تحذيرات من مخاطر ضخ مياه البحر في باطن الأرض
مصر تواصل بناء المرحلة "الأخطر" من الجدار الفولاذي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

[ 20/10/2010 - 09:25 م ]

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام



تواصل رافعة مصرية عملاقة قرب بوابة صلاح الدين، على الحدود بين قطاع غزة ومصر، غرس ألواح فولاذية عملاقة في باطن الأرض، رغم تمكن الفلسطينيين من اختراق تلك الألواح، التي تهدف إلى محاربة الأنفاق الأرضية.

وشارف مشروع "الجدار الفولاذي"، المموّل أمريكياً، على الانتهاء، بعد أن فصلت ألواح فولاذية بسُمك خمسة سنتمتر، وعمق 20 متراً في باطن الأرض، على امتداد أحد عشر كيلو متر، مدينة رفح المصرية عن قرينتها الفلسطينية.

ويؤكد رئيس بلدية رفح (جنوب قطاع غزة) عيسى النشار، أن السلطات المصرية تعمل ليل نهار في محيط منطقة صلاح الدين (2 كيلو متر) لغرس الألواح الفولاذية في باطن الأرض، موضحاً أن العمل في تلك المنطقة "بدأ منذ مطلع هذا الشهر (...)، وهذه المنطقة هي الوحيدة التي لم يغرس فيها الجدار الفولاذي".

ويضيف النشار في تصريح لوكالة "قدس برس": "عندما بدأت مصر ببناء الجدار الفولاذي، قسمت الحدود إلى ثلاث مراحل، وهم الآن في المرحلة الأخيرة، ونعتقد أنهم سينتهون منها بنهاية هذا العام على أبعد تقدير".

وأعرب النشار عن خشيته من مرحلة ما بعد الجدار، وقال "إذا نفذوا مشروع ضخ مياه البحر الأبيض المتوسط في باطن الحدود؛ سيكون لذلك آثار كارثية ليس على الأنفاق فحسب؛ بل على المياه الجوية والحياة في قطاع غزة بشكل عام".


وما يخشاه الفلسطينيون في المرحلة الأخيرة من مشروع الجدار، أن تعمد السلطات المصرية إلى ضخ مياه البحر الأبيض المتوسط عبر أنابيب بلاستيكية أفقية ضخمة، ومن ثم تمر عبر أنابيب معدنية مثقبة تمتد إلى أكثر من عشرة أمتار في باطن الأرض، حيث سيؤدي وصول تلك المياه إلى هذا العمق إلى "خلخلة التربة" وانهيار عشرات وربما مئات الأنفاق، حسب تقديرات الخبراء.

وتلك الأنابيب تم غرسها بشكل موازي أمام الجدار الفولاذي، الذي سيشكل عازلاً لمنع تسرب المياه المالحة إلى الجهة المصرية من الحدود، وتركيزها على الجهة الفلسطينية، لتعويم الأرض هناك، بحسب ما ذكر مسؤول أمني فلسطيني، وعدد من مالكي الأنفاق.

وقال المسؤول الفلسطيني، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لـ"قدس برس": "الخطر ليس في بناء الجدار، بل في المراحل التي ستلي ذلك"، مفسراً ذلك بالقول: "مشروع ضخ مياه البحر الأبيض المتوسط هو الأخطر، لأنه سيتسبب بتدمير معظم الأنفاق"، متوقعاً أن تبدأ السلطات المصرية بمشروع ضخ المياه في الأشهر الأولى من العام المقبل".