آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: 29 تشرين الأول العيد الوطني 87 للجمهورية التركية

  1. #1
    أستاذ بارز
    مشرف المنتدى التركي
    الصورة الرمزية هيثم الزهاوي
    تاريخ التسجيل
    21/05/2009
    العمر
    72
    المشاركات
    1,162
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي 29 تشرين الأول العيد الوطني 87 للجمهورية التركية


    29 تشرين الأول العيد الوطني للجمهورية التركية

    مقالة مترجمة من قبل د. هيثم الزهاوي

    أرسلت الحكومة العثمانية مصطفى كمال باشا الى صمصون في 19 مايس/أيار 1919 لاحلال النظام في تلك المنطقة. ولقد عقدت عدة مؤتمرات في الكثير من المدن وكان شعارها السيادة للشعب ولا خلاص للبلد إلا بقوة مواطنيه. ولقد اجتمع ممثلي الشعب الوافدين من كل أجزاء الوطن بتاريخ 23 نيسان 1920 في مجلس الأمة التركي الكبير في أنقرة حيث جرى انتخاب مصطفى كمال باشا رئيساً للمجلس. وأوعز مجلس الأمة التركي الكبير ببدء حرب التحرير التركية بقيادة مصطفى كمال باشا. ولقد حارب أبناء الشعب العدو يداً بيد مع القوات النظامية.
    وبعد أن تكللت حرب التحرير بالنصر، قام مجلس الأمة التركي الكبير بإلغاء السلطنة وأعلن السلطان وحيدالدين خائناً للوطن والذي هرب الى خارج البلاد.
    في 24 تموز 1923 تم التوقيع على معاهدة لوزان للسلام في جامعة لوزان في سويسرا بين كل من ممثل تركيا وممثلين عن بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان واليونان ورومانيا وبلغاريا والبرتغال وبلجيكا والاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا. وبهذه المعاهدة تم وضع حجر الأساس لدولة فتية ولكن لم يكن قد تم تعيين شكل نظام الحكم فيها في حينها.
    فبعد الموافقة على لوزان واحلال السلام، لم يبق إلا تعيين الشكل السياسي للدولة التركية وماذا سيكون اسمها. وبوجود مجلس الأمة التركي الكبير كان قد أسس نظام دولة تكون فيها السيادة المطلقة للشعب وتعتمد على مبادئ حقوق الإنسان. ولكن كان لازال القسم الأكبر من الشعب ومن أعضاء المجلس كذلك من هم مرتبطون بالسلطان بروابط دينية وتقالدية. فالسلطنة والخلافة التي كان السلطان يتسيدها نظام تيوقراطي رسخت جذوره لمئات السنين. ومنذ سنة 1300 لم تتبوء السلطة عائلة غير آل عثمان. والسيادة كانت تستمد قوتها من مصدرين هما الدين والتقاليد وتجتمع في السلطان نفسه. ولقد كان حزب الإتحاد والترقي قد كسرشوكة هذه القوة ولكن حقيقة النظام أي مصدر السيادة وطريقة تطبيقها لم تتغير. ففي بيان آماسيا كان قد تم اقرار مبدأ تحول السيادة من نظام حق إلهي الى مبدأ حقوق الإنسان أي إنتقال السيادة من السلطان الى الشعب. وفي 23 نيسان 1920 تجسد هذا المبدأ في مجلس الأمة التركي الكبيرفتم تشريع قانون التشكيلات الأساسية بموجب هذا الأساس.
    بما أن حرب التحرير وضعت نصب أعينها وبشكل واضح سيادة الشعب بالإضافة لاستقلال الوطن، فإن السلطان أبدى عداءً لدوداً للقوميين منذ بداية الأمر. وبالرغم من أن مصطفى كمال باشا كان يدرك خيانة السلطان، لم يستهدفه في ذلك الوقت لأنه كان يعتقد أن ذلك سابقاً لأوانه. فلقد كان مصطفى كمال مؤمناً بالنظام الجمهوري منذ أن كان ضابطاً صغيرأً، حيث أبدى بآرائه هذه الى مظهر مفيد في أرض الروم. ولكنه احتفظ بأفكاره هذه كسر وطني. كان يدرك أن طرح فكرة الجمهورية خلال حرب التحرير من شأنه أن يحدث الفرقة والإنشقاق الداخلي ففضل أن لا يبوح بهذا السر. حتى أنه رفض مقترح إعلان الجمهورية الذي طرح خلال مؤتمر سيواس. ولكن القائد العام لحرب التحرير ومنقذ الأمة مصطفى كمال خطى خطوته الأولى نحو التغيير السياسي في تركيا بالغاء السلطنة بالرغم من معارضة أقرب رفاقه له. وبالرغم من معارضة الجناح المتشدد، فإن موقف مصطفى كمال باشا القوي والحازم تكلل بالتوصل الى قرار بالغاء السلطنة. ولكن موقفه المتشدد هذا أثار حفيضة الذين أدركوا أن هذا الموقف ما هو إلا بداية لما سيحدث فحاولوا بشتى الطرق عرقلة مسيرة مصطفى كمال باشا.
    في 2 كانون الأول/ديسمبر 1922 تم تقديم مقترح الى المجلس من قبل عدد من المجاميع فيه لإجراء تعديل على قانون انتخاب النواب يقضي أن يكون المرشح لعضوية مجلس الأمة الكبير من مواطني المناطق التي تقع داخل حدود تركيا في ذلك الوقت أو أن يكون قد سكن المنطقة لمدة لا تقل عن خمس سنين بالنسبة للوافدين الجدد. والغاية من هذا المقترح حرمان مصطفى كمال باشا من الترشيح. على إثر ذلك بادر مصطفى كمال باشا بالقولً أنَّ محل ولادته أصبح خارج حدود تركيا وأنه لم يسكن في منطقة أكثر من خمس سنين لأنه كان يحارب الأعداء، ومن أجل انقاذ الوطن فإنه لم يسكن في أي مكان لمدة خمس سنين وأنه بالرغم من كونه إنساناً كسب حب المواطنين، فإن البعض يريد حرمانه من حق المواطنة متسائلاً من أين حصلوا على تلك الصلاحية . وعلى إثر كلمة مصطفى كمال تم رفض ذلك المقترح.
    في 8 نيسان 1923 جمع مصطفى كمال باشا آرائه وهو يبين برنامجه في تسعة نقاط مبادئ مهيئاً الشكل السياسي. فكان التوجه نحو الجمهورية واضحاً من خلال كلماته الحازمة تلك.
    كان مجلس الأمة التركي الكبير في زمن الحرب قد أنهى وظيفته ولهذا اتخذ قراراً داخل المجلس لحل المجلس واجراء الإنتخابات العامة لانتخاب مجلس ما بعد الحرب. وقبل أن يختتم المجلس أعماله تمكن مصطفى كمال باشا من تمرير تعديل على القانون يقضي باعتبار من يسعى لعودة السلطنة من جديد خائناً للوطن، وكذلك تمكن من إضافة ملحق لقانون الخيانة الوطنية يجعل بالإمكان اعادة تشكيل محاكم الإستقلال في االمستقبل إن اقتضت الضرورة.
    كان مصطفى كمال يأمل في تشكيل كادر قوي في المجلس الجديد يتمكن بواسطته من اعلان الجمهورية من ما عجل في ابتعاد بعض أصدقائه المقربين عنه. فاقترح رؤوف بك وجماعته (ثالث رئيس وزراء خلال حرب التحرير بعد مصطفى كمال وفوزي باشا) على مصطفى كمال أن يبقى فوق الأحزاب وأن لا يتدخل في السياسة وكانوا يهدفون من وراء ذلك الى الحد من تأثيره. والتباعد الذي حصل بين رؤوف بك وعصمة باشا كان بمثابة نتيجة أخرى لما يحصل. فلم يكتفِ رؤوف باشا برفض استقبال عصمة باشا العائد من لوزان بل أنه استقال أيضاً من رئاسة الوزارة.
    وافق المجلس الثاني بعد تشكيله على معاهدة لوزان ولم يبقَ سوى تعيين شكل تركيا. وفي تصريح لمصطفى كمال الى صحيفة نمساوية يوم 22 أيلول 1920 قال فيه أن النظام الذي تم إقراره في 23 نيسان 1920 ما هو إلا نظام جمهوري ولم يبقَ إلا وضع اسمه.
    عقد المجلس الثاني أولى اجتماعاته بتاريخ 11 آب 1923. وفي 13 تشرين الأول/أوكتوبر 1923 تم اعلان أنقرة عاصمة لتركيا. وبدأ آتاتورك اتخاذ الإستعدادات اللازمة لاعلان النظام الجمهوري الذي يستمد سلطته من الشعب. ففي مساء 28 تشرين الأول دعى رفاقه المقربين على مأدبة عشاء في قصر الرئاسة في جانقايا وقال لهم "غداً نعلن الجمهورية"
    بعد أن تباحث آتاتورك مع نوابه يوم 29 تشرين الأول 1923 قدم مشروع قرار الجمهورية الى مجلس الأمة التركي الكبير فأقر المجلس المشروع.
    وهكذا تم اقرار نظام الحكم في تركيا على أنه نظام جمهوري وأصبح اسمها الجمهورية التركية وأصبح آتاتورك أول رئيس جمهورية في الجمهورية التركية. ولقد عمت على إعلان الجمهورية مظاهر الفرح والبهجة في كافة أرجاء البلد.
    وكما قال آتاتورك، فإن السلطة والسيادة في النظام الجمهوري هي للشعب بشكل مطلق. وأن الشعب يزاول سلطته من خلال من ينتخبه من ممثلين له. وفي النظام الجمهوري المواطن له حق الترشيح وحق الإنتخاب. والنواب المنتخبون يصوغون القوانين ويراقبون باسم الشعب عمل المسؤولين. والشعب هو من يختار رؤساءه بالإنتخاب.


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية نادية ياسين
    تاريخ التسجيل
    05/10/2010
    المشاركات
    149
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: 29 تشرين الأول العيد الوطني 87 للجمهورية التركية

    [COLOR="DarkGreen"]اخي العزيز الدكتور هيثم الزهاوي
    هنيئا لتركيا بعيدها الوطني... ويال غرابة الصدف، مع اني مهتمة بتاريخ الدولة العثمانية وتركيا وكل ما خصها من سياسة وحضارة ولغة...فاني اتلقى الدعوة من السفارة الفرنسية للمشاركة بعيد فرنسا الوطني، لا من نظيرتها التركية! ! على اي حال استمتعت كثيرا بقراءة ما قمتم بترجمته... كلنا يعرف ان مصطفى كمال اتاتورك لم يكن مفكرا ، لكنه كان سياسيا وعسكريا بارعا، نشأ في وقت حراك فكري تلاطمت فيه الافكار من مختلف الموارد ولشتى الاتجاهات، وبرع في انتقاء الفكر الملائم لزمانه والتوجه السياسي المناسب له، فكان فعلا من اجدر الذين عبروا عن روح العصر، وتحول الى انموذج تمنته كل الدول المحيطة لبلدانها، وبحثت بين مواطنيها عن شبيه له... من جديد مبارك لتركيا عيدها الوطني ولمزيد من التقدم... د. نادية ياسين
    [/COLOR]


  3. #3
    أستاذ بارز
    مشرف المنتدى التركي
    الصورة الرمزية هيثم الزهاوي
    تاريخ التسجيل
    21/05/2009
    العمر
    72
    المشاركات
    1,162
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: 29 تشرين الأول العيد الوطني 87 للجمهورية التركية


    الأخت الكريمة الدكتورة ناديه: يسعدني أن أسمع منك وأنت أخصائية في التاريخ العثماني والتركي تفهماً لشخصية وأعمال مصطفى كمال آتاتورك والذي قلما أُنصِفَ من قبل العرب. إن مصطفى كمال آتاتورك لم يكتفِ بقيادة فتات الجيش العثماني وينخو أهل الشيم من محبي وطنهم فيخوض بهم واحدة من أكبر ملاحم التحرير في تاريخ البشر ليحرر رقعة من الأرض يؤسس عليها دولة للأتراك بعد أن تسبب السلاطين المتأخرين في تدمير واحدة من أعظم الإمبراطوريات في الدنيا جاعلين منها فريسة سهلة للأعداء يستقطعون أوصالها يميناً وشمالا. ولم يكتفِ بذلك، بل عمل بكل اصرار وعناد متحدياً المستحيل ليضع لبائن دولته الفتية ويضعها على درب الحضارة والمدنية والعلم والتقدم والرقي. ومن سنحت له اليوم زيارة تركيا وقارنها بما كانت عليه بعد سقوط الدولة العثمانية وقارنها كذلك بمحيطها من الدول لأنصف هذا القائد الفذ وتمنى لو كان بلده أيضاً قد حضي بمثله. تحية اكبار لكِ ولكل المؤرخين المحايدين المنصفين.


  4. #4
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    24/10/2010
    المشاركات
    27
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: 29 تشرين الأول العيد الوطني 87 للجمهورية التركية

    حضرة الاستاذ هيثم
    اباركك على هذا الاختصار المفيد لحادثة الجمهورية والتي تلت الامبراطورية ولكن لي بعض الملاحظات :
    1. ان حركة مصطفى كمال آتاتورك بدأت كحركة تحررية وليس من اجل تشكيل الجمهورية واحلالها بدلا من الخلافة العثمانية
    2. ان معاهدة لوزان المشوؤمة على الدولة التركية قد اهدرت كثير من الاراضي التركية وابقتها خارج الحدود التركية الحالية وكان ممثل الاتراك في تلك المعاهدات شخصية قلقة انهزامية وله ارتباطات مشبوهة وقد ظهر على حقيقته بعد وفاة مؤسس الجمهورية التركية بجلاء
    3. ان في كتابتك تجني واضح على السلاطين العثمانين فالسلاطين العثمانيين لم يكونوا السبب في دخول الدولة العثمانية للحرب العالمية الاولى بل بالعكس ان الحركة التي ينتمي اليها مصطفى كمال اتاتورك وهي حركة الاتحاد والترقي قد اجبرت بواسطة زعماءها وهم في ذهنهم توسيع نطاق الدولة العثمانية ولا اتهمهم في نياتهم ، رجالات الحركة وان كانوا متحمسين وئائرين الا انهم كانوا العوبة بيد القوة الالمانية الناهضة والمصرة على دخول تركيا للحرب العالمية .
    4. ان السلاطين العثمانين منهم من مات كمدا لخسارة جيشه في معركة ومنهم من قتل في ارض المعركة فهلا نعطي حقهم
    هذه ملاحظات بسيطة وسريعة اردت المشاركة وارجو ان تقبلها مني برحابة صدر
    مع تقديري وشكري لجهودكم المتواصل
    اخوكم
    نظام عزالدين محمد علي


  5. #5
    أستاذ بارز
    مشرف المنتدى التركي
    الصورة الرمزية هيثم الزهاوي
    تاريخ التسجيل
    21/05/2009
    العمر
    72
    المشاركات
    1,162
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: 29 تشرين الأول العيد الوطني 87 للجمهورية التركية


    أخي العزيز نظام عزالدين:
    أولا: أحب أن أشكرك على كلمات الإطراء التي تفضلت بها. وثانياً إني وجدت هذه المقالة باللغة التركية فقمت بترجمتها ووضعها في المنتدى لما وجدت فيها من تقارب لما أعرفه وأؤمن به. وقد أكون مترجماً، ولكني بالتأكيد لست مؤرخاً وليت أساتذتنا في التاريخ يسعفوننا ويجيبونك على ما تفضلت به. أما إن كنت تسألني عن رأيي الخاص بنصفي التركي وبقدر معرفتي التي أستمدها من الوسط الإعلامي فأقول:
    1- نعم، أشاركك الرأي أن حركة مصطفى كمال بدأت كحركة تحرير شعبية بعد أن سقطت الدولة العثمانية باحتلال الحلفاء الغالبية من أراضيها وفرض شروط الإستسلام عليها. ولعلك تعرف حقيقة الوضع العسكري لقوات الحلفاء بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وتعرف أن القوات البريطانية كانت ترابط في العاصمة اسطنبول بينما احتل الفرنسيون المناطق الجنوب شرقية واليونانيون سيطروا على الثلث الغربي من تركيا اليوم. فكان الهم الأكبر لمصطفى كمال تحرير مايمكن تحريره. ولكن يبدو أن مصطفى كمال كان مؤمناً بالنظام الجمهوري منذ أن كان ضابطاً صغيراً كما صرح به في أرض الروم.
    2-أما لوزان فهي أكبر من أن أتجرأ وأكتب رأياً بخصوصها. ولكني من خلال متابعاتي أقول أن المباحثات التي جرت في لوزان كانت من الصعوبة بحيث أنها وصلت عدة مرات الى طريق مسدود كادت أن تتوقف عنده. وجرت مساومات كثيرة بين ممثلي دول منتصرة عظمى وبين ممثل دويلة ولا أقول دولة منهكة ضعيفة هي ما تبقى من الدولة العالية العثمانية. وكان ملخص الحوار على شكل " تقبل بهذا .. تقبل فإن لا تقبل فالى الحرب". وبالعكس من ما تفضلت به، فإن معلوماتي تقول أن عصمة إنونو كان ذو حنكة سياسية فريدة وأبدى مهارة فائقة في المفاوضات التي جرت في لوزان. وأود أن أسألك عن تلك الأراضي التركية التي تقول أنها أهدرت وأبقيت خارج حدود الدولة التركية؟ هل كانت القوات التركية مسيطرة على أرض ثم تم التخلي عنها بموجب معاهدة لوزان؟ هل كانت القوات التركية مرابطة في جزر بحر أيجة مثلاً ثم تم إهداء تلك الجزر الى اليونان؟ أم كانت القوات هذه لازالت متواجدة في الشام وبغداد وانسحبت عنهما طوعاً بعد التوقيع على المعاهدة؟ ليتك تنيرني أخي فأنا لا أعرف هذا الموضوع جيداً.
    3- أوافقك الرأي من جديد أن السلطان لم يكن صاحب القرار في دخول الدولة العالية العثمانية الحرب العالمية الأولى. وأنا في ردي على الدكتورة ناديه لم أتجنى على السلاطين جميعهم بل قلت السلاطين المتأخرين وأنزه السلطان عبدالحميد من بينهم والذي أكن له كل الإعجاب والتقدير. مرت على الدولة العثمانية عدة مراحل من فتوحات وتوسع ثم تردي وانكماش. ومرت فيها بمرحلة سميت بعصر اللالة. واللالة(التوليب) هي زهرة بصلية كأسية عشقها سلاطين تلك الفترة فكانت تزين حدائق قصورهم مثلما كانت الوحي لكل الزخارف والنقوش من حولهم. في هذا العصر انغمس السلاطين باللهو والملذات تاركين أمور الدولة والشعب. فتدهور الوضع في الدولة المترامية الأطراف وبدأت بالتراجع والإضمحلال شيئا فشيء، وأصاب الصدأ كافة مفاصل الدولة وأصبحت الديون العمومية للدولة تفوق وارداتها. وأعتقد أن قرار الإتحاد والترقي (الذي اختلف مصطفى كمال مع قادته واستقال منه) دخول الحرب ما هو إلا مقامرة الغرض منها محاولة أحياء الدولة وبعث الحياة فيها من جديد.
    4- بالطبع كان هناك سلاطين عثمانيون عظماء دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه. وليس الأتراك فقط من يفتخر بهم اليوم، بل جميع المسلمين على وجه الأرض يفتخرون بهم وبفترة حكمهم.
    أشكرك أخي العزيز نظام عزالدين على هذه المداخلة القيمة متمنياً الفائدة للجميع من هذا الحوار البناء. تحيتي وودي.

    التعديل الأخير تم بواسطة هيثم الزهاوي ; 02/11/2010 الساعة 11:34 AM

  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية آمنة أورباي
    تاريخ التسجيل
    05/01/2010
    المشاركات
    168
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: 29 تشرين الأول العيد الوطني 87 للجمهورية التركية

    رغم أنّ كتب التاريخ الدراسية التّي كانت مقرّرة أثناء تعليمنا الثانوي لم ترسم آتاتورك على أنّه عدو الإسلام الأوّل، فلقد كان بعض الأساتذة رحمهم اللّه يتعمّدون تقديمه على أنّه الذئب الماكر الذي أخذل الأمّة، و جحد الإسلام ، و أجبر شعبه على الكفر و الفسوق... سامحهم اللّه فلقد كانوا يطبّقون مخطّطات القوى الإمبريالية التّي كانت تخشى أن تتأثر الشعوب العربية بشخصية مثل شخصية أتاتوركـ، فيحققون الإنجازات و الانتصارات التّي حقّقها هو في بلده تركيا، و يقطعون الأغلال التّي غلوا بها شعوبنا العربية بحكوماتها و ثرواتها، النفطية و الفلاحية و البشرية ...و مازال البعض إلى حدّ الآن يتكلّم و كأنه بوق من أبواق هذه القوى التّي تتميّز بعدائها الشديد و الدفين للإسلام بصفة عامة و للعروبة بصفّة خاصة... شكرا لك سيدي هيثم المبّجل على كفاحك الدائم من أجل تنوير العقول...

    Benim için dünyada en büyük mevki ve mükâfat, milletin bir ferdi olarak yaşamaktır. Eğer Cenab-ı Hak beni bunda muvaffak etmiş ise, şükrederim. Bugün olduğu gibi omrümün nihayetine kadar milletin hizmetinde olmakla iftihar edeceğim
    أن أعيش كفرد من أفراد الأمّة هو أكبر منصب وأعظم مكافأة في الدنيا بالنسبة لي. وإذا كان قد وفقني اللّه تعالى لذلك, فأنا من الشاكرين. وأنا أفتخر أن أكون في خدمة هذه الأمّة, كما هو الحال الآن و حتى نهاية عمري.
    Mustafa Kemal Atatürk

  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية نادية ياسين
    تاريخ التسجيل
    05/10/2010
    المشاركات
    149
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: 29 تشرين الأول العيد الوطني 87 للجمهورية التركية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمنة أورباي مشاهدة المشاركة
    رغم أنّ كتب التاريخ الدراسية التّي كانت مقرّرة أثناء تعليمنا الثانوي لم ترسم آتاتورك على أنّه عدو الإسلام الأوّل، فلقد كان بعض الأساتذة رحمهم اللّه يتعمّدون تقديمه على أنّه الذئب الماكر الذي أخذل الأمّة، و جحد الإسلام ، و أجبر شعبه على الكفر و الفسوق... سامحهم اللّه فلقد كانوا يطبّقون مخطّطات القوى الإمبريالية التّي كانت تخشى أن تتأثر الشعوب العربية بشخصية مثل شخصية أتاتوركـ، فيحققون الإنجازات و الانتصارات التّي حقّقها هو في بلده تركيا، و يقطعون الأغلال التّي غلوا بها شعوبنا العربية بحكوماتها و ثرواتها، النفطية و الفلاحية و البشرية ...و مازال البعض إلى حدّ الآن يتكلّم و كأنه بوق من أبواق هذه القوى التّي تتميّز بعدائها الشديد و الدفين للإسلام بصفة عامة و للعروبة بصفّة خاصة... شكرا لك سيدي هيثم المبّجل على كفاحك الدائم من أجل تنوير العقول...
    العزيزة امنة هلا رحمت اساتذتك رحمهم الله، معظم من هاجم اتاتورك من المسلمين والعرب كانوا مدفوعين بمشاعر دينية او قومية بالدرجة الاساس، اختلافنا معهم لا يمكن ابدا ان يكون مبررا لوصفهم (ببوق من ابواق القوى الامبريالية)... واسمحي لي ان ارفع من خلالك الدعوة لحوار هادئ بعيدا عن التهجم وكيل الاتهامات...مع عظيم احترامي وودي


  8. #8
    Banned
    تاريخ التسجيل
    18/08/2009
    العمر
    76
    المشاركات
    2,568
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: 29 تشرين الأول العيد الوطني 87 للجمهورية التركية

    ماذ نكافيء نحن العرب والمسلمين الدولة التركية المسلمة في عيدها الوطني

    بعد ان تغاضت هذة الدول عند انسلاخ الجزء المسلم عن دولة لاتمت لنا بصلة بعد ظلمهم لاخوتهم بالوطن

    هل ستعترف هذة الدول بالجزء المنسلخ تكريما واكراما لدولة مسلمة كبيرة على ما فعلتة للامة العربية في الايام الاخيرة

    ام ستلعب على الحبلين وتتغاضى اكراما للصهيونية والغرب المسيحي الذي ما انفك عن ذبح المسلمين من مشرقة الى مغربة

    عذرا قادة الامة التركية

    على سمو اخلاقكم

    وعفافكم ايها المسلمين الاتراك

    قدمتم اخر ملحمة بطولية دماء ابنائكم على اسوار غزة هاشم

    اف الف مبروك في عيدكم الوطني الــ 87


  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية الاء دويلي
    تاريخ التسجيل
    31/12/2009
    المشاركات
    32
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: 29 تشرين الأول العيد الوطني 87 للجمهورية التركية

    أتقدم بالشكر الجزيل الى الدكتور هيثم على طرح تلك المعلومات القيمة وارغب باضافة شيء بسيط اتمنى ان يتسع صدركم له:
    في البدء إن شخصية مصطفى كمال آتاتورك من الشخصيات الوطنية الفريدة في التاريخ، تلك الشخصية التي قادت شعبها الى طريق الخلاص. ولولا مصطفى كمال لما كانت هناك مايطلق عليه بالجمهورية التركية. إذ قاد ذلك الشخص مع نخبة من القادة الاتراك حرب تحرير وطنية قاتلوا فيها على ثلاث جبهات كانت الشمالية الشرقية ضد القوات الأرمنية التي كانت تسعى للانفصال عن تركيا وانتهت بعقد معاهدة الكسندربول في 2 كانون الأول 1920. والجبهة الجنوبية ضد القوات الفرنسية التي أُرغِمَت على عقد معاهدة أنقرة في 2 تشرين الاول 1921 . أما الجبهة الغربية فقد كانت ضد قوات الاحتلال اليوناني التي هُزمت في عدة معارك كان آخرها الهجوم الشامل الذي شنه مصطفى كمال باشا في 26 آب 1922 وتمكن خلال اسبوعين من دخول إزمير وتحريرها من ذلك الاحتلال. ثم تقدم مصطفى كمال بقيادة الجيش التركي نحو استانبول لتحريرها . ولم تمتلك قوات الحلفاء المتواجدة هناك الا ان تعقد الهدنة في مودانيا في 11 تشرين الاول 1922. وبعد كل تلك الانتصارات لم يكن بيد قوات الاحتلال الا أن تلتقي بالوطنيين الاتراك في مؤتمر اتفقوا على أن يعقد في لوزان ......... ان أيَّ وطنٍ يتعرض الى مثل تلك الظروف القاسية يتمنى لو أن تنبثق منه شخصية مثل شخصية مصطفى كمال اتاتورك. وما احوج وطني العراق لمثل هذه الشخصية.
    وأرجو هنا ان يستمحني عذراً الاستاذ نظام عزالدين محمد على وان يتسع صدره لطرح بعض الملاحظات البسيطة، فقد وجدت ان هناك بعض التجني على معاهدة لوزان التي عقدها الاتراك مع قوات الحلفاء في 24 تموز 1923 ووصفها بالمعاهدة المشؤومة وعلى الشخص الذي قاد مفاوضات الاتراك في تلك المعاهدة فأقول:
    1-إن تلك المعاهدة هي التي رسمت حدود مايعرف بتركيا الحالية وأرفق طيا خريطة توضح ماتبقى من أراضي الدولة العثمانية المترامية الاطراف بعد الحرب العالمية الاولى(1914-1918). وكيف قسمتها قوات الحلفاء فيما بينها، ولولا المعاهدة التي انبثقت عن ذلك المؤتمر الذي عقد على مرحلتين الاولى : ( 20 تشرين الثاني 1922- 4 شباط 1923) والثانية: ( 23 نيسان – 23 تموز 1923) والشخص الذي قاد تلك المفاوضات، لِما رسمت حدود تركيا التي نعرفها الان.
    2-إن مصطفى عصمت باشا المعروف بـ(عصمت اينونو)، كان عسكرياً ودبلوماسياً محنكاً، فبعد أن أثبت شجاعته ودرايتِهِ في قيادة الجيش التركي ضد الجيش اليوناني في معركة اينونو الاولى ( 6-10 كانون الثاني 1921 )، والثانية ( 23-31 آذار 1921 ) واستمد لقبه من هذه الانتصارات، ماطل اعداءه طول فترة عقد مؤتمر لوزان بصفته وزيراً للخارجية لكي يحصل على أفضل النتائج حتى أنَّ اللورد كرزن وزير الخارجية البريطاني (1919-1924) وصفة بـ "المنافس الشرس". وهذا هو الشخص نفسه الذي أنقذ تركيا من ويلات الحرب العالمية الثانية (1939-1945) وكان آنذاك رئيساً للجمهورية (1938- 1950) فقد كانت بريطانيا وحلفائها تسعى الى أنضمام تركيا الى جانبها هو ذات السعي الذي بذلته المانيا وحلفائها في تلك الحرب وأن أي قراءةٍ بسيطة لدبلوماسية عصمت اينونو في مماطلة الطرفين المتنازعين في تلك الحرب ستشيد بتلك الدبلوماسية، وهي ذات الدبلوماسية التي اتبعها في لوزان، إذ أعلن سياسة ظاهرها الحياد وباطنها المراوغة لكسب الوقت الى ان تتضح الرؤية في تلك الحرب التي لم يدخلها إلا في 23 شباط 1945 ولم يقدم اي تنازلات تذكر وحقق مكاسب جمة للسياسة الخارجية التركية من وراء ذلك والحديث يطول بهذا الشأن. وبذلك من رأيي المتواضع ان من الظلم ان نطلق على مثل تلك الشخصية صفات كالقلق والانهزامية واتمنى ان نطلق آراءنا على أُسسٍ علميةٍ متينةٍ وأن نكون منصفين ونحن نكتب التاريخ . مع فائق تقديري واحترامي .
    الدكتورة آلاء دويلي


  10. #10
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    24/10/2010
    المشاركات
    27
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: 29 تشرين الأول العيد الوطني 87 للجمهورية التركية

    اخي الاستاذ هيثم
    الاخوة والاخوات الافاضل
    يسعدني جدا الحوار الهادئ البناء ونحن هنا نكتب ما تسعفنا به خواطرنا وما ترد الى قلوبنا دون ان تكون الكلمات التي تصدر عنا استخفافا لفكر احد ولا تحقيرا لاخواننا ولاخواتنا التي نشترك معهم بمشتركاث كثيرة ونأتي الى موضوعنا :
    1. انا اقول ان مصطفى كمال اتاتورك كان يستطيع ان يقاوم التهديدات والتطميعات بدلا من لغو الخلافة ، ان اليابان أيضا تعرضت لهزيمة ساحقة ومبيدة لمئات الالاف من أرواح شعبها وداست القوات الامريكية باحذيتهم الاراضي اليابانية وأهينت النفس السامورائية اليابانية ولكن تلك النفس اليابانية العاصية والمتمثلة بالقوات اليابانية الكبيرة والجيش الذي كان يحارب وبقساوة في عدة جبهات لم تمتد يده للغو النظام الامبراطوري ولم يتجرأ لطرد الامبراطور المقدس لديهم ولم يعطي لنفس الحق بتشريد عائلة الامبراطور وبعثرتهم في ارجاء الارض ولم يخطر ببالهم ابدا ان يجردوا الامبراطور وعائلته بما فيهم النساء والاطفال من التبعية اليابانية .......
    ولكن يا اخي الاستاذ هيثم فقد حصلت كل هذه الوقائع الاليمة والحزينة في بلد الخلافة الاسلامية ، وكما يقول الاستاذ احمد اق كوندوز في كتابه المهم " الدولة العثمانية المجهولة " : ان مصطفى كمال باشا كان من المؤيدين باخراج ولاة عهد الخليفة فقط دون اخراج الخليفة الى خارج تركيا الا ان عصمت اينونو كان له موقف متصلب من المسألة وكان يصر على اخراج كامل العائلة بما فيهم الخليفة وتجريدهم من كل ممتلكاتهم وجنسياتهم التركية وابعدوا الى فرنسا وقد مات الخليفة عبد المجيد سنة 1944 في بيت مأجور وبقيت جثته تنتظر ان تدفن في تركيا ولمدة عشر سنوات ولكن الحكومة التي كانت تحكم انذاك وهي برئاسة عصمت اينونو لم تقبل بطلب العائلة فدفن السلطان عبد المجيد رحمه الله في المدينة المنورة " انظر كتاب bilinmiyen osmanlı s: 303
    طبعة وقف اوصاف استانبول 1999 "

    برأي ان لغو الخلافة الاسلامية العثمانية في رأي ذنب كبير من الناحية التاريخية والدينية نعم هنالك بعض اساتذتنا حينما سألناهم عن سبب لغو الخلافة من قبل اتا تورك وامكانية الحفاظ على الخلافة دون لغوها قالوا : بان اتاتورك كان يعتبر بقاء الدولة التركية اهم من الخلافة العثمانية وهذا نابع من النظرة التركية وتقديسها لبقاء الدولة مهما كانت الظروف ..
    اما ان اتاتورك شخصية مهمة وتاريخية وقائد فذ وشعبي فهذا ما لاغبار عليه ولا نستطيع ان ننفي عنه هذه الصفات وقد مات الرجل دون ان يترك من وراءه ورثة يتقاتلون على الميراث ،
    2. بالنسبة لشخصية عصمت اينونو ما لها وما عليها فسيكون موضوع رسالتي التالية اليكم قريبا
    علما انني ايضا لست مختصا بالتاريخ التركي الحديث وانما دراساتي وترجماتي ومتابعتي تخص التاريخ التركي القديم ولي ايضا بعض الاهتمامات حول العلاقات العثمانية الايرانية في عهد الصفويين والافشاريين وتقبلوا تحياتي واحترامي لكم
    نظام عزالدين محمد علي


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •