في الذكرى الخامسة عشر لاستشهاد الشقاقي
الجهاد تؤكد على الوحدة خلف خيار المقاومة
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
[ 29/10/2010 - 01:46 م ]

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام



أكد الدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن المفاوضات مع العدو الصهيوني قد وصلت إلى طريق مسدود، موجها تساؤلا لسلطة "فتح": لماذا هذا الإصرار لدى قيادة "السلطة" على خيار المفاوضات؟!.

وأوضح شلح قائلاً: "هذا العبث يجب أن يتوقف وهذه الإهانة لكرامة فلسطين وشعبنا يجب أن تنتهي، وإلا فإننا نشتم رائحة مؤامرة كبيرة تجعلنا نحذر من أن يتمخض جبل المفاوضات بين "السلطة" والعدو في النهاية عن تصفية القضية وإنهاء الصراع والاعتراف النهائي والمطلق بحق الكيان الصهيوني في الوجود كجزء طبيعي من نسيج المنطقة".

وجاءت كلمة شلّح في المهرجان الذي أقامته الحركة بعد ظهر الجمعة (29-10) في غزة، بمناسبة مرور الذكرى الـ 23 لانطلاقة الحركة والذكرى الـ 15 لاستشهاد د. فتحي الشقاقي الأمين العام للحركة.

وقال شلّح: "نحيي اليوم ذكرى الشقاقي فكرةً ونهجًا ومشروعًا حمله الشقاقي وضحى بحياته من أجله، وإننا اليوم نحيي ذكرى ولادة مسيرة كفاحية مباركة ولدت من عمق جرح ومعاناة ومأساة شعبنا وأمتنا، مأساة فلسطين".

وأشار إلى أن الشقاقي كان مشروع شهادة على طريق النصر والتحرير، وقال: "إنه (الشقاقي) لم يعرف المهادنة أو المساومة أو المداهنة ولا المراوغة أو المجاملة السياسية على حساب المبادئ والثوابت".

وألمح شلح إلى "التصريحات المشبوهة التي تلمح بإمكانية الاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية كمقدمة لتهجير أهلنا في مناطق 48 والتخلي عن خمسة ملايين لاجئ في الشتات"، مضيفا: "إننا اليوم نقرع ناقوس الخطر ونحذر من نكبة ثالثة قد تنتج عن الإصرار على نهج التفاوض مع العدو، وشعار أن لا بديل عن المفاوضات إلا المفاوضات".

وقال: "إن التصدي لهذه النكبة المتوقعة، ونسأل الله أن لا تقع يتطلب الانسحاب الكامل من المفاوضات مع العدو، وإنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية، والتوحد على خيار الجهاد والمقاومة، نعم، الجهاد المقاومة للتصدي وإحباط كل مخططات العدو الصهيوني ومشاريعه واحتمالات عدوانه على شعبنا لاسيما في قطاع غزة".

وأشار إلى أن "فلسطين ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده، وإسرائيل ليست خطراً على فلسطين وشعبها فقط، بل إن المشروع الصهيوني يهدد الأمة كلها"، وأضاف: "إذا ظن أحد أنه يدير ظهره لفلسطين والقدس لينجو بنفسه فهو واهم، إذا ضاعت فلسطين نهائياً، وبقيت إسرائيل في قلب الأمة، فلن ينجو أحد من طوفان المشروع الصهيوني الأمريكي للهيمنة على المنطقة والعالم".

ولفت شلح إلى أن "إسرائيل يجب أن تزول من الوجود، وأنها اليوم تعيش مأزق وجودي وتستشعر خطر الزوال من الوجود، وستزول من الوجود بإذن الله".

وجدد شلح العهد "بمواصلة المسيرة إيمانًا بالحق الذي استشهدوا من أجله، ووفاءً لدمائهم الزكية، وانتماءً لأمتنا وانحيازاً لقضاياها المصيرية".

القيادي الهندي:

من جانبه أكد الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي على ضرورة "تصويب البوصلة رداً على مرحلة الضياع واختلاط المفاهيم"، مطالبا بإعلان فشل المفاوضات وتشكيل مرجعية وطنية من الكل الفلسطيني ترسم حدود السيادة الفلسطينية.

وقال: "ليس عيباً أن نقول إن سلطة أوسلو انحرفت عن مسارها وأننا نريد إصلاحها".

وعلّق الهندي على المفاوضات والدولة الفلسطينية المزعومة بقوله "نعلم علم اليقين أن هذه المسيرة الجوفاء المسماة سلاماً تشكل غطاءً لكل الشرور غطاء لتضييع القدس والتحلل من كل فلسطين"، وأوضح أن "المفاوض الفلسطيني يتحلل من فلسطين عبر قوله نقبل بما يقبل به العرب ويقصدون النظام الرسمي العربي، بينما نحن نقول لهم: إننا أوفياء لفلسطين".


وأضاف: "تخرج علينا بعض القيادات التافهة، يخرج علينا بعض العبيد الذين يبشروا بالاعتراف بإسرائيل، ويقولوا إسرائيل يمكن أن تكون يهودية مقابل الاعتراف بحدودنا، أو الشكوى لمجلس الأمن فيما القدس تهود والاستيطان يتمدد ولا يستطيع أحدهم التحرك إلا بتصريح صهيوني".

ولفت د. الهندي إلى أن هؤلاء يحاولون تغيير معالم الصورة ويظهروا الذهاب لمجلس الأمن أو إعلان الدولة من جانب واحد كأنه اشتباك من جانب واحد، مشدداً على أن ذلك مجرد وهم، متسائلا: "أين سنقيم الدولة ألم تعلن الدولة عام 1988، الدولة التي تحدد حدودها جرافات العدو وتحدد مهامها ملفات التنسيق الأمني هي مصلحة صهيونية خالصة".


وقال: "كيف يمكن أن يكون اعتراف بيهودية الكيان هو مسألة لا تعنينا ولا تؤثر على أكثر من 6 مليون لاجئ في الشتات ومليون ونصف منزرعين في الداخل الفلسطيني".


وطالب بإعلان فشل المفاوضات وتشكيل مرجعية وطنية من الكل الفلسطيني ترسم حدود السيادة الفلسطينية، وقال: "ليس عيباً أن نقول إن سلطة أوسلو انحرفت عن مسارها وأننا نريد إصلاحها".


ووجه رسالة قال فيها: "إن العالم الذي تحكمه أمريكا هو بلا رحمة ولا قلب نقول لهذا العالم قتلتم مئات الآلاف من المدنيين في العراق وعشرات الآلاف في أفغانستان وباكستان وتهددون بقتل الملايين في السودان وتخشون تسريب بعض جرائمكم في الانترنت كي لا تشكل خطراً على جنودكم".

وأضاف: "نفهم أن مهمتكم في فلسطين هي ضمان أمن إسرائيل وهذا يعني ضمان قتلنا وتشريدنا أنتم شركاء في الحصار والجريمة وتهود مقدساتنا، وإسرائيل تمارس جرائم الحرب باسمكم، أنت عصابة بلا قيم، ديمقراطيتكم ملطخة بدماء الشهداء في العراق وأفغانستان وباكستان والصومال وفلسطين، وإننا سننتزع حقوقنا بطريقتنا الخاصة".


وأشار د. الهندي إلى أن السلطة التي بنيت على أساس أوسلو ليست مشروع تحرر بل هي قيد على المقاومة، وأضاف: "لذلك لا نريد هذه السلطة، نريد أن نبني مشروع المقاومة في فلسطين، فالمقاومة هي التي تخلصنا من الخوف والأنانية والتحزب وتحمينا من التيه والانقسام والتحلل من الأخلاق".

ولفت إلى أن "أحرار العالم الذين زاروا غزة يجب أن نكون مثالاً وقدوة لهم ولكل من يريد أن يتخلص من الاحتلال".


ودعا الهندي إلى بناء حوار استراتيجي بين قوى المقاومة وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي، مرحبا بدعوة الدكتور خليل الحية للوحدة الوطنية، كما ووجه التحية لممثلي الفصائل الفلسطينية، وقال: "نبني معاً مشروع التحرير والمقاومة ومشروع فلسطين على هدي القرآن وهدي محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى هدي الشهداء".