصبايا...
    جئتِ بعد أن حملتُ بنفسي آلاف الخطايا...
    شمسُ عمري قد تولتْ في دجا الليلِِ الأخيرِ...
    في انتظاركِ يا جمانتي ...
    كم تمنيتُ لعمري يومها لكِ أن يطولَ ...
    أنْ أعودَ لسابقِ الزمنِ الجميلِ ...
    خابَ سعي ...هل لمثلى يتمنى المستحيلَ ؟
    هل لمثلي أن يعيشَ الماضي في زمنٍ عليلٍ؟!
    هل لمثلي أن يعيشَ اليومَ عمرًا كانَ أمسِِِِ ؟
    خابَ سعي ...
    كم تبقي من حياتي ؟!
    ساعةٌ من عمرِ كهلٍٍ زاره مُرُّ التأسِّي...
    كم تبقي يا صغيرتي ؟!
    ما تبقي من سنينِ العمرِ شيءٌ كيْ أحبكِ ؟!
    ما تبقى ؟
    تلك نُذُرُ الموتِ تترى ...
    انحناءٌ يُثني ظهري ... تجاعيدٌ تكسو وجهي ... رعشاتٌ تعلو صوتي ...
    دبَّ ذاك الشيبُ في رأسي زمانًا يا جمانةُ ...
    يعتريني الضعفُ أنتظرُ القيامةَََ ...
    أتوكأُ يا صغيرتي مُمْسكًا بعصاي أهذي...
    سابحًا في وجنتيكِ...أستمدُ الصبرَ منكِ...
    أتذكرُ يا صغيرتي أنَّ ما تستشعرينَه من عواطفَ نحو قلبيَ....
    ينطوي لكِ تحتَ قولٍ ،قالََهُ الآباءُ قبْليَ ...
    قالَتْ العجفاءُ ـ أيضًا ـ للثلاثةِ مثلهُ :
    ماذا قالوا يا صغيرتي في هواكِ.... في هوايَ؟!
    قالوا يومًا في الحكايا ما تناقله الصبايا..:
    "كلُّ بنتٍ بأبيها معجبه "...
    "كلُّ بنتٍ بأبيها معجبه...

    التعديل الأخير تم بواسطة الدكتور محسن سيد يونس ; 11/10/2010 الساعة 04:00 PM سبب آخر: التشكيل

  2. #2
    شاعر
    نائب المدير العام
    الصورة الرمزية عبدالله بن بريك
    تاريخ التسجيل
    18/07/2010
    العمر
    62
    المشاركات
    3,040
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: أنموذج على ما يسمى بتراسل الفنون

    الأخ الدكتور محسن سيد يونس:

    أتوجه إليك بعميق الشكر و خالص التحية على اهتمامك و تواصلك الفكري و الإنساني,إذ اوليتَ الموضوع ما يستحقه من عناية.

    أوردتَ أمثلة حية على تقنية بلاغية مهمة ,مادتها اللغة الشعرية و مجالها الصورة في تعالق الحسي و التجريدي لتخلق نسيجا

    تعبيريا غير مألوف في اللغة العادية.

    النص زاخرٌ بالصور الشعرية القائمة على تكسير اللغة و خلق علاقات جديدة بين المفردات , لا تجمع بينها في الواقع,بمعنى

    أن الشاعر -اعتماداً على خياله المجنح -يعيد تشكيل الواقع بطريقة مبتكرة ليعطيَ للتركيب زخماً دلالياً مكثفاً لا تستطيعه

    اللغة العادية,فيكثر التأويلُ و تتعدد القراءات..

    من تعابير القصيدة التي يحضر فيها تراسل الحواس(ضاجع الحزن النتيجة)=تزاوجٌ بين اللمس و السمع.

    (أنسج ألف قول)= اللمس + السمع+النطق.

    (زمن عليل)+تجريد+حس متمثل في اللمس أو البصر.

    (ينطوي تحت قول)حس هو البصر مع حس آخر هو السمع..


    يقول أبو القاسم الشابي:

    كنتُ في فجركَ الموشح بالأحلام عطـــــــــــــــــراً ,يَرفُ فوق ورودك

    ثم جاء الدجى...,فأمسيتُ أوراقاً بداداً, من ذابلات الـــــــــــــــــــورود

    و ضباباً من الشذى , يتلاشى ***** بين هول الدجى و صمت الوجود

    و سحاباً من الرؤى , يتهادى *****في ضمير الآزال و الآبـــــــــاد

    و يقول جبران في رائعته (المواكب)

    هل تحممتَ بعطـــــــر ******* و تنشفتَ بنـــــور

    و شربتَ الفجر عمراً ******* في كؤوس من أثير

    هل فرشتَ العشبَ ليلاً ******* و تلحفتَ الفضــــا؟

    و قال الشاعر المغربي المرحوم مصطفى المجاطي (المعداوي لقباً):

    يا أيها الترب المكدس فوق فكر ناضــــــر

    هلا سمعتَ حرارة تشدو بلحــــــن زاهـــر

    يا هذه الشطآنُ تنزفُ في نصاعتها الجراح

    ظمئت عيونك للصباح فأين والهفي الصباح؟

    ظمئت جراحك للقاح فأينَ من دمعي اللقاح ؟

    تقبل أخي الغالي تحيتي و ودي و تقديري ..

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    07/05/2010
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: أنموذج على ما يسمى بتراسل الفنون

    أشكرك سعادة الموقر الحبيب/ عبد الله بن بريك على هذه الجولة النقدية الجميلة ، حيث طفت بنا وحلقت هنا وهناك بين جنبات النص ، وأتحفتنا بهذه الكلمات العذبة الرقيقة التي تنم عن سريرة صافية ، وصدق منقطع النظير ، دمت لي ، ودام نبض قلمك المميز وتعليقاتك الجميلة أيها العزيز الغالي، ولا حرمنا الله منك&
    أخوك الدكتور / محسن يونس


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •