طرائف الأدباء و نكات المتأدبين

[محمد باوزير]

الكاتب المسرحي الأيرلندي الكبير جورج برناردشو من احب الأدباء الى نفسي و أقربهم الى طبيعتي ، و لهذا فأنا أحب قراءة ما كتب و مطالعة ما كتب عنه . و مما وقفت عليه هذا اليوم الطرفة التالية التي تعبر عن شخصية هذا الأديب الساخر العملاق ما لا تستطيعه بيانه مئات الصفحات .
و احببت ان أشارككم المتعة التي احسست بها .
و اني ارجو ممن يتكرم بالمرور ان يزودنا هو بما يعرفه عن طرائف هؤلاء الأدباء .
الطرفة:

يقال ان اديبنا الساخر حضر عرضا مسرحيا لكاتب آخر ، وكانت المسرحية مضجرة جدا لدرجة ان كاتبنا لم يستطع اكمال الفصل الأول ، فغادر المسرح متوجها الى بوابة الخروج حيث لفت نظره هناك لائحة مكتوب عليها "ممنوع دخول الحيوانات" فلم يتمالك برناردشو نفسه فأخرج قلمه و كتب في أسفلها "جمعية الرفق بالحيوان" .

هل لديك طرفة أدبية؟ ارجو ادراجها !

[محمود عباس مسعود]

الأخ الأستاذ محمد باوزير
ممتعة طرفتك عن برناردشو، وبناء على طلبك هذه بعض طرائف:

كان الكاتب الساخر مارك توين يزور جاره، فرأى في مكتبته كتاباً كان يرغب في قراءته منذ زمن بعيد، فسأل الجار: هل أستطيع أن أستعير هذا الكتاب لبعضة أيام؟
فرد عليه الجار قائلاً: آسف، لأنني لا أعير كتبي مطلقاً.. ولكنك يا مستر توين، تستطيع أن تأتي إلى هنا وتجلس في مكتبتي وتقرأ الكتاب متى أردت.
وبعد أيام زار هذا الجار مارك توين فرأى مدحلة في الحديقة، فاستأذن مارك توين في استعمالها، فأجابه توين: لا مانع عندي من استعمالك لها، ولكن على أن تستعملها في حديقتي!

كان ألبرت أينشتاين الرياضي الشهير يجد الراحة والهدوء في عزف الكمان. وفي إحدى الأمسيات دعا صديقه عازف البيانو الشهير آرثر شنايل إلى بيته، وجلس الإثنان يقضيان أمسية ممتعة مع الموسيقى.
وبدا الإثنان يستذكران سوناتا معقدة نوعا ما لموزات، وكان إينشتاين يجد مشقة في فهمها. حاول شنايل شرحها له، لكن دون جدوى. عندها احتد شنايل وضرب البيانو بقبضته وصاح بإينشتاين: لا.. لا.. يا ألبرت، اللحن هو.. واحد اثنان.. ثلاثة! واحد.. اثنان.. ثلاثة.. ألا تعرف أن تعد؟!

لما علم الموسيقي الإيطالي روسيني أن بعض المعجبين بفنه سيقيمون له تمثالاً سيكلف عشرة آلاف جنيه، قال: إنني مستعد لأن أجلس شخصياً على قاعدة التمثال، لو دفعوا لي خمسة آلاف جنيه فقط.

تحياتي

[محمد باوزير]

شكرا لك أخي و زميلي العزيز محمود على المرور الكريم و على ما اتحفتنا به من طرف أمتعتنا
وعلى ذكر ألبرت أينشتاين أذكر أنني قرأت الطرفة التالية
طلب سائق أينشتاين الخاص منه السماح بالقاء محاضرة نيابة عن أينشتاين بعد التظاهر أنه العلم المشهور ، وقد شجع هذا السائق ما اكتسبه من معرفة و خبرة بعلم هذا العالم بعد ان قضى في خدمته سنين طويلة . ولم يصدق السائق نفسه عندما وافق أينشتاين على هذا الاقتراح . و فعلا ذهب معه الى احدى الندوات حيث قدم نفسه للحضور بأنه ألبرت أينشتاين ، وشاء القدر ان يقوم احدالحضور بسؤاله عن مسأله لم يسمعها من قبل فلم يدر كيف يجيب وهو العالم الكبير ، فأجاب عليه قائلا هذا سؤال بسيط لايساله الا طالب مدرسة و لا يجدر بالاجاجة عليه الا سائق سيارتي ، ثم التفت الى أينشتاين و قال له هلا تكرمت يا سائقي العزير باجابه هذا السؤال؟

[محرز شلبي]

الجلوس مع الأدباء في كل الأحوال ممتعة ..وها نحن نتمتع بما يرويه الأديبان الفاضلان محمود عباس ومحمد باوزير..تحيتي وودي لكما..

[محمود عباس مسعود]

الجلوس مع الأدباء في كل الأحوال ممتعة ..وها نحن نتمتع بما يرويه الأديبان الفاضلان محمود عباس ومحمد باوزير..تحيتي وودي لكما..

أخي العزيز الأستاذ محرز شلبي
شكراً على ملاحظتك اللطيفة وحضورك المتألق.
تحياتي ومودتي القلبية

.

[محمد باوزير]

في محاولة لأحراج ونستون تشيرشل ،رئيس وزراء بريطانيا الاسبق ، المشهور بالدهاء و سرعة البديهة ، قالت له احد سيدات المجتمع بصوت عال في حفل مهيب : "لو كنت زوجتك يا سيد تشرشل لسقيتك السم" ، فرد عليها بصوت هادئ ولكن عال "ولو كنت زوجك يا سيدتي لشربته"

"

[محمود عباس مسعود]

هاجم مارك توين في قصة حياته أحد الناشرين الذين استغلوه بطريقة معيبة، ثم ختم هجومه بكلمة يغفر فيها للناشر ذنبه، وقد جاء فيها:
لقد توفي هذا الرجل منذ ربع قرن، ولم أعد أشعر حياله الآن بغير الرثاء، ولو استطعت أن أرسل إليه مروحة في المكان الذي يقيم فيه الآن لفعلت.
____________

عندما كتب الفيلسوف الألماني شوبنهور كتابه المشهور (العالم كإرادة وفكر) تلقاه القراء بفتور وعدم مبالاة، وسمع شوبنهور أحد النقاد يطعن في الكتاب أمامه، فقال له:
إن هذه الكتب مثلها مثل المرآة، إذا نظر فيها حمار فلا يتوقع أن يرى وجه ملاك!

.

[محمد باوزير]

عودة الى كاتبنا الساخر والفيلسوف الظريف جورج برناردشو و مواقفه الطريفة .
من اشهر ما يعرف عن الكاتب الايرلندي عشقه للجمال الانثوي و ولعه الشديد بالتعامل مع الحسناوات غير آبه لتعرق وجهه او متهيب للشيب الذي اكتسح شعيرات راسه التي نجت من الصلع الذي غزا معظم راسه في آخر عمره الطويل .
هذا الوله و الحب الشديد للحسن و الحسناوات كان سببا لمواقف طريفة خلدها التاريخ ، كالموقف التالي :

في مكتبه المتواضع الذي تديره سكرتيرة حسناء كان برناردشو احد الايام مشغولا بكتابة احد فصول مسرحية ، و فجأة قاطعته سكرتيرته الحسناء لتقول له ان احد قريباته في طريقها للمكتب لتودعه قبل سفرها و تقبله قبلة الوداع . فردعليها عاشق الجمال " انا مشغول الان كما ترين يا عزيزتي ، و لا استطيع تقبيلها ، ولكن ما رايك لو تاخذين انت منها هذه القبلة حتى آخذها منك انا قبل ان تتركي المكتب؟"

و هذه اخرى :

حضر ساخرنا حفلة تقيمها جمعية خيرية ، و عندما بدأت وصلة الرقص تقدمت منه سيدة جميلة تطلبه لمراقصتها ، و في اثناء الرقص سألها برناردشو عن عمرها فقالت انه 25 ، عندئذ ابتسم فسألته لماذا يبتسم فاجاب انه ليس من عادة النساء ان يجاوبن على هذا السؤال بهذه السرعة ، وان اجبن فهن ينقصن من عمرهن النصف" فردت عليه الحسناء بغضب مكبوت "هل تريد ان تقول ان عمري 50 سنة" فرد عليها ببرودة "نعم ، بالضبط" فسألته بانفعال "ولماذا وافقت ان تراقص عجوزا اذا" فاجاب بابتسامته الساخرة المعهودة "هل نسيتي سيدتي اننا في حفلة خيرية

[محمد باوزير]

هاجم مارك توين في قصة حياته أحد الناشرين الذين استغلوه بطريقة معيبة ، ثم ختم هجومة بكلمة يغفر فيها للناشر ذنبه ، وقد جاء فيها:
لقد توفي هذا الرجل منذ ربع قرن، ولم أعد أشعر حياله الآن بغير الرثاء، ولو استطعت أن ارسل اليه مروحة في المكان الذي يقيم فيه الآن لفعلت .
.
شكرا استاذ محمود عباس مسعود على مساهمتك الطريفة ، وخاصة طرفة مارك توين ، فقد اعجبتني و اجمل ما اعجبني فيها هو المواربة الواضحة بين اعتقاده –المغرض- في جهنم (التي يحتاج فيها هذا الناشر التعيس لهذه المروحة) كما هو واضح في الطرفة ، و بين كفره الحقيقي في وجودها بالمفهوم المسيحي التقليدي . و النكته تزداد طرافة و تقطر سخرية عندما نعرف ان مارك توين كان يسخر اصلا من هذه الاعنقادات التقليدية رغم ايمانه بوجود الله ، ولكن الله الذي يتصف بالرحمة و ليس العقاب .و من امثلة سخريته من المفهوم التقليدي لله هو قوله (اذا كان الله قادر على الشر كما هو قدير على الخير "فعليه العوض") ؛ و لم يكتف كاتبنا بالتفكه بالمفاهيم اللاهوتية الغيبية بل تعداها ليسخر من أهم اصل من اصول المسيحية وهو صلة المسيحية بالمسيح نفسه حيث يقول (لو كان المسيح يعيش بيننا لرفض الايمان بشي واحد - المسيحية) . ورغم هذا فالنكته – واظنها حقيقية- تبديه مؤمنا تقليديا يعتقد بوجود عذاب النار الذي يعاني منه هذا المسكين ، وهذه الحيلة –التظاهربوجود جهنم– اسلوب ساخر في حد ذاته يسخر فيه من المؤمنين بذلك ، لأن سر النكته و علة طرافتها يكمن في ايمان القارئ بها وبدون هذا الايمان ستفقد النكتة سرها و علتها .
(خيار الاقتباس لا يعمل ، لذا اضطريت لهذه الطريقة)

[محمود عباس مسعود]

أخي العزيز الأستاذ محمد باوزير
أعجبني تحليلك لقول مارك توين، ويسعدني أنك على معرفة بهذا الأديب الأمريكي العملاق. ما يعجبني بالرجل هو ذكاؤه وإبداعه وقلبه الطيب. فهو كان من مناوئي الرق إذ اعتبره شراً مستطيراً وحاربه بشتى الطرق، وكان يحترم نفسه ويعطي كل ذي حق حقه. في نهاية القرن التاسع عشر وقع تحت ديون طاحنة تقدر بمئات الألوف من الدولارات وكان مصدر دخله الوحيد آنذاك كتبه ومحاضراته. كان بالإمكان إعلان إفلاسه لتفادي تسديد تلك الديون، لكن ضميره حفزه على العمل مجدداً بعد أن كان قد بلغ سن التقاعد، فانطلق في جولة محاضرات استغرقت عدة سنوات، أوصلته إلى أوروبا والهند وأستراليا، وكان يرسل المبالغ التي يكسبها إلى أمريكا لتسديد الديون حتى آخر فلس، عندها عاد مرتاح البال من هذه الناحية، لكنه في غيبته الطويلة تلك فقد ابنته الكبرى التي لم ترافقه في الرحلة مع والدتها وأختها كلارا. فأمضى بقية عمره في حزن مقيم على قرة عينه وفلذة كبده سوزان التي قضت نحبها في آب 1896 وعمرها آنذاك 24 سنة.

ومن أقواله الطريفة: الحقيقة أغرب من الخيال، والفرق بينهما أن الخيال يخضع لاعتبارات واحتمالات شتى بينما الحقيقة لا تقبل التأويل.

كلما رأيت نفسك مع الأغلبية توقف وفكر جيداً.

افعل الأشياء التي تخشاها أكثر من سواها وستقضي على الخوف نفسه.

الشجاعة هي مقاومة الخوف والتغلب عليه، وليست انعدام الخوف.

الإقلاع عن التدخين سهل للغاية لإنني فعلت ذلك مائة مرة.

---------------------
كان الموسيقار الإيطالي الشهير توسكانيني يدرّب إحدى المغنيات المشهورات، وقد جعلها تردد اللحن كثيراً حتى تعبت فثارت قائلة:
لا تنس أنني أنا التي ستكون نجم الحفلة لا أنت!
فأجابها العبقري توسكانيني: أيتها السيدة، النجوم مكانها في السماء، أما هنا على سطح الأرض فنحن موسيقيون مجيدون أو رديئون؛ وأنا أقسم أنك موسيقية من أردأ نوع.

تحياتي

[كرم زعرور]

..سُئِلَتْ ألكاتبة ُالمشهورة ُ ( أغاثا كريستي ) ,
ِلماذا تَزَوْجت ِواحداً من ِرجال ِالآثار ِ ؟
قالتْ : ِلأنّي كًلّما كَبِرْتُ, ازدَدْتُ عندَهُ قيمة ً!

[محمد باوزير]

..سُئِلَتْ ألكاتبة ُالمشهورة ُ ( أغاثا كريستي ) ,
ِلماذا تَزَوْجت ِواحداً من ِرجال ِالآثار ِ ؟
قالتْ : ِلأنّي كًلّما كَبِرْتُ, ازدَدْتُ عندَهُ قيمة ً!

شكرا لك ايها لاخ العزيز الاستاذ كرم زعرور على مرورك الكريم ومساهمتك الطريفة ، نرجو ان نراك اكثر واكثر و نستمتع بمساهمات اخرى .
واستطرادا لما ما تكرمت به اقول
الروايات البوليسية للكاتبة الروائية كرستي من أكثر الروايات انتشارا و مبيعا في العالم وفي كل الازمنة بعد الكتاب المقدس ، فقد بيع حوالي 4 مليار نسخة من رواياتها .
ولها اقوال حكيمة و واقعية منها القول التالي الذي تحتاج اليه اليوم القوانين الجنائية والانظمة القضائية في البلدان الغربية اكثر من اي وقت مضى:

الرحمة الزائدة عن الحد تؤدي غالبا الى المزيد من الجريمة التي يقع ضحيتها ابرياء كان يجب ان يحميهم القانون ولكن هذه الحماية لن تكون ممكنه الا اذا وضع القانون العدل (انا افسره بالقصاص) في المقام الاول و الرحمة في المقام الثاني

[محمد باوزير]

في القديم كان الشعراء يتسولون الملوك و الامراء وهو امر لا غرابة فيه فالملوك كانوا –ومازالوا - يملكون الارض و من فيها و ما عليها ؛ أما أن يتم تسول من لايملك شيئا كالادباء فهذا فيه كل الغرابة و المجازفة ، وهو مصدر خصب للدعابة و السخرية ولكن على حساب المستطلب . وهذا ما حدث لهذا المتسول الذي شاء القدر له ان يستجدي أديبا كالعقاد .

اعتاد هذا الفقير أن يرتاد مقهى يجتمع فيه الأدباء ليستجديهم بأبيات من الشعر ، وحدث أنه استجدى يوما عباس العقاد الذي أخذ يستفسر منه عما أدى به إلى التسول . فقال الرجل:‏ والله يا عباس بك أنا كنت في أسعد حال قبل أن يطرق الفقر باب بيتي فأجابه العقاد على الفور:‏ طيب ولما طرق الفقر باب بيتك ، بتفتح له ليه يا مغفّل ?‏

[رشا مالك آل قاسم]

شكرا لكم على هذه الباقة الطريفة من نكات المتأدبين

التي تستهويني لما فيها من طرافة أدبية !!

واسمحوا لي أن نبقى مع سرعة بديهة ( جورج برناردشو ) وهذه الطرفه :

*تقدم برنارد شو في حفل أرستقراطي الى سيدة جميلة وطلب منها مراقصته لكنها رفضت وهنا سألها شو عن السبب فقالت ساخرة منه وبترفع :"لا أرقص إلا مع رجل له مستقبل"...
وبعد قليل عادت المرأة الى شو تسأله بدافع الفضول عن سبب إختياره لها بالذات ..فقال :"لأني لا أرقص إلا مع امرأة لها ماضي!".

تحياتي ..

[محمد باوزير]

عودة الى برناردشو و الجمال والجميلات

"ففي حفلة من الحفلات التي كثيرا ما يدعى اليها كاتبنا الساخر حدث ان احدى الحسناوات اقتربت منه لتتجاذب معه اطراف الحديث في زاوية القاعة ، ولكي يبقيها معه اطول وقت اخذ شو يتحدث عن نفسه وادبه اكثر من ساعة حتى شعر بملل الشابة الجميلة يطل من عينيها الزرقاوين ، فقال معتذرا لها : لقد أطلنا الحديث عني، وجاء دورك لتحدثيني عن نفسك … ما رأيك بمسرحيتي الأخيرة ؟" "

[محمد باوزير]

نعم يا أخي الكريم الأستاذ محمود عباس مسعود فأنا أعرف قليلا عن هذا الكاتب العملاق ولكني اعجب به كثيرا ، فهو يمثل افضل ما في أمريكا : ادبا و شخصية و اخلاقا ، كما انه يجسد بعض انبل ما في الانسانية جمعا ؛ و موقفه حيال الرق كظاهرة اجتماعية و مواقفه تجاه شؤونه الشخصية مثل مسألة الديون المتراكمة عليه يعكس هذا و يؤكده . و يبدو ان هذه الفضائل الطيبة كانت من شيم العائلة كلها ، فقد رفضت زوجته عرضا مغريا لا أظن ان كثيرا من الناس سيرفضونه وذلك عندما عرض المسئول عن مفاوضات تسديد الديون على مارك توين اقتراحا بأن يسدد فقط 50 سنت لكل دولار مطالب به أي نصف المبلغ فقط . رفضت أوليفيا رفضا باتا و اصرت ان المبلغ يجب ان يدفع كاملا . ولكن هذا الموقف النبيل لا يستغرب من شخص كان بامكانه ان لا يسدد و لا سننا واحدا و بالقانون ايضا بواسطة قانون (الافلاس) االذي يتعرض الى ابشع استغلال حتى ممن يدعي الانتماء للانبياء و الاتصال بالسماء . وقد أثبت الزمن أن هذا الموقف النبيل كان خيرا عميما لمحبي الأدب و عشاق الكلمة فقد نتجت عنه هذه الرحلة حول العالم كما تفضلت و ذكرت .
و كانت استراليا من بين الدول التي اسعدها الحظ باستضافة هذا العبقري و احبه شعبها و قد بادل مارك توين هذا الحب كما هو واضح في مذكرات رحلته (رحلتي عبر خط الاستواء) . يضم هذا الكتاب الممتع مالذ وطاب من انواع الفكاهة و أصناف السخرية التوينية . هذه الفكاهة تتجلى في كل ما يخطه يراعه حتى عندما يكتب عن اشياء عادية و روتينية مثل حديثه عن الطيور في استراليا .
استراليا ربما تكون البلد الوحيد الذي يكثر فيها طائر (الماق باي - أو الاسم العربي الغريب العقعق) ، ولم تفت هذه الظاهرة عين كاتبنا اليقظة فكتب (بتصرف و اختصار) التالي:
"اسراب هذا الطائر في كل مكان ، في الحقول و على سياجات البيوت . و هو طائر يملك القدرة على الغناء (وانا اضيف وعلى الرقص ايضا) . في غابر ايامه كان متواضعا بل وخجولا أيضا ، ولكنه نفض عنه هذه الصفات عندما ادرك انه الطائر الوحيد في استراليا الذي يستطيع الغناء ؛ وهو طير موهوب و محبوب و مرهوب ، الا انه يمكن ان يكون من أفضل حيوانات البيوت الأليفة . وقد تعرفت على احد هذه الطيور الأليفة في بيت من بيوت مدينة ملبورن و كانت تسكن معه سيدة . هذه السيدة استطاعت تدجينه كما استطاع هو ترويضها . و كان يعرف عدة الحان يغنيها احسن ما يكون الغناء في الاوقات المناسبة لذلك – وغير المناسبة ايضا . و كان يرفع عقيرته بالغناء في اوقات كنا نفضل فيها الهدوء ، ولكن عندما نطالبه نحن بذلك يترك البيت و يذهب للتمشية"
تجول مارك توين في كل ولايات استراليا ما عدا ولاية كوينزلاند بسبب عائق صحي ، وكان هذا مصدر للدعابة و التفكه على سكان هذه الولاية بأنهم يفتقدون الى روح الفكاهة وصفة الظرف ، وخاصة بين السياسيين منهم .
ولك مني دوام محبتي

[محمد باوزير]

شكرا لشاعرنا الرقيق الاستاذ عبدالله بن بريك على الاطلالة الكريمة و المشاركة القيمة الظريفة . ارجو دوام الاتصال والوصال ، واليك والى كل من يعشق الكلمة الموزونة الطرفة التالية .
هام الشعراء -و مازالوا والحمد لله- في كل وديان الابداع وشعاب الجمال ، و من هذه الوديان واد (السخرية) و شعب الفكاهة ، حيث ابدع الشعراء فيه وقالوا اجمل القصائد التي تطفح فكاهة و ظرفا .
ومن شعراء الظرف الشاعر الساخر راعي الملحا . و شاعرنا الظريف -كعهد جميع الشعراء- عابد متبتل في معبد الحب يتلو فيه بخشوع وصمت آيات الوله و العشق ، الا ان بعض المتعبدين يزيد عليهم –احيانا- الوله فتطفوا كلمات الحب من قلوبهم الى افواههم فتفصح عنها السنتهم فيدفعون لذلك ثمنا ، وقد يكون هذا الثمن اصابات جسمية احدثها أقرب الناس اليهم –كأزواجهم . و هذا ما حصل للشاعر راعي الملحا .

فقد تعرض لاصابات جسدية لانه كان يردد اسم محبوبته اثناء نومه في سرير الزوجية (محظوظة الزوجة لأنها لاتعيش في دولة غربية و الا فانها ستحاكم بتهمة العنف العائلي!) . و قد عبر الملحا عن موقفه المحرج و الموجع في الابيات الظريفة التالية: ناديت باسـمك وانا مع زوجتي راقد …… لين رفستني على بطني برجليها وسويت نفسي مثقـف واعي وناقد …… واقول عـادي مصير الوقـت يرضيها ويم كفختني طراق وصحت انا حاقد …… الله يلعــن غلاك ويكســــــر يديها واحترت انا وين ابلقى لي بدل فاقد …… ولقيت وحــــده تهـــزز لي علابيها

شرح الكلمات الصعبة:
كفختني:
طراق:
علابيها:

[محمد باوزير]

غلبرت كيث كيستيرتون كاتب انجليزي ساخر مشهور و كان معاصرا (توفي في 1936) لجورج برناردشو الكاتب الايرلندي الساخر و صديقه . وقد كان مثل برناردشو متعدد المواهب و القدرات الادبية ؛ فقد كان صحافيا و روائيا و شاعرا ، كما مارس العمل الاكاديمي و كتابة القصة القصيرة . و كان يلقب بـ"أمير المفارقات" حيث وصف هو المفارقة بأنها "الحقيقة الواقفة على رأسها لجذب الانتباه" ، و قد جذب كيستيرتون الانتباه مرات عديدة في حياته الادبية و من هذه المرات عندما ترك مذهبة البروتستانتي و اعتنق المذهب الكاثوليكي رغم المضايقات التي كان يتعرض لها اتباع هذا المذهب آنذاك . ومن مفارقاته الاخرى انه يصعب تصنيفه ايدلوجيا فقد حار المعنيون بهذا الكاتب حول موقعه في الاعراب الايدلوجي وانتمائه الفكري : هل هو ينتمي الى المتديين التقليديين أو اللبيراليين ، و هل هو من المحافظين أو التقدميين ، و كيف لا يحار و هو القائل "العالم الحديث انقسم الى قسمين : محافظين و تقدميين ، مهمة التقدميين هي الوقوع في الاخطاء و مهمة المحافظين هي منع التقدميين من تصحيح هذه الاخطاء" .
ولكن مما لا غموض أو مفارقة فيه هو ضخامة جسمه و سخريته و صداقته لبرنادشو ، وقد عرض برنادشو بهذه الضخامة الجسمية اكثر من مرة آخرها عندما سأل عن رأيه في صديقه بعد وفاته فقال "كان يملك عبقرية ضخمة" . و طرفتنا اليوم تدور ايضا حول الجسم : ضخامة جسم كيستيرتون ونحافة برنادشو التي كانتا مصدر دعابة و مرح بين الصديقين الساخرين .
ولكن هذه المرة كيستيرتون هو الذي بدأ المبارزة

في احدى اجتماعات الجمعية الفابية العامة - التي كان كيستيرتون وبرناردشو من بين مؤسسيها و اعضائها الاساسيين – و التي كانت تعقد بين فترات طويلة ، علق كيستيرتون على نحافة جسم برناردشو امام الحضور بقوله: "ما هذا الهزال الشديد يا سيد شو؟ لو رآك الاجانب القادمين الى لندن لظنوا ان هناك مجاعة في بريطانيا" ، فرد عليه شو: " ولو رأوك انت لظنوا انك انت سبب هذه المجاعة

[أحمد المدهون]

سلام عليكم،
جميلةُ هذه الطرائف، ومليحةٌ هذه النكات، وماتعةٌ هذه المشاركات، والإضافات.
فهي على طرافتها، أفادتنا، ونوّرتنا، وشوقتنا، وأزاحت عنا عبء القراءات الجامدة، والموضوعات المطولة.
لكني سأشرّق بعد أن غرّبتم، وأستل إليكم هذه:

	وقف أحد السائلين على باب أحد النحاة يسأله نقودا فسأله من بالباب؟؟ فقال: سائل يسألك من مال الله. فقال النحوي: انصرف. فقال: اسمي أحمد ( وهو ممنوع من الصرف) ففرح النحوي وأعطاه مالا كثيرًا.

الأستاذ محمد باوزير
أشكركم، وأدعو لكم بطول البقاء
ودمت في تألق

[محمد باوزير]

أهلا بضيفتنا الغالية الأستاذة رشا القاسم ، و شكرا لك على المتابعة و المرور الكريم و المشاركة اللطيفة
ولك هذه الطرفة ، بطلها الكاتب الساخر أيضا
أستغرب صديق برناردشو لماذا سمح الكاتب للصحفي الذي عمل معه مقابلة ان يستأثر بالحديث كلّه ، و أستغرب أكثر عندما لم يجد المقابلة منشورة في العدد المعين ، و عندما سال صديقه أجاب شو : أما لماذا تركته يتحدث ، فقد كنت أفكر في موضوع لمسرحية جديدة ، أما لماذا لم ينشر الموضوع ، لأنني طلبت منه أن يكتفي بما قلت ويحذف كل ما قال!!"