Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
قراءة في عشر قصص قصيرة جداً للقاصة السعودية د وفاء خنكار

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: قراءة في عشر قصص قصيرة جداً للقاصة السعودية د وفاء خنكار

  1. #1
    أديب وناقد
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية مسلك ميمون
    تاريخ التسجيل
    27/08/2007
    المشاركات
    796
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي قراءة في عشر قصص قصيرة جداً للقاصة السعودية د وفاء خنكار

    بسم الله
    السلام عليكم

    قراءة في عشر قصص قصيرة جداً للقاصة السعودية د وفاء خنكار

    د مسلك ميمون

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    القاصة والشاعرة والرسامة التشكيلية د وفاء خنكار

    *

    تقديـــم :

    الدكتورة وفاء خنكار واحدة من أبرز الشّخصيات النّسائية السعودية التي جمعت العديد من المواهب والقدرات فهي، التّربوية ،والمدربة، والكاتبة ،والشّاعرة ،والفنانـــة التّشكيلية , تتقن اللّغة الانجليزية بطلاقة، وهي تعكف حالياً على دراسة الفرنسيــة . هي نموذج للمرأة السعودية ،القوية ،المتفائلة... التي لا تهاب الصّعاب، ولا التّحديات...
    من مواليد مكة المكرمة، نشأت وترعرعت فيها. كانت طفولتها بسيطة جداً في ظل أسرتها وعائلتها تحكي عن ذلك فتقول :
    (( ..كانت حياتي العائلية كحياة كلّ النّاس في تلك الفترة ،التي بدأت تشهد بداية تدفق النّفط على البلاد، وبداية الازدهار الحضاري والعمراني.لم نكن عائلة مرفهة تماماً، ولكن كنا نعيش حياة جميلة. كما أنّ والدي كانا عاديين جداً، ربياني أنا وإخوتي على القيم، والأخلاق الفاضلة ،وحبّ العلم ..حيث أنّ عائلتي اشتهرت عموماً بحبّ العلم والفن، فمعظم أفراد العائلة متعلمين، ولهم اهتمام بالفن التّشكيلي . ومن جهة أخرى كان للحرم المكي دوره الأكبر، في إكساب شخصيتي شفافية، وروحانية خاصّة، أثّرت في وجداني ، و كشفت لي المعاني العميقة.. وقد كان عمّي مؤذناً في الحرم المكي الشّريف، في فترة من الفترات , ويعتبر جامع خنكار من أشهر وأكبـــر الجوامع القائمة حتى الآن بحي الخنكار بمدينة مكة المكرمة.. كما أنني تربيت فترة من فترات طفولتي في كنف جدتي التي كان لها دور كبير في تنمية الحسّ الشّعري لدي، من خلال الأناشيد، والتّرانيم التي كانت ترددها على مسمعي .
    أكملت دراستي الجامعية بمكة المكرمة، ثمّ انتقلت بعد زواجي إلى مدينة الورد بالمملكـــة وهي مدينة الطّائف، والتي تبعد عن مكة مسافة 90 كيلومترا .أعمل حالياً بمكتب التّطوير التّربوي بتعليم الطّائف. و عضوة في نادي الطّائف الأدبي وقد صدر لي ديوانان: "هندسة الحب" ،عن دار المفردات 2010 و "حدائق لوركا" عن نـــادي الطائف الأدبي 2010 وحالياً أعكف على إعداد مجموعتي القصصية الأولى في ال ق ق ج إضافة إلى نصوص شعرية ستكون مفاجأة، وتدور حول شخصية عربية فنية مشهورة جداً ..))


    أول ما قرأت نصوص الأستاذة د وفاء خنكار.شعرت بالذّوق الفنّي، و عمق الدّلالة ، وصدق التّعبير ...و هذا ما نجده في هذه العشرية القصصية.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مع عشرية القاصة د وفاء خنكار

    (1)

    عطش

    صيف.. قيظ .. جفاف ..
    سحابة عابرة تهطل بالحديقة ..
    هرولت تبلل روحها العطشى ..
    تركت المكواة تحرق ثوبه ..


    إذاما قرأنا النّص بعيداً عن عمق الدّلالة ، و غاية القصد .. سيكون نصاً عادياً، و لربّما يعبر عن موقف امرأة طائشة، تركت المكواة على ثوب زوجها،و خرجت تستقبل المطر في الحديقة. و لكن النّص غير ذلك ، فهو على قصره، حمّال دلالة قصوى، تُمعن في العمق، و تغوص مع الجذور ..لأنّها نفسية. و الحالات التي تكون كذلك ، يصعب التّعبير عنها بالأسلوب العادي،أو الكتابة التّقريرية الإخبارية.بل أفضل الأساليب و أنجعها الأسلوب الرمزي، أو لغة الرمز، و المجاز metaphor .
    يبدأ النّص : بوصف الحالة بكلمات، لا بتعابير و جمل : ( صيف .. قيظ .. جفاف ) و الحالة هنا لا علاقة لها بالمناخ ، و ظروف الجو، و حالات الطقس ...إنّما هو صيف و قيظ و جفاف الروح .. التي تعاني الحرمان ، و نقص المبتغى ، و العيش الصّعب ... و التي تقضي العمر ترقب بارقة أمل تنعشها، أو ومضة حظ تسعفها .. و تأتي السحابة/ الرمز، كالمنقذ غير المنتظر، و المخلص من جفاف عمّ و انتشر . سحابة تهطل بحديقة العمــــر . فكيف لا تهرول إليها ؟ كيف لا تبلل روحها العطشى ؟ كيف لا تستغل سحابة صيف قائظ جاف .. و إن كان نادراً ما تكون سحب الصّيف ممطرة ؟
    اختلط في النّص ما هو داخلي يخصّ الروح التي تعاني العطش،و ما هو خارجي تصويراً و تعبيراً بلغة المجاز. Figurative langage و تأتي دهشة القفلة:( تركت المكواة تحرق ثوبه ) قفلة رمزية ، تشير إلى الآخر، سبب المعاناة ، و عدم الاعتراف بالجميل، و نضوب الحب ، و علامة الشقاء .. لقد تركت بحثاً عن الارتواء، ثيابه تحترق بحرارة المكواة.. كما حرق نضارة شبابها ، و جفّف معين صباها ، و جعلها صيفَ قيظٍ و جفاف .

    فنيــــاً :

    1 ـ توظيف الجمل القصيرة جداً : سحابة عابرة ـ تهطل بالحديقة ـ هرولت ـ تبلل روحها العطشى ـ تركت المكواة ـ تحرق ثوبه ـ
    بل استعاضت عن الجمل بكلمات: صيف .. قيظ .. جفاف .
    2 ـ المجـازالإستعاري : .. تبلل روحها العطشى .
    3 ـ القفلة الرمزية : تركت المكواة تحرق ثوبه .
    4 ـ النّص جاء منفتحاً على قراءات متعددة، بسبب تكثيفه و رمزيته .

    *

    (2)

    احتراق

    قطعة من خشب العود الفاخر تحترق فوق الجمر بهدوء
    طيبها يفوح يملأ أرجاء الغرفة ..
    يقترب منها بغترته المتصلبة بالنشاء
    يبخر غترته ..
    يتخلل البخور أنسجته الرقيقة ..
    يأخذ نفسا عميقا ثم يزفر الهواء ببطء..
    يرفع طرفي الغترة على كتفيه العريضتين ..
    يدير ظهره للمبخرة ..
    يترك قطعة العود تحترق في صمت حتى الانطفاء ..


    و مرّة أخرى، تعيدنا القاصّة د وفاء خنكار إلى أجواء الرّمزSymbole. فنص '' احتراق ''لا يمكن أن يفهم خارج لغة الرّمز، و إلا استحال نصاً وصفياً عادياً . (قطعة من خشب العود الفاخر تحترق فوق الجمر بهدوء ) قد تبدو العبارة من خلال السّرد عاديـــة وصفية .. و لكن إذا استبدلت (قطعة خشب العود الفاخر التي تحترق) ، بالمرأة التي تعاني استغلال و إهمال الرجل ..لا شك أنّ الصّورة ستتغير، و تبدو الملامح واضحة بين العود الفاخر المحترق/ المرأة. و صاحب الغترة المستغل الظالم / الرجل. و تتضح الصورتان المتناقضتان:
    المــــرأة : (قطعة من خشب العود الفاخر تحترق فوق الجمر بهدوء.
    طيبها يفوح يملأ أرجاء الغرفة ..)
    الرجـــــل ؛ و قد استبد بالنّص وشكل الاستغلال و الظلم : (يقترب منها بغترته المتصلبة بالنشاء
    يبخر غترته ..
    يتخلل البخور أنسجته الرقيقة ..
    يأخذ نفسا عميقا ثم يزفر الهواء ببطء..
    يرفع طرفي الغترة على كتفيه العريضتين.. يدير ظهره للمبخرة ..
    يترك قطعة العود تحترق في صمت حتى الانطفاء..)

    فنيـــاً:

    1 ـ اعتمد النّص الجمل القصيرة ، في معظمها فعلية، تعتمد أفعال الحركة : ( تحترق، تفوح، يملأ، يقترب، يبخر، يتخلل، يأخذ، يزفر،يرفع،يدير، يترك، تخترق .)
    2 ـ توظيف الرمز اللّغوي:
    أ ـ (قطعة من خشب العود الفاخر) رمز للمرأة في معاناتها و احتراقها اليومي..
    ب ـ ( طيبها يفوح ) إشارة لفعلها الطيب داخل الأسرة .
    ج ـ ( يقترب منها ) إشارة لضمير غائب يعود على الرجل المستبد.
    د ـ ( الغترة ) رمز للنّخوة الرجولية في الشّرق العربي .
    هـ ـ ( يأخذ نفسا عميقا ) عمق الاستغلال .
    و ـ (يدير ظهره للمبخرة ..) إشارة للتّخلي و الاستغناء ..
    ز ـ (يترك قطعة العود تحترق في صمت حتى الانطفاء..) قفلة رمزية تشير إلى الإهمال المطلق إلى درجة الانطفاء و الانتهاء .
    3 ـ همسة : يبدو أن كلمة ( النشاء ) هفوة رقنية، و المراد بها ( انتشاء ) . و لكن علمت أخيراً أن الإخوة في السعودية عندهم كلمة (نشا) عبارة عن بخاخ للنشا يستعملونه لكيّ الغترة ، لتصبح صلبة وغير مرتخية ولا يقصد بها : الإنتشاء .. و إن كانت هذه الصفة ملائمة أيضاً في سياق الحدث ..


    *


    (3)

    دوائــــر

    جلست أمام بحيرة زرقاء كعينيها الزرقاوين , تتأمل دوائر شكلها حجر ألقمته البحيرة الساكنة ..
    كانت الدوائر تتسع رويدا رويدا ..
    تلاقت دوائر البحيرة مع دوائر أخرى بقلبها شكلتها غصة ابتلعتها بمرارة ..


    '' دوائــــــر'' نص يعالج شكلا من أشكال الإسقاط Projection النّفسي، و كما يقول عالم النفس سيجموند فرويد Sigmund Freud مؤسس التّحليل النّفسي: يشير الإسقاط أولا، إلى حيلة لا شعورية، من حيل دفاع الأنا. بمقتضاها ينسب الشّخص إلى غيره ميولاً وأفكاراً مستمدة من خبرته الذاتية ، يرفض الاعتراف بها لما تسببه من ألم وما تثيره من مشاعر الذّنب، فالإسقاط بهذه المثابة، وسيلة للكبت، أي أسلوب لاستبعـاد العناصـــــر النّفسية المؤلمة عن حيز الشّعور .يضيف "فرويد" إنّ العناصر التي يتناولها الإسقــــــاط، يدركها الشّخص ثانية، بوصفها موضوعات خارجية منقطعة الصّلة بالخبرة الذاتية الصادرة عنها أصلاً، فالإدراك الدّاخلي يلغى، ويصل مضمونه إلى الشّعور، عوضاً عنه في شكـــل إدراك صادر عن الخارج، بعد أن يكون قد لحقه بعض التّشويه.
    هنا، في هذا النّص،المرأة تعاني قلقاً نفسياً سببه غصّة ما، قد تكون اجتماعية أو ذاتيـة ..و كما يرى ( بيتر مارش ) أستاذ علم النفس في جامعة كمبردج أنّ الإنسان محاط بثلاثة دوائر متباعدة تحدد مدى سلوكه الخاص و ردّة فعله .و الدائرة الأولى و هي الأقرب إليه قد تكون حميمية فيخترقها الأحبة و المقربون . و قد تكون عكس ذلك فيقتحمها الغرباء فيحدث الاصطدام و الشنآن كالذي يحدث في المشاجرات و الخصام . و لكن يبدو أننا هنا في هذا النّص أمام دوائر حميمية . فالمرأة : وجدت في خلوتها وسط الطبيعة ، و جلوسها على ضفة البحيرة الزرقاء بزرقة عينيها ،غارقة في تأملها للدوائر التي تحدثها الحجارة التي كانت ترميها من حين لآخر، هذه الدوائر التي تجاوبت و دوائر في قلبها . فكان هذا النّوع من الإسقاط الذّاتي على دوائر البحيرة ، التي تبدو صغيرة ثمّ تمضي تكبر و تتسع ثم تتلاشى و كأنّها لم تكن. فوقع نوع من التّماهي و الذّوبان الوهمي ،بين دوائر تعدّ، و تشاهد، و دوائر من الهمّ أُعدت لتُعاش و ليشعر بها كإحساس نفسي ، و مشاعر سوداء ..و لطالما كانت ظواهر الطبيعة تمتصّ الكثير من الهمّ، و بخاصة على الشّواطـــــــئ و ضفاف الأنهار و البحيرات ،و المروج و الغابات...


    فنيــاً :


    1 ـ تحافظ القاصّة د وفاء خنكار ، على نسق جملها القصيرة جداً.
    2 ـ اعتمدت الرمز اللّغوي : (تلاقت دوائر البحيرة مع دوائر أخرى بقلبها ) .
    3 ـ القفلة جاءت إخبارية تقريرية ،تفتقد عنصر المفاجأة و التّأمل ...و لكنّها تنفتح على قراءت متعددة مختلفة ، لأنّها توحي بأنّ النّص لم يكتمل بعد ... بل له امتداد في مخيلة القارئ .. الذي عليه أن يقرأ ما بين السّطور، و تأويل حكمة الدّوائــر .

    *

    (4)

    ابتسامة مذيعة

    بعد البرنامج التلفزيوني توجهت نحو المغسلة
    غسلت وجهها بالصابون لتزيل المساحيق عن وجهها ..
    فركت وجهها بشدة فتزحلقت ابتسامة كانت قد سمرتها على وجهها إلى حين انتهاء البرنامج ...


    ''ابتسامة مذيعة '' نص قصصي قصير، يحيلنا على بعض أدوارنا في الحياة . تلك الأدوار التي يفرضها الوظيف و تبعاته، أو التّمظهر الاجتماعي ، أو أحياناً نوع من النّفاق الذي تمليه حالات، و تصرفات، و أوضاع حياتية .
    فالمذيعة على شاشة التّلفزة، مطالبة بالابتسامة ،و الوجه الطلق البشوش.. حتّى تحظى بالقبول ، و ترتاح لرؤيتها النّفوس ، و تقبل على سماع ما تقول ..و لكن الناس لا تخلو من ملاحظة و مراقبة، فالابتسامة المصطنعة، و التي أساسها غرض تنتهي بانتهائـه، سرعان ما تنكشف . و الابتسامة النّاتجة عن طبع ، و عن وجه بشوش دائم الابتسام سرعان ما تُعرف بصدقها و عمقها ..و لكن الابتسامة نفسها يحكمها العامل النّفسي .
    و هنا، في هذا النص ، لا تقف المذيعة أمام الكاميرا إلا بعد الجلوس إلى المزين أو المزينة، للاطمئنان على مظهرها، و رونقها . و بعض المخرجين أحياناً ، يتعمّدون سرد نكتة للمذيعين قبل الظهور، أو المذيعة نفسها تقوم بسرد طرفة لصاحب الكاميــرا و المخرج لتضحك ، و تُضحك الآخرين، و تستقبل جمهورها بوجه مُشرق..و لكن و قد أنهت مهمتها . تتخلّص على التّو،من مَسحات المساحيق، و قد تتخلص من الابتسامة أيضاً ، و تعود سيرتها الأولى ..عـادية. و كأنّ الابتسامة مهمة وظيفية كالمساحيق .



    فنيـاً :


    1 ـ نص قصير،و رغم قصره مازجته كلمات زائدة فكلّ ما تحته خط فهو زائد :
    بعد البرنامج التلفزيوني توجهت نحو المغسلة غسلت وجهها بالصابون لتزيل المساحيق عن وجهها ..
    فركت وجهها بشدة فتزحلقت ابتسامة كانت قد سمرتها على وجهها إلى حين انتهاء البرنامج ...
    فيصبح النّص بدون زوائد ،أكثر تكثيفاً ،و تهذيباً ..كالتّالي :
    (بعد البرنامج التلفزيوني، توجهت نحو المغسلة ، غسلت بالصّابون لتزيل المساحيق..
    فركت بشدة، فتزحلقت ابتسامة كانت قد سمّرتها على وجهها . )
    2 ـ القفلة جاءت مفاجئة و معبرة .( فتزحلقت ابتسامة كانت قد سمرتها على وجهها .)


    *


    (5)

    ظلم

    تسربلت في ردائها الأبيض ..
    وجثت على سجادتها الشيرازية ..
    تتلو في همس " رب ابن لي عندك بيتا في الجنة "
    يصفق الباب من خلفها ..
    صوت أجش يهزأ بها في الظلام : " قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم "


    ''ظلم '' قصة رائقة استوقفتني طويلا،من حيث نسيجها السّردي، و تقنية الأسلوب.. في هذا النّص البديع ،نحسّ بروح التّشكيل الأدبي، و حساسية التّعبير الفنّي . و هـذا الهاجس المعارض لرغبة الآخر في السّيطرة و الاستبداد ، أو نقول هذا الموقف البيّن الصّريح ،الذي بات يسكن نصوص القاصّة، اتّجاه الآخر.
    هــــــي: و بكلّ خشوع، و طهر ،وصفاء (تسربلت في ردائها الأبيض ..وجثت على سجادتها الشيرازية..تتلو في همس "رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ) و في هذا إشعار بما تعانيه بطلة القصّة من بطش و ظلم و في ذلك "اقتباس من الأية الكريمة : (وَ ضرَب اللّهُ مَثَلاً لِّلّذِينَ آمنوا امْرَأَة فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَت رَب ابْنِ لى عِندَك بَيْتاً فى الْجَنّةِ وَ نجِّنى مِن فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نجِّنى مِنَ الْقَوْمِ الظالمين ) سورة التّحريم/11 و المقصود من المرأة في الآية ؛هي أسيا بنت مزاحم، زوجة فرعون مصر، والتي أصابها عذاب شديد من ظلم و استبداد فرعون بعد أن علم أنّها تعبد الله ،إلى أن توفت، رحمها الله.
    أمّا هـــو: فكان فظاً غليظ القلب و الطّبع ، لا يوافقها في شيء ، و يعارضها في كلّ الأشياء . و يسعى و يتمادى في السّخرية منها، و الحط ّمن قيمتها و أفكارها : (يصفق الباب من خلفها .. صوت أجش يهزأ بها في الظلام:" قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم ) اقتباس من قول أولاد يعقوب عليه السّلام ، لما أخبرهم أنّه يجد ريح يوسف: { إنّي لأجدُ ريح يوسف لولا أن تفندون، قالوا تالله إنّك لفي ضلالك القديم} سورة يوسف /95
    قيل مرادهم بالضّلال؛ حبك فهي كلمة الأبناء نفسها: "إن أبانا لفي ضلال مبين"، وقيل: شقاؤك، كما قيل في قوله: " إنا إذاً لفي ضلال وسعر"، وقيل المعنى في ذهابك عن الصّواب في شأن يوسف، وقيل غير ذلك، وأياً ما كان مرادهم فإنّ العبارة فيها غلظة وخشونة ما كان لهم أن يوجهوها لأبيهم فضلاً عن نبي، وذلك من جملة بلاء يعقوب عليه السلام الذي قضاه الله له ليرفع به درجته، فإن ظلم وجهل القرابة وقعه في النّفس شديد:
    و ظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة **** على المرء من وقع الحسام المهند
    و هكذا يتضح أنّ القاصّة و عن طريق الاقتباس، استطاعت أن تقدّم الوجه المشرق لبعض النّساء و اختارت أسيا زوجة فرعون ، و أرادت أن تبدي وجه الظلم في الرجال و اختارت إخوة يوســــــف.

    فنيـــــاً :

    1 ـــ استمرار لغة الإيجاز و نسقية الحذف و الإضمار .
    2 ـــــ الكتابة وفق أسلوب التناقض المفاهيمي : " رب ابن لي عندك بيتاً في الجنّة "و
    " قالوا تالله إنّك لفي ضَلالك القديم "
    3 ـ الاستفادة من القرآن الكريم .
    4 ـ القفلة في صورة آية من الذكر الحكيم .

    *

    (6)

    بـــــــرود

    أطالا الجلوس على طاولة التفاهم دون أن ينبسا ببنت شفة ..
    وعندما أرادا أن يكسرا برودة اللقاء طلبا شايا مثلجا ...


    '' برود '' نص قصير جداً ، يشير إلى حالة و وضعية التّفاهم ،التي أصبحت صمتاً رهيباً . لا أحد يتكلم و لا يناقش، لا لأنّ ليس هناك ما يقبل النّقاش ، و لا لأنّ كلّ القضايا أشبعت نقاشاً... و لا لأنّ لغة الكلام تعطلت، و لكن لأنّ كلّ ذلك أصبح غير مجد في غياب الفعل لهذا جلسا ليتفاهما (دون أن ينبسا ببنت شفة..) و كأنّي بلسان حال كلّ واحد يردد : ( أقول إيه ؟! و لا إيه ..؟! ) كثرت الأشجان و تعاظمت،و تشابكت القضايا و تعاضلت، و ادلهمت النّوائب و تفاقمت ...من أين البداية ؟ و إلى أين النّهاية ؟ فعمّ الصّمت و كأنّ الكلّ ينتظر معجزة ، في زمن لم تعد فيه معجزات. و لهذا لكسر حوبة الصّمت ، واكتسـاح صقيع اللّقاء ( طلبا شايا مثلجاً..) مزيداً في البرودة والصّقيع و كأنّ ما هو كائن لا يكفي.

    فنيـاً:

    1 ـ دائماً مع الإيجاز، و الجمل القصيرة.
    2 ـ الكتابة عبر نسقية التناقض :
    (أطالا الجلوس على طاولة التفاهم) ، (دون أن ينبسا ببنت شفة .. )
    و السؤال :كيف يجتمعان من أجل التّفاهم و لا يتكلمان ؟
    3 الكتابة وفق نسقية اللا معقول :
    (وعندما أرادا أن يكسرا برودة اللّقاء) ، ( طلبا شايا مثلجاً ...)
    4 ـ همسة : إهمال لعلامات التّرقيم و بخاصّة الفواصل ،التي تحدد الغاية و المعنى ، و تضمن الوقوف .

    *

    (7)

    رحيــل

    عندما قرّر الرحيل جمع كلّ أثاث ذكرياتهما لم يهن عليه حتّى ترك المشجب الذي كانت تعلق عليه معطف الانتظار .


    " الرحيل " نص قصير جداً، يفيد الفراق و الطلاق ( لم يهن عليه حتى ترك المشجب ..) الزوج في ثورة الغضب و الانفعال. جمع كلّ الأثاث ، حتّى ما يتضمن ذكريات حميمية بينه و بين طليقته، ليعلنها مفاصلة و إلى الأبد. ناسياً أو متجاهلا أنّ ما أخذه معه، أجزاء ثمينة أصبحت من طليقته و إليها، بحكم أنّها كانت وإلى وقت قريب، سيّدة البيت. بل لربما، ما يربطها بها من ذكريات، أكثر وأعمق مما يربطه بها. و لكنّه(منطق الرجل): بحكم السّائد، و التّقاليد و الأعراف .. لا منطق الرجل الذي حدّده الشّرع : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ) [النساء: 19] و قوله صلى الله عليه و سلم:{ إن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً، وخياركم خياركم لنسائكم }[رواه أحمد].

    فنيــاً :

    1 ـــ الإمعان في الاختصار و الإيجاز .
    2 ـــــ توظيف مجاز الكناية ( عندما قرّر الرحيل ..) ، ( أثاث ذكرياتهما ..)
    3 ـــــ الرّمز اللّغوي : ( المشجب )، ( معطف الانتظار)
    4 ـــ القفلة جاءت رمزية (ترك المشجب الذي كانت تعلق عليه معطف الانتظار .)
    5 ــ همسة : غياب علامات التّرقيم ،عدا نقطة النّهاية .

    *

    (8)

    حداثـــــة

    نزف بغزارة فعالجوا جرحه بالبن ..
    فاحت رائحة القهوة العربية ..
    ضمد جرح الحداثة .

    '' حداثة '' و مضة تخصّ ما أحدثته الحداثة الغربية في العقل العربي ،الذي استجاب لها في لحظة انبهار، و رغبة في التّغيير و التّجديد .. ناسٍ أنّ المجتمعات الغربية ّما وصلت إلى رحاب الحداثة، إلا عبر مراحل تطورية، انبثقت من رحم الثّورة الفرنسية فركزت على العقل و التّعقل و العقلانية و اللوغوس، و حرية الفرد، و حرية المرأة ، وفصل الدين عن الدّولة ( العلمانية) ..مما جعل الإنسان مقياساً لكلّ شيء و استبدل الدّور الإلهي بالدور الإنساني .إذ أصبحت الحداثة إديولوجيا تدعو إلى التّجديد في الأدب ، و الفكر، و الدّين و الثّقافة ... أمّا عندنا فقد تلقف المثقف العربي نتائج الحداثة الغربية و سعى إلى المناداة بها نثراً، و شعراً، و نقداً ،و تنظيراً، و فناً ..و كأنّ ما صلح هناك يصلح عندنا. و الأمور ذات الطابع الإنساني الخاص، لا تكون بالنّقل أو الاستنساخ المباشر، و لكن بالتّجربة الحياتية، و المعايشة الآنية .. و الاستمرار في الزّمن. لهذا كان النّزيف و كان الجرح غائراً .. حين مسّت الحداثة المستنسخة ،جوهر الإنسان العربي . فلم يسعف ، و لم يعالج بضماد غربي، أو وصفة حداثية أخرى، إنّما توقف نزيفه، و ضُمّد جرحه، بالبن الذي فاحت رائحته ، و انتشر صيته ، كأحسن بُــــنّ عربي. رمز للأصالة و التُراث .. و الجذور التي حاولت الحداثة المتوحشة ، قلعها ،و خلعها ،و بترهـا ..

    فنيـــاً:

    1 ـــ '' حداثة '' نص متناهي في القصر و التّكثيف .
    2 ـ توظيف لغة الرمز ( الجرح): مخلفات و آثار الحداثة المستوردة .
    ( البـــنّ ) رمز الأصالة و التراث العربي. ( القهوة العربية )

    *

    (9)
    شتــــاء

    رسمت منظراً للربيع بفرشاتها ..
    وتحت معطفها الأبيض أرتال من ثلج الشتاء..


    '' شتاء" ومضة ممعنة في القصر، و كغيرها من ومضات القاصّة وفاء خنكار تحمل من المعاني و الدلالات ما يفوق كلمات النّص، و ما ينبغي أن يفرد له كتاب في التّحليل و النّقاش.. و تلك مزية هذه القاصّة، التي انبثق إشراق إبداعها من عمق الجزيرة العربية.
    ''شتاء'' نص في إثارة المتناقض في نفسية وسلوك الإنسان: رسّامة ترسم، و لا ترسم إلا منظراً طبيعياً في فصل الربيع : اخضرار و أزهار، و أغصان و ثمار ، و فراشات بألوان زاهية، و عصافير هنا و هناك متطايرة ...و شمس ضاحكة، و سماء زرقاء صافية ..و لكن تحت معطف الرسامة الأبيض (البزة )، كانت الروح يجتاحها صقيع ثلج الشتاء ، تفتقد دفء الحنان و المودة، و الرقّة و الوداعة ، و تهيم في متاهات شتاء الحرمان الطّويل...
    النّص بهذه الصّورة ، يشكّل شخصية المبدع الذي يعطي العطاء الجميل، و هو في أمس الحاجة إليه.و يبسط الأمل و الرجاء مروجاً خضراء ، و يعيش ذروة الحرمان و الضياع ، و يمنح الدّفء ربيعاً مبشوراً، و يعيش شتـــاء مقروراً.إنّه التناقض في حياة المبدع، و كأنّي به يعطي، ما يرغب فيه لنفسه .


    فنيــــاً :


    1 ـ إمعان في الإيجاز و التّكثيف اللّغوي استجابة لمتطلبات الومضة .
    2 ـــــ اللّغة الرمزية : ( منظر للربيع ) رمز للمفتقد في حياة شخصية (الرسّامة) .
    (أرتال من ثلج الشتاء) رمز للمعاناة ..و الصّقيع الذي يشبه الموت .
    3 توظيف نسقية التناقض في إبراز حدّة الوضع المردود، و التّطلع إلى القصد المنشود:
    (وتحت معطفها الأبيض أرتال من ثلج الشتاء..) مقابل (رسمتْ منظراً للربيع ) .


    *


    (10)

    شجاعة

    سار في الطريق وحيدا يتأبط ظله ..
    ظله يهمس له كلما سمع نباح الكلاب من خلفهما : " لا تلتفت إليهم إنهم يخشونني أكثر منك !".



    ''شجاعة''
    نص قصير أيضاً، يحافظ على نسقية الومضة في الكتابة و الاختزال و الإضمار. و ما يلفت الانتباه في هذا
    النّص يعود إلى أمرين :
    1ــــ الكتابة بنسق غرائبي Exotique.
    2ـــــ توظيف الظل Shadow.
    أتى النّص ملفوفاً بالإبهام ، مستعصياً على الفهم ، في حاجة إلى مؤشر دلالي . و لكن السّارد أصرّ أن يُبقي الأبواب موصدة .و على القارئ أن يلتمس طريقة وسط عتمة الظل .جاء في كتب التفسير أن الظّل هو عتمة الفجر حتى طلوع الشّمس ، أمّا الظّل بمعناه العام فهو يشمل الخيال الناتج عن الشخص أو الشّاخص في اتجاه سقوط أشعة الشّمس ..... يختلف طول الظّل تبعاً لزاوية سقوط الشّمس ، فإذا كانت الشّمس عمودية على رأس الشّخص فإنّ الظّل يلبس الجسم ولا يظهر له أي ظل ، أما ظلّ الظهيرة يكون له قيمة ولننتبه إلى ما جاء في سورة الفرقان في الآيتين 45 و46 إذ قال الله عز وجل :
    (‏أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ‏ ‏) (45) (‏ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا) (46) .
    و لكن الظلّ المقصود في النّص : ظل يتأبّط ، و يهمس و ينصح صاحبه ، إذاً هو ظل مختلف . يقول الرسام رينوار الانطباعي : ( ليس هناك ظل أسود ، الظل دائماً له ألوان ) و إحدى ألوانه ما يثبتها هذا النّص في تقمصه لدور غير معتاد : هو وصاحبه تستفزهما كلاب من خلفهما . و يدعو صاحبه ألا يهتم أو يبالي بنباحها، و لا يلتفت إليها فيزيد من سعارهـــــا و نباحها ، و يطمئنه بأنّهم يخشونه هو لأنّه (الظل ) و لا يبالون بصاحبـــه .

    فنيـــــاً:

    1 ــــ فضلا عن الإيجاز و الاقتضاب هناك طريقة غرائبية في انزياح Ecartهــــــذا النّص : ( يتأبط ظله)؛ (ظله يهمس له)؛ الظل يقول:( إنّهم يخشونني أكثر منك)
    2 ـــــ توظيف الرمز اللّغوي : (الظل) قد يكون النّفس ، الضّمير،الشّخصية،التّميز الذّاتي، التّفوق العلمي،الإبداع الفنّي ...
    ( الكلاب ): المناوئون،الأعداء، الحاسدون، النّاقمون...
    3 ـ القفلة المفاجئة التي تبعث على الدّهشة و الغرابة :( إنّهم يخشونني أكثر منك !)

    خلاصـــــــــــــــــــــــــة :

    إنّ هذه العشرية جاءت نوعاً ما مختلفة، من حيث الكتابة السّردية،و أسلوب تمريـر الخطاب ، بطريقة غاية في الاقتصاد، و الإيجاز، و التّكثيف و الإضمار عملا بالقولة المأثورة:خير الكلام ما قلّ ودلّ Brevity is the soul of wit بمعنى ( أوجز فأوفى ) .

    و نجمل الملاحظات على اختلافها في التّالي:

    1 ــــــ في النّصوص توظيف للجمل القصيرة المعبرة. و الإيجاز الفنّي ؛Prolipse
    2 ـــــ اعتماد اللّغة المجازية Figurative langage لتمرير الخطاب .
    3 ـ الاحتفاء بالرمز اللّغوي، و التّرميز Encoding .
    4 ــ الكتابة و فق نسقية التناقض المفاهيمي .
    5 ـ القفلة Résolution : رمزية،أو مفاجئة، أو إخبارية ،أو آية من القرآن الكريم .
    6 ـ الإهتمام بالعوامل النفسية المؤثرة Psychodynamics
    في غير هذا يمكن أن نلاحظ :
    6 ـ إهمال لعلامات التّرقيم، و بخاصّة الفواصل .
    7 ـ إجهاد النّص و تعتيمه أحياناَ لدرجة الإبهام، من شدّة الحذف والإضمار و الإيجاز.
    8 ـ ينبغي التّنويع في وضعية ، و وظيفة السّــارد .

    و أخيراً، من خلال هذه العشرية للقصة القصيرة جداً نلاحظ أنّه ، يتمازج فنّان عريقان؛ فنّ الرّسم، و فنّ القصّ ، بل أحياناً كثيرة كان ذلك التّداخل العجيب بين تشكيل اللّوحة برموزها و ألوانها و خطوطها، و بين الكلمات في نسقها الرّمزي، و بنائها الشّاعري ، و تركيبها الموجز المشبع بعمق الدلالات، و وميض المعاني و الإيحاءات . الشيء الذي يبشر بعطاء و فير و متميز، للقاصة المكية ، د وفاء خنكار، التي تملك دواعي القصّ المحبوك ، و وسائل التّنوع الأسلوبي المَسبوك ، و ُتقبل على الفن القصصي إقبالها على الشّعر و الرّسم .. ما جعل قصتّها القصيرة جداً ، مسحة ألوان ، و نأمة أوزان ، وقضايا إنسان ...

    د مسلك ميمون

    تحياتي

    [align=center]http://www.hor3en.com/vb/images/smilies/004111.gif[/align]

  2. #2
    أستاذ بارز
    الصورة الرمزية أحمد المدهون
    تاريخ التسجيل
    28/08/2010
    المشاركات
    5,295
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: قراءة في عشر قصص قصيرة جداً للقاصة السعودية د وفاء خنكار

    كنت هنا، قرأت، أمعنت في القراءة والتدبر، كأنني في مختبر، العينات فيه نصوص مختارة بعناية، لقاصّة مبدعة " تملك دواعي القصّ المحبوك ، و وسائل التّنوع الأسلوبي المَسبوك ، و ُتقبل على الفن القصصي إقبالها على الشّعر و الرّسم .. ما جعل قصتّها القصيرة جداً ، مسحة ألوان ، و نأمة أوزان ، وقضايا إنسان ..." وقراءة ناقدة ، بقلم خبير متمكن ، امتلك أدوات التحليل، والتشريح، والميزان الدقيق، ... "وهل ينبئك مثل خبير ؟ ".

    ورشة تطبيقية بامتياز.

    أبدعت القاصة، وتألق الناقد
    ولهما أجمل تحية.

    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد المدهون ; 30/11/2010 الساعة 01:58 AM
    " سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
    فولتيـــر

  3. #3
    أديب وناقد
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية مسلك ميمون
    تاريخ التسجيل
    27/08/2007
    المشاركات
    796
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: قراءة في عشر قصص قصيرة جداً للقاصة السعودية د وفاء خنكار

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد المدهون مشاهدة المشاركة
    كنت هنا، قرأت، أمعنت في القراءة والتدبر، كأنني في مختبر، العينات فيه نصوص مختارة بعناية، لقاصّة مبدعة " تملك دواعي القصّ المحبوك ، و وسائل التّنوع الأسلوبي المَسبوك ، و ُتقبل على الفن القصصي إقبالها على الشّعر و الرّسم .. ما جعل قصتّها القصيرة جداً ، مسحة ألوان ، و نأمة أوزان ، وقضايا إنسان ..." وقراءة ناقدة ، بقلم خبير متمكن ، امتلك أدوات التحليل، والتشريح، والميزان الدقيق، ... "وهل ينبئك مثل خبير ؟ ".

    ورشة تطبيقية بامتياز.

    أبدعت القاصة، وتألق الناقد
    ولهما أجمل تحية.
    بسم الله
    الأستاذ أحمد المدهون
    السلام عليكم

    سرّني مرورك اللّطيف ، و كلماتك الطيبة ..
    صدقت، فالأخت د وفاء خنكار موهبة مكية رائعة . و أحمد الله أنني صادفت انتاجها هنا عن طريق المصادفة ..فرغم إيمانها القوي بالإبداع ، و عزيمتها الفذّة في المضي بعيداً.. و لكن كان لا بدّ أن ينظر إلى أدبها ، و يعطى ما يستحق من عناية ...د وفاء خنكار ، كما هي في الرسم ، تعطي الأهمية القصوى للفن . بمعنى ليس الكتابة من أجل الإخبار، أو الكتابة من أجل الكتابة .. و لكن الكتابة الفنية ذات الوخزات الإبرية ، التي تحرك الشعور ، و تثير الذهن .. و تبعث على التأمل ، و التساؤل ...
    و أن تتألق بنت مكة المكرمة ، في نصوصها القصصية القصيرة جداً ..فهذا مصدر فخر للسرد في المملكة العربية السعودية ...

    بوركت الأستاذ أحمد و دمت قارئاً مواظباً و قاصاً رائقاً

    تحياتي / مسلك

    [align=center]http://www.hor3en.com/vb/images/smilies/004111.gif[/align]

  4. #4
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/01/2008
    العمر
    37
    المشاركات
    3,628
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: قراءة في عشر قصص قصيرة جداً للقاصة السعودية د وفاء خنكار

    أستاذي/ د.مسلك ميمون
    قراءاتك دائما تغزوا المخبوء داخل النصوص...
    لك المحبة كلها


  5. #5
    أديب وناقد
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية مسلك ميمون
    تاريخ التسجيل
    27/08/2007
    المشاركات
    796
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: قراءة في عشر قصص قصيرة جداً للقاصة السعودية د وفاء خنكار

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوقي بن حاج مشاهدة المشاركة
    أستاذي/ د.مسلك ميمون
    قراءاتك دائما تغزو المخبوء داخل النصوص...
    لك المحبة كلها

    بسم الله
    الأخ شوقي بن حاج
    السلام عليكم

    سرني وجودك بهذا المتصفح .. دمت وفياً غيوراً على القصة القصيرة جداً التي أعلم كم تحبها !! و كم تبذل جهدك لتكتب أحسن ..!!
    أتمنى أن تداوم الحضور ''فواتا '' موقع الأوفياء ،و الأصدقاء ، و الصفاء ..
    شكراً على كلماتك الطيبة ، و دمت مبدعاً ...

    تحياتي / مسلك

    [align=center]http://www.hor3en.com/vb/images/smilies/004111.gif[/align]

  6. #6
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/01/2008
    العمر
    37
    المشاركات
    3,628
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: قراءة في عشر قصص قصيرة جداً للقاصة السعودية د وفاء خنكار

    أستاذي / د.ميمون مسلك
    أعترف أنني أخونها كل خريف مع الرواية.
    أعكف على قراءة كم كبير من الروايات الصادرة حديثاً
    لك الود الذي تعرف.


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •