كاتب إسرائيلي: هكذا يمول أوباما الإرهاب اليهودي
ترجمة: صالح النعامي
في الوقت الذي يدعي فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما معارضته وتحفظه على مواصلة إسرائيل الإستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة، فإنه تبين إن الولايات المتحدة لا تساعد على مواصلة الإستيطان وتعاظم مشروعه، بل إنها تقدم الدعم للتنظيمات اليمينية المتطرفة التي تتولى الإشراف على المشاريع الاستيطانية، وتسمح بتمويل المؤسسات التعليمية الدينية التي يدعو الحاخامات المشرفون عليها بشكل صريح إلى قتل الأطفال الفلسطينيين الرضع. الكاتب والمعلق الإسرائيلي عكيفا إلدار كتب مقالاً في صحيفة " هارتس " أوضح بالأرقام مدى مساهمة الولايات المتحدة في تمويل أنشطة التنظيمات الإرهابية اليهودية التي تدعو إلى قتل الفلسطينيين، وهذه ترجمة المقال:
لا يوجد سبب للاندهاش من صمت إدارة أوباما إزاء خطة نتنياهو لضم عدد كبير من المستوطنات لخارطة مناطق الأفضلية الوطنية التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية مؤخراً والتي تعني إضافة موازنات كبيرة لهذه المستوطنات، فالإدارة لم تسارع لاعتبار هذا القرار خرق لاعلان نتنياهو القاضي بتجميد الاستيطان لمدة عشرة أشهر. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يستطيع الرئيس أوباما الاعتراض على النظام التعليمي المعمول به في مستوطنات مثل: يتسهار القريبة من نابلس، والتي تتواجد فيها مدرسة " يوسف حي " الدينية التي " أفتى " مديرها الحاخام إسحاق شابيرا بقتل الأطفال الفلسطينيين الرضع " بسبب خطرهم المستقبلي، حيث أن هؤلاء الأطفال سيتحولون إلى شرار مثل آبائهم في حال كبروا في العمر ".
لقد كشف النقاب في السابع عشر من نوفمبر الماضي أنه في عامي 2006 و2007 قامت شعبة المؤسسات التوراتية في وزارة التعليم بتحويل أكثر من مليون شيكل ( 300 ألف دولار ) لهذه المدرسة تحديداً، في حين قامت وزارة الشؤون الاجتماعية بتحويل مبلغ 150 ألف شيكل. لكن التقرير الذي قدمته المدرسة لمسجل الجمعيات يدلل على أن الجمهور الأمريكي يشارك في تعاظم هذه المدرسة. ويدلل التقرير على أنه خلال عامي 2007 و2008 قدم صندوق أمريكي حوالي 103000 ألف شيكل لهذه المدرسة. وحسب المحقق الأمريكي فيليف فايس فإن هذه السلطات الأمريكية أعفت الصندوق من دفع ضرائب على اعتبار أنه يقدم مساعداته لجمعية خيرية. وقد قام هذه الصندوق خلال عام 2006 فقط بتحويل مبلغ 8 مليون دولار لمؤسسات ومنظمات دينية ولإقامة كنس ومدارس دينية ولمتطلبات أمنية عاجلة في إسرائيل، مع العلم أن مقر هذا الصندوق في " منهاتن " في الولايات المتحدة. والمفارقة أن الذي يدير هذا الصندوق هو جاي ماركوس وهو مستوطن يقطن في مستوطنة " أوفرات " القريبة من بيت لحم، بين ترأس أمه هداس مجلس إدارة الصندوق، في حين يحتل والده آرثور منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، وكلاهما يقطنان في نيويورك. وقد كشف ديفيد إيغنشيوس صاحب أحد الأعمدة " واشنطن بوست " مؤخراً أنه حسب كشوف مصلحة الضرائب الأمريكية فقد قامت جمعيات وصناديق تعمل في الولايات المتحدة خلال الفترة الممتدة بين عامي 2004 و2007 بتحويل 33.4 مليون دولار لمؤسسات في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، ويتم اعفاء الذين يشاركون في تحويل هذه الأموال من دفع الضرائب.
كيف تسمح إدارة أوباما بدعم مستوطنة يتسهار التي يتباهى أحد حاخاماتها بعدم قدرة مراقبي البناء الحكوميين لهذه المستوطنة، قائلاً " لم يجرؤ مراقبو الادارة على دخول يتسهار منذ الحكم بالتجميد. ان التجربة والدفء في يتسهار يجعلان كل دخول لجهات معادية في المستوطنة محتاجا الى قوات كبيرة، وينتهي الى ضرر كبير بالمعدات العسكرية والشرطية، وضرر أكبر بمعدات العرب واجسامهم، والى منطقة مشتعلة من كل اتجاه مدة عدة ايام".
وعندما يقوم البيت الأبيض بشجب عملية حرق المسجد في قريبة " ياسوف " القريبة من نابلس، فإنه يتوجب على أحد الصحافيين أن يسأل الناطق باسم البيض الأبيض لماذا يتم السماح لمواطنين أمريكيين بالتبرع للمدرسة التي تدعو لقتل الرضع الفلسطينيين. لقد قامت بعض منظمات حقوق الإنسان ونشطاء سلام يهود بجمع معلومات حول أنشطة الصناديق التي تجمع التبرعات وتحولها للمستوطنات والمنظمات اليمينية المتطرفة في إسرائيل وهي تتساءل لماذا لا تتحرك الإدارة الأمريكية لإغلاق هذه المؤسسات في حين تقوم الإدارة بإغلاق المؤسسات التي تتهم بتقديم الدعم لحركة حماس.
وكيف يستقيم أن تندد الإدارة الأمريكية بالإستيطان في القدس ومشاريع التهويد في الوقت الذي تعفي فيه المواطنين والمؤسسات الأمريكية التي تقدم الدعم المالي للجمعيات اليهودية التي تشرف بشكل أساسي على عمليات الإستيطان والتهويد في القدس مثل جمعية " عطيرات كوهنيم " و " إليعاد "، اللتان تسعيان بشكل خاص إلى السماح بتسلل أنصار اليمين المتطرف للإقامة في قلب الأحياء الفلسطينية من القدس.
رابط المقال:
http://www.haaretz.co.il/hasite/spages/1135097.html