Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
أضواء على العلاج النفسي

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: أضواء على العلاج النفسي

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية تميم فخري الدباغ
    تاريخ التسجيل
    02/10/2006
    العمر
    60
    المشاركات
    214
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي أضواء على العلاج النفسي

    السلوك الإنساني
    الحقيقة والخيال !
    من منشورات الدكتور فخري الدباغ رحمة الله عليه في مجلة العربي الكويتي

    الفصل الرابع / العلم وتطْبيقاته الإنسَـانيّة :
    أضوَاء عَـلى العلاج النفسِي

    قال المفكر (ترودو) إن العلاج النفسي يشفي المريض (أحيانا) ، ويخفف عنه (غالبا) ، ويريحه (دوما) . وهو تعريف موجز وبليغ وشامل لحقيقة ما يجرى في العلاج النفسي في عصرنا هذا .
    وإذا كان علم النفس المرضي والأمراض العقلية علما حديثا قصير التاريخ ، فإن الطب النفساني ممارسة بشرية عريقة جدا ترمي إلى التخفيف عن الآلام ومعاناة الإنسان من جراء شتى الظروف القاسية والملابسات المؤلمة ، وكان الطبيب البارع في العصور الغابرة يمارس شتى فروع الاختصاصات الطبية المعاصرة من جراحة وطب باطني ومن بينها العلاج بالطرق النفسانية أيضا . والقصص الطريفة التي تروى عن أبن سينا والرازي وغيرهما ، وعن أفانينهم النفسية لشفاء بعض الأمراض النفسية ، ما تزال تصلح أمثلة مفيدة للطب النفساني الحديث ، وما نود أن نؤكد عليه هو أن محاولة الإنسان للتخفيف والترويح عن الأزمات النفسية لأخيه الإنسان ، ما هي بالحقيقة إلا (معالجات نفسية) بالمفهوم الحديث . ونصائح الأصدقاء ومواساة الأقارب والإيحاءات وتشجيعات رجال الدين وعقلاء الجماعة ، هي أمثلة قديمة وحديثة ومبسطة للعلاج النفسي .
    ولم يصبح العلاج النفسي فنا خاصا مستقلا بذاته تمارسه جماعة من الأطباء والمتخصصين إلا في أواخر القرن التاسع عشر ، وذلك عندما برز علم النفس وانسلخ عن أمه (الفلسفة) دون رضاها ليشق له طريقا آخر مستهديا بالعلوم الطبيعية الأخرى ومبتكرا لنفسه الأبحاث والنظريات .
    لا علاج بغيـر نظريـة :
    وطبيعي أن العلاج – أي علاج – يجب أن يستند على طبيعة الأسباب ، والعلاج النفسي القديم يختلف عن العلاج الحديث في نظرته إلى مسببات الاضطراب النفسي وإلى كيفية الإزالة أو تعطيل تلك المسببات ، لذلك نجد البون الشاسع بين العلاج النفسي الحديث والعلاج البدائي القديم ، كان الإنساني البدائي يعتقد أن المرض النفسي ينتج عن (حلول) أرواح شريرة فيه ، أو عن إصابة بمفعول (لعنة) سلطها عليه أعداؤه أو أحد أفراد القبيلة المجاورة لقبيلته ، واقتضى (المنطق) حينذاك أن يكون العلاج (بطرد) الروح الشريرة وإبطال اللعنة السحرية ، ويتولى كاهن الجماعة أو الطبيب الساحر أو (الشامان) تلك المهمة ، ويلجأ إلى استخدام الوسائل البدائية العديدة لشفاء المريض ، كتقديم القرابين والرقص الشعائري واحتساء العقاقير ومنقوع الأعشاب الطبية الغريبة ، وما تزال آثار تلك الوسائل الخرافية موجودة إلى يومنا هذا في مجتمعات بدائية متفرقة من المعمورة ، وكذلك بين الطبقات الجاهلة من المجتمعات والدول النامية .
    ويطول المقال لو تتبعنا كل وسيلة علاجية نفسية قديمة وأسسها الفلسفية والنظرية ، ولكننا نستنتج بأن العلاج النفسي يستند ويرتكز على أرضية من نظرية أو فكرة تفسر الطبيعة والسبب للمرض النفسي . والنظرية الخرافية تتبع علاجا خرافيا ، والنظرية الروحية تتبع علاجا روحيا .. وهكذا ، إلى أن نكون قد وصلنا إلى دور مدارس علم النفس المعاصرة .
    ويحق للمفكر والمثقف أن يستغرب من اصطلاح (مدارس) علم النفس ، إذ سيدرك فورا أن وجود المدارس يعني بطبيعة الحال اختلافا في تفسير المرض النفسي وأسبابه ، وهذا ما يجب أن نعترف به شئنا أو أبينا . فالمرض النفسي لا يزال معضلة فكرية وعلمية وفلسفية قيد البحث والتنقيب والجدل . إلا أن شيئا واحدا يتفق عليه الجميع ، هو أن المرض النفسي يختلف كثيرا عن المرض العضوي ، وأنه يمتاز (بالقلق الدائم أو الاضطراب الفكري ، والشعور بعدم الاستقرار أو الأمان ، وبسلوك لا يرضي الذات أو لا يرضي غيرها ، وأنه نتيجة أزمات وعقبات داخلية أو تجارب وأساليب غير موفقة في مواجهة الحياة أو الأشخاص أو الجماعات) . ولا شك أن الطفولة التعيسة والتربية الخاطئة في الحياة العامة والتوجيه الجنسي والفكري والعاطفي والعادات السيئة الأولية تحتل الجانب الكبير في التمهيد للوقوع في المشاكل والأزمات وعواصف المستقبل النفسية .
    وتركز كل مدرسة نفسية على ناحية أو بضعة نواح من هذه المؤثرات وتهمل الأخرى ، أي أن لكل مدرسة نظرية خاصة في العقل والحياة والسلوك ، وعلاجها النفسي مستمد من تلك النظرة ، وسنتين الفوارق والخصائص لتلك المدارس من خلال استعراضنا لخطط علاجاتها النفسية .
    طبيعة العلاج النفسي الحديث :
    بتطور العلوم الإنسانية والحياتية ، أنتبه الإنسان إلى أن المرض النفسي يجب أن يكون موضع البحث والنهج العلمي ، وأن نتفقد مسبباتـه في الفرد أو الجماعـة أو المحيط – كما بينا – وأنه يجب أن يعالج أيضا باسلوب علمي وأخلاقي وإنساني يخلو من الدجل والخرافة ويرفض العنف والقسوة ، وهذه هي مزايا العلاجات النفسية الحديثة .
    والخاصة المهمة الأخرى للعلاج النفسي هي استخدامه الكلمات والأفعال والاتصال الروحي أو العاطفي الإنساني في تحقيق عملية الشفاء دون اللجوء إلى الأدوية والعقاقير أو إلى الأدوات التكنولوجية والطبية الأخرى التي يعتمد عليها الطب الجسماني المعروف .
    وقد كان مفهوم العلاج النفسي في الحضارات العريقة أنه : كل وسيلة نفسانية لعلاج الأمراض سواء كانت عضوية أم نفسية ، كما يتجلى ذلك في تعاليم أيبوقراط وفي علاجات مشاهير الأطباء العرب . ثم أصبح مفهوم العلاج النفسي مقتصرا على علاج الأمراض النفسية بالوسائل النفسية فقط . وأخيرا ، ومنذ الخمسينيات من هذا القرن استرجع العلاج النفسي شيئا من مفهومه القديم – أي علاج شتى الأمراض بالوسائل النفسية – ولا يعني هذا أنه يمكن معالجة السرطان أو التدرن الرئوي مثلا بالتحليل النفسي ! لكنه يعني أن النظرة الحديثة لعلم النفس تعتبر الإنسان وحدة كاملة من نفس وجسم ، وأن كل اضطراب نفسي ناشئ عن أسباب نفسية خالصة أو عضوية يمكن أن يعالج نفسيا . فالمصاب بالتدرن أو السرطان قد يعاني بالإضافة إلى آفته العضوية من الغم والقلق أو الميل إلى الانتحار نتيجة إدراكه لحالته الخطيرة ، وعندئذ يلعب العلاج النفسي دوره بالطبع بالإضافة إلى العلاج العضوي الخاص .
    إلا أن النسبة العظمى من العلاجات النفسية الحديثة تقتصر على مكافحة الأمراض النفسية ، كما أن العلاج النفسي يقوم بدور خطير أيضا في معالجة الأمراض النفسانية الجسمانية (السايكوسوماتية) كالربو والقرحة المعدية والضعف الجنسي وبعض الأمراض الجلدية ، الخ . ومن كل ما تقدم ، يمكننا تعريف العلاج النفسي بأنه : (كل مجهود فردي أو جماعي يرمي إلى تخفيف الآلام والمعاناة واضطرابات النفس التي تنتاب الحالة العقلية والعاطفية للإنسان وتؤثر في سلوكه ، بالوسائل النفسية فقط) . ومن التعريف هذا ندرك أن هناك نوعين من العلاجات النفسية :
    1- العلاج النفسي الفردي والذي يجرى بين المعالج الواحد والمريض الواحد .
    2- والعلاج الجماعي وهو الذي يجري بين مجموعة من المرضى ومعالج واحد أو أكثر .

    التحليل النفسي والعلاج النفسي :
    من الضروري إيضاح الغموض ورفع الالتباس الدارج وهو اعتبار العلاج النفسي مرادفا للتحليل النفسي ، وهذا غير صحيح . فمنذ أن حل الانشقاق الكبير بين فرويد ويونج وأدلر الذين كانوا يعملون كفريق متميز عن بقية اتجاهات علم النفس ، تبعت ذلك مرحلة جديدة أخرى بظهور تلامذة علماء طوروا النظرية الفرويدية – بالتنقيب والتشذيب والإضافة – وهم الذين أطلق عليهم جماعة (الفرويديون الجدد) . كما دخلت العلوم الاجتماعية والإنسانية الأخرى في ميدان علم النفس ، وظهر علم النفس الاجتماعي وعلم النفس الانثروبولوجي ، وتطورت السلوكية التقليدية لواتسون تطورا جذريا ، وأصبحت العلاجات النفسية بطبيعة الحال عديدة ومتباينة ، وبقيت الطريقة الوحيدة للتحليل النفسي الكلاسيكي أو الفرويدي كما هي ودعيت بالعلاج النفسي للأعماق والتحليل النفسي فقط ، ودعيت الطرق الأخرى للتحليل النفسي التي لا تتناول أعماق الذات ولا تتوغل إلى مدى بعيد من الماضي السحيق بالتحليل النفسي السطحي ، هذا بالإضافة إلى عدة وسائل أخرى سنعددها باختصار ووضوح ، وعليه فالتحليل النفسي إذن واحد من مجموعة كبيرة لوسائل العلاج .
    أنواع العلاجات النفسية :
    1- التحليل النفسي (الفرويدي) ، وهي الطريقة الشاقة الطويلة التي ابتكرها فرويد ، والتي تستغرق أشهرا طويلة وتتجاوز السنة إلى ثلاث السنوات ، المريض يستلقي على أريكة في غرفة العلاج ويترك العنان لأفكاره .. ويجول في ماضيه وحاضره .. ويحكي أحلامه الليلية ، أما المحلل فيمهد له الطريق بتوجيه وتعليق مبطن وتفسير غير مباشر ، إلى أن يكتشف المريض تدريجيا القوى الخفية المكبوتة في عقله الباطن ويطلع على أسرار غرائزه الجامحة وميوله الغامضة وأسباب اتخاذه السلوك المعين ، ويعتقد الفرويديون أن مجرد اطلاع المريض على ما يدور في لا شعوره من عقد ونوازع مكبوتة – وأغلبها جنسية الطابع – هي الخطوة الحاسمة نحو الشفاء ، التحليل النفسي من هذا النوع قليل الاستعمال ويقتصر على حالات خاصة منتخبة بما تتطلبه من جهد ووقت وتكاليف مادية .
    2- التحليل النفسي اليونجي (نسبة للعلامة يونج) ، وتدعى
    al therapy analytic- وهو يشابه التحليل النفسي للأعماق باعتماده على تداعي الكلمات والأفكار وتسلسلها الحر ويرمي إلى الكشف عن عالم اللاشعور ، لكنه لا يعتبر أن الجنس هو مصدر الأزمات والاضطرابات النفسية – كما يعتقد فرويد – بل كل ما في الحياة من مطالب روحية وحياتية ، وكذلك المطالب والغرائز السلالية للجنس البشري بأجمعه وليس للفرد الواحد .
    3- التحليل النفسي الأدلري (نسبة للعلامة أدلر) ، وهو لا يكترث باللاشعور والعقل الباطن ويؤمن بأن القوى المحركة للسلوك البشري تكمن في نزوعه إلى تأكيد الذات وسطوتها وبروزها . والعلاج النفسي الادلري يحاول أن يكشف للمريض ميوله واتجاهاته التي يريد بها – من طرف خفي – أن يعوض عن شعوره بالنقص ، وبذا يدرك المريض سر سلوكه الحالي واضطرابه النفسي . وتحتل هذه الطريقة أهميـة في الولايات المتحدة الأمريكية .
    4- العلاج النفسي السطحي (أو الخفيف) ، وهو أيّ علاج نفسي لا يحاول نبش أعماق اللاشعور أو الاهتمام بكل دقائق النزعات الذاتية ، بل يتوخى الاستعراض العام والسريع لا برز العلامات والحوادث لحياة المريض العاطفية ومساعدته على استيعابها وحلها . وتشتمل العلاجات النفسية السطحية على وسائل مختلفة اقتطفها وانتخبها علماء النفس كاجتهاد خاص بهم أو بمدارسهم الفرعية ، وهي :
    أ- العلاج النفسي الإرشادي ، وهي الطريقة التقليدية بإسداء النصائح والإرشادات التي يراها الطبيب النفسـاني (أو الصديق أو الحكيم في الماضي) مناسبة للمريض بعد دراسته . وهي وسيلة محدودة الفعالية في أغلب الأحيان ، لأنه لا يكفي أن تنصح المقامر مثلا يترك المقامرة لمضارها المعروفة ، بل أن تشرح له سر العوامل التي أدت به إلى هذا المصير وإلى كيفية التخلص منها .
    ب- العلاج النفسي ألقسري ، وهي أشبه ما تكون بسابقتها ، إذ يلجأ المعالج إلى الإرشاد والتوعية (الحازمة) للمريض مثلما ينصح الأب أبناءه أحيانا ، وللطريقة هذه مزاياها في حالات معينة فقط لدى الأشخاص الذين يحبون الخضوع والانقياد ، وفيما عدا ذلك فهي عقيمة كسابقتها .
    ج- العلاج التوجيهي المرتكز على المريض وهي الطريقة التي ابتكرها النفساني الأمريكي روجر . وتتلخص في أن يقوم المريض بالجزء الأكبر من الحديث والتعبير عن أفكاره ، بينما يقوم المعالج بدور الموجه الثانوي والتفسير الضروري جدا غير المباشر ، إلى أن يتوصلا إلى لب المعضلة ويكون المريض قد اكتسب معرفة أوسع لنفسه وبنفسه .
    د- العلاج النفسي الإيضاحي ، وهنا يزداد تدخل المعالج في التوجيه إلى حدود الشرح والإيضاح والتوعية ، وذلك من خلال الاعترافات وتصريحات المريض .
    ﻫ- العلاج النفسي الإيحائي ، ويزداد الدور الايجابي للمعالج فيتدخل في توجيه المريض بإيحاء الأفكار الصحيحة إلى ذهنه .
    و- العلاج النفسي الاسترخائي ، وهنا يهيأ للمريض جو من الهدوء التام والضوء الخافت والاسترخاء والانعزال عن العالم الخارجي بالإضافة إلى الإيحاء والإرشاد . وتستخدم بعض المراكز النفسية الحمامات والأمواج الكهربائية المنومة لتحقيق استرخاء أكثر مما لا يعد علاجا نفسيا صرفا .
    ز- العلاج بالموسيقى ، وهي ليست طريقة خاصة ومستقلة بذاتها ، بل إنها وسيلة إضافية لتحقيق الاسترخاء والبعد عن العالم الخارجي وبذلك تكون الموسيقى مفتاحا إلى تقبل الإيحاء والتوصل إلى الصفاء والهدوء .
    5- العلاج باللعب ، وهي الطريقة المفضلة لعلاج الأطفال ، فالتفاهم مع الأطفال عملية عسيرة ، وقد يعجز الكلام عن الإيصال وإيضاح الأفكار والانفعالات ، بل إن بعض الأطفال يحجمون عن الكلام أمام الطبيب النفساني . لذلك ابتكر بعض علماء النفس طريقة اللعب في غرفة وقاعات خاصة معدة لهذا الغرض ، ويترك الطفل ليلعب بشتى الأدوات مع نفسه أو بالاشتراك مع غيره من الأطفال المرضى ، ومن خلال ألعابه وسلوكه مع مواد اللعب أو الأطفال ، ومن نوعية إجاباته عن بعض الأسئلة التي يلقيها المعالج (عرضا) وبتعمد ، يمكن تكوين فكرة تقريبية عن أسباب مرضه وكيفية علاجه .
    6- العلاج النفسي التمثيلي (السايكودراما) ، وهي الطريقة التي ابتكرها النفساني الايطالي (مورينو) ، وأصبحت الوسيلة المتبعة في مراكز متعددة للعلاج النفسي في العالم . فبدلا من الحديث والتحليل النفسي بالكلام ، يطلب من المريض أن يقوم بتمثيل أدوار معينة في تمثيليات آنية أو مهيأة سابقا بالاشتراك مع مرضى آخرين ، ومن خلال تقمصه الأدوار (المريضة) والانفعالات والأحاديث المتبادلة تتجلى دفائن الأفكار والمشاكل والأسباب الخفية . وقد يسند الدور المعاكس إلى المريض لتحقيق هذه الغاية . فمثلا يقوم الزوج بدور الزوجة والعكس ، وعندئذ تصبح التمثيلية سجلا مثيرا لانفعالات غير متوقعة وتزيح الستار عن أسباب الخلاف الأسري ... الخ .
    7- العلاج بالتنويم المغناطيسي ، إذ يستخدم التنويم المغناطيسي كوسيلة للحصول على الاعترافات وللكشف عن سرائر النفوس التي قد لا يجرؤ المريض على الإفضاء بها وهو في كامل وعيه . كذلك يمكن إيحاء الأفكار الصحيحة إليه وهو نائم .
    8- الاستعانة بالعقاقير المهلوسة : يعجز المريض ويتوقف عقله عن التحرر من أسار الخجل والتردد أثناء التحليل النفسي ، وتنجح بعض العقاقير المصنوعة حديثا في فك عقدة لسانه والاسراع بالتصريح عن كوامن أفكاره – أي بإثارة تداعي الأفكار الحر مما يصبح أشبه بالهلوسة . وأشهر عقار استخدم لهذا الغرض هو (ل . سي . دي) D. C. L وهذه هي البداية تاريخ الـ ل . سي . دي ، إلا أن تسربه إلى السوق السوداء واستغلال المفسدين جعله في متناول الشباب المنحرفين والمجرمين وأصبح في عداد المخدرات الخطرة لما يحدثه في الجهاز العصبي من تحولات غريبة .
    9- العلاج النفسي السلوكي ، وهي الوسيلة التي تختلف تماما عما ذكرناه آنفا من وسائل علاجية . وهي تعتمد على نظرية السلوكيين القدامى والمحدثين والقائمة إن المرض النفسي مجرد (عادة خاطئة) تعلمها الإنسان في ظروف حياته . فالعلاج السلوكي يحاول تبديل السلوك بإزالة العادة السيئة أو التعويض عنها بتثبيطها وإبطال مفعولها . ويستعين السلوكيون لتحقيق هذا التحويل بالإيحاء المتكرر والمصحوب بالأدوية أو الآلات الكهربائية لتنفير المريض من عاداته وتحويله عنها . ولذلك فإن العلاج السلوكي لا يعد علاجا نفسيا خالصا لعدم اعتماده على الكلمات والاتصال العاطفي بين المعالج والمريض . ولم يثبت نجاحه في كل الحالات المرضية ، لكنه يبشر بالنجاح في علاج أمراض الإدمان على المخدرات والانحرافات الجنسية .
    10- العلاج الوجودي ، وهي طريقة حديثة مستمدة من الفلسفة الوجودية . وهنا يكون دور المعالج الوجودي أكثر فعالية من كل الطرق السابقة ، إذ لا تكتفي بالتعليق على (الهامش) أثناء الجلسات العلاجية ، بل إن من واجبه أن (يتقمص) موقف المريض ليفهمه ويشاركه انفعالاته ويساعده على توسيع أفق رؤياه وتمديد أبعاد الانفعال الوجودي فيه . ولا غرابة في ذلك ، لأن علم النفس الوجودي يقول بأن المرض النفسي هو (موقف انفعالي) تجاه الوجود والعدم ، وهو بالأحرى ليس مرضا مستقلا بل تحولا وجوديا .
    11- العلاج الديني ، الشفاء الروحي الديني قديم جدا ، وعنصره لا ريب فيه . فالاعتراف والنصح والتوجيه والعطف والمحبة تدخل الأمن والطمأنينة على النفوس . ولذلك أدخلت بعض المستشفيات العقلية معابد أو مصليات داخل المستشفى لتيسير أداء الشعائر الدينية مصحوبة بالإيحاء والتشجيع .
    12- العلاج النفسي الجماعي : في أعقاب الحرب العالمية الثانية ، ولتجمع أعداد غفيرة من المرضى النفسيين من المحاربين أو المدنيين ، فكر بعض علماء النفس في جمع أكثر من مريض في محل واحد لتطبيق مهام العلاجات النفسية الأنفة الذكر : من إيحاء واسترخاء وإرشاد ورياضة . ثم أصبح العلاج الجماعي فنا خاصا وأسلوبا متميزا لعلاج أمراض نفسية متعددة . ويجتمع من 7 إلى 12 مريضا في قاعة ، ويشاركهم الجلسة الطبيب المعالج وبعض مساعديه . ويفتتح حديثا في موضوع ما ويطلب من المجتمعين إبداء آرائهم وتعليقاتهم . وتلتحم المناقشات .. ولا يبدي المعالج نشاطا مباشرا إلا في إدارة دفة النقاش عند الضرورة للحث على الاستمرار أو لا بداء تعليقات مثيرة ومفيدة وتطوعية ، المريض وسط تلك الجماعة يرتبط بعلاقات إنسانية جديدة ، ويدخل في رحلة استكشاف لذاته ولغيره بالاحتكاك الفكري والعاطفي عند تكرر الجلسات ، وبهذه الطريقة تبدلت المواقف والأفكار والسلوك لدى المدمنين والمجرمين والمقامرين والمنحرفين جنسيا ، واستعادوا ثقتهم بالذات أو بغيرهم أو بالمجتمع .. وتحقق شعورهم بالانتماء وبالمسؤولية .
    الصفات المشتركة للعلاجات النفسية :
    من كل ما استعرضنا من وسائل علاجية ، نستطيع أن نجمع صفات مشتركة واتجاهات متجانسة بينها ، نعدها فيما يلي :
    1- إن العلاج النفسي هو عملية إعادة تربية وتطوير عاطفي للمريض ..
    2- أو إعادة تثقيف ...
    3- أو إعادة توعية وتبصير بالحقائق الحياتية وكيفية مجابهتها بالأسلوب الصحيح ..
    4- أو إعادة الثقة المفقودة بالنفس أو تقويتها واسترجاعها ...
    5- رفع المعنويات وترويض المخاوف وتهدئة القلق .
    6- إدخال الشعور بالطمأنينة والأمن والراحة النفسية .
    7- جعل الإنسان عضوا مفيدا وعنصرا حيويا في أسرته أو محل عمله أو مجتمعه ، بعد أن كان يشعر بالنشاز والغربة ، أو يتصرف بالانحراف ويسلك طريق الإجرام .
    8- إن الثقة المتبادلة ، وإيمان المريض بمعالجه وبسلامة الوسيلة العلاجية وعامل العاطفة يلعب دوره في إنجاح العلاج ، أو على العكس ، في فشله إذا لم تتوافر تلك الشروط .
    إن العلاج النفسي محاولة جادة لإنقاذ الإنسان من آلامه ومشاكله ، وتيسير حياة مستساغة له ولغيره من الناس .. وأن هذه الوسائل المختلفة تقتطف وتنتقي من كل مدرسة نفسية ما تعتقده مفيدا لمرضاها ، وقد تتبدل وتتطور هذه الوسائل في المستقبل وقد تصبح نسيا منسيا إذا ما ظهرت وسائل أحدث وأنفذ مفعولا . والإنسانية تتطلع دوما إلى الأحسن والأنفع .


  2. #2
    كاتبة
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    67
    المشاركات
    1,363
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    شكرا أخينا الفاضل ـ تميم فخري الدباغ
    لعظيم التفضل بنقل هذا الموضوع النفسي إلينا
    مع طلب الرحمة والمغفرة للمغفور له
    والدك وأستاذنا د. فخري الدباغ
    جزاك الله خيراً


  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية تميم فخري الدباغ
    تاريخ التسجيل
    02/10/2006
    العمر
    60
    المشاركات
    214
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام عليكم
    اختي العزيزة
    شكرا جزيلا على دعائك للوالد والحقيقة انت من القلائل الذين يردون على ما انشر من هذا التراث بل استطيع القول انك ممن يدفعوني دوما للاستمرار في ضخ المواضيع كلما اقرر ان اتوقف عن المشاركات لاني اجد ان الاطلاع لابأس به ولكن الردود تكاد تكون معدومة والحقيقة انا استفاد من الردود لتقدير نوع اهتمام الاخرين بالمواضيع لاركز على مجال دون اخر او مقالات دون اخرى .
    اكرر شكري وتقديري لكل من يتطلف ويرد ويبدي رأيه بصراحة فنحن لانريد ان نسمع المديح والاطراء بل نريد الرأي الذي ينفعنا وينفع الاخرين .

    اخوكم من العراق


  4. #4
    طبيب / مترجم الصورة الرمزية د. محمد اياد فضلون
    تاريخ التسجيل
    14/03/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    1,600
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    شكرا لك اخي تميم .
    المواضيع شيقة و غنية بالمعلومات المفيدة
    ان شاء الله ساقوم بقرائتها جميعا.
    و لكن اعذرني ان لم اقم بالتعقيب لان الاستاذ فخري رحمه الله الم بالموضوع من جميع جوانبه و لايمكن اضافة او نقد شيئ.
    اسالك ان تكتب لنا نبذة عن حياة الاستاذ فخري
    وفقك الله لما يحب و يرضى
    د. محمد اياد فضلون


  5. #5
    طبيب / مترجم الصورة الرمزية د. محمد اياد فضلون
    تاريخ التسجيل
    14/03/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    1,600
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    شكرا لك اخي تميم .
    المواضيع شيقة و غنية بالمعلومات المفيدة
    ان شاء الله ساقوم بقرائتها جميعا.
    و لكن اعذرني ان لم اقم بالتعقيب لان الاستاذ فخري رحمه الله الم بالموضوع من جميع جوانبه و لايمكن اضافة او نقد شيئ.
    اسالك ان تكتب لنا نبذة عن حياة الاستاذ فخري
    وفقك الله لما يحب و يرضى
    د. محمد اياد فضلون


  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية تميم فخري الدباغ
    تاريخ التسجيل
    02/10/2006
    العمر
    60
    المشاركات
    214
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام عليكم
    الاستاذ العزيز
    شكرا لردك الجميل على الموضوع ،ولكن رغم ان الكاتب هو والدي رحمة الله عليه الا انني اؤمن جدا بمقولة كان هو دوما يرددها ،وهي انه ماكتب يوما شيئا الا قال بعد ذلك كان يمكن ان يكون افضل ولو حذفت كذا لكان اجمل ولو اضفت كذا لكان يستحسن .
    فقد تعلمنا منه التواضع في كل شي ،وان كل شي قابل للنقد وللزيادة والنقصان .
    اما بصدد ماطلبته مني فاني فعلا اقوم بالاعداد لموضوع عن سيرة حياته خصوصا مؤلفاته ومقالاته علما انني قمت قبل سنة باصدار قرص مدمج يتناول سيرته بالكامل موثقة بالصور والافلام .
    اسأل الله ان اكون ابنا بارا بوالده ،وان يكون ماأقوم به من نشر لعلمه صدقة جارية له وليس حبا بالمباهاة والتفاخر .

    واكرر سلامي وشكري لكل من قرأ موضوعا في هذا المنتدى ثم دعا له وقرأ له سورة الفاتحة .


    اخوكم
    تميم الدباغ


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •