أيها الإخوة وأيتها الأخوات في واتا وفي الأمة (أحبكم جميعاً في الله)

ألسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

وبعد، فمن أسوأ الأسباب للجنوح أو للفساد أو لأيًّ أو لبعض منهما، تصرف (هو) خاطىء خطأً كبيراً جداً (بل للغاية) لاحظته على كثير من الناس، وللأسف يتزايدون (دون تنبِّههم لما يقترفون)، فبدل أن يربي الواحد منهم ابنه على المثاليات والأخلاقيات ينشأ (الإبن) ويكبر محافظاً عليها، ينفع نفسه وغيره ووطنه وأمته، تراه (بحجة أن الدنيا عايزة كده في هذا الزمان) يربيه على الفهلوة والزندقة والبندقة، فيخسر الولد نفسه ودنياه وآخرته، لأنه دائماً يتعدى حدوده في كل أمر، يضيِّع الدنيا والآخرة ومن فيهما أو إليهما.

الكذب آفة كبيرة، الحرام كله منها وفيها، لذلك نفى واستبعد (رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، وإن هو إلا وحي يوحى) عن أن يتصف بها (بآفة الكذب) مؤمن.

ألله يحب الصدق وأهله، أما الشيطان فيحب الكذب وأهله، وعلينا (كل منا بلا استثناء) حسن الاختيار من أيهما الأحب.

ليس للإنسان أن يكذب، ولا يطلب منه أو يجبره آخر على الكذب، فإن كذب فذلك يعني أنه يتنصل من أمر أو عمل لا يرضيه هو شخصياً قبل غيره، فبالكذب يزيد الطين بلَّة ويزيد نفسه حقارة (مع التكرار) لا يحس بها (بل تتزين له).

فليرحم كل منا نفسه وأهله وأهل وطنه وأمته والإنسانية جميعاً بإحسانه تربية نفسه وأبنائه وبناته، بالأخلاق الفاضلة، فكما قيل: “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، ومن رعيته نفسه، يرعاها قبل غيرها.