مختصر تاريخ نادر شاه
لـ فلاديمير مينورسكي
ترجمه الى العربية
نظام عز الدين محمد علي
دار الياقوت
كركوك – جوت قهوة
جانب قلعة كركوك
مقدمة المترجم الى اللغة العربية
يعتبر نادر شاه من اعاظم ملوك وسلاطين ايران ويمكن بحق تسميته نابليون الشرق لما يتبوأ هذا القائد من مكانة واهمية في التاريخ الايراني ولما حققه من انتصارات وفتوحات وصدق الكاتب مينورسكي حين قال "منذ ذلك الوقت ولحد الان قد تاكلت الحدود الايرانية من الشمال والجنوب والشرق والغرب الا ان ايران بحدودها الحاضرة لم تكن تبقى لو لم يكن نادرا ملكا على ايران(1)"
تعود اهمية تاريخ هذا الملك الايراني الى ثلاث خطوط رئيسية في حياته:-
1- انه انقذ ايران من التفكك الذي حصل فيها اثر الهجوم الافغاني بقيادة الملك محمود افغان واحتلال الجيش الافغاني لاصفهان وفي المقابل قيام الدولة العثمانية بالهجوم على ايران من جهة الغرب وتغلغلها في عمق الاراضي الايرانية, وقد استطاع نادر من تفتيت الافغان والقيام بهجوم معاكس لم يسترجع الاراضي الايرانية فحسب بل اضاع على الافغان ملكهم واحتل بلادهم الى درجة انه جعل زبدة قواه الموالية له من الافغان واما الدولة العثمانية وعلى الرغم من اتفاقها مع الشاه طهماسب
1- انظر ص 74 من هذا الكتاب.
وكسبها الحرب واستحواذها للاراضي الايرانية فقد باتت ضعيفة امام الهجمات الايرانية الشرسة بقيادة الملك المغمور نادر وتقهقرت امامه بل اصبح نادر هو الذي يهدد العمق العثماني بعد احتلاله للمدن القفقاسية والجورجية وبعض المدن العراقية المهمة.
وفي جبهة الشرق قام نادر بسفره وحملته الكبرى على الهند واحتل عاصمتهم بعد تدمير جيشهم الضخم والمدجج بالاسلحة والفيلة وغنم المغانم والكنوز الاسطورية الضخمة وجلبها معه الى ايران.
وارغم روسيا بالانسحاب من الاراضي الايرانية. صحيح ان ايران وروسيا لم تدخلا الحرب الا ان روسيا اصبحت تحسب لايران حساب الدولة الكبيرة الفتية والتي من الممكن ان يقوم ملكها المغامر ويهاجم روسيا الا ان عدوتهما المشتركة الا وهي الدولة العثمانية جعلت من ايران وروسيا ان توقعا اتفاقية ممكن ان نسميها باتفاقية الدفاع المشترك. وهاجمتا الدولة العثمانية وفي جيهات مختلفة ، وقد ارهقت هذه الهجمات العثمانيين وكبدتهم الخسائر العظيمة وافقدتهم الكثير من القلاع والمدن والاراضي.
2- ان بروز اسم نادر كان يعني افول نجم الدولة الصفوية واضمحلالها ولعله ومن سوء حظ الدول الايلة للسقوط ان يحكم اخر عهودها ملوكا ضعاف يخفقون ان يهبوا لسفينة الدولة المقبلة على الغرق الاستقرار او امل الوصول الى شاطئ الامان. لذلك نرى ان الملك الصفوي طهماسب لا يخطو خطوة الا والفشل من نصيبه لذا لم يكن بد من نادر شاه وهو النجم المتصاعد في سماء ايران الا ان يطلق برصاصة الرحمة على هذه الدولة ويعلن بعد ذلك وضمن خطة مرسومة نفسه شاها على ايران.
ان الدولة الصفوية دولة مليئة بالتناقضات وقد شكلت اساسها على تلال من جماجم البشر وقد مارست اشد صنوف التعذيب والتكيل باعدائها ودمرت مدنا وقلاعا كثيرة ونكلت بسكانها حتى ان الحيوانات الساكنة قد نالتها من العذاب ومورست اساليب وسبلا في تغيير مذاهب المناطق المحتلة لم تتكرر الا في محاكم التفتيش في الاندلس وكأن الذي كان يحرك الامر في البلدين هو نفس الطرف!
الا ان الجزاء من جنس العمل كما يقال لذلك رأينا كيف هاجمت قوة سنية فتية افغانية البلاد الايرانية وفتكت بالاهالي فتكا ذريعا ودمرت العاصمة الجميلة اصفهان وانتهكت محارمها وزيحت افراد العائلة الصفوية وابادتهم الا قليلا وكان ظهور الافغان وهجومهم الكاسح على ايران الصفوي ارهاصا لبروز نادر شاه واقبال الناس عليه بالامساك به والاقبال في سبيله والذود عنه كونه أنقذ ايران من قبضة الافغان اولا وقبضة الاعداء الاخرين ثانيا.
الا انه كما يقال من صحت بدايته صحت نهايته فان نادر شاه كذلك ابتلي اخيرا بما عاقب الاخرين به فساد ظنه حتى بابنائه وثم اخر الامر قتله حماته وكبار قادته اللذين برزوا وكبروا في ظله وحمايته والاستبداد لا يولد الا قوة معاكسة مدمرة.
3- واما الخطوط التي من الممكن ان نقف عليها في سيرة حياة هذا الملك الجبار هي:-
اولا:- ان نادر شاه لم يكن يملك عائلة او عشيرة تقف حوله وتدافع عنه لذلك ترى انه عندما اغتيل انفكت الدولة وسادتها الاضطراب وهو أيضا حاول منذ بداية حياته ان لا يعتمد على طائفة او قومية معينة او حتى عشيرة يستند عليها في ادارة الدولة.
ثانيا:- ان نادر شاه لم يستطيع ان ينشأ دولة مؤسساتية كما كانت الدولة العثمانية والدولة الروسية وحتى ان الصفوية اصبحت بعد تأسيسها تمتلك مؤسساتها التي تدير الدولة.
ثالثا:- ان نادر شاه مع كونه تركمانيا من عشيرة افشار الا انه لم يكن يهمه انتساب الطرف لجهة او طائفة بقدر اهتمامه بخلوصه وتضحياته من اجل الدولة النادرية لذلك نرى تقريبه لطائفة الابدال الافغانية او اكراد خبوشان وغيرهم من الطوائف.
رابعا:- انه اراد ان يؤسس حالة جديدة في ايران بعد زوال الدولة الصفوية والارث الذي خلفته ومحاولته ان يجمع المذاهب ويقرب فيما بينها فعقد من اجل ذلك اجتماعيين مهمين الواحدة في سهل مغان والثانية وهي الاهم في النجف والذي سمي بعد ذلك بمؤتمر النجف ودعي له من اهم وابرز علماء الدولة العثمانية وهو السويدي البغدادي والذي دون سفره ومشاهداته في كتابه الذي سماه "الحجج القطعية في الفرق الاسلامية" وقد حاور هذا الشيخ العثماني مع الكثير من علماء ماوراء النهر علماء الشيعة ومراجعهم, وقد حاول البعض انكار هذه الواقعة من منطلق مذهبي ضيق مع ان البادرة النادرية تشكل اولى المحاولات من اجل تقريب المذاهب الاسلامية السنية والشيعية وتشكل تلك الحادثة نقطة انطلاق ومسند مهم من اجل الحوار بين المذاهب ولهذا فان بادرة نادر شاه من هذا المنطلق تشكل حادثة لا سابق لها في ارساء الحوار والمداولة الهادئة بين المذاهب الاسلامية.
مقدمة الترجمة الفارسية
العالم الجليل السيد فلاديمير مينورسكي الذي قضى سنوات من عمره في طهران وسافر الى المحافظات الايرانية ومشغول الان ومنذ فترة في مدينتي باريس ولندن بالتحقيقات العميقة في تاريخ وجغرافية ايران ونشر مقالات قيمة في دائرة المعارف الاسلامية وانتخب اخيرا في جامعة لندن استاذا في الادب الفارسي من مؤلفاته (مختصر تاريخ نادر شاه) والذي كتب خصيصا لدائرة المعارف السابقة الذكر وبسبب طول البحث فقد اكتفوا بنشر خلاصة البحث وقد تم طبع اصل الكتاب بالفرنسية في دار نشر تابعة لمؤسسة متابعة الاثار والمصنوعات الايرانية بباريس.
صحيح ان محتويات الكتاب الحاضر موجودة في ثنايا الكتب الفارسية الا ان المؤلف المحترم قد عانى مشقة كبيرة في تنقيح وتصحيح الحوادث والمطالب الموجودة في الكتب الفارسية مقايسة بكتب الرحلات وبالاخص في مطابقة الايام والشهور والسنين حيث بذل غاية مسعاه, لذلك اصبح لزاما عليّ ترجمة الكتاب لطلاب التاريخ.
ولقد راينا انه من الواجب تبيين وتوضيح بعض العبارات او الكلمات املا في افادة اكثر من الكتاب.
وبما ان اسماء المؤلفين والمؤرخين والكتب المذكورة في الفهرست مذكورة بلغاتها الاصلية وبترجمتها الى الفارسية تفقد او تختلط بعضا منها فقد ابقيناها كما هي.
رشيد ياسمي
طهران 1935 م
مقدمة المؤلف
هذا الكتاب صورة اولية لمقالة كتبتها لدائرة المعارف الاسلامية, واقر بان اصل الكتاب كان اكبر من ان تضمه الكتاب الحاضر في ترجمة حياة نادر شاه ولهذا قام المؤلف بتلخيصه بحيث تم نشر ثلث الكتاب في دائرة المعارف, هذا التلخيص ادى الى حذف نقاط رئيسية من الكتاب تعب المؤلف كثيرا في تهيئتها.
وهنا اتوجه بشكري الى مؤسسة متابعة الاثار والصناعات الايرانية التي جعلت ضمن برامجها طبع المقالة بصورتها الاصلية بالاضافة الى بعض الاضافات التي ادرجتها مع المقال.
مع التفصيل الظاهر في الكتاب الا ان بعض القراء سوف يلمسون الايجاز والاختصار الى درجة يحس القارىء فيه نوع من الملل, يجب ان نعترف بان معلوماتنا عن ايران لازالت ناقصة والدراسات التي اجريت لحد الان غير قائمة على المنابع الحقيقية, ولم تغربل الحوادث بدقة تسلم السنوات والاسماء عن الخطأ, بالنسبة لتاريخ نادر شاه خصوصا فقد تم ترجمة كتاب (تاريخ نادري) والذي كان يعتبر اهم منبع في هذا المجال.
واليوم قد فقد تلك الاهمية (يرجع الى فهرست الكتب) لهذا فالمؤلف رجع الى المنابع الاصلية وجعل اساس تحقيقاته محكمة وثابتة.
على كل حال فان هذا البحث قائم على اساس كتاب تاريخ نادري السالف الذكر! مع الاستفادة من مصادر اخرى.
انني اسف لانني لا اجد بين يدي كتاب محمد كاظم (يرجع الى اخر الملاحظات الموجودة في اخر الكتاب).
وهذا المختصر مجرد مادة اولية وارجوا ان نكون على علم كافي بتفاصيل حياة فاتح العالم بواسطة رسالة دكتوراه والتي سوف يتم الانتهاء منها في جامعة لندن ونكون حينها مسرورين ونحن نشهد التقدم في هذا المجال.
ربما يبدو كتابتي للاسماء الشرقية بالحروف اللاتينية بدعة عند بعضهم, في كتابتي لهذ الاسماء حاولت انجازها باسهل الاساليب.
14\4\1934
باريس
مختصر تاريخ نادر شاه
نادر شاه هو مؤسس السلسلة الافشارية في ايران, ولد في محرم 1100هـ (22 نوفمبر 1688م) وجلس على العرش في شوال 1148هـ (9 فبراير 1726م) وقتل ليلة 11 من جمادى الثانية 1160م (20 كانون الثاني 1747م).
عشيرته
يرى رشيد الدين(1) "ان قبيلة افشار هي احدى القبائل التركية, التي سكنت الصحراء, وكانت تشكل الجناح الايمن لجيش اوغوزخان". وينسب صاحب كتاب "تاريخ نادر" قبيلة الافشار الى القبائل التركمانية, وقد فرت هذه القبيلة من وجه المغول تاركة تركستان ومستقرة في اذربيجان.
وقد ارسل الشاه اسماعيل (الصفوي) قسم من هذه القبيلة الى الجزء الشمالي من خراسان واسكنهم حوالي ابيورد بالقرب من منبع نهر كوبكان, يختارون في فصل الشتاء اطراف دستجرد ودركز سكنا لهم.
1- طبعة برزين 1861 المجلد السابع ص 7.
يرجع اصل نادر شاه الى شعبة من قبيلة باسم قرقلو كانت لغته الام تركية وبهذه اللغة كان يتكلم مع امبراطور الهند وجاثليق ارمينيا.
ولد نادر (شاه) في دستجرد ولذلك بني فيها بعد ذلك مكانا تخليديا له(1).
وعائلته كانت فقيرة ومجهولة الى درجة اكتفى مؤرخه الخاص بهذه الكلمات (ان قيمة الجوهرة ليست بصلابتها بل بما تتمتع من خصائص ذاتية).
ابوه كان يسمى بـ (اما مقلى) وتسمى اول الامر باسم جده الذي كان يسمى نذر قلى (خادم النذر)وقد تم تسمية نادر بـ (طهماسب قلى) في زمن شاه طهماسب (2), وبعد تتويجه غير اسمه وتسمى بنادر.
1- صورة المبنى الموجودة في تاريخ سايكس, للمجلد الثاني ص248 .
2- لا يختلط هذا الاسم باسم طهماسب قلى جلاير.
اشتهر نادر بالشجاعة والقوة من خلال اشتراكه في ايام شبابه (1) في منازعات عديدة مع التركمان واكراد جمشكزك خبوشان (قوجان) ومع الازبك وتترمرو وحتى مع قبيلته افشار.
اصدقائه كانوا من بين الافشار واكراد دركز وابيورد (كان قد ابعدتهم الصفوية للدفاع عن الحدود) وكان يربطه بينهم ايضا رابطة القرابة وكان يرافقه من طائفة الجلائرية حوالئ 300-400 نفرا تحت امرة طهماسب قلى.
قلعة كلات والتي كانت تتمتع بالمتانة والمناعة ستصبح في المستقبل الحصن الحصين لنادر ونقطة الانطلاق لتقدمه.
1- هنالك قصص خيالية تروى عن فترة شبابه تجدها في كتب اوتر وهانوي وجان تيل وغيرهم بالاضافة الى وجود معلومات هامة موجودة في المجلد الاول من تاريخ محمد كاظم والذي فقد! (المؤلف).
حربه مع الملك محمود السيستاني:
في حدود سنة 1733م بعد الهرج والمرج الذي اصاب البلاد بعد دخول الافغان(1) وقعت مدينة مشهد بيد الملك محمود والذي كان يدعي ان نسبه يصل الى ملوك الصفارية بالاضافة الى ملوك جيلان ايضا.
وقد اوقع الملك محمود الخلاف بين الترك والكرد, وفي الوقت الذي ارسل الشاه طهماسب قائده رضى قولي خان من اذربايجان لردع الملك محمود الا ان وقوع خلاف بينهم وبين نادر حال دون مساعدة نادر شاه للقزلباشية بشيء يذكر وتوجه نحو ابيورد ولكن سقوط نيشابور بيد الملك محمود ادى الى تأهب نادر والدخول في معركة كانت الغلبة فيها للملك محمود السيستاني الذي امر اثر ذلك بصك النقود باسمه وصنع تاج السلطنة لنفسه.
1- غيلزائي او قلزائي (وحسب رأي ميرزا مهدي خان غيلجائي) (غلجه) كانوا في اصفهان واما الابدالية فكانوا في هرات.
انشغل نادر مدة من الزمن بقمع بعض عصات قبيلة الافشار (ساكني قلعة غوخان او قوروخان)* وتتر مرو ويوما بعد يوم كان جيش نادر يزداد عددا لانه كان يضم القبائل المغولبة تحت لوائه بعد كل انتصار يحرزه عليهم ويستفيد من رجالهم في جيشه.
في هذه الاثناء انهزم الشاه طهماسب امام الاتراك والافغان وانسحب الى مازندران وقد عقد الملك محمود العزم في جودين للتوجه نحوه للتخلص نهائيا منه فارسل الشاه طهماسب معير المماليك(1) وهو من اركان حاشيته الى نادر ليقوم بمفاوضات معه وليس بعيدا ان مقتل فتح علي خان قاجار له علاقة بالمفاوضات التي حصلت انذاك لان نادر كان يتمنى ان يحل في منصب, وبالفعل فقد تم تعيين نادرا مكان فتح علي كقائدا لقوات الشاه واقتيد فتح علي وسلم الى نادر, وفي تاريخ 14صفر1139هـ (2اكتوبر1726م) اغتيل في خيمته غدرا.
* في بعض المصادر قوزغان "مترجم باسمي"
1- حسن علي بك.
ومن هذا التاريخ اصبح نادر ممسكا بزمام الامور في خراسان, وبتاريخ 21محرم1139هـ (18سبتمبر1726م) وجه جيشا للاستيلاء على مدينة مشهد وبالفعل فقد استولى على المدينة بتاريخ 6ربيع الاول هـ (2ديسمبر) بحيلة توسل بها وعلى اثرها اقصي الملك محمود من عرشه, ومن هذا التاريخ جعل نادر مقره في مشهد وجلب اقربائه وقام بتذهيب قبة مرقد الامام رضا.
ولان نادرا لم يقم باستمالة ومواساة الشاه فان الشاه ذهب الى خبوشان (قوجان) وارسل رسائل الى الطوائف هناك متهما نادرا بالخيانة(1), فقام نادر بمحاصرة الشاه وبعد نوروز 1139هـ (1727مارس) سلم الشاه نفسه لهم الا ان نادرا بقي يشك في صداقة الشاه. وفي هذا الاثناء قمع ثورة الاكراد في دركز وخبوشان تحت غطاء التآمر والثورة ورأى انه من الافضل ان ينهي امر السيستانيين فامر بقتل الملك محمود وكثير من اقربائه.
1- بدأ الصراع بين نادر والشاه طهماسب عندما تقدم الطرفان بطلب يد بنت سام الخبوشاني.
الحرب مع الطائفة الابدال:
في اغسطس1727م بدأت المعارك مع الافغانيين الابدال الذين كانوا يسكنون جنوب مشهد (سنكان بدادين خواف) فوقعت قلعة بدادين بيد نادر وظهر مجددا الخلاف بين نادر والشاه لان الشاه كان يصر في ارسال نادر الى اصفهان اما نادرا فكان يود التخلص اولا من الاعداء القريبين وخاصة الابدالية المتمركزين في هرات.
فاقدم الشاه بتعيين (قوللار اغاسى (رئيس الخدم)) نائبا عنه على العراق واذربايجان, وبما ان نادر كان معارضا للشاه(1) في هذا التعيين لذا قام بارسال الشاه الى المشهد واما هجومه على الافغان فقد اجل وقد انتهت عملية دحر التركمان (ساكني الصحراء) شمال خراسان مسح بدون تحقيق شيئا يذكر.
صحيح انه توغل في عمق الاراضي التركمانية حتى تابلخان داغى (قرب كراسنودسك) الا ان انتصارات اخاه ابراهيم خان انتهت بهزيمة بالقرب من عشق اباد.
1- وقعت سواحل بحر خزر الجنوبية بالاظافة الى ولاية جيلان بيد الروس زمن الامبراطور بطرس الكبير في سنة 1722م.
الاستيلاء على الولايات المحيطة ببحر خزر:
مع هذه كانت رقعة فتوحات نادر تزداد يوما بعد يوم, في استر اباد (مازندران) انحلت حكومة محمد علي خان بعد استيلاء عساكر نادر عليها ومن ثم دخلت تلك العساكر في اشتباكات مع القوات الافغانية في طهران ومع القوات الروسية في منطقة جيلان ومن ثم ارسل نادر سفيرا له للروس طالبا منهم الانسحاب من الولايات الشمالية ونظرا لسوء الاحوال الجوية وصعوبة الاحتفاظ بالقوات قرروا سحب قواتهم في 30مارس1725 بشرط ان لا يحتلها العثمانيون وان يرسل الشاه عساكره لتلك النواحي(1).
1- يذكر بوتكوف في الجلد الاول ص141 من كتابه (اسم الكتاب) بان عدد الروس الذين ماتوا خلال مدة بقائهم في سواحل خزرج يصل من 130.000 الى 200.000 نفرا و40.000 من هؤلاء كانوا جنودا.
نادر يتوجه الى الشمال الغربي من ايران:-
في نوروز من عام 1142هجري (1730م) توجه نادر من شيراز عن طريق كهكيلويه فوصل الى باشت ومن طريق دزفول وخرم اباد دخل الى بروجرد وكان الشاه سعيدا لما احرزه من تقدم فاهدى له تاجا مرصعا مع عهد باعطائه ولاية خراسان قندهار الى بول كوربى(1) الحد الفاصل مع العراق ومن ضمنها مازندران ويزد وكرمان وسيستان(2), وزوّج احدى اخواته المسماة بالسيدة رضية(3) لنادر بينما زوج اخته الثانية المسماة بفاطمة بيكم برضا قلي ميرزا.
* من كتاب هامر نقلا عن صبحي: تاريخ 15/7/1731
1- يكتب (يول كوبي) في بعض النسخ -المترجم الفارسي-
2- علي حزين ص 189: شيخ محمد حزين (مترجم)
3- هذه العلاقات يراها المسلمون جائزا وخصوصا ان لكل اخت اما اخر ويذكر بويكف (ج آ ص114) ان بنت السلطان حسين والتي زوجت لنادر كانت تزوجت قبله بـ داودام Davdam وهو الامير الجورجي وقد رزقت منه بولد عمره 12 سنة.
العثمانيون يتركون الاراضي الايرانية:-
بما ان العثمانيون لم يتجاوبوا مع السفير الايراني لذا توجه نادر الى نهاوند واحتلها بعد كسر الاتراك في ملاير فاضطر عبد الرحمن باشا ان يترك همدان ويتوجه الى سنندج ولم يدم طويلا حتى وقعت كرمانشاه بيد نادر بعد ان قام بتأديب العشائر البختارية والدركزينية وتركمان كوكلان من ثم توجه صوب اذربيجان في اول محرم 1134(17/5/1730) وفي جنوب مراغة حيث موطنه الاصلي تم تسفير3000 عائلة من قبيلة قرقلو الافشارية الى خراسان هذا في الوقت الذي كان العثمانيون ينسحبون من كل مكان وفي تاريخ 27محرم دخل نادر الى تبريز وكان ينوي التوجه من هناك الى نخجوان وايروان الا ان وصول الاخبار السيئة بقيام الافغان الابدالية بالهجوم على مشهد غيرت خطط نادر كليا وهذا كان مرادفا لحوادث وقعت في استانبول ادت الى عزل السلطان احمد الثالث(1).
4- من اسباب الثورة هو سخط الجيش الانكشاري من تغيير سياسة الدولة العثمانية حيث ان هذه الخطوة للدولة كانت تجبرهم بترك ممتلكاتهم التي اشتروها في اذربيجان, ارجع الى كتاب ميرزا مهدي خان والذي اخطأ قليلا في تاريخ الاحداث انظر كتاب هامرHammer الفصل 65.
ثورة الابدالية:-
اقدم ذو الفقار خان حاكم فراه بطرد حاكم نادر اللهيار خان ابدالي "الذي كان صديقا لنادر" من هرات وتبعه الى ابواب مشهد وهناك لقيه اخو نادر ابراهيم فدحر ابراهيم في 13محرم1143 (29/ /1370) ترك نادر في تبريز بيستون بيك واليا عليها وتحرك بسرعة نحو مشهد الا ان البغاة الابدال كانوا قد رجعوا الى ولايتهم, فتحرك نادر نحوهم وهربوا بسرعة نحو خيوى, وفي اواخر ربيع الثاني (نوفمبر1370) بدأ بجولة في الطوائف التي تم ترحيلها مؤخرا واسكنها في تلك النواحي وكانت اعدادهم تصل الى 56.000 عائلة وهذه الظاهرة كانت تعنى ان مركز ثقل ايران بدأ يميل نحو الشمال الشرقي من البلاد.
وقد بدأ نادر بتأديب الولايات العاصية بقسوة واحكم سيطرته عليها وارسل في الوقت نفسه جيشا لمحاربة الابدالية وكان يساعدهم حسين غليزائي القندهاري.
وفي 4 شوال (12ابريل1731) وصل الجيش على بعد ثلاث فراسخ من هرات فوقعت معركة رهيبة ومال بعض افواج من جيش نادر نحو بلخ وتعرضوا للطوائف الازبكية ومالت افواج اخرى نحو هلمند ووقعت هنالك ايضا معركة اخرى مع القندهارية وفي اخر الامر عزل افغانيوا هرات ذو الفقار خان ودعوا اللهيار خان لتولي الامر (الذي كان في جيش نادر) فخرج هذا المدعو من جيش نادر وذهب الى هرات وعندما وصل الى قومه رفع علم العصيان واشتعل فتيل الحرب مرة اخرى.
وانتصر الجيش الايراني في معركتي كارزان وكبوتر خان (21ربيع الثاني -23اكتوبر1731) الا ان الافغان وبمساعدة قبائل هزارة(1) استطاعوا الاستيلاء على اوبا.
الا ان هرات استسلمت اخر الامر في شهر رمضان (27فبراير1732) فتم تبعيد اللهيار خان الى مولتا هند واما قبيلة الابدال فبعد اعادة تنظيمهم وزعوا في اطراف سمنان وابيورد.
وبعد ذلك استطاع ابراهيم خان من السيطرة على فراه على الرغم من وجود دسائس حسين قندهاري وفي 19رمضان (17مارس1732) توجه نادر بزيارة الولايات العاصية التي تمت السيطرة عليها.
1- هامر. فصل66 10/1/1732
فشل الشاه طهماسب الثاني:
حسب قول ميرزا مهدي خان كان الشاه طهماسب يقول: نادر له مملكة مستقلة ولا نحتاج له في استرداد اذربايجان, اذ كان حاشيته يحثونه بعمل شيء ما يثبت جدارته وشجاعته في الوقت الذي ينشغل نادر بشؤون خراسان.
ففي جمادي الثاني1143هـ اواخر ديسمبر1730م خرج الشاه من اصفهان لمقابلة العثمانيين وتوجه عن طريق همدان الى تبريز, فعزل هناك حاكما(1) كان قد عينه نادر وتحرك بـ (18.000) جندي للسيطرة على ايروان الا انه بعد محاصرة دامت 18 يوما وبسبب نفاذ المواد الغذائية قفل الى مدينة السلطانية الا ان وصول افواج عسكرية من فارس جعل الشاه يتحضر مرة اخرى للهجوم, وفي اطراف قوريجان(2) على بعد (5 فراسخ) شمال شرق همدان اغار على الجيش العثماني(3) الذي كان يقوده احمد باشا البغدادي الا
1- اسمه بيستون خان أفشار (المترجم الفارسي).
2- يذكر ميرزا مهدي خان اسم القرية بـ "كردخان الفارسي" (ياسمي).
3- نقلا من هامر والذي نقل من تاريخ 10/9/1731م
ان جيش الشاه مني بهزيمة بعد مقتل 4-5 الاف من جنوده مع تركهم المدفعية على ارض المعركة فاضطر الشاه ان يلجأ الى اصفهان فتحرك احمد باشا فاحتل مدينة ابهر (شرق سلطانية), وفي هذا الاثناء تحرك قائد عسكري عثماني اخر باسم علي باشا حكيم اوغلو من ايروان فسيطر على تبريز ومراغة باستثناء قلعة دم دم الذي كان قد تعسكر فيها عشيرة الافشار جنوب ارومية حيث ابلوا بلاء حسنا.
بما ان الترك كانوا يخشون من رجوع نادر لذا قاموا بترتيب مقدمات السلام في بغداد حيث تم اعطاء الاراضي الواقعة جنوب ارس الى ايران واخذ الاتراك شمال النهر مع اعطاء 9 اقطاعات من اطراف كرمانشاه الى احمد باشا.
وفي 21/1/1732م وقع ممثلو الشاه اتفاقية اخرى مع الروس وتم بموجبها اخلاء الاراضي الواقعة جنوب ساليان (ساحل رودكور), الا ان استرجاع باكو ودربند تم الاشتراط فيها باسترجاع الايرانيون ايروان وما وراء القفقاز من الاتراك. اذ كان الروس يخشون من ان يصل العثمانيون الى بحر خزر.
خلع الشاه طهماسب الثاني:
مع فتح نادر لهرات وصل اليه نسخة من الاتفاقية التي عقدت بين ايران والدولة العثمانية فاشتعلت فيه نار الغضب وخصوصا ان الاتفاقية عقدت بعد هزيمة منيت بها الدولة الايرانية, فارسل الرسل الى استانبول وبغداد يطالبهما بكل الاراضي التي كانت تسيطر عليه الدولة الصفوية وارسل في الوقت نفسه ممثلا عن الافشارية الى اصفهان ليخبره بالفتوحات التي حصلت وانهزام الافغان ويعلن في الوقت نفسه عدم ارتياحه من الاتفاقية(1) التي وقعت وتم فيها السكوت عن مصير الاسرى الايرانيين في الاراضي العثمانية. وبعد تنظيم امور الولايات الجديدة توجه نادر نحو مشهد في 15شوال (2ابريل1732م) واغتنم نادر وقوع بعض الحوادث التي تنم عن ظهور بعض الحركات المعارضة مما ادى به الى اغتنام الفرصة والبدء بتعيين الحكام على اكثر الولايات وحتى اذربيجان.
1- ليس غريبا لنا العثمانيين ايضا ابدوا تمعظهم من هذه الاتفاقية التي احتوت اعطاء تبريز لايران ولذلك تم عزل القائد توبال عثمان (12/3/1732) الا ان الاتفاقية بشك اجمالي لم تكن خاليا من منافع لايران وكانت الاتفاقية مع الروس تشكل تقدما لا نظير له الا ان نادرا كان يصبو الى اعلى من ذلك (مينورسكي).
وبعد ذلك هيأ نادر تجهيزاته الحربية الجديدة بكل دقة واجبر الافغان الذين تم اخضاعهم مؤخرا والتركمان امداده بالجنود فاسند حكومة خراسان الى ابراهيم خان وفي 7محرم1144 (30/6/1732م) خرج من مشهد وفي طريقه هجم على تركمان يموت وتقدم حتى مشهد مصريان (على ضفاف نهر اترك) وبلخان الا ان التركمان حسب عادتهم السابقة انسحبوا الى الشمال.
وفي 24 محرم 1145 (15/7/1732) وصل الى جرجان حيث سمع ان الروس قد تركوا جيلان, فامر نادر الشاه طهماسب ان يلتحق بجيشه في قم او طهران الا انه اعتذر معللا ذلك دخوله في مباحثات جديدة مع احمد باشا والي بغداد لذا اجبر هذا الامر نادرا ( حسب ما جاءت في الكتب التاريخية ) ان يتوجه الى اصفهان.
فجاء الشاه ودخل خيمة نادر وانشغل معه في التمتع والفرح وطمأن نادر الشاه واعدا اياه بانه سيرجع الى خراسان فور انتهائه من محاربة الاتراك الا ان الشاه لم يصدق كثيرا هذا الكلام والحقيقة ان الشاه لم يكن مخطئا اذ تباحث نادر في اليوم التالي مع الامراء فاشاروا اليه ان يمسك زمام الامور بنفسه.
بتاريخ 14ربيع الاول1145(4سبتمبر 1732) اجلس نادر ابن طهماسب الذي لم يكن يتجاوز بعد 8 اشهر على كرسي السلطنة وارسل الشاه المخلوع الى مشهد واعلن بعد ثلاثة ايام بداية عهد الشاه عباس الثالث ومن ثم ارسل هذا الطفل الى قزوين.
الحرب مع العثمانيين:-
بتاريخ 9 جمادي الثاني (27 نوفمبر). وبعد تاديب نادر للقبائل البختيارية وهفت لنك وقبيلة زند دخل مدينة كرمانشاه وفي يوم 22 من نفس الشهر سلك طريق ماهيدشت وكرند وجبل كاوروان(كهواره)(1) وهجم على احمد باشا باجلان وسيطر على قلعته المنيعة له في (سربل ذهاب).
وارسل لطفي علي بك والي ايران على اذربيجان جيشا اخرا عن طريق قرا جولان (شمال شرقي السليمانية) لمساعدة نادر.
وفي اوائل رجب (18ديسمبر1732)توجه الى كركوك املا ان يجر احمد باشا خارج بغداد الا انه اضطر ان يستمر في تقدمه مارا من سهل كوربي (تاش كوبرو) وقراتبة وينكيجة وفي اول شعبان احتل المرتفعات الواقعة مقابل الكاظمية. وصنع مهندس اوروبي جسرا من شجر النخيل فمر نادر مع جيشه من فوق الجسر وأحتل بغداد القديمة بعد ان أتم حصار بغداد من جميع الجهات وفي الوقت نفسه ارسل الشيخ عبدالباقي(2) رئيس قبيلة بني لام ووالي عربستان لفتح البصرة.
1- ليس صحيحا "كهواره" اذ يقع هذا المحل على بعد 5 فراسخ من شرق مدينة كرند.
2- من اسرة المشعشعين.
الوالي العثماني احمد باشا كان يرسل الى نادر الوعود بانه سيقوم بتسليم بغداد اخر شهر صفر وفي هذا الوقت وصل مدد الجيش العثماني بقيادة (توبال عثمان) عن طريق كركوك فابقى نادر 12000 لمحاصرة بغداد 6 صفر1146 (19/7/1733) توجه ببقية عساكره لمقابلة توبال عثمان عن طريق سامراء وفي منطقة بالقرب من نهر دجله مني نادر بالهزيمة فانسحب عن طريق بهريز (بلدروز) ومندلجين (مندلي) (1).
وفي 22 صفر (4 اغسطس) دخل همدان وصرف جهده في اعادة تنظيم عساكره واعطى 200,000 تومان الى جيشه حتى يعوضهم عما خسروه وطلب من ولاية خراسان مددا وامر والي المحافظة بان يمنع من ظهور اية ثورات محلية.
وفي خلال 60 يوما اصبح جيش نادر على اهبة الاستعداد للدخول الى ارض المعركة وفي 22 ربيع الثاني (2 اكتوبر) اختار نادر طريق (كرمانشاه وسربل ذهاب) فاخلت طلائع الجيش العثماني اماكنها في جمشاه(2) قرب ديالى وهنا
1- حسب رواية الدكتور Nicoderne الطبيب المرافق للقائد العثماني "توبال عثمان" فان المعركة وقعت في 19/7 في منطقة تسمى بـ "أسيرسيك" ويراجع في هذا الشأن ما كتبه هامر في الفصل السابع 10-600 "المؤلف".
2- ظاهر الامر المنطقة تسمى بـ جم شاه والان هناك منطقة باسم هجم شير (ياسمي).
جاءه الخبر بقيام محمد خان بلوش بالثورة الا ان نادر لم يهتم بالامر وفي 2 جمادى الاولى (20 اكتوبر) اسرع الى ليلان الواقعة على بعد ثلاث فراسخ من كركوك وتحضر للهجوم على معسكر العثمانيين في علمداران وبما ان الاتراك كان لهم في كركوك موقعا قويا لذا اكتفى نادر بالسيطرة على سورداش القريبة من السليمانية حيث كان فيها مستودعات المواد الغذائية للجيش العثماني وامر قواته المتواجدة في طاق سلطان (بستان!) القريبة من كرمانشاه بالهجوم على المحصولات الزراعية في شهر زور عن طريق جم شاه ليكون الطريق مفتوحا امامه للهجوم على بغداد.
وصل الى نادر خبرا مفاده بان ممش باشا مع 19000 من رجاله سيطر على اق دربند على بعد 7 فراسخ من سورداش لذا قام نادر بهجوم مباغت على القوات العثمانية في اول جمادى الثاني (1 نوفبر) سالكا طريق بازيان.
ونزل توبال عثمان باشا شخصيا الى ساحة المعركة وفي الجهة المقابله كان الابدال يبدون شجاعة فائقة في المعركة واستطاع شخص ايراني(1) من فصل رأس عثمان باشا(2)
1- كان اسم الشخص الله يار نام كرايلي.
2- حول هذا الرجل الخارق يرلجع كتاب هامر الفصل 65.
عن جسده(1) وحينها تحقق لنادر النصر بصورة قطعية فأرسل افواجا لتقوية المحاصرين لبغداد بينما توجه هو بنفسه بكل ما اوتي من سرعة لتحرير اذربيجان وفي مدينة (بانه) سمع بان تيمور باشا(2) قد ترك تبريز وتوجه الى وان فرجع نادر مرة اخرى عن طريق قراتبة وليلان وخورماتو وسامرا وبتاريخ 26جمادي الثاني (4ديسمبر) وصل الى اسوار بغداد.
فارسل احمد باشا – المتواجد في بغداد – الى نادر شاه خبرا مفاده بان له الصلاحية التامة باعادة رسم الحدود على نحو ما كانت عليه قديما الى درجة انه كتب الى حكام ما وراء القفقاس آمرا اياهم باخلاء القلاع الا انه لم يترك بغداد بدعوى ان هذا الامر مغاير لقانون الدولة العثمانية.
استطاع نادر فقط تبديل جميع الاسرى ولم يرى بعد ذلك نفعا في البقاء اكثر خصوصا بعد توارد الاخبارالسيئة من جنوب ايران.
1- امر نادر باعادة رأسه الى جسده وتسليم جسده ال عبد الكريم افندي قاض العساكر العثمانية لاخذه الى وطنه (المترجم).
2- المعروف بـ تيمور باشا ملى "ياسمي".
ثورة محمود (بلوش) (1):-
ينتمي الى البلوش المنضوين لجيش محمود غيلزائي حيث اختير اميرا لاحد الوية شاه طهماسب الثاني وعينه نادر واليا على كوهكيلوية (جنوب منطقة البختيارية), قام هذا بدعوة جميع مناطق جنوب ايران من فارس وخوزستان وعشائر ساحل الخليج للثورة.
بعد ان قام نادر بزيارة العتبات المقدسة في 15رجب (22ديسمبر1733) تحرك عن طريق بغساي(2) (بكسايه) وبيات وبيان شوشتر وبهبهان وخير اباد ودو كنبدان فدخل في اشتباك محمود بلوج الذي كان قد اتخذ من الشّعُب المتعرجة لمضيق شولستان فارس مخبأ له ولكن سرعان ما انهزم وتقهقر نحو المصايف واخر الامر وقع اسيرا وسمل عينيه من قبل قبيلة جزيرة قيس العربية وارسل الى اصفهان. وفي 26شعبان (1فبراير1733) وصل نادر الى شيراز وقضى ايام النوروز فيها.
1- الصحيح محمد خان.
2- في روضة الصفا ذكرت اسم المنطقة: باغباتي وفي جهانكشا: باغبائي "ياسمي".
وبما ان تصديق وتاييد عهود احمد باشا التي عقدها مع الايرانيين من قبل الحكومة العثمانية قد تاخر لذا فان نادرا بتاريخ 14ذي القعدة (18ابريل1734) تحرك باتجاه الشمال وفي الطريق وصله خبر ولادة شاهرخ ابن رضا قلى ميرزا (من اخت الشاه طهماسب), مجيء هذا الطفل كان يعطي الصبغة الشرعية لانتقال السلطنة من العائلة الصفوية الى الاسرة الافشارية.
فتوحات نادر في ما وراء القفقاز:-
في 25ذي القعدة (29ابريل1734) وصل نادرشاه الى اصفهان فجاءه عبد الكريم بخبر مفاده ان الدولة العثمانية اختارت عبد الله باشا كوبرلو ممثلا تام الاختيار لها فاعطاه نادر رسالة ذكر فيها بان ارجاع القفقاز ستكون على رأس الموضوعات التي ستتم مباحثتها في اول لقاء.
وفي الوقت نفسه وصل الامير (كوليستين)ممثل الروس الى اصفهان فبقي يصحب نادرا في موكبه(1).
خرج نادر من اصفهان في 12محرم114 (14جون1734) وعن طريق همدان (13صفر- 15زويه), ومرورا من سنندج وصاين قلعة ومراغة وصل الى اردبيل 19ربيع الاول وفي طول طريقه قام بتاديب العشائر واخضاعهم وبنى مراكز لجنوده لتقدم المؤنة للجيش حين الحاجة وهنا طلب عبد الله باشا بتأجيل المفاوضات حول قفقاز الى ما بعد سنتين ولان نادرا لم يرى أي تغيير في اوضاع قفقاز وبدون اضاعة للوقت هجم على ساراخاي رئيس قبائل داغستان في غازي قموق, وكان قد سيطر هذا القائد على شيروان واقره السلطان العثماني على ذلك.
1- قبله نادر في 20 او 31/5/1734 يراجع رحلاته في كتاب نرج شنيز.
وفي 25ربيع الاول (25اغسطس) حطّ نادر بجيشه على سواحل نهر رودكر وبعد اربعة ايام استولى على شماخي بدون قتال واما الداغستانيون فالتجئوا الى منطقة قبله(1) وطلبوا المساعدات من قبيلة – لكزيو جار وتله – والامراء العثمانيين فوصل تعدادهم الى حوالي 20.000 نفر فارسل نادر اليهم طهماسب قلى خان جلاير حيث هزمهم بالقرب من داوا باتان(2) ولقطع الطريق على سرخاي خان تقدم الى عمق الاراضي في ولاية غازي قموق ومن المعلوم ان تسير الجيوش في المناطق الجبلية صعب للغاية على الرغم من استبسال وشجاعة الابدال الافغان الا انه لم يحصل أي تقدم.
1- تقع قبله ما بين شكى وشماخى واما مناطق جار وتله فتقع شمال كاختى في ما وراء الازان - قنيق-.
2- ذكرت في روضة الصفا- يوه ماش وفي جهاكشا ديوه باش.
وفر سرخاي باتجاه الشمال بينما بدأ اهالي داغستان بايجاد الموانع امام انسحاب جيش نادر ولم يصل الى نادر سوى خاص بولا ابن ترخو حاكم شمخال وجاء امراء جورجيا بالبشرى لتغلبهم على جيش حاكم تفليس العثماني فتوجه نادر بتاريخ 16جمادي الاولى (14اكتوبر1734) الى قلعة كوت كش عن طريق شاه داغى القريبة من "محثج قلعة" وفي 6جمادي الثاني (3نوفمبر) وصل الى كنجه حيث كان يتواجد فيها علي باشا وفاتحيها خانات القرم فوقعت معركة رهيبة وكانت تستلزم القيام باعمال شاقة من اجل السيطرة على القلعة فاعان كولستين نادرا بمدفعية قلعة ستاني ومنهدسي من باكو(1) فامر نادر صفي خان بغايري مع رؤساء كرجستان بمحاصرة تفليس وارسل جيشا اخرا لاخماد وتأديب اللكزيون في جار وتله الا ان برودة الشتاء احالت دون تقدم الجيش.
الدولة العثمانية كانت تقوم باشغال والهاء اعدائها الشماليين وتوريطهم في مشكلات حيث قاموا بتحريك خان القرم منذ سنة 1733 للتدخل في شؤون داغستان الا ان الدولة الروسية كانت تمانع من عبور أي جيش من اراضيها !
1- يراجع كتاب شنيز Shenese وبوتكوف Butkov .
واخيرا انتهت هذه المفاوضات باندلاع الحرب الروسية العثمانية بتاريخ 1736م(1) ولان الروس كانوا يدركون خطر هذه المغامرات فانهم بسرعة انسحبوا من باكو ودربند ولهذا الهدف تم في العاشر والاول من مارس 1735م عقد معاهدة جديدة في كنجه مع ايران تستلزم بموجبها على روسيا وايران بالاتحاد وان لا يبخلا في مساعدة البعض عند هجوم اية دولة ثالثة(2).
ولان نادرا كان يرى مدينة شماخي غير محصنه لذا امر الناس بالتوجه الى قرب نهر اق صو وبناء مدينة هناك.
1- انظر هامر الفصل 66.
2- وقد اشتكى ممثلوا روسيا بان نادرا لم يكن يستعجل في تطبيق بنود الاتفاقية.
معركة ايروان:-
نظرا لوصول عبد الله باشا كوبورلو زادة الى قارص فان نادرا بعد تركه افواجا في كنجا لصد هجوم الداغستانيين تحرك هو من كنجا بتاريخ 13ذي الحجة (6/5/1735م).
ولقد رأى باشا ان الفرصة سانحة لايصال المساعدات الى تفليس في حين منع هطول الثلوج نادرا من التحرك واجبره بالبقاء في لوري الى تاريخ اول محرم في 1148هـ (24/5)حيث وصل الى قارص ولم يستطع من جر الحامية العثمانية الى خارج القلعة فاتجه صوب ايروان وتشكل هذه المدينة مع المدن الثلاثة الاخرى "كنجا وتفليس وقارص" الحصون الحصينة للقوات العثمانية في هذه المنطقة.اتجه عبدالله باشا مع 70.000 فارسا و50.000 من المشاة لملاقاة نادر شاه فاشتبك الجيشان في سهل باغورد(1) – غرب ايروان – بتاريخ 26محرم (18/6/1735م) حيث انتهت المعركة(2) بربح ساحق لنادر وقتل 50.000 من العثمانيين بما فيهم عبد الله باشا وسارو مصطفى باشا والي دياربكر.
1- نطلق على هذا المحل بالفارسية مراد تبه وان وردت في الارمينية (اغوارد, اغورد).
2- لقد اطلق نادر 30 الف من اسرى الدولة العثمانية وارسل نعش عبد الله باشا والذي قتل بيد قراجورلو الى مدينة قارصى وارسل جثة سارو مصطفى باشا الى ايران (ياسمي).
وساعد الارمن القوات الايرانية بهدف تشتيت الاكراد المرافقين للباشا العثماني(1).
وبعد هذا الفتح سلمت قلعة كنجا نفسها في 17صفر (التاسع من الشهر الخامس) وتفليس في 22ربيع الاول (2تموز) ومن ثم رجع نادر الى قارص فوجد الحامية هناك لا زالت تقاوم فامر بتخريب وتدمير اطراف القلعة وحواليها فامرت الحكومة العثمانية والي بغداد بالدخول في المفاوضات حتى يحتفظ بقارص مع العلم ان الاتراك قد ضحوا بايروان التي استسلمت في 15جمادى الاولى (3اكتوبر).
1- حضر جاثليق ارمينيا هذه المعركة وبقوله فان المعركة وقعت بتاريخ 7/6.
تسيير الجيوش صوب داغستان:-
لم تزل اوضاع داغستان غير مستقرة, اذ ان الداغستانيين كانوا قد احتلوا – قبة – بينما هاجم رئيس قراقيتاق المسمى (اوسمى) (1) على ترخو وكانت هذه المدينة عاصمة شمخال المتحدة مع نادر.
رحل نادر عن طريق جورجيا وبدلا من تيمورث (طهمورث) المللك المسيحي عين علي ميرزا الذي كان قد اسلم حديثا واليا هناك.
لذا فان تيمورث التجأ الى الجبال ورفع علم العصيان وفي 29جمادى الاولى (17اكتوبر) وصل نادر الى تفليس وكما هو عادته نقل حوالي 6.000 عائلة من هناك الى خراسان.
وتوجه من تفليس لمحاربة خان القرم المسمى قبلان كيراي الذي استقر في داغستان منذ عام 1733م(2) وفي طريقه هاجم قبائل لكسي جار وتله حيث تواروا عن جيش نادر والتجئوا الى جبال داغستان.
1- يلفظ هذه الكلمة باللغة الداغستانية اوتسمي.
2- يرجع الى كتاب بوتكف الجلد الاول ص3-121 او كتاب الميرنو المسمى بخوانين القرن طبعة اوديسا 1889 ص55.
وفي هذا الوقت دخل معسكر نادر رسل الدولة العثمانية بينما انسحب خان القرم حيث كان قد عين ولاته على المناطق التالية (سرخاي على شيروان اوسمي على دربند الدار على ترخو) وعلى الرغم من برودة الجو الشديدة الا نادرا سير جيشا على اوسمى وهدم املاك قاضي اق قوجه الا انه لم يستطع ان يصل الى سرخاي.
انتخاب نادرا ملكاً على ايران في مغان:-
في 8 رمضان وفي الموقع الذي يلتقي فيه نهري رودكر وارس في سهل مغان (قرب جواد) دعى نادر كل الامراء والولاة مخاطبا للحاضرين: لكم ان تنتخبوا شاه طهماسب الثاني او شاه عباس الثالث الذي بقيا على قيد الحياة او أي شخص اخر وذكر بانه عازم على الاعتزال في زاوية من خراسان لان مهمته قد انتهت لذلك لم يقبل تاج السلطنة الذي قدم له الا بعد اصرار شديد بشرط ان يترك الايرانيون المذهب الشيعي الذي انتشر بواسطة الشاه اسماعيل اذ ان هذا المذهب يعارض مبادئ آبائنا الكرام العظماء "حسب قول نادر".
وبهذه الخطة يتم اتحاد الممالك الاسلامية وسيكون المذهب الشيعي المذهب الخامس بعد المذاهب الاربعة وفي الفروع سوف يقلدون الامام جعفر الصادق وقبل الشرط وكتب العهد وتم التوقيع عليه من قبل الحضار وحفظ في الخزانة بعد ذلك رتبت الشروط الخمسة التالية التي يجب ان تقدم الى السلطان العثماني:-
1- بما ان الايرانيين قد تركوا المعتقدات الماضية لهم فعلى الدولة العثمانية الاعتراف بالمذهب الشيعي كمذهب خامس بجانب المذاهب السنية الاربعة.
2- يجب ان يكون للشيعيين ركنا خاصا في مكة.
3- يعين كل سنة اميرا للحجاج من ايران وعن طريق الشامات يذهبون الى الحج(1).
4- يجب تبادل جميع الاسرى.
5- يعين السفراء من قبل الدولتين وقبولهم في العاصمتين.
وقد شهد علي باشا الرسول العثماني والوالي السابق على كنجة هذه الحادثة(2).
1- جاء في كتاب "جهانكشا" يذهبون مع امير حجاج مصر والشام وليس عن طريق الشام (ياسمي).
2- هذا حسبما ذهب اليه ميرزا مهدي خان, ويورد جاثليق ابراهام تفاصيل كثيرة في مجمل هذا الاجتماع ولم يورد كلا المؤرخين اعتراض عالم شيعي والامر على فصل رأسه عن جسده يرجع في هذا الى الجلد الاول من كتاب otter ص332 هانوي.
وفي يوم الخميس(1) (4شوال1148هـ) توج نادرا ملكا وتم ارسال الرسل الى (الاستانة) وسن بطرسبرغ (تم ارسال عبد الباقي خان زنكنة الى اسلامبول), وتم تعيين رضا قلى ميرزا واليا على خراسان وطهماسب قلي خان جلاير وزيرا وابراهيم خان ظهير الدولة واخو الملك واليا على اذربيجان (بدءً من جبل قبلان الى نهر ارومية).
1- حسب تقاويم وسنفلد – يوم الخميس 8/3/1736 يوافق 26 فبراير على الحساب القديم وقد ذكر ابراهام كوني التاريخ الاخير.
الهجوم على قندهار:-
في هذا الوقت لم تكن هنالك منطقة تثير القلق ويحوم حولها الابهام غير منطقة هرات التي كانت مصدرا لقلاقل تثيرها طائفة غليزائي الذي كان يتزعمها حسين خان شقيق محمود الافغاني والذي كان المحرك الاصلي لطائفة ابدال هرات وفي 2 ذي الحجة سار نادر عبر طريق كرمرود وهشترود ليصل الى قزوين.
وحدث في هذه الفترة تأديب اكراد بلباس واحتلال جزائر بحرين والتي كانت بيد الشيخ جبار هوله بواسطة "بيكلر بيكي" ولاية فارس واستسلام دلاورخان تايمني بعد نضال وكفاح مرير في منطقة داور زمين والذي اتخذه موطنا له.
ومن قزوين تحرك نادر لتنبيه العشائر البختيارية وفي 9جمادي الثاني1149 (15اكتوبر1736) وصل الى اصفهان وفي 7رجب (2نوفمبر) تحرك تجاه نواحي الشرق وفي 18شوال سيطر على كرشك وفي 21شوال (22فبراير) عبر الجيش من هلمند وقبل حلول نوروز 1149 (1737) وصل الى اطراف قندهار وبدأ ببناء الابراج والقلاع في معسكره المسمى (سرخه شير) وبنى مدينة جديدة باسم نادر اباد وفي محرم1150 (مايس1737) استسلم الموقع لنادر.
ومسك باحد الثائرين واسمه سيدال(1) في قلعة كلات وسُمل عينيه بامر منه, وارسل في الوقت نفسه عدة افواج لقمع البلوش وتم تعيين والي على بلوشستان.
وعين ميرزا علي ميرزا قائدا لحملة الاستيلاء على بلخ (وفي ربيع الاول استطاع بالفعل الاستلاء عليها) واعلن في الاونة نفسها اهالي قندوز وبدخشان طاعتهم لنادر.
وقد توجه الامير الافشاري باتجاه جيحون متخطيا اوامر ابيه نادر فعبر جيحون وسار عن طريق قرشي (نخشب) الى بخارى واستطاع ان ينزل الهزيمة بخانات بخارا وخوارزم الا انه فقد عدد من قادة جيشه فغضب نادر فور سماعه باخبار ابنه فامره بالرجوع الى ماوراء الجيحون.
1- كان احد قواد شرف افغان الا انه في هذه الايام كان في خدمة حسين خان.
بتاريخ 22ذي القعدة1150 (13مارس1738) اصدر نادر امرا ببدء الهجوم على قندهار غير ان هجمات البختيارية والاكراد الذين كانوا يرافقون نادر شاه لم يثمر بشيء, وفي الثاني من ذي الحجة سيطر البختيارية على برج ده ده فاستسلمت قندهار وابعد حسين خان غليزائي وذو الفقار خان ابدالي مع اقاربهما الى مازندران وسويت قلعة قندهار مع الارض(1).
في 19محرم1151 (9مايس1738) اذن للسفير العثماني مرافقة نادر شاه في فتوحاته الا ان رفض الدولة العثمانية الاعتراف بالمذهب الشيعي كمذهب خامس ادى بنادر الى ارسال علي مردان خان(2) الى اسلامبول لتتبع المسالة(3).
1- تم اسكان اهالي هذه المنطقة في نادر اباد وتم وضع المنطقة تحت حكم عبد الغني خان ابدالي (ياسمي).
2- رافق هذا المبعوث موسيقي ارمني فسجل مشاهداته في كتاب.
3- تمت الموافقة على كل مقترحات نادر باستثناء تخصيص ركن خاص في المسجد الحرام (ياسمي).
تسيير الجيوش نحو الهند:-
يمكننا القول ان سبب تسيير نادر للجيوش الى قندهار انه كان يريد ان يوصل حدوده الى ما كانت عليها زمن الدولة الصفوية وبالتالي يخترق موانع اعداءه, اما سبب تقدمه باتجاه الهند انه رأى تلك البلاد بدون حارس ومن ثم رأى الخزانة الحكومية خالية اثر الاوامر التي لا تنتهي بتسيير الجيوش وبدءاً من هذا التاريخ يشير المؤرخون الى بدء ازمة مالية في الدولة الايرانية(1).
اما اعذار نادر ببدء الهجوم على الهند فقد كانت تافهة, اذ ادعو ان نادر كان قد انزعج بعدم تفاهمه مع سفرائه في الهند حول منع هروب الافغان الى الاراضي الهندية.
اثناء تواجد نادر في قندهار لمس عن قرب الاحوال والظروف السيئة التي تمر منها الامبراطورية الهندية اثر تعرضها لهجمات (المهرتا - المهراجا) من جهة ومن جهة اخرى
1- يراجع في هذا اوتر otter المجلد الاول ص224 وقد ورد ممثل روسيا والمقيم في (اصفهان) مثلا جيدا (يراجع سولويف Soloviet) اذ ان والدة احمد خان – الذي كان سفيرا سابقا لايران في روسيا – قبلت خدمة مثل روسيا في اصفهان.
ابتلاءها بملك غير لائق مثل محمد شاه الذي كان ينازعه وينافسه الوزراء على منصبه وثالثا ان نادر قد علم ان بعض امراء محمد شاه خراسانيون ومن المحتمل جدا ان نادر قد اقام العلاقات السرية مع بعضهم(1).
في 22صفر1151 (2جون1738) فتح غزنين وفتح كابل في 12ربيع الاول وجلال اباد في 3 جمادي الثاني (18سبتامبر).
في هذا الاثناء كان قد هجم نصر الله ميرزا على عوزبند وباميان, ووصل رضا قلي ميرزا الى معسكر ابيه في بهار السفلى على بعد 5 فرسخات من جلال اباد وحصل على نيابة ابيه على السلطنة وحق تغيير البكلربكية. واعطى نادر تاجين لكل من ابنيه رضا قلي ونصر الله.
في هذا الاثناء سد الافغان ممر خيبر بأمر من ناصر خان والي بيشاور الا ان نادر سلك طريق سر جوبه الوعرة واحاط بعد ذلك بناصر خان.
1- يراجع في شأن هذه الشائعات كتاب اوتر otter الجلد الاول وكذلك كتاب البوداوسن الفصل الثامن ص60 .
في بيشاور جاءه الخبر بمقتل ابراهيم خان اخو نادر بيد (لكزيو جار وتله) فعين اصلان خان قرقلو بدلا منه على حكومة اذربيجان وفي 15رمضان (27ديسامبر) توجه صوب دهلي وبعد فتح لاهور عين نادر زكريا خان (خراساني) واليا عليها واعطى ولاية بيشاور وكابل الى ناصر خان.
عند خروج نادر من لاهور بتاريخ 26شوال (6فبرلير1739) سمع ان محمد شاه قد جاء بجيش قوامه 300.000 جنديا و2000 من الفيلة و2000(1) من المدافع ووصل الى كرنال(2) وعسكر في المنطقة الواقعة بين النهر(3) والغابة.
1- انظر سركار القسم الثاني ص338 حيث يورد عدد المحاربين 75000 نفر وخدام الجيش مليون نفر.
2- على بعد 135كم (20 فرسخ) من شمال شاهجان آباد (دهلي).
3- المقصود بنهر "الفيض" والذي تم توجيه مساره الى مدينة "شاهجان آباد" من قبل على مردان خان زنكنه.
في البداية استطاع نادر ان يقطع اتصال محمد بعاصمته وحين سماعه بقدوم برهان الملك الذي كان خراساني الاصل بجيش جرار هرع نادر الى مقابلته وفي 15ذي القعدة1151(1) (2فبراير1739) بدأت المعركة وانتهت بغلبة نادر مع العلم ان شاه ايران لم يكن يملك من الفرسان الا 55-80 الفا, وبعد 3 ساعات من القتال المرير جرح خان دوران قائد القوات الهندية وحوصر برهان الملك.
اصحاب البنادق النادري وبمهارة خاصة استطاعوا ان يوقفوا امبراطور الهند الغير لائق في معسكره وبذلك ظهرت بوادر مصيره الاسود في الافق.
مع ذلك كان نادر(2) كان يعرف جيدا ان قواه ستنهك رويدا رويدا لذلك وافق على بدء المباحثات مع نظام الملك الذي كان يملك الصلاحية الكاملة للدخول في مباحثات السلام وان يقبل نادرا بذلك مبلغا مقداره 50 لك (5.000.000) روبية وبعد عدة ايام وبدعوة من نادر شاه حضر محمد شاه الهند الى خيمته فقوبل بالترحيب والاكرام(3),
1- يورد سركار تاريخ اصطدام الجيشين 13/2.
2- يراجع كتاب otter القسم الاول ص404.
3- المباحثات كانت تجرى باللغة التركية.
الا ان خيمة محمد شاه كانت لا تزال محاصرة من قبل الجنود الايرانيين ورويدا ورويدا كان الجنود يتفرقون من شدة الجوع وبمشاهدة نادر لهذه الظاهرة بادر بطلب 20 كرور (200.000.000) روبية و20.000 جندي للالتحاق بجيشه. دخل طهماسب قلي جلاير برفقة سعادة خان (برهان الملك) الى دهلي وتم تسليم الخزينة كلها الى جلاير.
وفي 9ذي الحجة (20مارس1739) دخل نادر شاه مع محمد شاه الى العاصمة, وقرئ اسم نادر في الخطبة وضربت باسمه السكك النقدية.
وفي 15ذي الحجة (26 مارس) ذهب نادر شاه الى زيارة محمد شاه فشاع بين الناس بأن نادرا قد قتل فهرع الفوضويون والاراذل (هكذا) بالفتك بالجنود الايرانيين فقتلوا بضعة الاف منهم(1) في الاسواق والازقة, في اليوم التالي ذهب نادر الى المسجد واعلن باستباحة المدينة وقتل من فيها(2), وعمل فيهم السيف من الساعة 9صباحا وانتهت في الساعة 2 بعد الظهر بامر منه بعد ان سيطر على غضبه(3).
1- (ذكر عدد المقتولين ما بين 3 الى 7 الاف).
2- يذكر ميرزا مهدي خان عدد القتلى 30000 شخص.
3- لا يوصف هرجدندس الهندي نادرا بالسفاك او عديم الرحمة يراجع في هذا - سركار - ص9 – 360.
اثر هذه الحوادث سدل الفقر والقحط جناحيهما على المدينة مع ذلك فقد بقي فيها نادر حوالي شهرين وفي 26ذي الحجة (6ابريل) تزوج ابنه الثاني نصر الله ميرزا احدى اميرات مغول الهند.
كان الهم الاكبر للفاتح الكبير اخذ المال من المغلوبين, ولا نعرف لحد الان المقادير الحقيقية للاموال الضخمة التي اخذها نادر.
انندرام نديم (الوزير الهندي) يكتب ويقول ان المبلغ وصل الى 60 لك (6.000.000) روبيه و5 لك (5.000.000) من الجواهر ومن بينها الماس المعروف بجبل النور وعرش الطاووس (تخت طاووس). وقد حصل الجنود الايرانيون على مكافأة جيدة من ملكهم بحيث أُعطي لخدام الخيم 60-100 روبية.
وتم اعفاء الايرانيين من الضرائب لمدة 3 سنوات الا ان هذا الهطول لامطار الذهب توقف بسرعة وتم الاقلال من العطايا.
في 3صفر1153 (12مايس1739) انعقد مجلس كبير في دهلي توج فيه نادر شاه ايران محمد شاه بتاج الامبراطورية الهندية وبالمقابل تنازل محمد شاه دليلا لشكره وتقديره الامبراطوري عن الولايات الشمالية الغربية من كشمير الى حدود ولاية الهند لنادر شاه بضمنها مناطق تته ومانئا.
اما النواحي الشرقية للسند والتي كانت تحتلها القوات الايرانية قتم اخلائها للامبراطورية الهندية رويدا رويدا بعد دفع التعويضات.
في يوم 8صفر1153 (17مايس1739) ترك نادر دهلي وراءه متوجها صوب الشمال الا ان الفيضان قد اعاق واخر رجوع الجيش, وفي طريقه ادب نادر الافغانيين طائفة يوسف زائي وفي اول رمضان (2ديسمبر) دخل كابل وهناك ضم 40.000 افغاني من قبيلة هزارة الى جيشه.
ارسل ما حصل عليه من غنائم الى هرات ولكن لعدم ثقته بحاكم السند خدايار(1) خان عباسي قفل راجعا الى سهل الهند وهذا العمل لنادر يحسب من جملة اعماله العجيبة في حياته.
وعن طريق بنكش وممتلكات الوزراء (وزيرستان جنوب غزنة) دخل الى المنطقة التي يسيطر عليها اسماعيل خان (5شوال-5جانويه1740). ومن هناك في 15شوال (15كانون الثاني) وصل الى ممتلكات غازي خان وكلا الحاكمين اعلنا الخضوع لنادر شاه.
1- حول هذا القائد والذي كان من اهالي سيوي ويتمتع بدرجة دينية يراجع في هذا تاريخ ملكم ج 2 ص88 زكتاب رافدتى Ravert وهو باسم المذكرات الخاصة بافغانستان ص614 الا ان شخص المذكور في تاريخ ملكم يرتبط بنور محمد عباس كالورس حاكم السند وليس خدايار عباس انظر ص32 ج2 (ياسمي).
وفي 14ذي القعدة (13فبراير/ شباط) دخل نادر الى لاركانه (جنوب غرب سوكور) وكان قد فر خدايار باتجاه كجرات وسورت. وفي 21ذي القعدة (19فبراير/ شباط) عبر نادر من شط السند من بين الغابات والمناطق الممتلئة باعشاب القصب وفي خلال 7 ايام تلاقا مع شاه دابور (في شمال نواب وشمال شرقي حيدر اباد).
ومن هناك وبعد قطع طريقا صحراويا طوله 30 فرسخا ظهر فجأة امام عمر كوت (شمال تارده يركر ضمن ولاية بومباي), حيث ظن صاحب القلعة هنا انه في مأمن من هجمات نادر الى ان نادر استطاع السيطرة على القلعة واخذ كمية ضخمة من الجواهر وفي ذي الحجة (4مارس) تحرك نادر من عمر كوت باتجاه لاركانه فوصلها بعد 11 يوما من بعد نوروز 1152هـ (1740م) قسم نادر الممالك التي استولى عليها مؤخرا بين خدايار (الذي لقب بشاه قلي) ومحبة خان والي بلوشستان وخانات داد بوتر(1). وفي هذا الوقت وصل حاكم فارس (شيراز) بحرا بسفنه التي صنعها حديثا الى كج مكران ولكن لرداءة الاحوال الجوية امره نادر بالتوقف وعدم التقدم.
1- اعطى ولاية شكاربور في السند العليا اسرة دادبوتر في هذا الشأن انظر كتاب راورتي المذكرات الخاصة بافغانستان 1888 ص614 وص669.
الهجوم على بخاري:-
في 13محرم1153(11ابريل1740) بعد ان ترك نادر لاركانا سالكا طريق سيوي وداد وشاد وفوشنج وفي اليوم السابع من صفر (5مايس) وصل الى نادر اباد المدينة التي تركها قبل سنتين وسبعة ايام وتوجه منها الى فتح الهند(1).
وفي 10ربيع الاول (5حزيران) وصل الى هرات واقام حفلا مهيبا بمناسبة فتوحاته في الهند حيث نصب له خيمة كبيرة مجللة من العرش المشهور (تخت طاووس) ومن الجدير بالذكر ان الاعياد قليل جدا في حياة نادر.
تحرك نادر مرة اخرى بعد 15 يوما وعبر عن طريق قرةتبة بادغيس وماروجاق وجيجكتو واندخود, في 7جمادي الاولى (31جنيوري) وصل الى بلخ, كان نادر قد ارسل من الهند نجارين مهرة لصناعة السفن وفي هذا الوقت كان قد تم تحضير 1100 سفينة والتي كانت تستطيع كل واحدة منها ان تحمل 3 اطنان من الحمل لتعبر من جيحون, وفي 17جمادي الاولى (10ايلول) توجه نادر شاه نحو كليف وحمل المدفعية والامدادات بواسطة السفن.
1- تاريخ الحملة الاولى اول صفر 1151هـ (21\5\1738)
وفي كركي استقبل ممثلو اهالي بخارى بحفاوة بالغة وارسل رضا قلي الى جهار جوي وارسل علي قلي ابن ابراهيم خان من الطرف الايمن الى ساحل نهر جيحون, وفي 18جمادي الثاني وصل نادر شاه الى جهار جوي وخلال 3 ايام استطاع من بناء جسر على الشط وفي 14جمادي الثاني (6سبتامبر) عبر الى الطرف الايمن للساحل والتقى بوزير بخارى (حكيم بيك اتاليق) وطمئنه بحسن ظنه بابي الفيض خان حاكم بخارى.
في19جمادي الثاني (11نوفمبر) وصل نادر عبر طريق قراكول الى حوالي بخارى واستقبل هناك الخان فتم بينهم المباحثات وانتهت بحيث يعترف نادر للخان بما يملكه في الضفة الشرقية لجيحون وان يكون النهر الحد الفاصل بينهم وان يمد الخان جيش نادر بـ (20.000) من التركمان والازبك لملازمة الشاه وبهذا الاسلوب بقي نادر مشرفا وناظرا على شؤون جيرانه من الدول.
والامر الجدير بالذكر ان نادر نفسه قد وضع التاج على رأس ابو الفيض خان ليظهر استعلائه وتفوقه(1) (كما فعل بشاه محمد-نظام-).
تزوج علي قلي ميرزا باحدى بنات ابو الفيض خان (من سلالة جنكيز خان) بينما اخذ نادر واحدة اخرى وادخلها ضمن حريمه الخاص. وتم تعيين طهماسب قلي خان حاكما على الاراضي الواقعة على شمال نهر السند الى التبت واوصاه بالتعاون مع زكريا خان حاكم لاهور ومولتان.
1- أرسل فوجا بامرة لطفعلي خان صوب سمرقند حيث نقل الى مشهد مجرى تيمورلنك باب المقبرة الحديدي الا ان نادرا ندم اخر الامر فارجع ماتم اخذه الى سمرقند مرة اخرى يراجع زابسكي Zapiski بارتولد الفصل 25, ص83 الى ص88(حسب رواية محمد كاظم).
فتح خوارزم:-
وفي 16رجب (7تشرين الاول) تحرك نادر من بخارى لقمع ايلبارس خان الخوارزمي الذي انتهز انشغال نادر شاه في الهند فهجم على سرخس وابيورد وقام بالنهب والسلب هناك. تجمع التركمان في جهار جوي الا ان نادر عبر النهر فانزل الهزيمة بهم بتاريخ (21رجب1153-12تشرين الاول 1740) ومن ثم امر نادر بحمل الاسلحة والغذاء والتحرك صوب خوارزم(1) فتحرك من جهار جوي بتاريخ 26رجب (17تشرين الاول) وفي 13شوال (3تشرين الثاني) وصل الى داوا بويني(2) (تويا مويون) على حدود خوارزم فبادر ايلباس بتجميع جيوشه في هزاراسب الا انه ابقى نفسه متحصنا داخل القلعة ولذلك قام نادر ببناء قلعة (قورغان) في داوا بوينى وتحرك باتجاه خيوة عاصمة خوارزم فاضطر ايلباس بالتقهقر امام نادر طول نهر جيحون بينما بدأ تركمان "يموت وتكه جنك" بالهجوم الا انهم ردوا على اعقابهم.
1- هنالك تفاصيل مهمة حول هذه الحادثة في كتاب عبد الكرريم من ترجمة كلاودين ص56.
2- جاءت في كتاب جهانكشا - ديوه يوني- وهي بداية النواحي المعمورة من خوارزم -ياسمي-.
وانسحب ايلباس الى خانقاه التي تعد احدى القلاع الخمسة في خوارزم ودخل في معركة انتهت بهزيمته هزيمة نكراء فانسحب الى القلعة ليقوم نادر بمحاصرته من جميع الاطراف ويدكها بالمدافع التي استمرت بالاطلاق مدة ثلاثة ايام وفي 24شعبان1153 (14تشرين الثاني1740) استسلمت القلعة فاحضروا ايلباس الى نادر فامر بضرب عنقه و20 من اتباعه والسبب في هذا الحكم وهو خلاف عادته, وذلك ان ايلباس قد امر بقتل عدد من السفراء الايرانيين.
عيّن نادر طاهر(1) خان الذي كان يتصل بنسبه الى جنكيز خان حاكما على خوارزم وكان قد جاء ابو الخير خان امير قرقيزيو قزاق لنجدة ايلباس فلما رأى الدوائر تدور على صاحبه سحب عنان فرسه ورجع من حيث اتى, وفي خيوة امر نادر بتفريغ ماء الخنادق المحيطة بالمدينة فرأى الازبك ان المقاومة لا تجدي نفعا فرفعوا راية التسليم فضم نادر 4000 منهم الى جيشه وفك قيد 12000 من الاسرى الايرانيين وبنى لهم في اطراف ابيورد مدينة خيوة اباد وكان من بين الاسرى اسرى روس فاطلق سراحهم وارسلهم الى اوطانهم.
1- محمد طاهر خان هو ابن محمد ولي خان الاوزبك من احفاد جوجي ابن جنكيز -ياسمي-.
تحرك نادر شاه بعدها من خيوة في 17رمضان (6تشرين الثاني) مارا في طريقه من جهار جوي (4شوال – 23تشرين الثاني) ومروا بكلات وميأب وكوبكان حيث مولده ومنشأه فأمر ببناء ابنية جديدة هناك, وفي اواخر شوال وصل نادر الى مشهد فاهدى هدايا قيمة الى مرقد الامام رضا. في هذا الوقت وصل رسل محمد شاه من الهند معلنا باعطاءه توابع كابل وتته الواقعة في الطرف الايسر من نهر السند(1) وكانت تبلغ خراجها السنوي 120.000 تومان(2).
1- القصد منها المناطق الواقعة في جنوب وشرق السند صحيح انها متعلقة حسب الاتفاقية للشاه محمد الا انه ولابراز تقديره من نادر اعطاه لايران وفي السابق كانت تابعة لولاية كابل وتته حيث كانت من خمس الاراضي الايرانية (ياسمي).
2- معلوم السبب في اجبار الشاه محمد لتقديم هذه الهدية يشرح ميرزا مهدي خان كيف ان نادر شاه ولابراز امتنانه من الشاه محمد اعطاه هدايا متمثلة في عدد من الاحصنة ...
تأديب عشائر "جار":-
لم يكن نادر من الذين ينسون خيانة خائن وتمرد اتباعه, لذلك فقبل حلول عيد نوروز تحرك الى الجهة الاخرى من حدوده لاخذ القصاص لدم اخيه الذي قتل بايدي اللكز ونظرا لقلة الغذاء سلك طريق خبوشان واستر اباد ومازندران.
وفي طريقه وصلته الاخبار بان الافغان الابدال الذي ارسلوا الى الزان "قانيق" قد سحقوا بسنابك خيولهم قبائل جار وجادوخ واق زبير فامر نادر باعطائهم 200.000 روبية جزاء على بطولتهم وانجازهم(1).
1- تقديم الجيش حتى سمور الا انه عند الرجعة لحق به ضررا كبيرا بسبب البرودة القارصة.
محاولة اغتيال نادر شاه:-
عندما كان نادر شاه يمر من مازنداران وقعت حادثة كانت سببا في التغيرات التي طرأت على اخلاقه وسلوكه ففي 28 من شهر صفر 1154 (15مايس1741) وفي القرب من قلعة اطلق اولاد شخص مجهول الهوية ومن وسط الغابة رصاصة اصابت نادر شاه جرح على اثرها جرحا بسيطا(1) فنادى رضا قلي والذي كان يسير عقب ابيه ميرزا بطلائع الجيش ليبحثوا عن الضارب الا ان جهودهم لم تثمر بشيء لان الضارب كان قد ولى هاربا وغاب عن الانظار.
وجاء في الفصل الخاص بحادثة داغستان للمؤرخ (ميرزا مهدي خان) ان الضارب هو غلام اقا ميرزا ابن دلاور خان تايمني.
وبسبب قيام رضا قلي ميرزا (ابن نادر شاه) ببعض التحركات المريبة لدى ابيه حينما استغل انشغال الاب لذا وضع نادر(2) ابنه في طهران بينما توجه هو الى قزوين فوصلها في ربيع الاول (اواخر مايس1741).
1- جرحت يده اليمنى ورمى بنفسه الى الارض من صهوة جواده لئلا تصيبه رصاصة ثانية (مترجم الفارس).
2- في سبزوار قام بقتل اخو زوجته الشاب طهماسب الثاني وحسب ما جاء في رواية براتيس جيف Bratis Chev واوتر في الجلد الاول ص241 فقد قام بقتل زوجته التي اعترضت على قتل اخيها.
تسيير الجيوش الى داغستان:-
مر نادر شاه من طريق قراجه داغ وبردع ليصل الى القبلة ومن ثم تحرك مارا من شاه داغي ليدخل داغستان حيث جاءه شمخال رئيس قراقيتاق وسرخاي خان امير (غازي قموق).
وفي ناحية قراقيتاق تعرض ممثلوا نادر شاه للقتل واثر هذه الحادثة ثار ثائرة نادر شاه واعلن انه لن يرجع ما لم يتم اخضاع داغستان وفي المقابل ظن الروس ان نادر شاه ينوي التوجه الى محاربتهم الا ان عدم احتواء اراضي روسيا بتلك الثروة والغنيمة التي تستحق(1) وجه نادر شاه انظاره نحو شمال قفقاز وكانت تصله المعلومات عن الطرق والمعابر الموجودة في القرم.
1- في رسالة لنائب السلطنة الروسية (انا لئوبولدونا-13اكتوبر1741-) الى الكونت دولي نار كتب فيها "لقد استقبل السفير الايراني محمد حسين" برفقه مائة من الفيلة مثلما استقبل السفير التركي يقال ان احد مقاصد السفير الايراني هو التقدم بطلب يد الاميرة اليزابث (التي اصبحت ملكة الروس بعد ذلك) لابن نادر شاه واذا ما امتنعوا فسيعلنون الحرب على روسيا يرجع سولويف الفصل 21ص141.
وكذلك كان الروس يخشون ان يقوم نادر بمساعدة (التون) الذي كان قد فر من الروس والتجا الى شاه ايران ببناء السفن في بحر خزر(1) لذلك قام الروس بتجميع 42.000 في قزلر(2) (شهر مايس 1742) وفي اواخر اكتوبر 1742م (يراجع استيل) وبينما كان نادر شاه في باشلو اقدم مجلس التحكيم (والذي انتخب له قضاة مخصوصين) بادانة رضا قلي ميرزا بتهمة تحريض ضارب نادر شاه فصدر الامر من الاب بتسميل عيني ابنه.
مؤرخي الروس اوضحوا كيف ان حملة نادر شاه على داغستان كانت بلا نتيجة بل ومضرة وكم قاس الجيش الايراني الام الجوع والبرد فيها.
في هذا الاثناء طرح نادر فكرة انسحابه من الحكم وتسليم السلطة لاحد ابناءه وفي هذا الصدد ارسل عدد من العمال لبناء الابنية الخاصة له في ايام انعزاله الى منطقة كلات.
وفي الوقت نفسه توجه نادر شاه مرة اخرى صوب الدولة العثمانية فبعد رجوع السفير الايراني من اسلامبول بخبر رفض السلطان العثماني فكرة تخميس المذاهب الاربعة ارسل نادر شاه مرة اخرى الى السلطان العثماني رسالة جاء فيها:-
1- ملكم الجلد 2 ص102 "مع كونه مسودا الا انه كان انكليزيا نشطا" يراجع حول سيرته كتب هانوي ولرج وسولويف.
2- يراجع بوتكف الجلد الاول ص 220.
صحيح ان ايران قد استعادت كافة اراضيها المختصبة باستثناء الاراضي الموجودة تحت الحكم العثماني الا انه باعتقاد نادر شاه ان استقرار السلام والصلح بين المسلمين اهم عنده من الارض(1)!
ولاثبات كلامه اعلن بانه حاضر لو اقتضى الامر ان يسافر الى الدولة العثمانية واعلن نادر شاه بدوره الى الشعب الايراني بان يتركوا العقائد الفرعية التي جاء بها الشاه اسماعيل مؤكدا على قرارات مؤتمر مغان ومن ثم احترامه للخلفاء الثلاثة(2).
بعد حلول نوروز سنة 1155م (1742) قاد نادر شاه هجوما على داغستان وفي 25ربيع الاول (30مايس) نهب طبرسران.
فاما شمخال وسرخاي فقبلا طاعة نادر شاه بينما بقي اوسمي متحصنا في قلعة قريش فحاصره نادر شاه وفي النهاية فضل اوسمى الفرار على البقاء والالتجاء الى قبيلة اوارا الا ان قبيلته طلب الامان فسويت قلعتهم مع الارض.
1- من الصعب ان نعلم مغزى نادر شاه من الاراضي الايرانية, ياترى اهي الاراضي التي كانت تحت سلطة الشاه اسماعيل ام تلك التي كانت تحت سيطرة تيمورلنك.
2- يراجع المتن الكامل في ترجمة كتاب جوتر ج2 ص132-ص129 في النسخ الفارسية لتاريخ النادري تم تلخيص المتن.
الثورات:-
بقاء نادر شاه في داغستان لمدة سنة ونصف يعتبر بداية انحطاط سلطنته. اصبح الشاه بعد ذلك قاسي القلب وبدء يسيء الظن باطرافه بينما بدأت الثورات تلوح برأسها هنا وهناك. ففي خوارزم قضى ابن ابي الخير قزاق على طاهر خان الذي عين من قبل نادر شاه الا انه ما ان توجه نصر الله ميرزا (احد قادة نادر شاه) نحو خوارزم جاءه الاهالي في مرو يعلنون الطاعة والخضوع.
وبعدها نادى الجنود الازبك الموجودين في الجيش النادري بنصب ابن ايلباس المقتول بامر نادر شاه حاكما على خوارزم.
وعلى اثرها هجّر تركمان يموت وتكه الذين كانوا لا يزالون يسكنون في خراسان. وفي شوال (كانون الاول1742) رفع علم العصيان درويش من بلخ وتجمع حولة جماعة هجموا على بعض من الخراسانين والقزل باشية فقتلوهم, الا ان هذا الدرويش وقع اسيرا اخر الامر واقتيد الى السجن.
تسيير الجيوش الى العراق:-
استغل نادر شاه الهدوء النسبي الحاصل في داغستان(1) فخرج من هناك في 16ذي الحجة1155 (2شباط1734) وفي ليلة نوروز دخل الى مغان (1156-1734) ومن ثم سلك طريق قرة جمن-تبريز-سنندج-شهرزور- بينما سلكت مدافعه طريق همدان-كرمانشاه-زهاب لتصل الى العراق.
ارسل احمد باشا (الذي كان صديقا لنادر شاه) هدايا واعتذر لنادر بانه لا يستطيع تسليم بغداد فقام نادر شاه بالسيطرة على اطراف بغداد وامر خواجه خان جمشكزكي بفتح البصرة وطلب منه استعمال السفن المتجمعة في الهويزة لهذا الامر.
في 14جمادي الثاني (15آب) وصل نادر شاه الى كركوك وبعد اسبوع استسلمت قلعتها, واما اربيل فقد تم السيطرة عليها خلال يوم وفي كركوك وصل الخبر الى شاه ايران بان السلطان العثماني بعد سماعه لرسائل ومقترحات احمد باشا امر بنشر فتوى لشيخ الاسلام بكون التشييع مغايرا للاسلام واباحة قتل الايرانيين واسرهم.
1- حسب اقوال المؤرخ الرسمي لنادر شاه فقد اذعن حتى روؤساء قومان - بالتركية قوميق – ونوغاي وجركس واعلنوا الطاعة وفي الحقيقة لم يكن هنالك التعهدات الشفهية.
بعد 10رجب (30آب) خرج نادر شاه من كركوك وفي 26رجب وصل الى مقام نبي يونس القريب من الموصل فأمر ببناء جسر على الدجلة وحاصر المدينة صحيح ان المدينة لم تقع بيد نادر شاه الا انهم اعطوا الوعد بارسال مبعوثهم الى اسلامبول بالشكل الذي يرضي شاه ايران.
في هذا الاثناء وصل رسول احمد باشا ناقلا قول السلطان بان قبولهم بالشيعة كمذهب خامس سيؤدي الى فتنة عمومية وطلب من نادر الرجوع الى الاراضي الايرانية وليعقد مع احمد باشا المعاهدة اللازمة. توجه نادر في الثاني رمضان1156 (20كانون الثاني1734) صوب كركوك وخانقين(1).
1- يراجع حول شأن فشل نادر شاه في محاصرته لموصل. الترجمة التركية لهامر الفصل 48 وقول احد المبشرين العيسوين المحليين في بونيون.
المؤتمر الديني:-
زار نادر شاه البقاع المقدسة الموجودة في العراق وطاف حول مزار ابي حنيفة. وفي النجف رتب مجمعا كبيرا من العلماء.
تفاصيل هذا المؤتمر موجودة في المذكرات التي كتبها السويدي وهو واحد من مشايخ السنة الذي حضر المؤتمر, والنتيجة القطعية موجودة في تاريخ ميرزا مهدي خان وجاء فيه بعد المقدمة التاريخية وضمن مواد البحث التاكيد على ميثاق مغان ومع اختلاف طفيف حول طلب تخصيص ركن خاص للشيعة في مكة باشراكهم مع ركن الشافعية فقط.
الاعضاء السابقون في مؤتمر مغان اكدوا مرة اخرى رجوعهم عن العقائد الباطلة والاثار التي ابتدعها شاه اسماعيل. واقر علماء العراق بامامة جعفر الصادق ومذهب الايرانيين الذي اقروا بدورهم باحقية الخلفاء الثلاثة. واعلن علماء ما وراء النهر بكفر من يثور ضد الايرانيين وان المذهب الجعفري بفروعه! يتفق مع الاسلام(1).
1- هنالك اشارة خفية في هذه الثيقة التالريخية باعترتف شيخ الاسلام للدولة العثمانية بالمذهب الجعفري.
صرف نادر شاه وحرمه مبالغ كثيرة لتزيين وتذهيب العتبات المقدسة من ضمنها مرقد ابي حنيفة. فرجع نادر عن طريق المسيب واطراف بغداد وجسر ينكجة الى الحدود الايرانية. فقام احمد باشا (الذي كان رجلا داهيا) بتكريم واحترام نادر شاه بحيث جعل نادر شاه الفاتح بعد خروجه من العراق ان يصدر امرا بارجاع كركوك واربيل وقرنة اليه مع المواقع اخرى.
ثورة في شيروان:-
من الاسباب التي ادت بتعجيل خروج نادر شاه من العراق هي الاخبار السيئة الواصلة من ايران والتي تحكي عن ظهور شخص اسمه سام يزعم بانه ابن السلطان حسين "الصفوي" يدعو الناس الى العصيان ويساعده في ذلك ابن سرخاي(1) فارسل نادر نصر الله ميرزا لقمع هذه الفتنة فانهزم الثوار بالقرب من باغشاه في الرابع من ذي القعدة(30ديسامبر) ووقعت قلعة اق سو بيد الايرانيين ونجح سام بالفرار بجلده.
1- اسمه محمد (ياسمي).
الثورة في فارس:-
الثورة في فارس كانت اهم واخطر من ثورة داغستان فعندما ارسل نادر شاه الى تقي خان بكلر بيكي (امير الامراء) والقائد كلب علي خان(1) كوسة اللذين كانا موجودين في عمان جنوب الخليج بالحضور وتبديلهما باخرين الا ان تقي خان قام بقتل كلب علي ولم يرضى باعطاء مكانه للشخص المعين من قبل الشاه والذي كان سفير ايران السابق(2) في روسيا واستطاع ان يصل الى السواحل الايرانية ومن ثم يدخل الى شيراز.
تقي كان يمتلك تلك الشخصية اللائقة الذي ارتقى في ظل نادر شاه الى المناصب العالية لذلك كان نادر ثائرا وغاضبا جدا لعصيان وتمرد من رباه ورقاه بيديه واخر امر هذا الامير بان تم القبض عليه ثم امر نادر بتخصيته(3).
1- القائد كلب علي خان والد ام ثلاث من ابناء نادر شاه ابنته الكبيرة والدة قلي ميرزا والذي ولد بتاريخ 25 جمادي الاولى 1131هـ (15\4\1719) وولدت ابنته الاخرى كل من نصر الله ميرزا وامام قلي ميرزا.
2- هو محمد حسين قرقولو امير -اخورباش- (ياسمي).
3- لم يدون مهدي ميرزا خان اية تفصيلات حول هذه الحادثة واما بالنسبة لتسيير السفن في الخليج الفارسي (العربي) وتجهيز الجيوش نحو عمان يراجع كتاب اوتر ج2 ص12-166-176وكذلك فارس نامه ص175وص193.
ثورة القاجارية:-
في الخامس عشر من ذي الحجة (30كانون الثاني1744) تحرك نادر شاه من شهربان وعند وصوله الى ماهدشت سمع بثورة الطائفة القاجارية على ابن الحاكم على استر آباد بمعاونة "تركمان يموت"(1) فقام الحاكم بقمع القاجارية بقسوة بالغة ولم تزل خوارزم بعد تشتعل بنار الفتنة في حين ارسل نادر شاه ابن اخيه علي نقي خان برتبة امير الجيوش لقمعهم واعطى له الاختيار التام هناك.
1- وقع الصدام بين محمد حسن خان قاجار ومحمد زمان بيك والذي عين واليا من طرف والده محمد حسين قراموسانلو في استراباد, وقد وصل محمد حسين خان الى استر اباد قادما من جيش نادر وقد خلف ماوراء منارة متكونة من رؤوس معارضة وقد سمل عيون الكثير.
2- في خضم هذه الثورات فقد "نوي" امتعته ثم لحق بنادر شاه في اطراف همدان انظر تاريخه ج1 ص192 (17 قارس)
ظهور صفي ميرزا الكذاب في قارص:-
قضى نادر شاه عيد نوروز (1157هـ-1744م) في كنكاور وعندها وصلته اخبار الدولة العثمانية بقيام احمد باشا جمال اوغلو حاكم قارص بنشر الاحكام باسم مدعي السلطنة الايرانية صفي ميرزا واسمه الحقيقي (محمد علي رفسنجاني) وعند وصول نادر شاه الى ابهر سمع بعزل احمد باشا المذكور وتعيين احمد باشا الوزير العثماني السابق حاكما على قارص فأمر بالبدء باطلاق سراح الاسرى العثمانيين الا ان الباشا اظهر جهله بمعاهدة السلام لذلك اضطر نادر شاه ان ياخذ بعنان فرسه ويتوجه صوب قارص وفي الطريق بشروه بثورة الشعب الجورجي وغلبتهم على العثمانيين حيث قام الجورجيون في (اخل كلكي) بالقبض على سام ميرزا وتسليمه الى نادر شاه حيث قام الشاه نادر بدوره بقلع احدى عينيه(1) ومن ثم ارساله الى قارص ليلتقي بأخيه صفي ميرزا هناك.
1- كان قد تم قطع انفه في اضطرابات سابقةلذا فقد كان يسمى بسام مقطوع الانف (ياسمي).
وكان يوسف باشا قد جاء بهدايا الى رؤساء داغستان حيث هزمه الجورجين في مكان اسمه (كوري), فعين نادر طهمورث شاه واليا على كرتلي وابنه ايراكلي(1) واليا على كاختى تثمينا لما قاما به.
وصل نادر شاه في 19جمادى الثاني1157 (30حزيران) الى اطراف قارص حيث قام لتوه بمحاصرة المدينة الا ان شدة البرودة وطول الحصار اديا بنادر الى رفع الحصار عن المدينة في 2رمضان (9تشرين الاول) ومن طريق اخل تسليخه داخل كلكي وكنجه وصل الى بردع وهناك بنى لجيشه وحرمه بيوتا من القصب.
1- دونت هذه بوسماء في كتاب جهانكشا بالشكل التالي اكارتيل, ارايكلي (ياسمي).
الحملة الاخيرة على داغستان:-
في 22ذي القعدة (27ديسامبر) وعلى الرغم من البرد تحرك نادر مرة اخرى لقمع الداغستانيين, ففي 6ذي الحجة (10جانيوري1745) وصل الى دربند وبعد القيام بغارات وهجمات شديدة رجع الى بردع مرة اخرى وفي (5محرم1158) (7جون) قضى نادر النوروز (1158-1145) في ارش ومن هناك توجه الى مراتع (شكي) ومن طريق خجن وصل الى ساحل بحيرة (كوكجة) (12جمادي الثاني-12جون) وفي هذا الاثناء اصيب نادر بمرض جعله طريح الفراش وبدأ الجنود يحملونه على السرير اينما توجها وقد وصف طبيبه الخاص بان مرضه هو علائم مرض الاستسقاء (الاستسقاء؟).
الحرب الاخيرة مع الدولة العثمانية:-
في هذا الاثناء وصلت الاخبار بارسال الدولة العثمانية جيشا جرارا الى الحدود الايرانية بقيادة (يكن محمد باشا-الصدر الاعظم-) وقد وصل جيشه الى القرب من ارضروم وقارص وتم ارسال جيشا اخرا بقيادة عبد الله باشا جبجي واما سلطان وردي خان اردلان الذي كان من الفارين الايرانيين فقد كان يتقدم عن طريق ديار بكر والموصل.
تم ارسال نصر الله ميرزا بجيش من غرب ايران للقاء عبد الله باشا. واما نادر فقد اقام لابنه امام قلي وابن اخيه ابراهيم خان(1) حفل عرس, ومن ثم وهب للاول ولاية خراسان واعطى للثاني حكومة العراق وفي 5رجب (3اغسطس) توجه للقاء الجيش العثماني.
1- ابراهيم خان ابن ابراهيم خان المقتول حيث كان يناديه نادر شاه بعد وفاة ابيه (ياسمي).
الجيش العثماني بقيادة يكن محمد كان متكونا من 150.000 فارسا و 40.000 من الانكشارية(1) يسير نحو ارض المعركة المسماة مراد تبة القريبة من ايروان فتلاقى الجيشان في (11رجب-9اغسطس) وبدأت المعركة وانقطعت اتصالات الجيش العثماني مع قارص فبدأ الجيش العثماني بحفر الخنادق على الطريقة الاوربية ومن ثم بدأ التماس بين الجيشين وفي 21رجب وصلت الاخبار من نصر الله ميرزا بان طلائع الجيش العثماني الثاني بقيادة عبد الله باشا قد لحقت بها خسائر كبيرة اثر هجوم الاكراد بقيادة سليم خان بابان شهرزوري وفي القرب من الموصل اندحر الجيش العثماني خلال معركة دخلها مع الجيش الايراني بقيادة نصر الله ميرزا.
واما الجيش الاول فقد توفي يكن محمد بصورة مفاجئة وسط الاضطرابات الذي كان يمر منها الجيش العثماني فظهر في الافق ملامح انكسار الجيش العثماني فقتل منهم 12.000 واسر 5000 ووقعت جميع المدافع غنيمة بيد الجيش النادري.
¬
1- لا يذكر المؤلف عدد الجيش الايراني - مترجم العربية-
بعد هذا الفتح الكبير تغير نفسية نادر شاه كليا وبصورة مفاجئة فاستغل هذا الانتصار لاشباع نفسه فاقترح شروطا جديدة للمعاهدة بين الدولتين فحسب مقولة المؤرخ الخاص لنادر شاه ان الملك الايراني كتب رسالة الى السلطان العثماني جاء فيها انصرافه والغائه للمادة الاولى والثانية من معاهدة مغان! الا ان المصادر التركية تفيد عكس هذا الرأي فتقول بان نادر شاه طلب من السلطان تسليم مناطق وان كردستان وبغداد والبصرة والنجف وكربلاء الى ايران وقد اعلنت الدولة العثمانية استعداداها لتسليم هذه المناطق(1).
تحرك نادر شاه من مراد تبة الى جورس (بالقرب من خوي) ومن هناك ذهب الى محمودي وهناك التقى بمبعوث الملك الجنكيزي(2) في ختن حيث كان يدعي بانه ملك لكل توران وكان يطلب من نادر شاه ارسال امدادات عسكرية لمساعدته في
1- يراجع كتاب هامر الفصل 48.
2- ربما المقصود هو احد احفاد شاهرخ خان فرغانه والذي كان ينسب نفسه الى جنكيز خان سنة 1112هـ (1700م) يراجع كتاب سلاطين الاعلام لـ كين بول الرقم 112, ربما الصحيح ان نستعمل كلمة خقن بدلا من ختن حيث يلفظ خوقند.
اخضاعه الولايات الحدودية وتوجه المبعوث النادري السنة المقبلة الى ختن لايصال جواب الشاه, حيث تحرك علي قلي ميرزا حاكم خوارزم باتجاه اوركنج فهزم قبائل تركمان يموت فانسحبو الى منطقة بلخان ولسد الطريق امامهم ارسل نادر شاه نصر الله ميرزا الى سد اباد فارغمهم بتسليم 1000 مقاتل لخدمة الجيش النادري.
توجه نادر شاه عن طريق فراهان نحو اصفهان فوصلها في 4ذي الحجة (28ديسامبر) وبقي هناك الى العشر من محرم1159 (2فبراير1746). كانت طبيعة نادر تتغير رويدا رويدا واصبحت تصرفاته غريبة, يكتب (ب.بازين) حول المدة التي بقي فيها نادر شاه في العاصمة السابقة لإيران -اصفهان- حيث ارتكب بأمره كل ظلم وتعسف يخطر على خيال الانسان وبعد ذلك تحرك نادر عن طريق الصحراء وطبس فوصل مشهد في 23صفر (17مارس).
الصلح مع الدولة العثمانية:-
قضى نادر شاه النوروز (1159-1746) في مشهد وفي 25ربيع الاول (17ابريل) تحرك الى منطقة كلات لتفقد البنايات الجديدة ومن هناك توجه نحو العراق وفي 10محرم1160 (22جانوري) ارسل من اصفهان مصطفى خان شاملو مع مؤرخه المشهور ميرزا مهدي خان الى اسلامبول وفي مقدمة رسالة الصلح التي كتبها نادر جاءت فيها:-
"خليفة اهل الاسلام ومشعل العشائر التركمانية" تراجع فيها عن مادتين من اتفاقية مغان وعوضا عن تلك اقترح ارجاع الولايات التي كانت بيد ملوك التركمان (تيمور؟ حسن الطويل) وخرجت من يده الشاه اسماعيل, مع ذلك فقد اظهر التزامه بالحدود التي رسمت في زمن السلطان مراد واما بقية مواد المعاهدة فقد كانت تدور حول الحجاج والزوار وتعيين الممثلين السياسيين وتبادل الاسرى(1).
1- تم التوقيع على الاتفاقية في ايران من قبل السفراء الاتراك وذلك سنة 1746 في 4 ديسامبر وقد كان الباب العالي ملتزما بالاتفاقية حتى بعد ممات نادر (انظر هامر الفصل 49)كانت حدود الدولة تصل الى جنوب ارارات بالاضافة الى قفقاسيا والتي كانت متعلقة بايران.
فعلى الرغم من تلك الحروب وتسيير الجيوش فان اعلان مغان بدأ مهملا. وفي العاشر من محرم خرج نادر من اصفهان وعمل في طريقه منائرا من رؤوس البشر!
وبعد نوروز 1160 (1747) حيث تم الاحتفال به خارج مدينة كرمان توجه نادر شاه ولاخر مرة نحو خراسان حيث تفرق الامراء الموجودين عنده وذهبوا الى كلات(1) وهو نفسه ذهب الى مشهد وانشغل بقتل الناس الابرياء (ما ذكره ميرزا مهدي خان).
1- يكتب بازين: لقد ابدى نادر استعداده للتنازل عن العرش لكل الامراء الا انهم من شدة الصدمة والتعجب لم يبدوا الى رد فعل.
بدء تغيير طباع نادر شاه:-
يقول مهدي خان في اخر فصل لتاريخه -وبالطبع كتب بعد مقتل نادر شاه- مايلي: ان انحطاط وسقوط الدولة النادرية بدأ بتغير طبع وسلوك نادر شاه بعد محاولة اغتياله, وبدأ نادر شاه في اول رد فعل له بتسميل عيني ابنه واصفا هذا العمل بانه تم تحت "ضغط الوسواس والظنون عليه", ومن ثم يكتب فيقول بان الاضطرابات التي قام بها تقي خان في فارس حال دون سفر نادر شاه الى اسلامبول وفي ثورة الشيروانيين والقاجارية والافراط الحاصل في القتل من جانب الطرفين مؤيد لتغيير خطة نادر شاه التي عزم على تنفيذها بعد تغير طباعه واختلال سلوكه.
من ثم يشرح مهدي خان كيف راجت التهم والقتل الغير الموجه من دون كتاب او حساب ومصادرة اموال الخراج, ومن ثم الدمار الحاصل في البلاد.
حسب قول المؤرخين الاوربيين؛ ان خراب ايران بدأ قبل تسيير الجيوش الى الهند(1) ولم يفي بالوعد الذي وعد به جنوده باعطائهم الجوائز والاشياء الثمينة التي وقعت بيد الامراء وبعد وصولهم الى كابل اخذت منهم(2).
ومن ثم جبيت من الشعب ضرائب جديدة مع الاخذ بنظر الاعتبار الوعد الذي اعطى للشعب برفع الضرائب لمدة ثلاث سنوات عن كاهلهم (اوتر) المؤرخ مهدي خان ساكت تماما بالنسبة الى ظهور تمايل نادر شاه الخراساني لمذهب اهل السنة, وهل كان من الممكن لنادر شاه ان يقتلع شجرة عمرها ماءتين سنة باحكام انفعالية!!
1- المقصود بممثلي الروس انظر هانوس ج1 ص230, اوتر ج1 ص224 "لم يكن ممكنا ان ترى الناس المساكين دنو ان تتاثر بهم حيث كانت اصفهان قد اصبحت تقريبا خالية من سكانها" ج2 ص5- 32 – 164.
2- انظر اوتر جلد2 ص89.
اندلاع الثورة في سيستان:-
ثورة الشعب السيستاني زاد من هيجان عموم الشعب والسبب في ثورتهم هو انزعاجهم من المطالبات الزائدة لعاملي الخراج, فقد طلبوا 500.000 تومان منهم, انضم ابن اخي نادر شاه علي قلي ميرزا الذي كان حاكما لسيستان الى الثوار ووكل نادر طهماسب قلي خان جلاير قائد كابل الذي كان يشكل احد الاركان المهمة والوفية للدولة بقمع الثورة.
الا ان طلب عمال الخراج 250.000 تومان من طهماسب نفسه ادى به الى مبايعة احد اولاد نادر بالسلطنة وانتخاب علي قلي ميرزا قائد لقوات الجيش بعد ان يأس هو الاخر من نادر شاه الا انه لم يكن موافقا لطموحات حاكم سيستان (علي قلي) الذي استطاع من القضاء على طهماسب باعطاء اسم له فقضى عليه فاصبح حرا مطلق العنان في خراسان وفي الوقت نفسه قام اكراد خبوشان بالثورة ليهاجموا قطيع اغنام تعود ملكيتها لنادر شاه فتوجه نادر بقمعهم وفي 2جمادى الثاني1160 (20جون1747) نصب الخيم من ضمنها الخيمة الكبيرة لنادر شاه في فتح أباد بالقرب من خبوشان.
مقتل نادر شاه:-
بتحريض من علي قلي ميرزا وبالاشتراك من قبل صالح خان قائد طلائع الجيش النادري ومع عدد من امراء القاجار والافشار وبالتعاون مع الحراس الدائمين الملازمين لنادر حيث استطاعوا الدخول على خيمته ليروه قتيلا.
دب الاضطراب والهرج والمرج في المعسكر باكمله الى درجة لا توصف(1), فاما الافغان الابدال والازبك الاوفياء لنادر شاه وبقيادة احمد خان ابدال(2) فقد هجموا على الافشارية وهزموهم ومن ثم توجهوا صوب قندهار.
نادى الافشارية بعلي قلي ميرزا من هرات ودعوه لتسلم السلطنة واطلقوا عليه بعادل شاه, في هذا الاثناء تم قتل كافة ابناء نادر شاه باستثناء حفيده شاهرخ البالغ من العمر 14 سنة الذي سجن في مشهد بصورة مؤقتة.
1- انظر بزين والذي شهد الموقفة بنفسه (احداث 20,19 من الشهر السادس سنة 1747).
2- اصبح فيما بعد مؤسسا للسلسلة الدرانية.
الخزائن التي ملأها نادر شاه ذهبت كلها مع ادراج الرياح والدولة التي ضعفت اثر تلك الحملات العسكرية الواسعة وتسير الجيوش المتعددة اصبحت تئن بقوة تحت ضغط الازمة الاقتصادية.
الاصلاح الديني لنادر لم يثمر الا ان الحدود الايرانية والشعب الايراني نجا من الاعداء.
منذ ذلك الوقت ولحد الان قد تآكلت الحدود الايرانية من الشمال والجنوب والشرق والغرب الا ان ايران بحدودها الحاضرة لم تكن تبقى لو لم يكن نادر ملكا على ايران.
الملحق الاول
الامور الدينية (المذهبية)
بالنسبة الى محاولات نادر للتوفيق بين المذاهب الاسلامية يرجع فيها الى كتاب (الحجج القطعية لاتفاق الفرق الاسلامية) تأليف عبد الله بن حسين السويدي البغدادي الاصل من علماء السنة ولقد طبع كتابه في القاهرة سنة 1324 وفي هذا الكتاب تم درج مقتطفات من اقوال السنة والشيعة الذين كانوا موجودين في معسكر نادر في النجف (24شوال1156-12ديسامبر1734) هذا الكتاب حققه وحلله الاستاذ آ. اشميت في مقالة مهمة له.
في بارتولد (عقد الجمان) طبعة طاشقند 1927ص107-69 (يرجع الى مقالة ريتر) والتي كتبها ظاهر الامر كاتب باسم عبد الباقي يخاطب بها شيخ الاسلام اسلامبول في مسألة اتحاد الشيعة والسنة وطبعت في مجلة ارمغان الصادرة في طهران 1308-1292ص453-449.
هناك ملاحظة جديرة بالذكر وهي ان نادر شاه باعلان تنفره من السب (الخلفاء الثلاثة الاوائل) والبدع الاخرى التي جاء بها الشاه اسماعيل انما كان يقتدى بآبائه واجداده في ذلك, المؤرخ الرسمي لنادر شاه كان يذكر دائما العساكر الخراسانية مقابل العساكر القزلباشية الصفوية, ولقد صنع نادر لجنوده قبعات تختلف اختلافا كليا من قبعات القزلباشية التي كانت متداولة منذ زمان الشيخ حيدر (يرجع الى اوتر) وفي الفصل الاول ص40 والذي يقول فيه: (قبعة ذو زوايا اربعة ملفوفة بحزام من قماش) وكذلك يرجع الى كتاب ابراهام دوكرت(1) حيث يذكر فيه ان نادرا كان يشبه الصفوية في تجليله للامام رضا, الا ان شاه طهماسب عندما ولى نادرا امارة خراسان, قام نادر بضرب السكك باسم رضا (ميرزا مهدي خان) وكذلك يؤخذ بنظر الاعتبار كثرة هداياه ونذوره الى البقاع المتبركة في العراق.
المؤلف الفرنسي اوتر وعبد الكريم كشميري يستنتجون من عمل نادر شاه بتوحيد المذاهب ورفع الخصومة المذهبية بأنه كان يريد من وراء ذلك افساح الطرق له بالهجوم على الدولة العثمانية.
لقد لفت نظر نادر شاه الاية 29م السورة 48 الى كتب الاديان النصارى واليهودية (كتاب عبد الكريم من ترجمة كلاودين ص89 ترجمة لان جزء ص88) فأمر نادر بطبع التوراة والانجيل تحت اشراف ميرزا مهدي خان.
1-يرجى ملاحظة الصورة الموجودة في مقدمة الكتاب التي تم نقلها من النسخة الخطية لـ جان تيل.
بالنسبة الى هذه الترجمة يرجع الى الفهرست التي احضرها بلوشه تحت اسم النسخ الخطية للمكتبة القومية المجلد الاول ص6 الرقم 7 ممثل الروس في ايران كالوج كين يقول في 28مايس1741 جمع ممثلوا الاديان المختلفة وحذرهم بقوله: "اذا كان الله واحد فيجب ان يكون الاديان كذلك واحدا" كتاب سوليف الفصل الواحد والعشرون ص5-102.
لم يكن نادر شديدا على العيسوييون فجاثليق الارمني ابراهام كان يكن الحب والاخلاص لولي نعمته (نادر شاه) ولم يستطع ان يحول من نعمته (نادر شاه) ولم يستطع ان يحول من تهجير عدد كثير من الارمن الى خراسان حيث الحقهم نادر بالنهاية الى جيشه.
لم يكن غريبا قول بازين جزوئيت (ص8-318) بان نادرا كان شخصا بلا عقيدة ولا ايمان اذ كان يؤمن فقط بالشدة والقوة وكان يحسب نفسه شريكا (مساويا) لمحمد وعلي!
تبصرة – بالنسبة لاقتداء نادر شاه بعقائد ابائه وتنفره بذلك عن بدع شاه اسماعيل مختلق وغير صحيح لان قبيلة افشار كانت من ضمن قبائل شاهسون واحدى الاركان القوية في تثبيت السلاطين الصفوية الاولى.
الملحق الثاني
ابنية نادر
في متن هذه الرسالة ذكر ان نادرا بنى عدة من مدن جديدة بالقرب من شماخي وقندهار ومرو واشرنا الى بناء خيوة آباد (بالقرب من ابيورد) وعلى حسب قول اوتر (المجلد الاول ص402) فقد جلب نادر معه من الهند الاساتذة والصناع لبناء مدينة جديدة بالقرب من همدان باسم (قندهار) ولقد بنى بمناسبة ولادته في دستجر بناية سماها (مولودكاه) -مكان الولادة-.
وفي قلعة النادرية بنى خزانة له (يرجع الى صورتها في تاريخ ايران سايكس المجلد الثاني ص 264) وبنى في مشهد مدفنه (على مزين ص 252) وبذل نادر مساعي جيدة في تزيين مرقد الرضا.
وقدم هو ونساءه هدايا ونذور كثيرة في تزيين العتبات في العراق وفي شيراز قامو بتجديد بنار (شاه جراخ) بأمر من نادر.
وفي قزوين توجد قاعة (مسرح) على شكل شرفة كبيرة تنسب الى نادر وفي الصحراء الممتد ما بين كرمان وسيستان بنيت اعمدة لهداية الناس يرجع الى رحلة سايكس المسمى بعشرة الاف ميل ص 418 تظهر فيها صورة احدى هذه الاعمدة بطول 55 قدم و42 قدم عرض وفي طريق وزيرستان جنوب غزنين يشاهد ثلاثة ابار اطراف وان خواه ينسب الى نادر, يرجع الى كتاب -مركز سيا- تأليف مارك كركور سنة 1871 الجلد الثاني ص 738.
الملحق الثالث
في مقالة لبارتولد (1919 ص 927 - 30) حيث اشرنا اليها في متن الكتاب جاء فيها كتاب باسم نادر نامه او تاريخ نادر ونشاهد هذا الاسم على ظهر النسخة الموجودة في متحف اسيا ولا ارى صحيحا هذا الاسم ولا اعتقد هذا الاسم اسم الكتاب الاصلي.
لقد كان لمحمد كاظم وعائلته فرصا سانحة في دراسة اوضاع نادر شاه فقد سجل محمد كاظم قصصا سمعها من ابيه في سفرة لدربند وقندهار وتركستان وبغداد وتبريز وقضى المؤلف نفسه اياما في خدمة ابراهيم خان الذي قتل في سنة 1738 وكان يلقب نفسه (بوزير الملك مرو شاه جهان).
لقد ذكر في تاريخه مطالب مفيدة حول مرو مثل بناء مدينة مرو الصغيرة بالقرب من قرية مير آباد ولقد رافق نادر شاه في تسيير الجيوش الى بخارا وخوارزم وبالاضافة الى سرد حوادث الهند وغرب اسيا وهجوم جيش نادر على اليزيديين عابدي الشيطان (بالقرب من الموصل) حيث ان مهدي خان يلزم جانب الصمت على هذه الحادثة.
وفي مرو يعين مفتشا على مصروفات الجيش ويقدم شخصيا اخبارا حول ذلك الى نادر شاه وينال اعجابه ويحول اليه كتابة بعض رسائله السياسية ضمن مجموعة 70 رسالة يرسلها الى الولاة وملوك تركستان 30 منها كتب من قبله, ومن ضمن الحوادث الغريبة التي ذكرت في الكتاب وصول الرسول الافرنجي الاصيل - حسب رأي بارتولد يقصد منه الرسول النمساوي – هذا السفير وصل عن طريق حاجي طرخان وهنالك التحق به رسل المراءة البيضاء (ملكة روسيا) أي اليزابث امبراطورة روسيا.
ولقد اتم آخر الكتاب ابن محمد كاظم الذي عاصر الاحداث بعد مقتل نادر وانسحاب الايرانيون من تركستان.
الى هذا اليوم فقط اثنان من المؤلفين استطاعا ان يصلا الى كتاب محمد كاظم وهما الاستاذ بارتولد والاخر الاستاذ آ.شميت.
فهرست الكتاب
المقدمة
الملاحظات
بعض الاسماء كانت لها الفاظ اخرى في اللغات المحلية الا انني في كتابة اعلام الامم الاسلامية اخذت جانب الاحتياط.
فمثلا كلمة محمد في الفارسية وفي التركية محمد بكسر الميم وتسكين الحاء وكسر الميم الثاني واضيف واقول ان مسألة كتابة الاسماء الشرقية بالاحرف اللاتينية سوف لن يكون بذات اهمية لقارئ الكتاب.
باريس 14 ابريل 1934
الفهرست
المقدمة (مترجمة العربية)
مقدمة المؤلف
التاريخ المختصر
الحرب مع الملك محمود السيستاني
الحرب مع الطائفة الابدالية
الاستيلاء على الولايات الشرقية لبحر خزر
نادر يتوجه الى الشمال من ايران
العثمانيون يتركون الاراضي الايرانية
ثورة الابدالية
فشل الشاه طهماسب
خلع الشاه طهماسب الثاني
الحرب مع العثمانيين
ثورة محمود البلوشي
فتوحات نادر في ماوراء القفقاس
معركة ايروان
سفر نادر الى داغستان (تسيير الجيوش صوب داغستان)
انتخاب نادر ملكا على ايران - في مغان
التحرك نحو قندهار
تسيير الجيوش نحو الهند
الهجوم على بخارا
فتح خوارزم
تاديب عشائر "جاه"
محاولة اغتيال نادر شاه
تحريك الجيوش نحو داغستان
الثورات
تسيير الجيوش الى العراق
المؤتمر الديني
ثورة في شيروان
الحملة الاخيرة على داغستان
المعركة الاخيرة مع الدولة العثمانية
الصلح مع الدولة العثمانية
تغير طباع الشاه نادر
اندلاع الثورة في سيستان
اغتيال نادر شاه
الملحق الاول:- الامور المذهبية
الملحق الثاني:- ابنية نادر شاه
الملحق الثالث:- فهرست المصادر
الملحق الرابع:- تاريخ محمد كاظم
الملحق الخامس:- صورة نادر